<< طبيب الخميني: لو فازت إيران برضاء مصر فتصبح لها الغلبة وتنطلق عالميًا كقوة دولية كبرى
<< شركة «قمر بنى هاشم» باكورة الشركات الشيعية المتخصصة في إنتاج الأفلام السينمائية والوثائقية
<< «البهرة» يسعون للاستحواذ على عدد من أحياء 6 أكتوبر بشراء العقارات فيها بأسعار أعلى من سعر السوق
«يوما ما ستجد إيران نفسها أمام سؤال ينبغي الإجابة عليه: هل تفوز برضاء مصر، فتصبح لها الغلبة وتنطلق عالميًا كقوة دولية كبرى، أم تفقدها فتظل محصورة في حدود الشرق الأوسط»؟!
هكذا لخص الدكتور فهمي الشناوي، الطبيب المصري المتشيع، الذي كان الطبيب الخاص للخميني، الأسباب الداعية إلى اختراق إيران للنسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي المصري عبر إنشاء الجمعيات الخيرية وحضانات ومدارس الأطفال الخاصة والمحال التجارية والشركات التي تعمل في مجالات عدة.
وفور دخولك أي فرع لمحلات «مونجيني» المتخصصة في الحلويات والمعجنات بالقاهرة أو المدن الكبرى، ستطالعك فورًا صورة كبيرة لـ «سلطان البهرة» مفضل سيف الدين معلقة على الحائط، والسر وراء ذلك أن شيعة من طائفة البهرة يمتلكون هذه المحلات، وغيرها من الأنشطة التجارية والصناعية الأخرى.
وتعتمد هذه المحلات بشهادة العاملين المصريين الذين يعملون بها، على استقطاب البعض منهم بإغرائهم باتباع المذهب الإسماعيلي، أحد أخطر المذاهب الشيعية قاطبة، للحصول على الترقيات في العمل، فضلًا على منحهم مزايا نقدية كبيرة.
من جهة أخرى، سعي «البهرة» إلى الاستحواذ على عدد من أحياء مدينة 6 أكتوبر بشراء العقارات فيه بأسعار أعلى من سعر السوق، لإقامة أنشطة تجارية فيها، ما يعني استمرار محاولاتهم للسيطرة على مزيد من المصريين، وإغرائهم بالتحول إلى المذهب الشيعي.
من «الحسينيات» إلى البيزنس
لا يوجد إحصاء رسمي بأعداد الشيعة في مصر؛ إلا أن بعض الأرقام المتداولة تشير إلى أن أعدادهم ما بين 5 إلى 10 آلاف ظلوا في مصر حبيسي الأضرحة أو بعض الشقق التي حولوها إلى «حسينيات» خوفًا من أجهزة الأمن المصرية التي كانت تتعقبهم منذ عصر الرئيس الراحل أنور السادات، عدو نظام الملالي الحاكم في طهران.
ومع اندلاع ثورة 25 يناير 2011 في مصر، وانفتاح المجال العام، وتراخي قبضة الدولة، حاول الشيعة البحث عن مكان تحت الشمس، ويبدو أنّ آمالهم انتعشت في محاولة لانتزاع اعتراف رسمي بوجودهم، وهو ما انعكس على تصريحات الشيعي أحمد راسم النفيس الذي أعلن عن رغبة الشيعة في تحقيق «العدالة والحرية»، حسب تعبيره.
وكشف علاء السعيد، أمين عام «ائتلاف الصحب وآل البيت»، عن أن هناك قائمة تتضمن 20 جمعية خيرية تابعة للشيعة في مصر، وتضم حضانات ومدارس خاصة استثمارية لتعليم الأطفال، بالإضافة إلى عدد من مراكز الدراسات الإنمائية التابعة لهم، منها حضانة فاطمة الزهراء بالشرقية، ومدرسة أنصار الإمام المهدى بالدقي، والتي نقلت مؤخراً إلى مدينة 6 أكتوبر، علاوة على مركز «القلم» بالسيدة زينب، والذى يديره خالد الحليبي، ومركز «مصر الفاطمية» القائم عليه ضياء أنور، الذى أصدر العديد من الشرائط والفيديوهات يسب فيها الصحابة، رضوان الله عليهم، بالإضافة إلى «مركز الإمام علي لحقوق الإنسان»، ومقره حي «السبتية» في وسط القاهرة، ويشرف عليه هيثم عبد النبي، المعروف بتشيعه.
وقال «السعيد» إن هناك جمعيات خيرية منتشرة في جميع أنحاء الجمهورية كجمعية «الثقلين» المشهرة في منطقة العجمي بالإسكندرية، ويشرف عليها الطاهر الهاشمي، الذى نقل نشاط الجمعية مؤخراً من الإسكندرية إلى القاهرة، بمساعدة محمد الدمرداش العقالي، مستشار وزيرة التضامن المصرية لشئون الجمعيات الأهلية.
ومع قدوم أعداد كبيرة من الفارين من الحرب في العراق وسوريا، ومنهم شيعة، تمركز النشاط التجاري الشيعي في مدينة 6 أكتوبر وبعض مدن الصعيد وأسوان، حيث كونوا علاقات وشبكات مع الشيعة المصريين، وعملوا على نشر التشيع وإنشاء «الحسينيات»، كما استغلوا أموالهم في تأسيس شركات تعمل في مجالات مختلفة.
ويقول «السعيد» إن “هذه الشركات عُنيت أول الأمر بإنتاج مواد مصورة للأطفال، حتى تطور الأمر إلى إنتاج أفلام سينمائية ووثائقية، موضحاً أن شركة «قمر بنى هاشم» المملوكة للقيادى الشيعى محمد الدرينى، المسجون حاليًا فى قضية مذبحة الشيعة التي شهدتها «زاوية أبو مسلم» في جنوب الجيزة، هي باكورة الشركات الشيعية المتخصصة في إنتاج الأفلام السينمائية والوثائقية.
«صاحب الزمان» الممنوع
بدأت الشركة بإنتاج فيلم سينمائي بعنوان «صاحب الزمان»، الذى يجسد شخصية «المهدى المنتظر»، وخريطة دخوله إلى مصر ليقيم العدل والقسط حسب زعمهم، ويضم مجموعة من المشاهد التي سيتم تصويرها في مناطق متفرقة من القاهرة، مثل شارع المعز في منطقة الجمالية التي تقع ضمن أحياء القاهرة الفاطمية، وهو ما تداركته أجهزة الأمن المصرية، لأن خروج مثل هذا العمل السينمائي من العاصمة المصرية سيؤثر بالتأكيد على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والسعودية، فتم وقف إنتاج الفيلم.
وأشار «السعيد» إلى أن شركة «الطليعة» التي خرجت منها قناة فضائية، تأتى ضمن الشركات التي أنتجت أعمالاً وثائقية لأئمة الشيعة فى مصر، حيث تعاقدت على إنتاج فيلم وثائقي عن «مالك الأشتر»، قائد جيش مصر في عهد الحسين رضي الله عنه، وتم تصوير مشاهد الفيلم في عدد من المناطق الأثرية بالقاهرة، وسجلوا فيه مع بعض شيوخ الأزهر، كما سجلوا أيضًا مع الشيعي هيثم عبدالنبي.
ولم يقف الأمر عند هاتين الشركتين فقط، حيث تم تأسيس شركة «كايروسات للإنتاج الإعلامى»، وتولى رئاستها خالد أحمد السيوفي، نجل مدير مكتب قناة «العالم» الإيرانية فى القاهرة، والذى تم القبض عليه من قبل مباحث المصنفات المصرية، وأغلق مقر مكتب القناة الكائن بميدان التحرير فى وسط القاهرة.
واعتمدت شركة «كايروسات» على تصوير وإنتاج عدد من الأفلام التسجيلية، ومن ثم بيعها إلى محطات عراقية وإيرانية، حيث رصدت ما يدور فى الشارع المصري، كما أنتجت فيديوهات لمجموعة من الشيعة المصريين، أثناء إقامتهم لشعائرهم داخل مسجد الحسين رضي الله عنه بالقاهرة، إلا أن قوات الأمن المصرية كانت على علم بنشاط القناة وراقبتها لفترة قبل إغلاقها.
وفي عام 2015، تم افتتاح شركة «العترة للإنتاج الإعلامي» فى القاهرة، وتولى إدارتها الشقيقان «ضياء وبهاء» أنور من الشيعة المعروفين، واتضح فيما بعد أن هذه الشركة كانت تتبع مباشرة قناة «العترة» الشيعية، والتى يتم بثها من لندن، ويتولى تقديم برنامجها الرئيسى المعمم الشيعي المتطرف ياسر الحبيب.
وبمجرد علم الشقيقين «أنور» بانكشاف أمرهما للأمن المصري، سارعا بالهروب إلى أوروبا، واستقر أحدهما في السويد، فيما توجه الآخر إلى إنجلترا، ليرتمى فى أحضان المتطرف الشيعى ياسر الحبيب الذى تبناه وكفل له عملا مناسبًا بقناة «العترة» في لندن، هذا بخلاف الشركات الإعلانية التى خرجت من رحم الجمعية الشيعية التى يتولى رئاستها القطب الشيعى المعروف الطاهر الهاشمى.
من جهة أخرى، نشط رجال الأعمال الشيعة في محافظات مثل الدقهلية وخاصة مدينة المنصورة، وفي الشرقية حيث تم إلقاء القبض على أحد التنظيمات الشيعية في هذه المحافظة، ويتمركز الشيعة في هذه المحافظة في قرية تسمى «كفر الإشارة» بالقرب من الزقازيق، وتطلق وسائل الإعلام المصرية على هذه القرية اسم «وكر الشيعة».
هذا بالإضافة إلى شركة «حبة حبة» بمدينة العبور، والتي يديرها مستر سيف، لتجارة الشاي والحبوب والمكسرات والبقوليات، وشركة «غزال» للأظرف، وشركة «حذيفة لأدوات الكمبيوتر»، ومصنع «الحسين للورق» في مدينة 6 أكتوبر، إلى جانب عدد من المحلات التجارية في شارع «الجمهورية» بالعاصمة المصرية.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية