نُذر المواجهة «الأمريكية الإسرائيلية» المرتقبة مع إيران

- 14 ديسمبر 2021 - 618 قراءة

• مسؤول أمريكي: نناقش مع (إسرائيل) التخطيط لشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية حال فشل «مفاوضات فيينا»

• الولايات المتحدة لا تزال تعتبر شن العملية العسكرية «خيارًا أخيرًا» يمكن اللجوء إليه حال تعثر الحل الدبلوماسي

• «التايمز»: القادة العسكريون الأمريكيون والإسرائيليون يخططون لمناورات مشتركة تهدف إلى تدمير المنشآت الإيرانية

• جيش الاحتلال الإسرائيلي سرّب معلومات عن استعداده لإجراء مناورات جوية خلال الربيع المقبل تحاكي «ضربة عسكرية محتملة» لإيران

• الخبراء: الضربة العسكرية المشتركة بين واشنطن و(تل أبيب) «مؤكدة» حال وصول المحادثات النووية إلى طريق مسدود

 

تصاعدت خلال الآونة الأخيرة نُذر المواجهة «الأمريكية الإسرائيلية» المرتقبة مع إيران، حيث نشرت وكالة «رويترز» مؤخرًا، تصريحات لمسؤول أمريكي لم تكشف عن اسمه، أكد فيها أن «بلاده ستناقش مع (إسرائيل) التخطيط لشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، حال فشل المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في فيينا».

وأوضح المسؤول الأمريكي أن المحادثات التي أجريت في الولايات المتحدة مع وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، جاءت في أعقاب إفادة قدمها القادة في وزارة الدفاع (البنتاجون) لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة، لضمان عدم تمكن طهران من صنع سلاح نووي. إلا أن المسؤول الأمريكي امتنع عن كشف تفاصيل تلك التدريبات أو الخيارات العسكرية المحتملة. وقال «نحن في هذا المأزق لأن برنامج إيران النووي يتطور إلى نقطة يتجاوزها أي أساس منطقي».

وأعلنت القوات الجوية الأمريكية، قبل أيام، عن نجاح اختبار لقنبلة «خارقة للتحصينات» موجهة بالليزر، ولهذا النوع من القنابل أهمية قصوى، فهو مصمم لاختراق حواجز صلبة من النوع الذي بنته إيران حول مواقعها النووية، والعديد منها مدفون في أعماق الجبال.

وجاءت هذه التطورات الخطيرة، بالتزامن مع زيارة وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، ديفيد بارنيع إلى واشنطن، كما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية استطلاع رأي أظهر أن 51 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون مهاجمة إيران. وذكرت تقارير إعلامية أن «غانتس»، أبلغ المسؤولين الأمريكيين بأن (تل أبيب) تعد خيارًا عسكريًا لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، ولم تفرض واشنطن حظرًا على مثل هذه العملية.

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» استنادًا إلى مسؤول أمني رفيع، أن (إسرائيل) تواصل الضغط على الولايات المتحدة لكي تشدد العقوبات على إيران، لكن «غانتس» أخبر في الوقت ذاته وزيري الدفاع والخارجية للولايات المتحدة، لويد أوستن وأنتوني بلينكن، بأنه أعطى أمرًا بالاستعداد لمهاجمة إيران. وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة «لم تفرض حظرًا» على أنشطة (إسرائيل) في إيران، مضيفًا: «نفعل ما لا بد من القيام به برأينا».

وشدد المسؤول على أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر شن العملية العسكرية خيارًا أخيرًا يمكن اللجوء إليه فقط في حال فشل الدبلوماسية. وقال مصدر «يديعوت أحرنوت»: «لسنا حاليًا في حالة تسمح لنا باستخدام القوة العسكرية، لا يوجد الغضب والحزن الكافيان، لكن واشنطن ليست بعيدة من نفاد صبرها».

وخلال المناورة الجوية الإسرائيلية الأخيرة، قامت طائرتان مقاتلتان إسرائيليتان بمرافقة طائرة حربية أمريكية قادرة على حمل قنبلة خارقة للتحصينات يمكن استخدامها لاستهداف مواقع نووية تحت الأرض عبر المجال الجوي للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعد رسالة إلى إيران. في الوقت نفسه، خصصت حكومة الاحتلال 1.5 مليار دولار «لإعداد القوات المسلحة الإسرائيلية لضربة محتملة ضد المواقع النووية الإيرانية».

هذا التصعيد «الأمريكي - الإسرائيلي»، يوازيه مسار المفاوضات في دهاليز فيينا، والسؤال هو: فهل تنجح الجولة السابعة من المحادثات في إعادة إحياء الاتفاق النووي، أو تضمن على الأقل التزام فريق إبراهيم رئيسي بما التزم به حسن روحاني؟، أم أن الضربة العسكرية المشتركة بين واشنطن و(تل أبيب) آتية لا محالة؟

«محاكاة» ضرب إيران

تزايدت المخاوف بشأن إمكانية انهيار الجولة السابعة من المفاوضات النووية في فيينا، بسبب تعنت طهران في هذه المفاوضات، وتقديمها مسودتيّن تتعلقان برفع العقوبات، وكذلك بالإجراءات النووية التي سوف تلتزم بها، والتي تخالف ما تم الاتفاق عليه خلال الجولات السابقة من التفاوض. ولذلك اعتبر الغرب الجولة الحالية بمنزلة الفرصة الأخيرة لإيران، وإلا فإن المسار البديل، سوف يكون تجربة خيارات غير دبلوماسية، أي تشديد العقوبات بالتزامن مع تنفيذ عمليات تخريبية أو عسكرية ضد إيران.

وفي العاشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي، نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية تقريرًا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، بعنوان «لماذا قد تضطر الولايات المتحدة لقصف إيران؟». تحدث «سبنسر»، في التقرير، عن أنباء مسربة تفيد بأن القادة العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين يخططون لمناورات مشتركة تهدف إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية.

أضاف الكاتب أن «المتأمل لهذه التصريحات يرصد عدم تنصل أي إدارة أمريكية على الإطلاق من الاحتمال النظري لمهاجمة إيران». وقد أوضح الجانب الأمريكي أن «الخيارات الأخرى» إلى جانب المحادثات مطروحة على الطاولة. حتى روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، قال إن الولايات المتحدة «لن تقف مكتوفة الأيدي» إذا تقدم البرنامج النووي الإيراني، كما نُقل عن «مسؤول أمريكي» مؤخرًا، في إفادة بشأن القرارات الأمريكية وما سيحدث إذا فشلت المفاوضات، قوله: «عندما يقول الرئيس بايدن إن إيران لن تحصل أبدًا على سلاح نووي، فهو يعني ذلك».

والسؤال بالنسبة للأمريكيين، يظل ما إذا كان التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط ممكنًا في الواقع، عسكريًا أو سياسيًا؟ كما يوجد شك واسع النطاق في أن (إسرائيل)، رغم كل تهديدات رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو، والتصريحات الغاضبة من خليفته، نفتالي بينيت، ووزير دفاع الاحتلال، بيني غانتس، مستعدة أو مسلحة لحرب كهذه.

في المقابل، ثمة أصوات أخرى في (إسرائيل) تؤكد استحالة شن حرب واسعة النطاق ضد إيران، ومن ذلك تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت لإذاعة «103 أف أم» الإسرائيلية، حين قال: «(إسرائيل) لا تملك خيارًا عسكريًا فعليًا ضد إيران. منذ 10 سنوات، كنت أعتقد أنَّ الأموال التي تخصّص للخيار العسكري والاستعدادات له كانت هدرًا لمليارات كثيرة من الدولارات على أمر لا فرصة له للنجاح من البداية. (إسرائيل) لن تقود معركة عسكرية واسعة ضد إيران. كان الهدف من كل التحضيرات والتهديدات إخافة الأمريكيين، فنحن متعلقون بالولايات المتحدة أكثر من أي جهة أُخرى».

