الدفتر الإيراني: چيوبلوتكس لأوراسيا الجديدة وإيران

- 27 مارس 2022 - 570 قراءة

يقول  نافذ أبو حسنة انه مع انهيار الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية مطلع تسعينيات القرن الماضي، سقطت الثنائية التي قسمت العالم إلى قسمين على أساس النظرية السياسية والاقتصادية، حيث سادت لعقود ثنائية الرأسمالية/ الاشتراكية الشيوعية. ورغم محاولات عدة لاختراق هذه الثنائية باسم “النظرية الثالثة” على غرار “هواسات” الزعيم الليبي “معمر القذافي” في أطروحات “الكتاب الأخضر”، وعلى غرار التنويعات على النظريتين مثل القول بالاشتراكية الديمقراطية وغير ذلك من الطروحات، فقد ظلت الهيمنة قائمة لتلك الثنائية، مع أن هناك من يحتسب النظريات “القومية” والقومية المتطرفة مثل: الفاشية والنازية، بوصفها “نظرية ثالثة”.  بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومعه النظرية الاشتراكية الشيوعية، كان هناك من قرر الاحتفال في الغرب معتبراً ذلك السقوط انتصاراً نهائياً للرأسمالية (أو اللبرالية) فوضع المفكر الأمريكي من أصل ياباني “فرانسيس فوكوياما” كتابه الشهير: “نهاية التاريخ”. ورأى مفكر أمريكي آخر هو “صامويل هانتغتون” أن سقوط الشيوعية لا يعني انتهاء الصراع، وبشر تالياً بما أسماه “صدام الحضارات”، وباستمرار الصراع على أساس التصادم بين الشرق والغرب.  واقع الحال أن الرأسمالية المنتصرة كانت تواظب على تعيين عدو جديد، وهي تنفرد بقيادة العالم وفق ما عرف بـ “النظام العالمي الجديد” الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي في حينه “جورج بوش الأب”. وذهب العديد من مفكريها إلى اعتبار “الإسلام عدواً”، في حين رأى آخرون أن الأخطار قادمة من الصين، وأن الخطر الروسي لم يقوض تماماً. بالمقابل ثمة من رأى أن من المبكر الاحتفال بالانتصار الحاسم للرأسمالية واللبرالية. كما أن فكرة القطبية الأحادية لن تنجح في قيادة العالم، ولن تجلب أمناً ولا استقراراً، بل ستقوي النزعة العدوانية، وتزيد من المخاطر على الأمم الصغيرة. لكنه ومع النقد الحاد للرأسمالية في نسختها “النيوليبرالية” ولسياسات العولمة، وللقطبية الأحادية أيضاً، لم يجر إنتاج مكافئ نظري يمتلك القوة الكافية للتعميم، ولأن يصبح نداً يعيد العالم إلى الثنائية التقليدية. ويبدو أن إيجاد هذا المكافئ النظري، هو ما يحاوله المفكر الروسي “ألكسندر دوغين” في طرحه لـ “النظرية السياسية الرابعة”.

نقدم هنا تعريفاً لألكسندر دوغين، وعرضاً للظروف التي أفرزت نظريته، ثم تعرض مفهوم النظرية السياسية، لتتناول أبرز محاور نظرية دوغين، ولتجيب أخيراً على السؤال حول أصالتها، وماذا إذا كانت تملك عناصر النظرية كاملة، وقدرتها على تشكيل المعادل النظري للرأسمالية واللبرالية.  وتنتهي بخلاصة مكثفة جداً.  ألكسندر دوغين هو سياسي و فيلسوف وباحث سياسي واجتماعي روسي، ومؤسس للمذهب الأوراسي الجديد. ويتجه نشاطه السياسي نحو استحداث إقامة دولة روسية عظمى عن طريق التكامل مع الجمهوريات السوفيتية السابقة،  وبالدرجة الأولى الأقاليم التي ينطق أهاليها اللغة الروسية مثل القرم وأوكرانيا الشرقية.  ولد “دوغين” في عائلة عسكرية في يناير 1962، وكان والده ضابطاً كبيراً في “الاستخبارات العسكرية السوفياتية” في هيئة الأركان العامة. ودرس في معهد موسكو للطيران. لكنه لم يكمل دراسته فيه لأسباب سياسية. ودافع فيما بعد عن أطروحة الفلسفة ليحوز على درجة الدكتوراه في الفلسفة ، كما دافع فيما بعد عن أطروحة العلوم السياسية لينال درجة دكتوراه الدولة في العلوم السياسية. وعمل دوغين بتوصية من والده في قسم الوثائق الروسية في “الكي جي بي” ونتيجة لاطلاعه ودراسته لهذه الوثائق التي لم يعلم بوجودها سوى قلة قليلة من الناس، استطاع البحث والتحقيق في الفاشية والأوراسية والنظريات المختلفة، ويكوّن آراءً بشأنها. وكان يمارس في ثمانينات القرن الماضي نشاطاً معارضاً للسلطة السوفيتية. وانخرط في بعض التنظيمات ذات الطابع القومي بما فيها جبهة ” باميات” (الذاكرة)  التي ترأسها الناشط القومي دميتري “فاسيليف”. إلا أن انهيار الاتحاد السوفيتي غيّر موقفه من النظام السوفيتي والشيوعية، بشكل جذري وبدأ  يصف هزيمة الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة، بأنها انتصار لحضارة البحرعلى حضارة اليابسة من وجهة النظر الجيوسياسية، وعاد الى فلسفة البلشفة الوطنية والميتافيزيقية الشيوعية والمذهب الاوراسي.

وشارك دوغين في اكتوبر عام 1993 في الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس الروسي “بوريس يلتسين” واصفاً هزيمة البرلمان بأنها مأساة شخصية له، الأمر الذي حمله على تولي مبادرة تأسيس “الحزب البلشفي القومي” المعارض لـ “يلتسين” الذي كان يمارس آنذاك سياسة الموالاة لأمريكا واتباع القيم الليبيرالية. وحينذاك أيده “إدوارد ليمونوف” الكاتب الطليعي والمنشق والسياسي المعارض المعروف. وشارك “دوغين” في نشر عدّة منشورات، وواصل نشاطاته السياسية عن طريق ذلك. وكان واحداً من الذين ساهموا في كتابة النظام الأساسي للحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي، الذي دبّت فيه روح جديدة تحت قيادة السياسي الشيوعي “غينادي زوغانوف”. وكان نتاج هذا النظام الأساسي ذا لهجة قومية أكثر منها ماركسية. حيث اتصفت المقالات التي كتبها بالروح الشاعرية والميتافيزيقية القوية. كما واصل اهتمامه  بالمذهب الأرثوذكسي القديم  إلى الاقتناع بحقيقة التوحيد وضرورة النهوض بالتقاليد الأرثوذكسية القديمة،  في إطار الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المعاصرة. وفي عام 1998 انسحب “دوغين” من الحزب البلشفي لأسباب أيديولوجية، وأصبح مستشاراً لرئيس مجلس الدوما الروسي آنذاك “غينادي سيليزنيوف”، وتولى رئاسة “مركز التجربة الجيوسياسية ومجلس الأمن القومي” لدى رئيس مجلس الدوما. وبدأ “دوغين” في الوقت نفسه بإلقاء محاضرات في الموضوع الجيوسياسي في هيئة الأركان العامة الروسية.

بعد تولي فلاديمير بوتين السلطة في روسيا  بدأت مرحلة جديدة في نشاط “دوغين” السياسي حين انتقل من معسكر المعارضة الراديكالية إلى معسكر الموالاة للسلطة. وفي مطلع الألفية كان دوغين يدافع عن أفكار “النزعة الأوراسية المحافظة” التي عرضها على السلطة بصفتها  قاعدة أيديولوجية للسلطة الروسية الجديدة. وتولى إدارة مذهب جديد، وهو مذهب الأوراسية الجديدة، وألف  كتاباً تحت عنوان ” الطريق الأوراسي كفكر وطني”. ومع استقرار الوضع في روسيا عاد “دوغين” إلى الممارسة العلمية، حيث ألقى محاضرات في جامعة موسكو الحكومية  تحت عنوان ” مذاهب ما بعد الفلسفة” صدرت فيما بعد  في كتاب . وانتقد فيها المفاهيم الفلسفية الرئيسية  في إطار 3 تشكيلات تاريخية وهي: تشكيلة ما قبل الحداثة وتشكيلة الحداثة، وتشكيلة ما بعد الحداثة. ولدى حديثه عن مرحلة ما قبل الحداثة، أشار إلى أن فكر الحداثة الذي ولد في أوروبا الغربية، لم يستطع الاستقرار على الأرضية الروسية،  حتى في أوساط النخب السياسية والاقتصادية والثقافية. فيما يعيش المجتمع الروسي بجملته مرحلة ما قبل الحداثة. وألقى دوغين في ديسمبر/كانون الأول عام 2007 محاضرة في موضوع “النظرية السياسية الرابعة” عارض فيها  3 نظريات رئيسية للقرن العشرين: وهي النظرية الليبيرالية والنظرية الشيوعية والنظرية الفاشية، وقال إن روسيا تسير وفقاً للنظرية الرابعة.  يتولى ألكسندر “دوغين” إدارة القسم الدراسي الخاص بالعلوم الاجتماعية الدولية في جامعة موسكو الحكومية، وهو بروفيسور ودكتور في العلوم السياسية. ويجيد 8 لغات أجنبية.

يمكن للتدقيق في سيرة “ألكسندر دوغين” أن يكشف عن شخصية متمردة وحالمة ومسكونة بـ “مجد روسيا” في آن معاً. وربما يفترض البعض أن انهيار الاتحاد السوفياتي كان انهياراً لمنظومة تضم عدداً كبيراً من الدول والقوميات، وهذا صحيح إلى حد بعيد، ولكنه قبل ذلك وبعده كان انهياراً لروسيا وحضورها الإمبراطوري في السياسة الدولية. وعملياً فقد كان “مجد روسيا” حاضراً في تفكير الكثير من النخب الروسية (والسوفياتية) حتى الشيوعية منها. وسوف لن يبدو مستغرباً أن يتحدث الزعيم الشيوعي السوفياتي (الجورجي الأصل) “جوزيف ستالين” عن “مجد روسيا، والشعب الروسي العظيم”، في احتفالات النصر التي تلت الحرب العالمية الثانية.  شكل الاتحاد السوفياتي (وروسيا في قلبه) قطباً دولياً منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. ومع أن قوته (الاقتصادية والعسكرية) لم تكن بحجم القوة الأمريكية، إلا أنه استطاع الحضور نداً في السياسة الدولية التي اتسمت طوال عقود بما عرف بـ “ثنائية القطبية”، وبسيادة منطق “الحرب الباردة”. تقدم سرديات عديدة جملة كبيرة من الأسباب التي أدت إلى الانهيار السوفياتي، ومنها: الفساد والترهل الإداري، وتفشي البيروقراطية، وغياب الحريات الأساسية، والأزمات الاقتصادية المتتالية، واستنزاف الموارد في دعم دول المنظومة الاشتراكية، وفي سباق تسلح هائل فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على السوفيات. ولعل السبب الأخير هو الأوقع أثراً على تلك البنية الكبيرة التي كانت لديها موارد كثيرة، ولكنها كانت تقوم بإنفاق هائل أيضاً. ويحسب على أسباب الانهيار أيضاً “الخلخلة” التي أصابت منظومة الدول الاشتراكية، والتي بدأت تخرج من الفلك السوفياتي محدثة صدوعاً واسعة في ما كان يطلق عليه الإعلام الغربي اسم “الستار الحديدي”.

بدأ الانهيار من طريق اقتراحات لإعادة النظر في الرؤية وطرق العمل السياسي والاقتصادي قدمها زعيم الحزب الشيوعي في حينه “ميخائيل غورباتشوف”، والذي عرض رؤاه تحت عنوانين شهيرين هما: “البروسترويكا” و” الغلاسنوست” (التغيير والشفافية). وهو اعتقد أن بالإمكان إعادة تجديد الحزب والنظام معاً، لكن النتيجة كانت مغايرة تماماً لما أراده: سقط الحزب والنظام والمنظومة السوفياتية في آن معاً، وكاد السقوط يطيح بالاتحاد الروسي نفسه.  مثل هذا الزلزال الذي أخذ زمناً مديداً صدمة كبيرة على مستوى العالم كله. أعلنت الولايات المتحدة انتصارها. وجاءت المتغيرات بـ “دمية مخمورة” (بوريس يلتسين) إلى رأس السلطة الروسية، ليشعر القوميون الروس، فضلاً عن الشيوعيين القدامى بإذلال شديد لبلادهم. لم يكن الإحساس بالإذلال متعلقاً بشعور قومي مجروح فقط، بل كان الإذلال واقعاً قائماً. ولعل من مشاهده العالقة بذاكرة الكثيرين، وقوف مئات الناس أمام المتاجر الخالية وهم يتضورون جوعاً في ما كان إمبراطورية كبيرة، فضلاً عن مشاهد أخرى كثيرة. ومن بينها تآكل الترسانة العسكرية التقليدية، وعمليات البيع غير المشروعة للأسلحة والتكنولوجيا العسكرية. كما بدأت أقاليم ودول في الاتحاد الروسي تسعى إلى الانفصال. وسيطرت المافيا على الاقتصاد، وشاعت الجريمة على نحو غير مسبوق.

ترجم الرد على الإذلال بمحاولة انقلاب عسكرية فاشلة. وبقي يلتسن في السلطة لبعض الوقت قبل أن يستقيل عام 1999 ويكلف رئيس الوزراء “فلاديمير بوتين” رئيساً بالوكالة، قبل أن يصبح رئيساً منتخباً في العام التالي. وقد عمل “بوتين” سابقاً في جهاز الاستخبارات الروسية وفي ديوان الرئاسة، وكان في السابق ناشطاً في الحزب الشيوعي السوفياتي. وقد نجح في بناء  شبكة تحالفات معقدة من أجهزة المخابرات ورجال الأعمال والكنيسة والمؤسسة العسكرية والقوميين الروس والشيوعيين الغاضبين على ما حل بالبلاد. ووفر من خلال هذه التحالفات سلطة للعودة بالاتحاد الروسي إلى أن يكون دولة محترمة، فنجح في وقف النزعات الانفصالية بعنف شديد، وأخذ في تنشيط الاقتصاد مستفيداً من عائدات النفط والغاز. لكنه في تلك المرحلة بدا غير مهتم بدور روسيا الدولي، فبقيت روسيا قزماً سياسياً على المستوى الدولي، بينما كان الغرب منفرداً بقيادة العالم، حتى أن روسيا لم تستطع وقف الهجمات على حلفائها الصرب (الأرثوذكس). وفقط في نهاية ولايته الرئاسية الثانية (2007) بدأ “بوتين” بالمشاغبة على الولايات المتحدة، وهو الوقت الذي طرح فيه دوغين نظريته السياسية. بحيث يبدو متناغماً بشكل كبير جداً مع طروحات “بوتين” الذي طرح أفكاراً ودخل في مشاريع لتوسيع الفضاء الروسي انطلاقاً من محاولة لملمة بقايا الاتحاد السوفياتي، وقمع قوى التهديد للاتحاد الروسي على غرار ما حدث في جورجيا. سعى “بوتين” لإقامة نوع من التجمع الدولي في الفضاء القريب لروسيا من أجل مواجهة الهيمنة الأمريكية والغربية، وهنا جرى استحضار فكرة ” الأوراسية” (الفضاء الأوروبي الآسيوي)، وهي فكرة تعود إلى القرن الماضي.   تجري الإشارة غالباً إلى أن “دوغين” هو العقل المدبر لـ “بوتين” على مستوى التفكير السياسي الإستراتيجي حول دور روسيا. وثمة إشارات إلى أن “دوغين” يتولى صوغ أفكار الرئيس. وربما التقى الإثنان في الرؤية حول مجد بلادهما. ولكن ما نريد التأكيد عليه هنا هو أن “نظرية دوغين” تمثل رد فعل على الانهيار السوفياتي، وتراجع الدور الروسي، والذي عاد بقوة الآن، خاصة بعد “حرب القرم” والتدخل الروسي في سوريا.

 

تشكل “الأوراسية الجديدة” مرتكز “نظرية دوغين” الذي يعتبر أن القرن العشرين هو قرن الأيديولوجيات التي فشلت. و “يرى دوغين أنه منذ هزيمة الفاشية والشيوعية وذهابهما فى التاريخ، فان الليبرالية تصول وتجول فى الساحة دون منازع، بل حتى تتظاهر بأنها ليست أيديولوجيه إلى جانب الإيديولوجيات الأخرى، بل هى واحده من مكونات الحياة الانسانيه الطبيعية.. ويعتبر دوغين أنه مع ” فشل المشروع الحداثي الغربي والمصير المأساوي الذي أنتجته أيديولوجياته الثلاث الرئيسية: الليبرالية والشيوعية والفاشية. ولم تستطع حماية الشعوب، أو أن تضمن لها الرفاهية والسلام، فقد أفلست الليبرالية (النظرية الأولى) حين دفعت الإنسان العقلاني إلى الاغتراب والفناء والوهم بعدما فككت مرجعياته. تقود الولايات المتحدة الأمريكية المشروع الليبرالي بنمطه الاحتكاري وتسعى إلى عولمته وفرض معاييره. فهما يلتقيان، حيث يتفق ما تقوم الليبرالية عليه من الفردانية وأن الإنسان معيار كل شيء، مع سيطرة أمريكا باعتبارها مرجعاً للنظام العالمي. ولكن يثبت الوعي النقدي أن قيم الليبرالية زائفة، فالفرد المقدس والحر غدا مع المجتمع الاستهلاكي، عبداً للسوق والسلع، والديمقراطية أصبحت تنتج اللامساواة والاستبداد، لتتحطم بذلك السرديات الكبرى حول العقلانية والتقدم والمساواة”. لا يقل نقد “دوغين” للنظريتين الأخريين حدة عن نقده لليبرالية، ” ففلسفة اليسار (النظرية الثانية) تشهد تحولات وأزمة في مشروعها ومنطوقاتها الدوغمائية. وينقسم اليساريون عموماً إلى اتجاهات ثلاثة: اليسار القديم، الشيوعية القومية، اليسار الجديد، النيو يسارية، ما بعد الحداثي، وكلها تعاني فقدان مشروع ثوري للمستقبل واكتفت بمطالب لا تختلف عن مطالب الليبراليين: تمثيل أكبر، حرية، حقوق الإنسان، مساواة. أما نسخة اليسار المتطرفة الفاشية (النظرية الثالثة) التي مورست على يد موسوليني ومشروع الاشتركية القومية لهتلر، فهي لم تكن بالفعل نزعة دولاتية، بل كانت اشتراكية بمعنى أنها عملت على تعبئة المكونات الاجتماعية – أحياناً بمنهجية قسرية- لخدمة جهاز الدولة”.  هذه الرؤية النقدية التي تحكم على النظريات الثلاث بالفشل، وبعدم صلاحيتها لروسيا التي مرت من وجهة نظر دوغين” بمرحلتي الشيوعية والليبيرالية . ويتوجب عليها الآن الدخول في مرحلة جديدة تعتمد على رؤية سامية تعم الفضاء الأوراسي الواسع، من شأنها تطبيق فكرة ميتافيزيائية مستحيلة تكمن في تحويل العالم على أسس أخلاقية جديدة وليس على قيم مادية استهلاكية برجوازية”.  وعليه يبدو التأسيس النظري منطلقاً من خصوصية روسيا إلى حد بعيد، وهي التي تمتد أراضيها ما بين القارتين الآسيوية والأوروبية، وتناسبها تماماً فكرة “الفضاء الأوراسي” بما أنها (روسيا) وبحسب “دوغين” “تنتمي إلى الشرق ثقافياً، ويجب أن تقف كزعيم في وجه العالم الأحادي القطب “الغربي – الأمريكي”. وكان قصده مما يسميه أوراسيا، روسيا الكبيرة التي لديها حلفاء بينها إيران وتركيا والصين والهند وبعض الدول في أوروبا الشرقية. ويقول في تعريف الأوراسيا بأنها فلسفة سياسية مع ثلاثة مستويات (خارجية ووسطى وداخلية). فعلى المستوى الخارجي، تشتمل هذه النظرية على عالم متعدد الأقطاب، أي هناك أكثر من مركز دولي لصنع القرار، أحدها الأوراسيا التي تضم روسيا ودول الإتحاد السوفيتي السابق. ويتابع “دوغين”: “الأوراسية على المستوى المتوسط، تقول بالتقاء دول الاتحاد السوفيتي، إلى جانب نموذج عابر للحدود، أي تشكيل دول مستقلة. أمّا على مستوى السياسة الداخلية، فهي تعني تحديد الهيكل السياسي للمجتمع وفقاً للحقوق المدنية، وعلى أساس أقسام من نموذج الليبرالية والقومية”.  هذه المستويات الثلاثة في فلسفة الأوراسية هي التي يتشكل على أساسها نوع واحد من السياسة الخارجية فقط، وهي سياسة مستقلة عن العولمة، والعالم الأحادي القطب والقومية والإمبريالية والليبرالية. ولهذا تعدّ الأوراسية بشكل عام نموذجاً فريداً للسياسة الخارجية.

في القراءة التي قدمها “د سماعين جلة” لكتاب “دوغين” “النظرية السياسية الرابعة” يرى أن المفكر الروسي “يطمح لصياغة فلسفة متعالية هي بمثابة نظرية رابعة تؤمن بعالم متعدد وأخلاقي، عالم يعترف بالشعوب الأخرى وبحريتها بعيداً من قيم المركزية الغربية المفروضة. هو عالم ممكن إذا استطاعت روسيا إنتاج إيديولوجية خاصة بها، وتجسدت السيادة الجيوسياسية لقوى القارة الأوراسية، قوى البر، التي تشكلها كل من روسيا، الصين، إيران، الهند، ضد قوى الأطلسية. ووحدها أيديولوجية بديلة ذات نزعة محافظة ثورية قادرة على قول لا معارضة لخط الزمن التاريخي ومنطقه بعقلانية ومنهجية. وتنطلق من تعزيز ماضي الشعوب لكبح مشروع الحداثة، وإعادة الفرد المستلب إلى الله، وإلى الجماعة وإلى الروح”.

وفق المقاييس النظرية البحته لمفهوم النظرية السياسية، يمكن اعتبار طروحات “دوغين” بمثابة “نظرية سياسية”. ومثلها مثل كل نظرية سياسية، فلها من يؤيدها ولها من يعارضها. ووفق “يفغيني دياكونوف” “ينتقد البعض دوغين ويتهمه باتباع مذهب فاشي . إلا أنه يرفض ذلك قائلاً: إن النظريات الشيوعية والفاشية والليبرالية قد فات أوانها في القرن العشرين. وروسيا تواجه الآن تحديات مرحلة جديدة، أو بالاحرى مرحلة الثورة الروسية الوطنية المحافظة التي تتصف بالجمع بين الأصالة والوفاء للتقاليد والأخلاق الوطنية من جهة، والبرناج الاقتصادي اليساري الذي يقضي بالعدالة الاجتماعية والحد من فوضى السوق والتخلص من عبودية الفوائد وحظر المضاربة في البورصة والاحتكارات،  وانتصار العمل النزيه على السعي إلى كسب المال”. وغير خاف أن تطابق الرؤى بين الرئيس الروسي والمفكر “دوغين” قد جلب مؤيدين كثر للنظرية التي يرى فيها البعض مذهباً سياسياً رسمياً لروسيا. حيث “يحظى الفكر الأيديولوجي الذي يتبعه ألكسندر دوغين بدعم  بعض المسؤولين الحكوميين والإعلاميين، وبينهم إيفان ديميدوف المسؤول في الديوان الرئاسي، وميخائيل شيفتشينكو وميخائيل ليونتيف  مقدما البرامج في القناتين الأولى والثانية للتلفزيون الحكومي وألكسندر سولونين عميد كلية الفلسفة في جامعة بطرسبورغ الحكومية، إلى جانب ألكسندر بروخانوف رئيس هيئة تحرير صحيفة “زافترا” الذي يصف دوغين بأنه منظر روسي واعد،  ونجم صاعد في فلك الفلسفة الروسية يجمع بين التقاليد الروسية ورؤى الحداثة الطليعية، نظراً لأن النزعة الأوراسية ستجند مستقبلاً ألوفاً وألوفاً من الأنصار الحاشدة. اما ألكسندر دوغين فهو برأيه  منظر بارز لهذه النزعة المستقبلية”. كما تنال طروحات “دوغين” تأييداً كبيراً من القوى التي تناهض الهيمنة الأمريكية، وتلك التي تطمح إلى عالم متعدد الأقطاب. ولكن هناك من يوجه نقداً لطروحات المفكر الروسي. “يرى دوغين أن النخبة السياسية هي بنية غير متجانسة تقودها شبكات التجسس الغربية التي تقاطع  المبادرات السياسية للقيادة السياسية العليا . وهو يصف الليبيراليين الغربيين والقوميين الراديكاليين بأنهم  خصوم رئيسيون له وللدولة الروسية عموماً”.  يسجل د سماعين جلة ملاحظة لافتة على نصوص دوغين أيضاً.  ” قبل تحديد موقع روسيا الإستراتيجي، وجب الإشارة إلى أنها يجب أن تعالج تحديات داخلية تخص تمثيل الأصول الاجتماعية والإثنيات المتباينة، والاختيار بين أيديولوجية ليبيرالية أو محافظة، ومعالجة الآثار السلبية للتحديث في هوية المجتمع. من بين التحديات الرئيسية أن جهاز الدولة (اللفياثان) الذي يقوم على التخويف والإخضاع، فقد هيبته وأصبح مجرد شبح، وهو يشتغل من طريق النهب والفساد. عليه، فالحل الأوراسي وفق النظرية السياسية الرابعة يكمن في تشكيل نظام البوليس السري والقمع. نظام جديد هو الذي عرفته روسيا في القرن السادس عشر، وكان له الفضل في تأكيد قوة الحضارة الروسية”. كما يقرر دوغين صاحب النزوع الإمبراطوري “أن صيغة الديمقراطية لا تتوافق مع الإمبراطورية”.

 

يمكن إجمال جملة من الملاحظات التي وردت في قراءة “د سماعين جلة” لنظرية “دوغين”، وهي المتصلة بأصالة النظرية:  تقوم الأوراسية الجديدة على نظام للقيم، وتجمع حضاري خاص لروسيا.  عناصرها: الشعب، الأرض، الأبدية. وفلسفة دوغين حول روسيا والإنسان الروسي تجد جذوراً لها في الثيولوجيا الأرثوذكسية، وترتكز على مفهوم الدزاين كما وضعه هايدغر في مؤلفه الأساسي “الكينونة والزمان”.(..) وبذا تكون النظرية الرابعة وعياً بالوجود الجغرافي والأوراسية معها، التي تعتبر الإنسان الروسي كائناً أنطولوجياً يأخذ كينونته من ذاته، وليس من المرجعية الخارجية الغربية. وعن مفهوم  دوغين للأرض يمكن تلمس وفائه للمدرسة العضوية في علم الجيوبوليتيكا حيث يعتبر الفضاء نمطاً للعيش، ويدعو إلى الدفاع عن الحدود الحيوية للأوراسيا. أما من حيث العنصر الثالث، فهو لا يفهم الأوراسية كجسد منته في الزمن والواقع، بل هي روح أبدية مقدسة، خارجة عنا. إنها، إذا ما استعملنا تعبير السهروردي، جغرافية الذات، وهي قادرة على منح الحرية لهذه الذات. يدافع دوغين عن تأسيس إمبراطورية تستعيد تأثيرها في المجال ما بعد السوفياتي، وتتطلع إلى إدماج الشعوب القريبة عبر رواية حضارية، وتمتلك روسيا في ذلك الخبرة التاريخية والدبلوماسية من أجل التنسيق بين الإمبراطوريات الجديدة. وهي رؤية تقترب من مواقف اليسارية الجديدة التي تستلهم كتاب الباحثين، أنطونيو نيغري، وميشال هاردت: “الإمبراطورية”.

 

إن النظرية السياسية الرابعة بوصفها صياغة فلسفية ورؤية جيوسياسية، لن تتجسد على الواقع إلا بتجسيد مشروع الأوراسية الجديدة. يستلهم المؤلف في ذلك أفكار الفيلسوف والحقوقي “كارل شميت” الذي افترض منذ عهد سابق وجود فضاء أمريكي كبير تجب مواجهته بخلق فضاءات كبرى أخرى تسعى إلى تأكيد استقلالها. على أن ثمة استنتاجات جوهرية، يسجلها “د جلة”، وينقل في بدايتها عن المفكر الفرنسي “آلان سورال” الذي قدم الطبعة الفرنسية لكتاب “دوغين” قوله: ” إن قراءة أفكار دوغين ومشروعه النظري تعد ضرورية، فهي طريقة تشكيل جبهة حلفاء ضد قوى الأطلسية، ومشروع التنمية الذي يشرف عليه الغرب، هي دفاع عن الهامش ضد المركز. وعلى الرغم من أن قراءة المشروع النظري تبدو مركبة ومعقدة، وخلفية منطوقاتها ما بعد حداثية، فبساطتها تأتي من تجسيد فكرة واحدة: مواجهة الهيمنة الأمريكية جيوبوليتيكياً، وقيم الغرب حضارياً. إن تبسيط الخطاب الأوراسي على هذا النحو، يجعله يتجلى ويستوعب في الحياة اليومية كممارسة”.النظرية (وفق د جلة) ” تبحث حضورية الإنسان الروسي، وهم الوجود في جغرافية الأوراسيا والعالم، فيصبح بذلك بحثاً في الوجود. هنا ما إن صح أن أسميه جيوبوليتيكيا وجودية”.

متصل بهذا كتاب المستقبل الجيوسياسي لروسيا هوكتاب جيوسياسي من تأليف ألكسندر دوجين . تم نشره في عام 1997 لقي استحسانًا في روسيا ؛ كان لها تأثير كبير داخل الجيش الروسي والشرطة ونخب السياسة الخارجية  واستخدمت ككتاب مدرسي في أكاديمية هيئة الأركان العامة للجيش الروسي. اهتمت الشخصيات السياسية الروسية القوية لاحقًا بدوجين ، وهو محلل سياسي روسي يتبنىقومية متطرفة وفاشية جديدة قائمة على فكرته عن الأوروآسيوية الجديدة ، لذي طور علاقة وثيقة مع الأكاديمية الروسية لهيئة الأركان العامة. ينسب دوجين الفضل إلى الجنرال نيكولاي كلوكوتوف من أكاديمية هيئة الأركان العامة كمؤلف مشارك وإلهامه الرئيسي ،  على الرغم من أن كلوكوتوف ينفي ذلك. ساعد العقيد الجنرال ليونيد إيفاشوف ، رئيس الإدارة الدولية بوزارة الدفاع الروسية ، في صياغة الكتاب.  وصرح كلوكوتوف أن الكتاب في المستقبل "سيكون بمثابة أساس أيديولوجي قوي لإعداد قيادة عسكرية جديدة".  أكد دوجين أن الكتاب تم اعتماده ككتاب مدرسي في العديد من المؤسسات التعليمية الروسية. وقد حث المتحدث السابق لدوما الدولة الروسية ، جينادي سيليزنيوف ، الذي كان دوجين مستشارًا له في الجغرافيا السياسية ، على "جعل عقيدة دوجين الجيوسياسية جزءًا إلزاميًا من المناهج الدراسية".

في كتابه أسس الجغرافيا السياسية ، دعا دوغين الولايات المتحدة والأطلسي إلى فقدان نفوذهما في أوراسيا ، وإلى روسيا لإعادة بناء نفوذها من خلال عمليات الضم والتحالفات.  يعلن الكتاب أن "المعركة من أجل الحكم العالمي للروس" لم تنته وأن روسيا تظل "منطقة انطلاق لثورة جديدة مناهضة للبرجوازية ومعادية لأمريكا ". سيتم بناء الإمبراطورية الأوراسية "على أساس المبدأ الأساسي للعدو المشترك: رفض الأطلسي ، والسيطرة الإستراتيجية على الولايات المتحدة ، ورفض السماح للقيم الليبرالية بالسيطرة علينا."  تلعب العمليات العسكرية دورًا ضئيلًا نسبيًا. يدعو الكتاب المدرسي إلى برنامج معقد للتخريب وزعزعة الاستقرار والمعلومات المضللة بقيادة الخدمات الخاصة الروسية. يجب أن تكون العمليات مدعومة باستغلال صارم للغاز والنفط والموارد الطبيعية الروسية للتنمر والضغط على الدول الأخرى.  يذكر الكتاب أن "المهمة القصوى [في المستقبل] هي" فنلدة "أوروبا بأسرها".

 

في أوروبا يجب أن تُمنح ألمانيا الهيمنة السياسية الواقعية على معظم الدول البروتستانتية والكاثوليكية الواقعة في وسط وشرق أوروبا. يمكن إعادة كالينينغراد أوبلاست إلى ألمانيا. يستخدم الكتاب مصطلح "محور موسكو – برلين". يجب تشجيع فرنسا على تشكيل تكتل مع ألمانيا ، لأن كلاهما لديه "تقليد قوي مناهض للأطلسي". يجب عزل المملكة المتحدة ، التي توصف فقط على أنها "قاعدة عائمة خارج الحدود الإقليمية للولايات المتحدة" ، عن أوروبا.  يجب استيعاب فنلندا في روسيا. سيتم دمج جنوب فنلندا مع جمهورية كاريليا وسيتم التبرع بشمال فنلندا إلى مورمانسك أوبلاست .  يجب أن تُمنح إستونيا لدائرة نفوذ ألمانيا . [  نبغي منح لاتفيا وليتوانيا "وضعًا خاصًا" في المجال الأوراسي الروسي.  ينبغي منح بولندا "وضعًا خاصًا" في المجال الأوراسي.  سوف تتحد رومانيا ومقدونيا الشمالية وصربيا و " البوسنة الصربية " واليونان - " الجماعة الأرثوذكسية الشرقية" - مع " موسكو روما الثالثة " وترفض "الغرب العقلاني الفردي".   يجب ضم أوكرانيا إلى روسيا لأن "أوكرانيا كدولة ليس لها معنى جيوسياسي ، ولا أهمية ثقافية خاصة أو أهمية عالمية ، ولا تفرد جغرافيًا ، ولا حصرية عرقية ، وطموحاتها الإقليمية المحددة تمثل خطرًا هائلاً على كل أوراسيا ، وبدون حل مشكلة أوكرانيا ، من العبث بشكل عام التحدث عن السياسة القارية ". لا ينبغي السماح لأوكرانيا بالبقاء مستقلة ، ما لم يكن هناك تطويق صحي ، وهو أمر غير مقبول.

في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: يشدد الكتاب على "التحالف القاري الروسي الإسلامي" الذي يقع "في أساس الإستراتيجية المناهضة للأطلسي". يقوم التحالف على أساس "الطابع التقليدي للحضارة الروسية والإسلامية". إيران حليف رئيسي. يستخدم الكتاب مصطلح "محور موسكو - طهران". أرمينيا لها دور خاص: ستكون بمثابة "قاعدة استراتيجية" ، ومن الضروري إنشاء "المحور [الفرعي] موسكو - يريفان - طهران". الأرمن " شعب آري ... [مثل] الإيرانيين والأكراد ".  يمكن "تقسيم" أذربيجان أو تسليمها لإيران.  يجب تقطيع أوصال جورجيا . سيتم دمج أبخازيا و "أوسيتيا المتحدة" (التي تضم أوسيتيا الجنوبية بجورجيا) في روسيا. سياسات جورجيا المستقلة غير مقبولة.  تحتاج روسيا إلى خلق "صدمات جيوسياسية" داخل تركيا . يمكن تحقيق ذلك من خلال توظيف الأكراد والأرمن والأقليات الأخرى . وينظر الكتاب إلى القوقاز كأراضي روسية ، بما في ذلك "الشواطئ الشرقية والشمالية لبحر قزوين (أراضي كازاخستان وتركمانستان )" وآسيا الوسطى (مع ذكر كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان ) .

في شرق وجنوب شرق آسيا:  الصين ، التي تمثل خطرا على روسيا ، "يجب تفكيكها إلى أقصى حد ممكن". يقترح دوغين أن تبدأ روسيا باتخاذ التبت - شينجيانغ - منغوليا الداخلية - منشوريا كحزام أمني. يجب على روسيا أن تعرض مساعدة الصين "في الاتجاه الجنوبي. يجب على روسيا أن تتلاعب بالسياسة اليابانية من خلال عرض جزر الكوريل على اليابان وإثارة المشاعر المعادية لأمريكا.  يجب استيعاب منغوليا في أوراسيا وروسيا.  يؤكد الكتاب على أنه يجب على روسيا أن تنشر معاداة أمريكا في كل مكان: "سيكون" كبش الفداء "الرئيسي هو الولايات المتحدة على وجه التحديد"

في الولايات المتحدة الأمريكية: يجب أن تستخدم روسيا خدماتها الخاصة داخل حدود الولايات المتحدة لتأجيج عدم الاستقرار والانفصالية ، على سبيل المثال ، استفزاز "العنصريين الأفرو أمريكيين". يجب على روسيا "إدخال الفوضى الجيوسياسية في النشاط الأمريكي الداخلي ، وتشجيع جميع أنواع الانفصالية والصراعات العرقية والاجتماعية والعرقية ، ودعم جميع الحركات المنشقة - المتطرفة والعنصرية والطائفية ، وبالتالي زعزعة استقرار العمليات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة. الشعور في نفس الوقت بدعم الميول الانعزالية في السياسة الأمريكية ". يمكن توسيع المشروع الأوروبي الآسيوي ليشمل أمريكا الجنوبية والوسطى. 

صرح جون ب. دنلوب ، الزميل الأول في معهد هوفر ، أن "تأثير هذا الكتاب المدرسي 'الأوراسي' المقصود على النخب الروسية الرئيسية يشهد على الصعود المقلق للأفكار والمشاعر الفاشية الجديدة خلال أواخر عهد يلتسين وبوتين ". كتب المؤرخ Timothy D. _ _ _ _ _ _ _ كما أشار إلى دور دوجين الرئيسي في توجيه إيديولوجيات الأوراسية والبلشفية الوطنية .  وصفت فورين بوليسي الكتاب بأنه "واحد من أكثر الكتب فضولًا وإثارة للإعجاب والمخيفة التي صدرت عن روسيا خلال حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي بأكمله" ، و "أكثر رصانة من كتب دوجين السابقة ، والتي تمت مناقشتها بشكل أفضل ، ومزروعة من السحر والتنجيم. المراجع وعلم الأعداد والتقليدية وغيرها من الميتافيزيقيا اللامتراكزة ".  في عام 2022 ، أشارت مجلة فورين بوليسي أيضًا إلى أن " الغزو الأخير لأوكرانيا هو استمرار لاستراتيجية دوجين التي روج لها لإضعاف النظام الليبرالي الدولي."

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.