خلال الاعوام الماضية، صدرت العديد من التصريحات من جانب مسٶولين في النظام الايرانيين أکدوا فيها بأنهم يقاتلون أعدائهم في شوارع بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق، کي لايقاتلوهم في شوارع طهران إصفهان ويزد وغيرها، بل وأکدوا بأن هذه الاماکن أي(شوارع بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق)، هي بمثابة خطوطهم الامامية من أجل مواجهة أعدائهم! هذا المنطق السقيم والاسخف مايکون من نوعه والذي يفرضه نظام الملالي على أربعة بلدان في المنطقة وبصورة قسرية، يدل على الماهية والجوهر العدواني الشرير لهذا النظام.
عند التصدي لموضوع أعداء النظام الايراني ونظرية النظام بهذا الصدد، فإن هناك ثمة ملاحظة مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية وهذه الملاحظة تقوم على أساس ضرورة خلق أعداء وهميين والدعوة لمواجتهم والتحريض على ذلك ولکن من دون أن تتعدى وتتجاوز هذه الدعوة حدود التنظير وتدخل دائرة العمل والتطبيق، في حين إن هناك أعداء حقيقيين لهذا النظام وهم على قسمين؛ الاول الذي يمکن أن يشکلون خطرا وتهديدا على هذا النظام ويمکن أن يٶثرون على بقائه وإستمراره، والمقصود به الشعب الايراني، أما الثاني؛ فإنه خطر وتهديد يجب إختلاقه من أجل التغطية على الخطر الاول وإمتصاص زخم قوته، وهذاماقد تم إختلاقه من جراء التدخلات السافرة للنظام الايراني في بلدان المنطقة وتأسيسه لشبکـة من الاذرع العميلية التابعة له مهمتها مقاتلة ومواجهة شعوبها وشعوب المنطقة وحتى شعوب ودول أخرى إذا إقتضى الأمر!
هذه الأذرع العميلة التي هي بنادق إيرانية تحت الطلب وطابور خامس لنظام الملالي مزروع کسرطانات في بلدان المنطقة، من الخطأ الکبير التصور بأن هذه الاذرع تحظى بشعبية في داخل إيران وإنها محبوبة من جانب الشعب الايراني کما يوحي بذلك إعلام النظام ويطبل ويزمر له ليل نهار، بل إنها مکروهة وممقوتة بشدة ويکفي أن نشير کيف إن إستقدام بعض الاذراع العراقية العميلة الى داخل إيران أثناء موجة السيول التي إجتاحت إيران خلال الاعوام الماضية، کيف أعرب الشعب الايراني عن غضبه وإستيائه من جراء ذلك وطالب بإخراجها فورا، علما بأن النظام قد إستقدم هذه الاذرع تخوفا من تفاقم الاوضاع في وقتها ولکي تقوم بدور کلب الحراسة للنظام ضد الشعب الإيراني نفسه!
لو أحصينا عدد الحروب والمواجهات والفتن والمشاکل التي أثارها نظام الملالي في بلدان المنطقة وقمنا بمقارنتها بعدد الحروب والمواجهات التي أثارها هذا النظام ضد أعدائه"النظريين"، ونقصد بذلك الولايات المتحدة الامريکية وإسرائيل، فإننا نجد إن هناك ليس أصلا أي وجه للمقارنة، إذ أنه لم يقم بأية مواجهة أو حرب مع هاتين الدولتين بل والانکى من ذلك إنه قام ويقوم بتقديم خدمات جليلة لهما تعدت الحدود.
الشعب الايراني الذي يعتبر العدو رقم واحد للنظام الايراني، يعئرف بهذا الحقيقة جليا ويعيها ولذلك فإنه وخلال إنتفاضاته وإحتجاجاته الغاضبة ضد النظام قد أعلنها بأن"عدونا هنا أمامنا في إيران" أي النظام نفسه کما إن شعوب المنطقة أيضا صارت تعلم جيدا بأن هذا النظام ومن خلال أذرعه العميلة يعتبر عدوه وإن مزاعم العداء لأمريکا وإسرائيل مجرد ترهات وتعابير فارغة نظير المعزوفة المشروخة التافهة: طريق القدس يمر عبر کربلاء وتارة عبر بيروت وتارة عبر صنعاء وهلم جرًا!!
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية