أطلقت قوات الأمن الإيرانية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على المتظاهرين في مدينة زاهدان جنوب شرق البلاد، مما أدى إلى إصابة 23 شخصًا على الأقل، بحسب تقارير محلية.
ووقع إطلاق النار قرب المسجد المكّي عشية الذكرى السنوية الأولى لجمعة زاهدان الدامية، وهي المأساة التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص، وفق منظمة هالفش التي تراقب انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم سيستان وبلوشستان.
وقالت المنظمة إنّ قوات بملابس مدنية وأفراد عسكريين بالزي الرسمي هتفوا "الله أكبر" في شارع الخيام بينما أطلقوا الخرطوش على الحشود.
وتظهر مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يرشقون قوات الأمن بالحجارة.
وخرج المئات من سكان زاهدان إلى الشوارع المحيطة بالمسجد المكي، أكبر مسجد سني في إيران، بعد صلاة الجمعة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للمرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الإسلامي، ورفعوا صور ضحايا الجمعة الدامية العام الماضي.
ونظمت مظاهرات مماثلة في الشوارع في مدينتي خاش ورسك في إقليم سيستان وبلوشستان الذي يضم أقلية البلوش السنية في إيران، والتي يصل عدد سكانها إلى مليوني نسمة.
وفي الوقت نفسه، أكّد موقع مراقب الإنترنت Netblocks حدوث انقطاع "كبير" في الاتصال بالإنترنت في زاهدان، قائلاً إنّ "السلطات أغلقت بشكل منهجي خدمات الاتصالات لقمع الاحتجاجات الأسبوعية المناهضة للحكومة".
وتشهد مدينة زاهدان، عاصمة المحافظة، مسيرات احتجاجية كل يوم جمعة تقريبًا منذ 30 سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما قتلت قوات الأمن 108 شخصاً، وفق منظمات حقوق الإنسان المحلية، وهو الحادث الأكثر دموية في المظاهرات واسعة النطاق التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني، 22 عاماً، في حجز الشرطة.
ومثّل مولوي عبد الحميد، إمام صلاة الجمعة السني في زاهدان، صوتًا معارضًا رئيسيًا داخل إيران منذ اندلاع الاحتجاجات التي عمّت البلاد، حيث استخدم خطبه للدعوة إلى تغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية أساسية في البلاد.
وفي خطبته الأخيرة في 29 سبتمبر/أيلول، أكّد مولوي على ضرورة تحقيق العدالة في "جريمة" الجمعة الدامية، وأعرب عن أسفه لافتقار القضاء إلى الاستقلال.
وقال: "وصلنا إلى ذكرى الجمعة الدامية. لقد كان حدثًا مأساويًا للغاية، ليس فقط لشعبنا ولكن أيضًا لجميع أولئك الذين يقدّرون الحرية في جميع أنحاء العالم". وأضاف: "لقد لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم وأصيب نحو 300 آخرين".
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية