الفاشلون الذين لايتمکنون من القيام بإلتزاماتهم کما يجب ومن الإيفاء بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم، هم الذين يکثرون من تسويق التبريرات والاعذار المختلفة وهم بقدر مايضطروا لمضاعفة تلك التبريرات والاعذار، فإنهم يحرصون أشد الحرص على الإيحاء ببرائتهم و"نقاء" صحيفة أعمالهم، بل وحتى إنهم ومن أجل إثبات"صفاء سريرتهم"و"خلوص نيتهم"، فإنهم يقدمون أکباش فداء من المقربين الذين باتت الحاجة تقل إليهم.
الوعود والعهود الوردية التي قطعها خميني على نفسه أمام الشعب الايراني وتأکيداتها من إن نظامه سيأتي بما لم يأتيه أي نظام من قبله، ولکن وبعد الاعوام الاولى من حکم نظام ولاية الفقيه، إتضح للشعب الايراني بأنه يواجه النموذج"الشرقي" من"محاکم التفتيش" سيئة الصيت، ولاسيما عندما قفز الى الواجهة نماذج بالغة الوحشية والدموية الى الواجهة نظير آية الله خلخالي وغيره من الذين بيضوا وجوه طغاة وجبابرة التأريخ من حيث إستخفافهم بالکرامة والاعتبار الانساني وطفقوا يقتلون بمختلف الطرق الوحشية ليس معارضيهم کما کانوا يصورون وإنما حتى الذين لم يکن لهم من أي موقف ضد النظام، وبحق فقد کانت تلك الاعمال المنکرة التي لايمکن تبريرها، بمثابة جرائم إبادة بشرية يجدر أن يحاکم هذا النظام على أساسها ولاسيما وإن تنصيب سفاح نظير ابراهيم رئيسي، في منصب رئيس الجمهورية، وهو الملطخة يداه بدماء آلاف من السجناء السياسيين الايرانيين الذين تمت تصفيتهم في مذبحة عام 1988، يعتبر إقرارا من النظام على مواصلة ذلك النهج الدموي الوحشي الذي بدأ منذ عهد خميني.
إتهام خامنئي يوم السب الماضي من وصفهم بـ"الأعداء" بإثارة اضطرابات في إيران من أجل إسقاط السلطة، في إشارة إلى احتجاجات خرجت على مدى أسبوع بعد انهيار مبنى في جنوب غربي إيران الشهر الماضي، مما أودى بحياة 37 شخصا وزعمه:" ليوم يعتمد أهم أمل للأعداء لتوجيه ضربة لبلادنا على احتجاجات شعبية.. الأعداء يحاولون تأليب الناس ضد الجمهورية الإسلامية عبر الحرب النفسية وأنشطة الإنترنت والفضاء السيبراني وبالمال وبالمرتزقة.. لكن حسابات الأعداء خاطئة مثل الكثير من حساباتهم السابقة"، هذا الکلام إن دققنا فيه، فإنه يصور الالاف من المحتجين الذين خرجوا ضد النظام للظلم الذي لحق ويلحق بهم، على إنهم أعداء ومأجورين للولايات المتحدة وإسرائيل والکفر العالمي"بحسب أدبيات النظام المثيرة للتقزز"، وهذا الاتهام الماسخ والکاذب من ألفه الى يائه، مهمة لابد لخامنئي من القيام بها، ذلك إنه ليس بيده أية ذريعة أخرى.
سر الخوف الکبير لخامنئي من الاحتجاجات وزعمه من إنها قد إنتهت، يمکن حمله على محملين:
الأول؛ إن خامنئي بزعمه إن الاحتجاجات إنتهت فإنه يريد من خلال ذلك أن يفسح المجال للأجهزة القمعية قد کي تبدأ بحملة تصفيات واسعة النطاق من أجل وضع حد للإحتجاجات.
الثاني؛ التخوف من أن تأخذ منظمة مجاهدي خلق بزمام الامور کما فعلت في إنتفاضة 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، ومعروف عن مجاهدي خلق بأنها قدرفعت شعار إسقاط النظام وترفض معظم الخيارات الاخرى، وهو يريد من خلال ذلك أن يغطي على دور المنظمة وتأثيرها على الساحة الايرانية ويربطها بأي زعم کان ماعداها.
رفض هذا النظام وکراهيته التي تزداد يوما بعد يوم وحتى لم تنفع مسرحية الاعتدال والاصلاح وفشلت في إمتصاص غضب الشعب وسخطه على النظام، وحتى إن تخطيط خامنئي لتنصيب السفاح رئيسي على رأس النظام فإنما کان أمله في أن يساهم ذلك في السيطرة على الامور ولکن فشلت کما ستفشل أية محاولات أخرى فالعلة في النظام وفي خامنئي نفسه!
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية