التواصل الدولي مع النظام الإيراني مضيعة للوقت

- 19 يوليو 2022 - 486 قراءة

منذ أن شرعت البلدان الغربية في السعي من أجل إحتواء النظام الايراني بغية تغيير نهجه وسلوکه وذلك لإعادة تأهيله، فإن الحقيقة التي لايمکن لأحد وبشکل خاص الدول الغربية التهرب منها، هو إن هذا النظام ليس لم يقم بأي تغيير في نهجه وسلوکه فقط بل وإنه تمادى أکثر من السابق وإزداد شرا وعدوانية وحتى إنه يصبح عاما بعد عام أسوأ من السابق، وهذه حقيقة تثبتها تصرفاته العملية المتجسدة على أرض الواقع.

السٶال الذي يجب يوجه الى أي طرف أو دولة يتوقع إمکانية أن يغير نظام ولاية الفقيه في طهران من سلوکه ونهجه هو؛ مالذي قد تغير في سلوك ونهج النظام الايراني بعد مرور أکثر من ثلاثة عقود من المراهنة على سياسة الاسترضاء والمهادنة مع هذا النظام؟ هل کان قبل عشرين عاما مثلا مهيمنا بنفوذه على أربعة دول عربية؟ هل کان قبل عقدين مثلا يهجم على ناقلات النفط ويهاجم مطارات بلدان المنطقة کما يفعل الان؟ هل کان قبل ثلاثة عقود يمتلك أذرعا عميلة له في بلدان المنطقة کما هو الحال الان؟ وإن هذه الاذرع إمتداد لشره وعدوانيته ويقوم بإستخدامه ضد أمن واستقرار الدول والسعي من أجل إبتزازها، ولما يعرف العالم کله وليس هذا الطرف أو تلك الدولـة التي تعقد الامل على النظام الايراني إجابة هذه الاسئلة، فإن هناك سٶال أهم وهو؛ إذن مافائدة هذا الاسلوب من التعامل مع النظام الايراني طالما ثبت عدم جدواه؟!

الکذب والخداع واللف والدوران والتمويه وتحريف وتزييف الحقائق، هي من السمات الاساسية للنظام القائم في إيران والتي لايمکن أن يتخلى عنها فهو بدون ذلك لايمکن أن يستمر، وهناك الالاف من الامثلة التي تثبت ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، زعم هذا النظام من إنه سيعمل من أجل الوحدة الاسلامية، فهل کانت الامة الاسلامية قبل هذا النظام أم بعده أحسن حالا من حيث وحدة صفه وکلمته؟ قطعا قبل هذا النظام حيث لم تکن هناك فتن طائفية وتدخلات هنا وهناك وتصدير للتطرف الديني والارهاب. کما إننا نسأل؛ مالذي حققه وأنجزه هذا النظام بشأن وعوده بخصوص الاعتدال والاصلاح؟ هل حقق وأنجز ولو خطوة واحدة مثلا؟ بالطبع کلا!

لن يغير نظام الملالي سلوکه ونهجه العدواني أبدا، هذه هي الحقيقة التي لايجب التهرب منها أو تجاهلها إذ أن ذلك أشبه مايکون بعملية خداع للذات أو أن تضحك دولة ما بإرادة منها على ذقنها! إلقاء نظرة على تجارب هذا النظام العدواني منذ تأسيسه لحد يومنا هذا تتضح حقيقة واحدة وهي إنه دائما يعد بشئ ويعمل بخلافه، وهو قد أثبت ذلك وصار معروفا للجميع، إذ لاهو يتمسك بالاتفاقيات التي يقوم بتوقيعها ويلتزم بها کما فعل مع الاتفاق الذي أبرمه مع وفد الترويکا الاوربية بشأن برنامجه النووي عام 2004 ونفس الشئ بالنسبة للإتفاق النووي الذي أبرمه في 2015، بل وحتى مافائدة محادثات فيينا وکيف إن هذا النظام يقوم في ظل المحادثات بمساعي‌ السرية من أجل حيازة القنبلة النووية، ومن هنا يحق لنا التساٶل؛ مالفائدة من التواصل الدولي مع النظام الايراني؟ أليس مجرد مضيعة للوقت والجهد؟

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.