من جانبها، كثفت (إسرائيل) تحركاتها خلال الأيام القليلة الماضية لتعزيز قدراتها على التصدي للتهديدات الإيرانية المتصاعدة، وتتمثل أبرز الخطوات الإسرائيلية في الاستعداد لمحاكاة ضرب إيران، حيث سرّب جيش الاحتلال الإسرائيلي معلومات إلى الصحافة عن استعداده لإجراء مناورات جوية ضخمة خلال أشهر الربيع المقبل، تحاكي ضربة عسكرية محتملة لإيران. كما كشف أن هذه المناورات ستكون من أكبر التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي على الإطلاق.

ومن المقرر أن يشارك فيها عشرات الطائرات المقاتلة، بما في ذلك طائرات «إف - 16» و«إف – 35». كما ستُجرى التدريبات على مسافات بعيدة فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة المسافة، التي ستحتاجها المقاتلات لقطعها لضرب المنشآت النووية الإيرانية، والتي تقدر بأكثر من ألف كيلومتر، أو حوالي 620 ميلًا.

وسيتم، وفق التقديرات، تنسيق على أعلى مستوى بين وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال لقائه نظيره الأمريكي، لويد أوستن، في واشنطن لمناقشة خيارات التعامل مع إيران حال إخفاق المفاوضات النووية. وكشف مسؤول أمريكي كبير أن جدول الأعمال «الأمريكي - الإسرائيلي» يتضمن مناقشات التدريبات العسكرية المحتملة التي من شأنها أن تهيئ لتدمير المنشآت النووية الإيرانية في حالة فشل المساعي الدبلوماسية.

وفي سبيل تأكيد جدية هذا الخيار، تضمنت المناقشات دراسة «البنتاجون» إمكانية تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة لمواجهة إيران، إذ أكد وزير الاحتلال الإسرائيلي أنه أتى لتعميق التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة إيران، لاسيما على صعيد الجهوزية العسكرية المشتركة، مع التأكيد على الثقة الإسرائيلية في التزام الإدارة الأمريكية بعدم السماح بتملك إيران السلاح النووي.

ويتمثل البعد الجديد في المحادثات «الأمريكية - الإسرائيلية» في أن الحديث عن عمل «عسكري أمريكي» ضد إيران لن يكون عبر استهداف الأهداف النووية وحدها، بل عبر إضعاف النفوذ الإيراني الإقليمي، أو ما تمت الإشارة إليه باسم «مهاجمة أهداف في الأطراف»، ومن ذلك على سبيل المثال، مهاجمة مواقع «الحرس الثوري» الإيراني في اليمن، وذلك لتصعيد الضغوط على إيران وتهديد نفوذها الإقليمي، والذي توظفه في ردع أي عمليات عسكرية ضدها.

وصعّدت واشنطن من حدة تصريحاتها تجاه إيران هذا الأسبوع ملوحة، على لسان الرئيس جو بايدن، بـ «خيارات أخرى»، بالتزامن مع فتح قنواتها الدفاعية مع (إسرائيل) لنقاشات وتدريبات حول ضرب منشآت إيران النووية، وتلك الاقتصادية مع الأوروبيين لزيادة العقوبات.

هذا التكتيك يضع واشنطن أمام التحضير لمسار الخيارات الأسوأ، وأزمة مع إيران ستبدأ خلال أسابيع في حال عدم العودة للاتفاق. والأزمة ستكون أول ملامحها تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران وتنسيق «أمريكي - إسرائيلي» حول خيارات عسكرية ليس لإطاحة النظام في طهران، بل لمنع الوصول لقنبلة نووية.

كل ذلك يضعنا أمام لعبة العد العكسي بين إيران والمجتمع الدولي. اتفاق الساعة الأخيرة في فيينا يوفر على طهران أزمة اقتصادية خانقة، وقد يمنحها انفتاحًا إقليميًا ولا يضعها في مرمى الضربات الإسرائيلية، فيما الفشل سيعني الدخول في دوامة تصعيدية خلال العام المقبل 2022، قد ستكون الأسوأ بالنسبة إلى إيران والمنطقة برمتها.

إلى ذلك، ناقش الخبير العسكري الإيراني بابك تقوايي التقارير الإسرائيلية المتزايدة عن هجوم محتمل على منشآت برنامج طهران النووي، واحتمالات نجاح (تل أبيب) في مثل هذا الهجوم بشكل منفرد، من دون دعم عسكري أمريكي.

وأكد تقوايي، لصحيفة «إندبندنت فارسي»، أن هجوم القوات الجوية الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، سيكون «مهمة مستحيلة دون الدعم العسكري والسياسي الأمريكي». وأضاف أنه منذ 2008، تتدرّب القوات الجوية الإسرائيلية بشكل فردي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، بمناورات عسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، في محاكاة لضرب المنشآت النووية في إيران».

وكشف الخبير العسكري أن «مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، أجرت مناورات في جزيرة كريت بمشاركة وحدات دفاع جوي روسية، ومنحت هذه المناورات الطيارين الإسرائيليين الخبرة اللازمة لتنفيذ عمليات الحرب الإلكترونية للحفاظ على مقاتلاتهم من نيران قوات الدفاع الجوي للجيش الإيراني والحرس الثوري، إذا هاجمت المقاتلات الإسرائيلية منشآت إيران النووية».

لكن خلال التدريبات الاسرائيلية الأمريكية المزمع اجراؤها في الربيع المقبل، من المتوقع أن تُرافق طائرات القوات الجوية الأمريكية نظيرتها الإسرائيلية في تدريب يُحاكي بشكل مشترك هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية.

وأوضح تقوايي أن «(تل أبيب) فقدت فرصة نجاح ضرباتها الجوية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية، بعدما عززت طهران أخيرًا قدرات قوات الدفاع الجوي في الجيش و«الحرس الثوري»، خاصة بعد استلامها منظومات الدفاع الجوي من طراز إس-300 بي إم يو -2، إضافة إلى الاستعانة بأنظمة رادارات روسية الصنع قادرة على رصد المقاتلات من طراز إف 35 أي».

وأشار الخبير الإيراني إلى أن «المقاتلات الإسرائيلية من طراز إف 35 أي، إذا نجحت في الإفلات من الرادارات الإيرانية، فإنها لن تكون قادرة على حمل قنابل تخرق التحصينات، وصواريخ كروز اللازمة لقصف المنشآت النووية الإيرانية بعد التصدي لخطر منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الإيرانية».

تقدير الموقف

يرى الخبراء أن نجاح الهجوم الإسرائيلي يعتمد بشكل أساسي على مشاركة القوات الجوية الأمريكية، وذلك بالاستعانة بطائرات الإنذار المبكر، والتزويد بالوقود، وقاذفات القنابل الثقيلة الأمريكية، وحينها ستدمر شبكة الرادار، ومنظومة الدفاع الجوي الإيرانية، قبل ضرب المنشآت النووية».

ويستخدم سلاح الجو الإسرائيلي نوعين من طائرات الإنذار المبكر وهي غولف ستريم G550 و غولف ستريم G-5 Nachshon Shawit. وتستخدم (تل أبيب) هاتين الطائرتين في غاراتها على سوريا.

لكن هذه الطائرات لا يُمكن أن تُحلق فوق العراق والدول المجاورة الأخرى لإيران خلال أي غارة جوية إسرائيلية لأسباب سياسية»، ولهذا فإن وجود طائرات مماثلة لسلاح الجو الأمريكي في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، أمر ضروري».

وتملك القوات الجوية الإسرائيلية وحدة بحث وإنقاذ قتالية حديثة، الوحدة 669، وتتكون من طائرات هليكوبتر CH-53A Yasur-2025، وطائرة KC-130HI Karnaf للتزود بالوقود. وهذه الطائرات لا يُمكنها أيضًا أن تتمركز في العراق، أقرب دولة إلى منشآت إيران النووية.

وإذا شاركت الولايات المتحدة في أي ضربات جوية على إيران، فإن فرق البحث والإنقاذ المجهزة بالطائرات والمروحيات، والمتمركزة في مطار أربيل الدولي شمال العراق، قد تقتل الطيارين الإسرائيليين بسبب عيب فني، أو تسقط مقاتلاتهم في المجال الجوي العراقي.

وتمتلك القوات الجوية الإسرائيلية حاليًا أربع طائرات فقط من طراز بوينغ 707 للتزوّد بالوقود في قاعدة «نافاتيم» الجوية. ولكنها لن تكون قادرة على الطيران وتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود في أي غارات جوية على إيران فوق العراق ودول الخليج الأخرى.

ويؤكد الخبراء أن صاروخ «كروز» هو الوحيد الذي يستخدمه سلاح الجو الإسرائيلي هو صاروخ «دليلا»، الذي يصل مداه الأقصى إلى 250 كيلومترًا. ورغم أن القوات الجوية الإسرائيلية تمكنت من شن غارات جوية بنجاح في سوريا بهذه الصواريخ، إلا أن استخدامها في أي ضربة جوية على المنشآت النووية الإيرانية لتدمير مواقع الجيش والدفاع والرادار، للحرس الثوري الإيراني غير ممكن. مدى هذه الصواريخ «قصير ما يجعل حاملاتها قريبة جدًا من المجال الجوي الإيراني، إضافة إلى محدودية قدرتها على حمل مقاتلات F-16I Sufa، ما يؤشر على حاجة (تل أبيب) إلى قاذفات أمريكية ثقيلة قادرة على استيعاب عدد كبير من صواريخ كروز في أي هجوم جوي على إيران».

وتمتلك القوات الجوية الأمريكية حاليًا أربع قاذفات ثقيلة من طراز B-1B في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وهي قاذفات في سرب من 37 قاذفة أرسلت إلى الجزيرة في 19 أكتوبر/تشرين الأول لمهاجمة الحرس الثوري الإيراني.

ويمكن لهذه القاذفات حمل 24 صاروخ كروز «AGM-158B JASSM-ER» القادرة على استهداف العديد من مواقع الرادار والصواريخ لسلاح الجو الإيراني والقوات الجوية للحرس الثوري، وتدمير مهام الدفاع الجوي الإيراني، قبل وصول الطائرات المقاتلة والقاذفات الأمريكية والإسرائيلية. كما يُمكنها إلقاء القنابل التي تكسر الصخور فوق المنشآت النووية الإيرانية».

ومن المتوقع، وفق الخبراء، أن يتم شن ضربة عسكرية مشتركة بين واشنطن و(تل أبيب)، حال وصول المحادثات النووية إلى طريق مسدود، وأن تستخدم القوات الجوية الأمريكية مقاتلاتها إلى جانب القاذفات الثقيلة، والإنذار المبكر من سلاح الجو الأمريكي، لمحاكاة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وهو تدريب سيزيد الجاهزية القتالية للمشاركين، خلال الربيع المقبل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

  1. البرنامج النووي الإيراني: لماذا قد تضطر الولايات المتحدة لقصف إيران؟ - التايمز، موقع بي بي سي عربي، 10 ديسمبر/كانون الأول 2021.
  2. إيران- أميركا.. صفقة أم ضربة عسكرية؟ موقع السورية، 11 ديسمبر/كانون الأول 2021.
  3. الضربة العسكرية لإيران.. تعقيدات خيارات حكومة بينيت وعجزها، موقع الميادين، 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
  4. ضغوط متصاعدة: أبعاد كشف واشنطن تفاهماتها العسكرية مع إسرائيل ضد إيران، موقع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 14 ديسمبر/كانون الأول 2021.
  5. خيارات عسكرية جاهزة لضرب منشآت إيران.. مسؤول أمريكي يكشف، موقع العربية، 9 ديسمبر/كانون الأول 2021.
  6. هكذا تستعد واشنطن وتل أبيب لضرب منشآت إيران النووية، موقع 24، 14 ديسمبر/كانون الأول 2021.

 

 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.