إسرائيل «تُصفّي» قادة محور الممانعة «من بيت أبيها»

- 20 يناير 2024 - 844 قراءة

  • كان الحاج صادق المسؤول الفعلي في "فيلق القدس" عن العراق وسوريا ولبنان فضلا عن فلسطين المحتلة وهو خليفة قاسم سليماني الفعلي

 

  • الحاج صادق يحظى باحترام لدى العديد من الشخصيات والفصائل العراقية اتاح له لعب دور توفيقي بين الفصائل العراقية

 

  • المشترك في مغزى الاستهداف الاسرائيلي لصادق وحدرج في اليوم نفسه هو ضرب حلقات الاتصال بين فصائل المقاومة

 

 

لم يعد مسلسل الإغتيالات الإسرائيلي "المنظم"، تطوراً عادياً في معرض "ميني الحرب" في غزة ولبنان والمنطقة، بعد الإمعان في تصفية ثلة من كبار قادة محور الممانعة، من "الحرس الثوري" وحزب الله" و"حماس"، وآخرها مسؤول إستخباراتي في "الحرس الثوري"، بهدف إضعافه وقطع اوصاله وشل حركته.

خبر الإغتيال تلو الإغتيال ينزل على “محور الممانعة” كالصاعقة، لكون الحرب الأمنية التي تشنها إسرائيل عليه، ومن دون القدرة على “الرد المناسب”، لا تقل شراسة عن العسكرية، فضلاً عن ان رجاله “يضربون من بيت أبيهم”، في مناطق تعتبر “الحضن الآمن”، الذي يتعرض لإختراقات نوعية غير مسبوقة، تؤدي إلى أن يكونوا هدفاً سهلاً في مرمى الإغتيالات.

لا شك ان اغتيال مسؤول الاستخبارات في “الحرس الثوري”، وهو المعروف باسم الحاج صادق، بغارة جوية اسرائيلية في دمشق، شكل صدمة كبيرة في الاوساط الايرانية، كما لفصائل محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان. فالحاج صادق بحسب المصادر الموثوقة في بغداد، هو الذي تولى ادارة الملف الامني والسياسي في العراق بعد اغتيال قاسم سليماني قبل اربع سنوات، واصبح معروفا من مختلف القوى السياسية، وتأتمر بأمرته الفصائل المسلحة الولائية الشيعية في العراق، واكتسب اهميته من كونه الى جانب خبرته الطويلة في العلاقة مع الاذرع الايرانية في المنطقة، اتقانه اللغة العربية، في الوقت الذي يفتقد فيه قائد “فيلق القدس” اسماعيل قاآني هذه الميزة.

واستنادا الى مصادر على معرفة بالحاج صادق، فانه كان يتولى الاشراف على القرار السياسي والامني في “فيلق القدس”، وهو بخلاف العقيد رضا الموسوي، الذي اغتيل بغارة جوية اسرائيلية ايضا قبل اسابيع في دمشق، والذي كانت مهمته عسكرية تنفيذية، كان الحاج صادق المسؤول الفعلي في “فيلق القدس” عن العراق وسوريا ولبنان فضلا عن فلسطين المحتلة، وهو عمليا خليفة قاسم سليماني الفعلي وليس اقل من ذلك.

وصف “الصدمة” قد لا يكون كافيا لتوصيف هول ما جرى، بحسب مصادر على صلة بفصائل المقاومة، التي اخذت تعتمد بعد عملية “طوفان الأقصى” وسائل احتياط وتخفٍّ لمعظم كوادرها الامنية والعسكرية، بحيث تسأل أوساطها كيف اجتمع كل هؤلاء الذين استشهدوا من “الحرس الثوري” والعراقيين وغيرهم، في مكان بحي المزة في دمشق، ليكونوا فريسة سهلة للطيران الاسرائيلي، خصوصا انهم من صف الكوادر القيادية الاولى، فيما اعلن لاحقا وبعد ساعات على عملية الاستهداف، عن وفاة احد جرحى الانفجار من “الحرس الثوري” كانت وكالة “مهر” الايرانية نشرته نقلا عن مصدر مطلع لم تسمه، إن “مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه وعنصرين آخرين من الحرس، قتلوا في الهجوم الذي شنته إسرائيل على سوريا”.

لم تتطرق الوكالة الايرانية، الى ذكر اسماء غير ايرانية، سقطت نتيجة الغارة الجوية على مقر معلن للحرس الثوري، من جنسيات اخرى.

وتشير المصادر العراقية الى ان “الحاج صادق يحظى باحترام المسؤولين والشخصيات العراقية، فهوكان يتمتع بشخصية محببة ودبلوماسية، اتاحت له لعب دور توفيقي، داخل الساحة بين الفصائل العراقية”.

في المقابل، يمكن الاشارة الى ان غارة المسيرة الاسرائيلية بعد غارة دمشق بساعة، التي ادت الى اغتيال الكادر العسكري في “حزب الله” علي حدرج ورفيقيه في البازورية بجنوب لبنان، الى ان عمليتي الاغتيال مترابطتان، انطلاقا من ان حدرج يرتبط بفيلق القدس وان كان من موقع المنسق في الجنوب بين الفصائل الفلسطينية و”حزب الله”، وايضا في اطار امن الاتصالات، وبالتالي فان المشترك في مغزى الاستهداف الاسرائيلي هو ضرب حلقات الاتصال بين فصائل المقاومة.

وما يمكن ادراجه في سياق المعلومات، ان حالة الغضب تتنامى داخل الاطار العسكري في “حزب الله”، خاصة ان الاسرائيليين يقومون بتنفيذ عمل ممنهج لاغتيال الكوادر الميدانية، والتي يقع على عاتقها ادارة العمليات العسكرية، فيما عملت قيادة الحزب السياسية على تهدئة هذا الغضب، بالقول انهم لا يريدون حربا مفتوحة، وان “الاميركيين متكفلون بلجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو”، فيما عمليات اغتيال وقتل الكوادر في “حزب الله” و”حماس” و”الحرس الايراني” مستمرة دون توقف.

صوت الحرب يعلو في اوساط العسكريين في حزب الله، ويضغط على الجانب السياسي، وحجتهم انهم لن يتفرجوا على قتل كوادر المقاومة، دون ان يبادروا الى رد مناسب.

صدمة اغتيال الحاج صادق في دمشق كبيرة، وقد تفتح الباب على تطور ميداني، يفرض سلوكا آخر من قبل اذرع ايران في المنطقة، علما ان اعتبار سوريا مكانا غير آمن لقيادات ايرانية، وللحزب وغيرهم، بات اكثر من حقيقة، رغم الاحتياطات الامنية المعتمدة في سوريا ولبنان، بعد ما ظهرت اختراقات امنية اسرائيلية، جعلت من عمليات التنقل بين البلدين لافراد المقاومة وقياداتهم تتم بسرية مطلقة، والاقامة في اماكن متعددة غير مألوفة ولا معهودة.

|الحاج صادق ورفاقه نعاهم الحرس الثوري اليوم

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.