الملالي يحتفلون بذكرى الثورة.. والاحتجاجات مستمرة

- 9 مارس 2023 - 336 قراءة

• مجموعة "عدالة علي" قطعت خطاب رئيسي وبثت رسائل موجهة إلى الإيرانيين: "اسحبوا أموالكم من البنوك"

 

• ظهور صورة خامنئي على التليفزيون وهي تحترق.. وتحتها عبارة "دماء شبابنا تتساقط من مخالبك"

 

• المحتجون رددوا شعارات "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لجمهورية الإعدامات"

 

• "رئيسي" يدعو المحتجين إلى "التوبة" حتى يتمكن المرشد الأعلى علي خامنئي من العفو عنهم!

 

 

فيما احتفل ملالي إيران وأنصارهم، مؤخرًا، بالذكرى الرابعة والأربعين لقيام الثورة الإيرانية التي اندلعت في مثل هذه الأيام من فبراير/شباط عام 1979، استمرت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام، للشهر الخامس على التوالي، واخترقت مجموعة معارضة التلفزيون الرسمي الإيراني، وقطعت خطاب الرئيس إبراهيم رئيسي.

وشهدت التجمعات الحكومية التي خرجت في ذكرى الثورة رفع العلم الإيراني، بينما ردد المشاركون فيها هتافات منها: "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، وهي شعارات تطلق عادة في هذه المناسبة السنوية.

وتناقلت المواقع الإيرانية صورًا من مشاركة الرئيس السابق، حسن روحاني، وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، وقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده، وقائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان، ورئيس الجهاز القضائي غلام حسين قاليباف.

دعوة إلى "التوبة"

في غضون ذلك، نظمت سلطات النظام مسيرات حاشدة بمشاركة الآلاف من أنصار الملالي، في وقت جدد فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هجومه على الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد منذ سبتمبر/أيلول الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 متظاهر في حملة القمع التي شنتها الأجهزة الأمنية.

واعتبر "رئيسي" هذه المسيرات تجديدًا لـ«البيعة» للجمهورية (الإسلامية) في مواجهة احتجاجات تشهدها منذ أشهر. وأعاد التذكير بما ورد على لسان المسؤولين الإيرانيين حول اتهام «أعداء» إيران بالوقوف خلف الاحتجاجات، التي يعتبرون جزءًا كبيرًا منها بمثابة «أعمال شغب».

وخرج "رئيسي" على الملأ، وسط حشد من أنصار النظام في "ساحة الحرية" بالعاصمة طهران، حيث ألقى خطابًا جدد فيه اتهاماته للغرب بـ "التخطيط" للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ سبتمبر/أيلول الماضي، بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني خلال احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" التي تم تعليق عملها قبل فترة، بسبب التظاهرات المستمرة.

وتم قطع بث خطاب رئيسي على التلفزيون الرسمي، بعدما قامت مجموعة "عدالة علي" المعارضة للنظام باختراق إرسال التلفزيون الرسمي، وبثت مقطع فيديو دعت فيه الشعوب الإيرانية إلى المشاركة بقوة في الاحتجاجات.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، استهدفت عملية الاختراق الجديدة التي استمرت لمدة 40 ثانية مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إذ قطعت "عدالة علي" خطاب الرئيس الإيراني، وبثت مقاطع مصورة، مع رسائل مكتوبة موجهة إلى الإيرانيين، مفادها: "اسحبوا أموالكم من البنوك"، و"الموت لخامنئي".

ونشرت المجموعة المعارضة مناشدة؛ للمشاركة في مسيرة مناهضة للسلطة. وظهر شعار «المرأة، الحياة، الحرية» على الشاشة، قبل أن تظهر صورة "خامنئي" وهي تحترق. وكُتب إلى جانبها «الراعي الكذاب». وتظهر تحتها عبارة «دماء شبابنا، تتساقط من مخالبك».

ودعا "رئيسي"، خلال خطابه، جموع المحتجين إلى "التوبة"، حتى يتمكن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي من "العفو عنهم"!

وقال الرئيس الإيراني إن "الغرب يقف وراء التخطيط للاحتجاجات" التي شهدتها البلاد الفترة الماضية، معتبرًا أن "محاولاته فشلت".

وزعم "رئيسي"، أن الغرب أراد من خلال "أعمال الشغب والاحتجاجات أن يثير الفتنة في إيران، وأن يشن حربًا هجينة ضد الإيرانيين"، معتبرًا أنه على الرغم مما سمّاه "الحظر الجائر" على إيران، فإن البلاد "تحظى باستثمارات كبيرة وثابتة"، لافتًا إلى أن قدراتها "تعاظمت في كل المجالات".

وأكد المراقبون أن خطاب "رئيسي" عكس القلق الذي يساور كبار مسؤولي النظام، من تحركات الأطراف المعارضة في الخارج، التي تتنافس من أجل طرح بديل للجمهورية الإيرانية، مع دخول العلاقة المتدهورة بين الشارع الإيراني والمؤسسة الحاكمة، مستويات غير مسبوقة.

الموت لجمهورية الإعدامات

جاء ذلك، فيما قام عدد كبير من المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع في هذه الأثناء، بكتابة الشعارات المناهضة للملالي على جدران البيوت، وزيارة المقابر التي تضم رفات رفاقهم من المتظاهرين الذين سقطوا على يد قوات الأمن، وعبروا عن معارضتهم للنظام بأشكال أخرى من "العصيان المدني".

وعبر المحتجون، الذين ضاقت بهم شوارع المدن الإيرانية بفعل القمع الأمني المفرط، من على الأسطح والشرفات ومن وراء النوافذ، عن رفضهم الوضع القائم، متمنين تارة "الموت للنظام"، وللمرشد الأعلى له تارة أخرى.

وشهد عدد من أحياء طهران، ومن بينها نازي آباد وإكباتان وأمير آباد وسعادت آباد وصادقية وباغ فيض وشريعتي وسهروردي، ترديد هتافات مناوئة للنظام، ممزوجة بأصوات المفرقعات والألعاب النارية لمراسم حكومية احتفاءً بذكرى الثورة.

وردّد المعارضون في منطقة أمير آباد بالقرب من ساحة الثورة وسط طهران، هتافات مثل "الموت للجمهورية الإسلامية" و"الموت للديكتاتور"، ردًّا على أصوات الألعاب النارية الحكومية.

فيما شهد حي لإكباتان غرب طهران، والذي يعد أهم بؤر الاحتجاجات منذ انطلاقها في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، ترديد شعارات مناهضة للنظام وأبرز رمز له أي المرشد الأعلى، وردد المحتجون شعارات مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لجمهورية الإعدامات".

وكان حي نازي آباد، وهو أحد المناطق القديمة والمكتظة بالسكان في جنوب طهران، مسرحًا للاحتجاجات من على الأسطح والشرفات، وردد المحتجون شعارات مناهضة للنظام بما في ذلك "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور"، بالتزامن مع ترديد هتاف "الله أكبر" من قبل الموالين للنظام.

كما شهدت مناطق مختلفة من مدينة أصفهان وسط إيران، ترديد شعارات مناهضة للنظام في الذكرى السنوية للثورة، وردد المحتجون في أصفهان من داخل منازلهم ومجمعاتهم السكنية شعارات مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت للنظام القاتل الأطفال".

وشهدت مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة إيرانية الواقعة في شمال شرقي البلاد، والتي تضم مرقد ثامن أئمة الشيعة، شهدت ترديد شعارات لأعداد من المحتجين، من بينها شعار "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".

وفي عدة مناطق بمدينة كرج عاصمة محافظة ألبرز غرب محافظة طهران، ومنها أحياء جوهردشت وعظيمية وفرديس، فقد رد المعارضون على الألعاب النارية الحكومية بمناسبة ذكرى الثورة هتافات مناوئة لنظام الثورة وقادته، ومنها: "الموت لخامنئي واللعنة على خميني"، و"الموت لخامنئي الجلاد" و"الموت للديكتاتور".

أما مدينة كرمانشاه عاصمة محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية الشيعية، فشهدت هي الأخرى ترديد هتافات مناوئة للنظام الإيراني، مثل: "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت للجمهورية الإسلامية".

وكانت مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان إيران، مسرحًا لاحتجاجات عارمة، بالتزامن مع مراسم إحياء ذكرى الثورة بالألعاب النارية الحكومية، حيث ردد المتظاهرون شعارات، مثل: "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور".

وفي مدينة جرجان عاصمة محافظة غُلستان ذات الأغلبية التركمانية، وبينما كان الأجهزة الحكومية تبث الشعارات الموالية للسلطة عبر مكبرات الصوت، ردت مجموعة من المعارضين عليها بهتافات مناهضة للنظام، مثل: "المرأة، الحياة، الحرية"، و"الموت للديكتاتور"، و"الموت لخامنئي".

وشهدت عدة مناطق في ميناء بندر عباس على الخليج العربي، ترديد هتافات مناهضة للحكومة، وكان من بين شعارات المحتجين في بندر عباس، "الموت لخامنئي"، وأيضًا: "لم نُقتل لنساوم ونمدح المرشد القاتل".

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1- إيران.. احتجاجات في ذكرى "الثورة" ومعارضون يقطعون خطاب رئيسي، موقع الشرق، 11 فبراير/شباط 2023.

2- إيران.. إحياء ذكرى الثورة بألعاب نارية حكومية وشعارات الموت للديكتاتور، موقع العربية نت، 11 فبراير/شباط 2023.

3- طهران تحيي ذكرى الثورة... ورئيسي يهاجم الاحتجاجات، موقع الشرق الأوسط، 12 فبراير/شباط 2023.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.