الدكتور محمد مجاهد الزيات في حوار لـ «شؤون إيرانية»: إسرائيل لن تضرب إيران.. وسندفع نحن ثمن «التفاهم» بينهما

- 11 يناير 2022 - 351 قراءة

قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، إن (إسرائيل) لن تضرب البرنامج النووي الإيراني، معتبرًا أنه سيجري «التفاهم» بين طهران و(تل أبيب)، وسندفع نحن العرب ثمن هذه «التفاهمات» بينهما، ومؤكدًا أن (إسرائيل) لا تستطيع أن تتصرف في هذا الملف إلا بـ «إذن» من الولايات المتحدة.
وأضاف د. الزيات، في حوار لـ «شؤون إيرانية»، أنه منذ وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة في إيران، تغيّر منهج التفاوض الإيراني في مباحثات فيينا الجارية حاليًا، وأن التركيز الأوروبي والأمريكي هو على البرنامج النووي، وألا تتمكن إيران من صنع القنبلة الذرية، موضحًا أن الاتفاق القديم الذي أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي الأبق باراك أوباما، كان يضع سقفًا زمنيًا في حدود 15 عامًا يُسمح لإيران بعدها بإنتاج «القنبلة».
وأكد مستشار «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية"، أن دول الخليج معنية بالتهديدات الإيرانية والتمدد الإقليمي، وتهديد الاستقرار والنزعة الطائفية والصواريخ الباليستية، وأن الموقف المصري من إيران واضح، ويتبنى المصلحة العربية ومصالح دول الخليج ويقف ضد هذه التهديدات الإيرانية على طول الخط.. وإلى نص الحوار:

 

 

 


- بدايةً.. كيف ترون إمكانية عقد اتفاق نووي جديد مع إيران في إطار مفاوضات فيينا؟

  • الجولة الثامنة بدأت مؤخرًا، والملاحظ أن بداية الجولات ونهايتها قرار من إيران وليس من الدول الأوروبية، وأمريكا هي التي تتباطأ وتحدد الموعد، لأنه منذ وصول رئيسي إلى الرئاسة في إيران تغير منهج التفاوض الإيراني في مباحثات فيينا، وبدأت من الصفر وقدمت 3 مسودات أولًا مسودتين ثم مسودة ثالثة.

المسودة الأولى تتحدث عن التقنيات الخاصة في البرنامج النووي.
المسودة الثانية تتناول العقوبات والعمل بها وكيفية إلغائها.
المسودة الثالثة ستكون مجال بحث في الجولة الثامنة الحالية التي بدأت وتتناول الضمانات التي يمكن أن تقدم لها لضمان عدم الخروج من أي اتفاق يتم التوصل إليه.
الأمر ما زال صعبًا للغاية، التركيز الأوروبي والأمريكي هو على البرنامج النووي ألا تتمكن إيران من صنع القنبلة النووية. الاتفاق القديم كان يضع سقفًا لهذا الاتفاق في حدود 15 سنة يُسمح لها بعدها بإنتاج القنبلة النووية.
وكان التحكم في هذا السقف من خلال عدة أدوات:
الأداة الأولى.. أجهزة الطرد المركزي المستخدمة ألا تكون متطورة وتبقى من الجيل الأول، نسبة تخصيب اليورانيوم ألا تتجاوز 3.5% وعندما يتم التخصيب يخرج هذا اليورانيوم ويعود للاستخدام السلمي فقط.
الذي حدث موقف مختلف تمامًا الآن عما سبق الاتفاق عليه منذ خروج أمريكا من الاتفاق هذا هو ما يجري التفاوض عليه في فيينا.

 

 

 

- يرى البعض أن الولايات المتحدة تريد عقد اتفاق نووي مع إيران بأي شكل لكي تتفرغ لمواجهة الصين.. فما تبعات ذلك؟ 

  • الإدارة الأمريكية الحالية هي امتداد لإدارة أوباما التي عقدت الاتفاق والتي ترى أنها حققت إنجازًا استراتيجيا من خلال هذا الاتفاق وبالتالي تريد أن تعود إلى ما حققته الإدارة السابقة فالإدارة الحالية معنية تمامًا بأن تعود إلى هذا الاتفاق ولكن من منطق جديد ليس اتفاق 2015 الذي كان يحدد سقفًا لهذا البرنامج لكن بوضع سقف آخر يحول دون تصنيع القنبلة النووية الإيرانية أو دون تجاوز إيران للعتبة النووية.

- ولكن بادين كان يريد أن يدخل دولًا جديدة في الاتفاق.

  • هذا كله كلام نظري لأنه لا توجد دولة مشاركة في المباحثات التي تجري في فيينا كلها محاولة لترضية دول الإقليم بأنها ستكون شريكة.. شريكة في ماذا؟

الذي يتم إجراءات محددة تقنية للبرنامج النووي.. إجراءات محددة للعقوبات التي تُفرض لكن حتى برنامج الصواريخ الباليستية غير مطروحًا على مائدة التفاوض. وكل ما يقال في هذا الشأن في اعتقادي كلام للاستهلاك المحلي والإقليمي.

 

 

 

- ما هو المطلوب من الإدارة الأمريكية حيال إيران خلال المرحلة المقبلة؟

  • ليس المطلوب منها من وجهة نظرنا ولا من وجهة نظر أمريكا ولا من وجهة نظر (إسرائيل) ولا من وجهة نظر دول الخليج كل طرف من هذه الأطراف له وجهة نظر دول الخليج معنية أساسًا بالتهديدات الإيرانية والتمدد الإيراني في المنطقة وتهديد الاستقرار والحركة الطائفية والصواريخ الباليستية التي تهدد أمنها هذه هي القضية التي تهمها.

(إسرائيل) معنية بالوصول للقنبلة النووية الإيرانية ومنعها للوصول للقنبلة النووية ومنع الأذرع التابعة لها بامتلاك أسلحة تهدد أمنها.
كل طرف له وجهة نظر وله مطالب. من يحقق هذه المطالب؟ لن أستطيع أن أجيب عليها الآن.  

- في حال فشل مفاوضات فيينا.. هل ستنفذ (إسرائيل) تهديداتها بضرب منشآت إيران النووية؟

  • (إسرائيل) لم تضرب إيران في جميع الأحوال منذ 2007 كنت في زيارة في مؤتمر في طهران مع مركز دراسات في وزارة الخارجية الإيرانية وأثناء المؤتمر دعاني وكيل وزارة الخارجية لمكتبه وسألني سؤال عام 2007 هل تعتقد أن (إسرائيل) سوف تضرب إيران وكان الأمر مثارًا في وقتها فقلت له (إسرائيل) لن تضرب إيران وسيتم التفاهم بينكم وسندفع نحن دول الإقليم ثمن هذه التفاهمات.

ومازال الأمر يجري من 2007 حتى اليوم تهديدات إسرائيلية متوالية بتوجيه ضربة لكن سأحيلك إلى خبر بسيط خلال هذا الأسبوع. خبر ذكرته صحيفة أمريكية وأعتقد أنه مقصود أمريكيًا أن (إسرائيل) ضربت 12 موقع نووي في إيران بعد استشارة الولايات المتحدة في إشارة واضحة أن (إسرائيل) لا تستطيع أن تتصرف إلا باستئذان الولايات المتحدة.
المباحثات التي جرت الفترة الأخيرة تبادل وفود بين الطرفين مخابراتية وزراء دفاع وزراء خارجية هي كلها للقول في صورة أساسية لا تقلقي أمريكا تقول لـ (إسرائيل) لا تقلقي، لكن لن تكون هناك ضربة لإيران لأنها ستغير من طبيعة الاستقرار في المنطقة بصفة عامة لكنها تهديدات لتطويع المفاوض الموجود في فيينا حتى لا يقدم تنازلات لإيران أكبر تهدد أمن (إسرائيل). 

 

 

 

- ما هو الفارق بين ضرب مفاعل العراق وعدم ضرب مفاعل إيران؟

  • مفاعل العراق كان في موقع واحد غير مؤمن بصورة كبيرة استفادت منه إيران، أما البرنامج النووي الإيراني فينتشر على امتداد إيران مواقع كثيرة جدًا في مناطق محصنة تحصينًا كافيًا.

البرنامج النووي العراقي لم يصل بعد المرحلة قرب النهائية. في إيران تصنع حتى الآن أجهزة طرد مركزي ليست من الجيل الأول كما كان يصر اتفاق 2015 لكن وصلت للجيل السادس والسابع وتصنعه محليا وتطوره. عندها كميات يورانيوم كافية. النووي الإيراني على وشك الاكتمال ما يجري الآن هو منعها من تجاوز العتبة النووية.

- هل يمكن اعتبار ما يحدث حاليًا في الملف النووي امتدادًا للعدوانية الإيرانية تجاه الوطن العربي؟

  • أتحفظ على العبارات القاطعة. إيران دولة إقليمية وتسعى لأن تصبح قوة عظيمة لها مشروع سياسي ومشروع طائفي معلن منذ مجئ الخميني أردت أن تقبله أو لا تقبله وسوف يستمر هذا المشروع الطائفية تقل. تصدير الثورة مستمر لكن غلفته بأشياء أخرى نصرة المظلومين ومساعدة بعض الدول. هي تتحدث عن تحرير القدس ولا تبذل أي مجهود بتحرير القدس. الحركة الطائفية موجودة بامتياز سواء في اليمن ولبنان أو سوريا أو في العراق فهي قوة إقليمية تريد أن تفرض هيمنتها على المنطقة بأسلوب كما تريد. المشكلة ليست في إيران المشكلة في المناطق التي تتحرك فيها كيف يواجهون هذا الخطاب الطائفي. 

- تتبدى مظاهر العدوانية الإيرانية بقوة تجاه الوطن العربي.. فلماذا هذا العداء للعرب في تقديركم؟

  • هناك صراع عرقي قائم على مر التاريخ بين إيران وبين العرب منذ سنوات طويلة وكان الهدف منه كيف نهذب هذا الصراع ونجعله تفاهمات بدل صدامات، لكن مجئ نظام خميني ومبدأ تصدير الثورة هو سر العدائية الإيرانية والسعي للهيمنة وفرض السيطرة على المنطقة بأكملها واعتبار المنطقة العربية خاصة الخليج والمشرق العربي مجالًا حيويًا له فبدأ الصراع على هذا المستوى.

 

 

 

- يروج في الأدبيات الفارسية منذ عهد الخميني مصطلح «الإسلام الإيراني».. فما المقصود بهذا المصطلح؟

  • في إيران إسلام يعتمد على الطائفية إسلام شيعي على المذهب الشيعي الذي يرفض المذاهب الأخرى وهناك مذاهب سلفية متشددة ترفض المذهب الشيعي من هنا يبدأ التصادم. هناك نمط للممارسات الإسلامية في إيران تختلف تمامًا عن الممارسات الإسلامية في مناطق أخرى ليس لدينا «الولي الفقيه» أن يصبح رجل الدين هو الولي هذا موجود عندهم وموجود في دول أخرى وغير موجود عند كتل شيعية كبيرة أيضًا الكتلة الشيعية العربية في العراق تختلف عن الطرح الشيعي المذهبي في إيران.

- اندلعت في يوليو/تموز الماضي انتفاضة شعبية جديدة في إقليم الأحواز العربي المحتل.. فكيف ترون الدعم العربي للقضية الأحوازية؟

  • لا يوجد دعم عربي لثوار الأحواز. الأحواز قضية منسية رغم أنها قضية حيوية بالنسبة للعرب لكن من يتبناها؟

هذه قضية تستغل سياسيًا لا تجد من يساندها وإيران تمارس عليها كل سطوتها والعالم كله يتجاهلها لا يوجد موقف من أي منظمات لرعايتهم كما يتم لطوائف أخرى مثل اليزيديين مثلًا في العراق.
- لماذا؟

  • لأنه فيه تجاهل تام لقضيتهم ولا توجد قوى معبرة عنها ولا توجد قوى عربية مساندة.

- التقارب الخليجي الإيراني.. كيف تراه سيادتك وتداعياته على المواجهة المرتقبة؟

  • الموقف الخليجي من إيران متعدد ومتنوع. هناك دول علاقتها متطورة بإيران على مدى التاريخ ولم تتأثر مثل سلطنة عمان ولديها تعاون معها وهناك دول مثل الكويت بها طائفة شيعية كبيرة وتحرص على أن تكون علاقتها بإيران علاقات في إطار مهادن وغير تصادمي عكس العلاقات بين إيران والسعودية لأن إيران ذهبت إلى الحوثيين في اليمن خاصرة السعودية وتوتر وتؤثر بصورة كاملة على الأمن القومي السعودي بصورة كبيرة. الإمارات توجد لديها جالية إيرانية كبيرة ورجال أعمال وتبادل تجاري وبالتالي الموقف الخليجي ليس موحدًا في التعامل مع إيران ولكنه متنوع بتنوع معطيات الموقف في كل دولة.

- ومن المستفيد الأكبر من هذا التقارب.. الخليج أم إيران؟

  • المستفيد الأكبر إيران. إيران تحقق انتصارات كل يوم وتحقق تمدد كل يوم في المنطقة لأنه لا يوجد موقف عربي محدد. بعض الدول تعتبر إيران عدو ودول عربية أخرى تعتبرها صديق. انظر إلى قرارات مجلس الجامعة العربية على مدى السنوات الأخيرة عندما يصدر قرارًا يتهم إيران بأنها تهدد الاستقرار هناك دول ترفض هذا القرار داخل اجتماع مجلس الجامعة العربية وتعتبرها صديق.

 

 

 

- دور مصر في العلاقات مع إيران.. والموقف المصري المتزن في هذا الملف.

  • أعتقد الموقف المصري واضح ويتبنى المصالح العربية ومصالح الدول الخليجية ويقف ضد التهديدات الإيرانية والأذرع الإيرانية المهددة للاستقرار والأمن في المنطقة. لكن السياسة المصرية ليست متصادمة مع إيران وليست متجاوبة مع الرغبة الإيرانية في إقامة علاقات طالما إيران تتمدد في مناطق عربية وطالما تهدد الاستقرار في الخليج والسعودية بدرجة أساسية. 

- الحرب بالوكالة في المنطقة من خلال ميليشيات إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان كيف يتم مواجهة هذه الأذرع الإرهابية؟

  • هذه أحد ادوات إيران للتحرك في المنطقة وفرض هيمنتها الإقليمية أن تكون لها قوة تابعة في تلك المناطق وهذه القوة تسعى في الفترة الحالية أن تصبح قوة مستقلة تدعمها عسكريًا واقتصاديًا والقلق هو عندما ترفع العقوبات أن مساعدتها لهذه الأذرع ستكون أكبر وأقوى في هذه الفترة وتكون قادرة على تهديد استقرار المنطقة في ظل وجود هذه الأذرع الذين أصبحوا حلفاء أو قوة متحالفة مع إيران.

- أحد قيادات الحرس الثوري صرح بأن لنا جيوش في المنطقة.

  • أكثر من ذلك حسن نصر الله قال طالما بقت الجمهورية الإسلامية على حالها نحن في ألف خير.

- الدعم الروسي على كافة الأصعدة لإيران هل هذا التحالف مستمر أم تواجهه تحديات وإلى متى؟

  • هذه علاقات بين دول كبرى لها مصالح. روسيا تعاني من حصار أمريكي وأوروبي واضح إذًا لما تتحالف مع أعداء أمريكا وأوروبا فيكون فيه مصلحة فيه أوراق. إيران دولة واعدة فيما يتعلق بالإعمار وتطوير حقول الغاز وروسيا أكثر تستطيع أن تساعدها في تطوير حقول الغاز إذا ما رفعت العقوبات.

التعاون العسكري بين الطرفين يمكن أن يفتح مجال للمؤسسة العسكرية الروسية لوجود الاثنين في بحر قزوين ممكن أن يخدم الموقف الإيراني الموقف الروسي هناك والصراع على بحر قزوين. الصراع في جنوب شرق آسيا متعدد إذا صياغة موقف إيراني يدعم الموقف الروسي في دول جنوب الاتحاد السوفيتي السابقة يصبح مطلوبا. التطورات في أفغانستان تهدد الأمن في إيران والأمن في روسيا ودول الجوار التابعة لها إذا هناك مصالح لأن تكون موجودة مع إيران.

- العلاقات التركية الإيرانية.. بين التباعد والتقارب كيف تراها؟

  • إيران وتركيا قوتان متنافستان إقليميًا ولكن الاثنين حريصين على أن يجعلوا التفاهم بديلًا للتصادم.

- ما رأيناها مؤخرًا أن تركيا مع (إسرائيل) في أذربيجان.

  • تركيا مع مصالحها الواضحة في كل مكان وتحققها يحقق تمدد لأن تركيا شأنها شأن إيران قوة إقليمية تسعى لأن تكون قوة إقليمية عظمى. تركيا لا تمتد فقط في أذربيجان هي كانت مع أذربيجان وحددت زيارة مؤخرًا لوزير الخارجية إلى أرمينيا التي كانت في الحرب لأنها تريد أن تقيم علاقات معها أيضًا.

تركيا تتمدد في أفريقيا وفي المنطقة ومع أثيوبيا. تركيا هي التي ساعدت أبي أحمد أن يحسم معركة تيجراي من خلال طائرات الدرونز التي أعطتها له فحسمت المعركة لصالحه وثبتت نفوذًا تركيًا في أثيوبيا.

 

 


 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.