عدونا من الداخل (2 ـ 2)

- 6 أغسطس 2022 - 591 قراءة

ترحيب الخميني بالحرب المندلعة مع العراق وقوله المشهور بهذا الصدد:"الخير فيما وقع"، يثبت بأنه کان ينتظر إندلاع هذه الحرب بفارغ الصبر، بل وحتى إن سعي نظام الخميني وهو مازال في أول أيامه وحتى لم يشتد عوده کما يقول المثل، بزرع کل أسباب الفتنة والفوضى داخل العراق من خلال عملائه وبشکل خاص حزب الدعوة التي يرى اليوم الشعب العراقي الحقيقة النتنة لهذا الحزب وکيف إنه خدم ويخدم نظام الخميني ويضعه على رأس أولوياته.

عندما کان صدام حسين يهتف بأنه يقاتل دفاعا عن البلدان العربية من الخطر والتهديد الذي يمثله نظام الخميني، فإن الايام أثبتت ذلك بوضوح وجعلت البلدان العربية ترى ذلك بأم عينيها، إذ أن لبنان واليمن وسوريا والعراق نفسه يخضع لنفوذ وهيمنة من جانب هذا النظام بحيث يمکن تشبيهه بالإحتلال البغيض.

 

اقرأ أيضًا...

عدونا من الداخل (1 ـ 2)

 

 

هذا النظام الذي وللأسف لازال هناك في المنطقة من يعتقد بأنه بالاماکن درء شره وعدوانيته والتخلص منه من خلال طاولة المفاوضات، ولکن لو ذکرنا المفاوضات النووية الجارية مع هذا النظام طوال أکثر من عقدين، ورأينا کذبه وخداعه ومماطلته وتسويفه، فکيف الحال إذا کانت القضية متعلقة بدور ونفوذه في بلدان المنطقة؟ بل إن الحقيقة المهمن التي يجب أن لاتغيب عن بال أحد هي إن هدا النظام يتمسك بالجانب العسکري من برنامجه النووي لأنه يريد حيازة الاسلحة النووية من أجل فرض نفسه ودور ونفوذه في بلدان المنطقة کأمر واقع.

کما من المهم أيضا العلم بأن دور ونفوذ النظام الايراني لن يتوقف أبدا عند حدود البلدان الاربعة التي تخضع له حاليا، بل إنه يسعى للإمتداد ليشمل معظم بلدان المنطقة وبشکل خاص المملکة العربية السعودية، لأنه بفرض نفوذه على السعودية يعتقد بأنه سيسبغ على دوره ونفوذه هالة من الشرعية، لکن الذي يجب أيضا معرفته وأخذه بنظر الاهمية والاعتبار، هو إن دور ونفوذ هذا النظام على البلدان التي تخضع له يقف عند الحد الحالي، بل إنه سيستمر حتى إجراء التغيير الديموغرافي في هذه البلدان وحتى إن مخاوف بلدان المشرق والمغرب العربي في أفريقيا لم يأت إعتباطا وإنما بعد لمس المساعي الخبيثة لهدا النظام بمس أمنها الاجتماعي والسعي من أجل تغيير الديموغرافية الخاصة بها.

نظام الخميني کعدو لبلدان العالمين العربي والاسلامي، ليس کأي عدو آخر، إنه عدو خاص، عدو ينبع من بقع نتنة من الداخل عندما يعشعش هذا النظام فيها ويقوم بزرع خلاياه السرطانية فيها، وهو عندما يصل في مساعيه هذا الى بلد کالمغرب وقبله الى تونس حيث يقوم بطباعة کتاب"ثم اهتديت" للمدعو محمد التيجاني الذي تم تشيعه وهذا الکتاب من عنوانه يعني بأن بقية المذاهب على ضلال، فعندئذ يجب إدراك حجم ومستوى الخطر الذي يحدق ببلدان العالمين العربي والاسلامي.

غير إن الملاحظة المهمة جدا والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هي إن النظام الايراني الذي حاول منذ قيامه المشٶوم أن يصرف أنظار الشعب الايراني الى الاعداء الخارجيين المتربصين بإيران وشعبها، ولکن وبعد الدور المشهود له للمقاومة الايرانية وقوتها الاولى مجاهدي خلق، بخصوص فضح وکشف الحقيقة البشعة للنظام الايراني وماقد إرتکبه ويرکبه من جرائم ومظالم وإنتهاکات بحق الشعب الايراني، فإن الشعب الايراني وخلال الانتفاضات الاربعة التي قام بها ضد هذا النظام قد ردد شعار"عدونا هنا أمامنا" في إشارة الى النظام!

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.