إبراهيم عيسى.. السجل الأسود للإعلامي «المتشيّع»

- 22 فبراير 2022 - 337 قراءة

• نصّب نفسه عالمًا بالشرع وأخذ يُلقي في وجه الناس بشبهاته المستقاة من كتب «غُلاة الشيعة»

• يتستر خلف العقلانية ودعاوى التنوير لكي يقلب الحقائق وينكر الثوابت ويحاول هدم ثوابت الدين الراسخة

• عيسى: لا أنتقص من حق الشيعة ذرة ولا أهاجم مذهبهم مثقال حبة من خردل.. فهم على «رأسي وعيني»!

• فرض حماية على الشيعة في صحيفة «الدستور».. ومنع نشر مقال للكاتب فراج إسماعيل بسبب انتقاده لإيران

• في روايته الشيطانية «رحلة الدم: القتلة الأوائل» صوّر الصحابة باعتبارهم أشخاصًا «دمويين ومتوحشين»

• وجّه السباب للسيدة عائشة وتهجّم على الخليفة الراشد عثمان بن عفان فوصفه بأنه «تستر على مجرم»!

• عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر: عيسى شيعي 100 % ويسعى إلى ترويج فكر «الروافض»

 

 

خرج علينا الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، مؤخرًا، بـ «فتوى» جديدة أنكر فيها حدوث واقعة المعراج، رغم اتفاق الأئمة والعلماء منذ 14 قرنًا على وقوعها. لكن يبدو أن للرجل الذي «باع نفسه للشهرة» رأيًا آخر، ليس في هذه القضية وحدها، بل في عدد كبير من القضايا التاريخية والدينية، التي تبنى فيها على مدار السنوات الماضية وجهات نظر غُلاة الشيعة الحاقدين على الصحابة والتابعين! 

ومن المؤسف أن عيسى يتستر خلف ستار العقلانية ودعاوى التنوير، لكي يصول ويجول، يقلب الحقائق وينكر الثوابت؛ ويحاول هدم الدين وثوابته الراسخة، فيشكك في عقيدة أهل السنة ورواتها، ويتطاول على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

ورغم أنه لم يدرس الفقه دراسة أكاديمية، فإنه نصّب نفسه عالمًا بالشرع، وأخذ يلقي في وجه الناس بشبهاته المستقاة من كتب الشيعة الروافض ومرجعياتهم، وحشر نفسه في حقبة تاريخية بعينها هي «الفتنة الكبرى»، وحاول بجهله اصطياد شبهة لصحابي جليل، ولو كان الخليفة الراشد نفسه.

 

في مديح الشيعة

طعن عيسى في أهل السُنة عامة، وأنكر عليهم عقيدتهم. وكتب في أحد مقالاته ينتقد أهل السنة قائلًا: «الأفكار القائمة على تكفير المسيحيين والشيعة، ثم العداء للمرأة والدعوة لعودتها للبيت ولعدم تعليمها والتعامل معها باعتبارها فتنة ملعونة، ثم هذا العداء المطلق الحصري للغرب وللخارج وللعالم، ومعه كراهية وحط من شأن العلم والعقل والتحريض الصارخ على النقل دون الاجتهاد، وتحويل التدين إلى جلباب طويل ولحية أطول، وزبيبة في الجبهة وتمتمة وهمهمة طوال الوقت، كل هذه العناوين لم تظهر إلا مع المد النفطي في أوائل السبعينيات».

وفي روايته الشيطانية «رحلة الدم: القتلة الأوائل»، الصادرة عام 2016، يصوّر عيسى على مدار أكثر من 700 صفحة الصحابة باعتبارهم أشخاصًا دمويين ومتوحشين، يحقدون على بعضهم البعض، ويعمد إلى التشهير بهم، متجاهلًا كل القيم الإيجابية والأخلاقية الموجودة في شخصياتهم، والحجة في ذلك أنهم «بشر مثلنا»، ويمكن عرض أخطائهم إن وُجدت!

تعمد عيسى، كالعادة، أن يحشو الرواية بكل أنواع الأكاذيب والذم في الصحابة، وحتى في النبي صلى الله عليه وسلم، ويورد في هذا الصدد أمورًا يعف القلم عن ذكرها هنا، لا لشيء إلا لكي تثير «جدلًا» من خلال إقحامها في صيغة كتاب تاريخي، يستند على كتب التراث مباشرة، دون أن يولي أهمية كبيرة للتأكد من صحة أخبارها، أو عدمه.

واعتمدت رواية «رحلة الدم» في تصوير شخصياتها، وسرد أغلب أحداثها على أخبار موضوعة وكاذبة وضعيفة، بعضها من مصادر شيعية، حللها الكاتب من وجهة نظره بهدف تصوير الصحابة الكرام لدى القارئ بصورة تنزع عنهم الاحترام.

وقال «مجمع البحوث الإسلامية»، في بيان له، وقتها، إن الرواية تبنت ما يسمى بـ «عقيدة نزع القداسة»، التي تتبناها التيارات الأشد انحرافًا، والتي تقتنع بعدم تمييز الإنسان على سائر الكائنات. وذلك على خلاف ما نصت عليه الكتب المقدسة.

وأضاف المجمع، أن الرواية اعتمدت فى أغلب سرد شخصياتها وأحداثها على أخبار موضوعة وكاذبة وضعيفة - بعضها من مصادر شيعية والتى حللها الصحفى المذكورمن وجهة نظره بهدف تصوير الصحابة الكرام لدى القارىء بصورة تنزع عنهم الاحترام.

وأشار المجمع في بيانه إلى أن الرواية تعمدت بناء صورة مشوهة للصحابة من خلال الايحاء بأن جميع الشخصيات بالرواية المشار إليها حقيقة وكل أحداثها تستند على وقائع وردت بالمراجع التاريخية ذكر منها الفتح الاسلامى لمصر «فتح العرب لمصر - الفريد بتلر - سقيفة حبى - جروج كيدر - انساب الاشراف - للبلاذرى الشيعى» الأمر الذي يشير إلى رغبة المؤلف فى التأكيد بأن ماتضمنته الرواية من رؤى وتحليل وهو الواقع وليس من إبداع الكاتب.

على النقيض من ذلك، لم يصدر عنه أي هجوم على الشيعة، بل استمات في الدفاع عنهم، ونقل عنهم شبهاتهم التي يتطاولون بها على السنة والصحابة، رضي الله عنهم. وذلك نقلًا عن بعض كتب الشيعية الحافلة بالإسرائيليات، والتي تطفح بالحقد والغل على شخصيات لا يختلف عليها أحد، مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، رضي الله عنهما.

وكتب عيسى في مقال له يمتدح الشيعة: «إن محبتي الحقيقية واحترامي الشديد لإخوتنا في المذهب الشيعي، ولا أنتقص من حقهم ذرة ولا أنتقد أو أهاجم مذهبهم مثقال حبة من خردل، فهم على رأسي وعيني»!

وتعددت الشكاوى، خلال الأعوام الأخيرة، من إهانة عيسى لصحابة النبي الكريم، وتجريحهم وإحيائه لمرويات التراث الشيعي السوداوية التي تطعن في قطاع كبير من الصحابة والتابعين، وتحويل ذلك «الركام الفكري» الشيعي إلى درس أسبوعي يقدمه في بعض القنوات الفضائية. وكذلك فرضه حماية صارمة في صحيفته «الدستور» على إيران والشيعة، وجعل ذلك خطًا أحمر، لا يجوز لأحد اقتحامه، حتى أنه منع نشر المقال الأسبوعي للكاتب فراج إسماعيل في الصحيفة لانتقاده إيران وبعض قياداتها، مما جعل فراج يستغرب من قدرته على انتقاد مبارك في صحيفة مصرية، ومنعه من انتقاد القيادة الإيرانية في نفس الصحيفة، بما يعني أن «النفوذ الإيراني» كان في بعض الصحف المصرية أعمق مما كنا نتصور!

 

التاريخ الإسلامي «مزور»!

ردد عيسى، مثل الببغاء، بعضًا مما ورد في كتب غُلاة الشيعة، حين زعم في أحد برامجه التليفزيونية أن التاريخ الإسلامي الذي يدرس للطلبة في المدارس ويجسد تاريخ الصحابة «مزور» وكذوب، لأنهم أنفسهم قتلوا بعضًا وحاربوا بعضًا على الدم والسلطة، قتل ما يقرب من 30 ألفًا، وفى معركة «صفين» قتل فيها 800 من الصحابة ممن شهدوا غزوة بدر.

وأضاف عيسى، في برنامجه 25/30، أن «ما يقوله موجود في كتب أهل السنة أو فيمن يفترض أنهم أهل السنة، مثل كتب الطبري وابن كثير وابن الأثير على حد قوله، وأن ما يقوله ليس من كتب الشيعة»!

ونصّب عيسى نفسه عالمًا من علماء الدين، ليدعي بأن التاريخ «مليء بأخطاء عديدة وكثيرة وقاتلة» أحيانًا، مشيرًا إلى أن الروايات الكاذبة عندما تحكى أكثر من مرة تتحول إلى حقيقة. وهذه الشطحات الدنيئة للكاتب ليست الأولى من نوعها، بل إنه سبق ووجه السباب لأم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها، كما أنه تهجم على الخليفة الراشد عثمان بن عفان أيضًا، ووصفه بأنه «تستر على مجرم وهو عبد الله بن سعد»!

وتقول الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه، إن إبراهيم عيسى يأخذ على عاتقه منذ سنوات مهمة «خلخلة» التراث الإسلامي، والموروث الديني، تحت مظلة التجديد ونشر الفكر المستنير. ولم يترك حدثًا ولا أزمة إلا وربطها بالمنهج الإسلامي وحَمَلَتَه، مُحمِّلًا المنهج والسائرين به المسؤولية عن إنتاج تلك الأزمات.

لقد أجبرنا الكاتب على أن نتساءل حقًا: من يحارب؟ من عدوه؟ من يواجه؟ ما قضيته؟ إن كانت قضيته التصدي للإرهاب، فلماذا يوسع دائرته ليشمل حتى المتبرئين منه؟ ولماذا يصر على خلط الحابل بالنابل، ووصم كل خصومه من حملة المنهج بالإرهاب؟ لماذا يهاجم التراث الإسلامي ويهاجم الرعيل الأول؟ لماذا ينتقي الروايات التاريخية الكاذبة، التي أريد بها تشويه الجيل القرآني الفريد، ثم يصدرها للرأي العام بعد الطنطنة حولها، بما لذ وطاب له من الافتراءات وإساءة الأدب؟ لماذا يلوي أعناق النصوص ويقدم تفسيرها على طبق من الريبة إلى الجمهور، الذي يقع معظمه تحت طائلة الجهل بالدين؟

ولم يجدد عيسى في الدين، كما يدّعي، عندما أنكر الحجاب ضاربًا بالنصوص القرآنية والنبوية وإجماع الأمة عرض الحائط. ولم يجدد في الدين أو يحارب ظلامية الفكر، عندما أساء الأدب مع رموز الأمة من الصحابة وعلماء الأمة، وجلب من بطون كتب أعدائهم ما يتقوّل به عليهم، ويتهمهم بأنهم كانوا قتلة آكلي رؤوس البشر!

من جهته، يؤكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، أن إبراهيم عيسى يوظف كل ساقطة أو شاردة توظيفًا غريبًا وعجيبًا، يجعلنا نسأل لمصلحة من هذا التوظيف؟ هل لمصلحة الإسلام بوجه عام؟ أم لمصلحة المارقين الذين يبحثون عن أي نص يساند شبهاتهم تجاه هذا الدين؟ أم هو لمصلحة الشيعة الروافض الذين لا يألون جهدًا لغزو عقول شباب مصر، وهز هيبة واحترام صحابة نبينا في قلوبهم؟

ويرى د. فؤاد، أن عيسى شيعي 100 %، وأنه يسعى بكل ما أوتي من شهرة لترويج فكر الروافض، مدفوعًا في سبيل ذلك من أيدٍ خارجية خفية، بهدف القدح في الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، لمصلحة بعض المرجعيات الفكرية الشيعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

  • السجل الأسود لـ (إبراهيم عيسى).. أنكر الثوابت .. استهزأ بالقرآن.. هاجم السنة ودافع عن الشيعة.. والدولة محلك سر، موقع الفتح، 5 مارس/آذار 2015.
  • السلفيون يفتحون النار على إبراهيم عيسي: الإعلامي المتشيع، موقع البشاير 1 مارس/آذار 2015.
  • إلى الكاتب إبراهيم عيسى… من تصارع؟ موقع إحسان الفقيه، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
  • «مطالبات بمحاكمته».. 11 أزمة لـ إبراهيم عيسى آخرهم «الإسراء والمعراج» (فيديو)، موقع الأسبوع، 19 فبراير/شباط 2022.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.