«تقرير الحالة الإيرانية» للربع الثاني من عام 2020، (أبريل/ نيسان، ومايو/ أيار، ويونيو/ حزيران)، يصدره «مركز الخليج للدراسات الإيرانية»، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة، وكاشفًا بالوقائع والتفاصيل والتواريخ عن عدد من الأحداث التي مرت بها إيران خلال الربع الثاني من عام 2020، حيث واجهت أزمة ثلاثية الأبعاد، «اجتماعية اقتصادية وسياسية»، وذلك في خضم فشل نظام الملالي الحاكم في الحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجدّ في البلاد، وهو الفيروس الذي نجح فيما لم تنجح فيه العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ عام 2018، حيث استطاع كورونا الإجهاز على البقية المتبقية من «اقتصاد المقاومة».
وأودى وباء كورونا بالبلاد إلى أزمات متزامنة، طالت قطاعات الحياة اليومية الحيوية، وعلى رأسها الصحة، وتدني مستوى المعيشة، ما أوصل الأزمة الاقتصادية في البلاد إلى مستوى لم يسبق له مثيل. وواصلت العملة الإيرانية انهيارها وسط تدهور في الوضع ناجم عن فرض قيود لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حيث جرى تداول الدولار في الأسواق خلال مايو/أيار عند نحو 170 ألف ريال. وبلغ السعر الرسمي للعملة الإيرانية على الموقع الإلكتروني للبنك المركزي نحو 42 ألف ريال للدولار.
وتعالت التحذيرات من تلك الأوضاع المتردية، ومن ذلك ما حذر منه الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، في خطاب نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توقع خاتمي حدوث «انتفاضة شعبية» جدية في إيران، تعبيرًا عن اليأس الناجم عن تردي الأوضاع الاجتماعية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، مشيرًا إلى أن «رغبة الشارع الإيراني في العنف سيقابلها النظام على عادته بموجة من القمع، ما يخلق حلقة من العنف المتبادل بين الشعب والنظام».
من جهة أخرى، تصاعدت الهجمات بعبوات ناسفة ضد قادة «الحرس الثوري» خلال الربع الثاني من 2020، ما اعتبره المراقبون دليلًا آخر على التدهور الذي شهدته إيران على المستويات كافة، ففي 30 يونيو/حزيران، أصيب قائد كبير في «الحرس» أثناء انفجار استهدف سيارتين تابعتين للحرس الثوري جنوب شرقي إيران. ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن النائب في مجلس الشورى الإسلامي، فداحسين مالكي، أن «تفجیرًا إرهابيًا استهدف سيارتين للحرس الثوری في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، أسفر فقط عن إصابة قائد الحرس الثوري في المنطقة».
على المستوى الخارجي، واصل نظام الملالي تحديه للعالم برمته، وأعلن استكمال برنامجه النووي، فيما لم تكف طهران عن أعمالها العدوانية تجاه دول العالم، وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير لها صدر خلال مايو/أيار أن الإرهاب الحكومي الإيراني منتشر في 40 دولة، متطرقةً إلى بعض «الأنشطة الإرهابية» للنظام الإيراني، وكذلك بعض حالات انتهاك حقوق المعارضين السياسيين بالخارج.
وأصدرت الخارجية الأمريكية بيانًا، قالت فيه: «إن النظام الإيراني منذ وصوله إلى السلطة عام 1979، تورَّط في عمليات اغتيال ومؤامرات وهجمات إرهابية بأكثر من 40 دولة». وتابع البيان: «وأعلن مسؤولون إيرانيون بارزون أن إيران تتابع عن كثب وتراقب باستمرار، المعارضين الإيرانيين في دول أخرى؛ من أجل قمعهم وتوجيه ضربات حاسمة ضدهم».
من جانبهم، لم يكف حكام طهران عن المكابرة، وفيما عانى الناس بشدة من ويلات الجائحة، على المستويات كافة، أراد الملالي إظهار إيران للعام كقوة عظمى، حيث أعلن «الحرس الثوري» عن نجاح إطلاق أول قمر صناعي عسكري، وهو الأمر الذي كانت له ردود أفعال إقليمية ودولية واسعة النطاق، وأشعل فتيل التوتر في فضاء المنطقة من جديد.
وكشف إطلاق القمر الاصطناعي الإيراني (نور- 1) عن الجوانب العسكرية التي لطالما نفتها إيران في برنامجها الفضائي؛ ما زاد من المخاوف الدولية بشأن برنامج إيران السرِّي للصواريخ البالستية، فالتقدُّم التقني والعسكري الذي أحرزته إيران مؤخَّرًا في مجال الأقمار الصناعية، يتناقض مع معاهدات الأمم المتحدة ومبادئها التي تدعو إلى الاستخدام السلمي لبرامج الفضاء.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية