خدع موسوي الخميني، زعيم ثورة 1979 في إيران، الجميع بعض الوقت. ولكنه لم يستطع خداعهم كل الوقت، فقد انكشف المستور من تعاون سري مع الأمريكان. وبينما أطلق الخميني على الولايات المتحدة في خطبه السياسية الرنّانة اسم "الشيطان الأكبر"، كان يتفاوض سرًا مع واشنطن من أجل ضمان نجاح الثورة في إسقاط حكم الشاه محمد رضا بهلوي!
واعتاد المصلون في إيران بعد انتصار الثورة ترديد شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل" عقب كل صلاة، وكُتب هذ الشعار على حوائط وجدران الشوارع الإيرانية. غير أن الخميني كان يفعل شيئًا آخر، وهو التنسيق مع الأمريكيين لطرد الشاه من البلاد، وتحييد الجيش الإيراني حتى لا يقوم بانقلاب عسكري ضد الملالي.
وذلك بناء على اتصالات سرية بين الجانبين بدأت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي عام 1963، واستمرت بعد ذلك خلال إدارة الرئيس جيمي كارتر، الذي تلقى في 27 يناير/كانون الثاني عام 1979، رسالة من الخميني، تعهد خلالها الأخير بالحفاظ على المصالح الأمريكية، مقابل إفساح المجال له لتولي إدارة الأمور، وعدم دفع قادة الجيش الإيراني لمواجهة حركته، حيث قال في جزء من الرسالة إن "قادة الجيش يستمعون إليكم، ولكن الشعب يتبع أوامري". وهو الأمر الذي يؤكد بالدليل القاطع أن "ثورة الخميني أمريكية"!
وخلال فترة الثمانينيات، ساعدت الولايات المتحدة الخميني في إعادة إمداد تسليح الجيش الإيراني خلال "حرب الثماني سنوات" مع العراق، فيما أصبح يعرف باسم فضيحة "إيران جيت". وقد يكون من المفاجئ للبعض أن المساعدات العسكرية الأمريكية لإيران خلال الحرب مع العراق، تمّ تسهيلها من جانب آخر من عدو لدود آخر لإيران في الظاهر، وهي (إسرائيل)، أو "الشيطان الأصغر"!
ومع ذلك، سقط القناع في هذه الأيام، والحفلة التنكرية توشك على الانتهاء، خاصة أن كل المشاركين في هذه الساحة الدولية يكشفون عن حقيقتهم. إيران ليست صديقة للمظلومين أو "المستضعفين في الأرض" كما تروج آلة الإعلام الإيرانية، ولا هي "عدو" لأمريكا و(إسرائيل).
وفي هذا الملف، المدعوم بالمعلومات والمصادر الموثقة، نكشف عن أبعاد التعاون السري بين إيران والولايات المتحدة، وعن التحالف الغادر بينهما من أجل تحقيق المصالح المشتركة على حساب العرب والمسلمين، حتى لا ينخدع البسطاء بما اعتاد نظام الملالي الحاكم في طهران إطلاقه من شعارات كاذبة، منها "الموت لأمريكا"، وهي في حقيقة الأمر مجرد تصريحات للاستهلاك السياسي والإعلامي فقط. أما ما يحدث خلف الكواليس، فهو شيء آخر تمامًا.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية