قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، إن (إسرائيل) لن تضرب البرنامج النووي الإيراني، معتبرًا أنه سيجري «التفاهم» بين طهران و(تل أبيب)، وسندفع نحن العرب ثمن هذه «التفاهمات» بينهما، ومؤكدًا أن (إسرائيل) لا تستطيع أن تتصرف في هذا الملف إلا بـ «إذن» من الولايات المتحدة.
وأضاف د. الزيات، في حوار لـ «شؤون إيرانية»، أنه منذ وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة في إيران، تغيّر منهج التفاوض الإيراني في مباحثات فيينا الجارية حاليًا، وأن التركيز الأوروبي والأمريكي هو على البرنامج النووي، وألا تتمكن إيران من صنع القنبلة الذرية، موضحًا أن الاتفاق القديم الذي أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي الأبق باراك أوباما، كان يضع سقفًا زمنيًا في حدود 15 عامًا يُسمح لإيران بعدها بإنتاج «القنبلة».
وأكد مستشار «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية"، أن دول الخليج معنية بالتهديدات الإيرانية والتمدد الإقليمي، وتهديد الاستقرار والنزعة الطائفية والصواريخ الباليستية، وأن الموقف المصري من إيران واضح، ويتبنى المصلحة العربية ومصالح دول الخليج ويقف ضد هذه التهديدات الإيرانية على طول الخط.. وإلى نص الحوار:
- بدايةً.. كيف ترون إمكانية عقد اتفاق نووي جديد مع إيران في إطار مفاوضات فيينا؟
المسودة الأولى تتحدث عن التقنيات الخاصة في البرنامج النووي.
المسودة الثانية تتناول العقوبات والعمل بها وكيفية إلغائها.
المسودة الثالثة ستكون مجال بحث في الجولة الثامنة الحالية التي بدأت وتتناول الضمانات التي يمكن أن تقدم لها لضمان عدم الخروج من أي اتفاق يتم التوصل إليه.
الأمر ما زال صعبًا للغاية، التركيز الأوروبي والأمريكي هو على البرنامج النووي ألا تتمكن إيران من صنع القنبلة النووية. الاتفاق القديم كان يضع سقفًا لهذا الاتفاق في حدود 15 سنة يُسمح لها بعدها بإنتاج القنبلة النووية.
وكان التحكم في هذا السقف من خلال عدة أدوات:
الأداة الأولى.. أجهزة الطرد المركزي المستخدمة ألا تكون متطورة وتبقى من الجيل الأول، نسبة تخصيب اليورانيوم ألا تتجاوز 3.5% وعندما يتم التخصيب يخرج هذا اليورانيوم ويعود للاستخدام السلمي فقط.
الذي حدث موقف مختلف تمامًا الآن عما سبق الاتفاق عليه منذ خروج أمريكا من الاتفاق هذا هو ما يجري التفاوض عليه في فيينا.
- يرى البعض أن الولايات المتحدة تريد عقد اتفاق نووي مع إيران بأي شكل لكي تتفرغ لمواجهة الصين.. فما تبعات ذلك؟
- ولكن بادين كان يريد أن يدخل دولًا جديدة في الاتفاق.
الذي يتم إجراءات محددة تقنية للبرنامج النووي.. إجراءات محددة للعقوبات التي تُفرض لكن حتى برنامج الصواريخ الباليستية غير مطروحًا على مائدة التفاوض. وكل ما يقال في هذا الشأن في اعتقادي كلام للاستهلاك المحلي والإقليمي.
- ما هو المطلوب من الإدارة الأمريكية حيال إيران خلال المرحلة المقبلة؟
(إسرائيل) معنية بالوصول للقنبلة النووية الإيرانية ومنعها للوصول للقنبلة النووية ومنع الأذرع التابعة لها بامتلاك أسلحة تهدد أمنها.
كل طرف له وجهة نظر وله مطالب. من يحقق هذه المطالب؟ لن أستطيع أن أجيب عليها الآن.
- في حال فشل مفاوضات فيينا.. هل ستنفذ (إسرائيل) تهديداتها بضرب منشآت إيران النووية؟
ومازال الأمر يجري من 2007 حتى اليوم تهديدات إسرائيلية متوالية بتوجيه ضربة لكن سأحيلك إلى خبر بسيط خلال هذا الأسبوع. خبر ذكرته صحيفة أمريكية وأعتقد أنه مقصود أمريكيًا أن (إسرائيل) ضربت 12 موقع نووي في إيران بعد استشارة الولايات المتحدة في إشارة واضحة أن (إسرائيل) لا تستطيع أن تتصرف إلا باستئذان الولايات المتحدة.
المباحثات التي جرت الفترة الأخيرة تبادل وفود بين الطرفين مخابراتية وزراء دفاع وزراء خارجية هي كلها للقول في صورة أساسية لا تقلقي أمريكا تقول لـ (إسرائيل) لا تقلقي، لكن لن تكون هناك ضربة لإيران لأنها ستغير من طبيعة الاستقرار في المنطقة بصفة عامة لكنها تهديدات لتطويع المفاوض الموجود في فيينا حتى لا يقدم تنازلات لإيران أكبر تهدد أمن (إسرائيل).
- ما هو الفارق بين ضرب مفاعل العراق وعدم ضرب مفاعل إيران؟
البرنامج النووي العراقي لم يصل بعد المرحلة قرب النهائية. في إيران تصنع حتى الآن أجهزة طرد مركزي ليست من الجيل الأول كما كان يصر اتفاق 2015 لكن وصلت للجيل السادس والسابع وتصنعه محليا وتطوره. عندها كميات يورانيوم كافية. النووي الإيراني على وشك الاكتمال ما يجري الآن هو منعها من تجاوز العتبة النووية.
- هل يمكن اعتبار ما يحدث حاليًا في الملف النووي امتدادًا للعدوانية الإيرانية تجاه الوطن العربي؟
- تتبدى مظاهر العدوانية الإيرانية بقوة تجاه الوطن العربي.. فلماذا هذا العداء للعرب في تقديركم؟
- يروج في الأدبيات الفارسية منذ عهد الخميني مصطلح «الإسلام الإيراني».. فما المقصود بهذا المصطلح؟
- اندلعت في يوليو/تموز الماضي انتفاضة شعبية جديدة في إقليم الأحواز العربي المحتل.. فكيف ترون الدعم العربي للقضية الأحوازية؟
هذه قضية تستغل سياسيًا لا تجد من يساندها وإيران تمارس عليها كل سطوتها والعالم كله يتجاهلها لا يوجد موقف من أي منظمات لرعايتهم كما يتم لطوائف أخرى مثل اليزيديين مثلًا في العراق.
- لماذا؟
- التقارب الخليجي الإيراني.. كيف تراه سيادتك وتداعياته على المواجهة المرتقبة؟
- ومن المستفيد الأكبر من هذا التقارب.. الخليج أم إيران؟
- دور مصر في العلاقات مع إيران.. والموقف المصري المتزن في هذا الملف.
- الحرب بالوكالة في المنطقة من خلال ميليشيات إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان كيف يتم مواجهة هذه الأذرع الإرهابية؟
- أحد قيادات الحرس الثوري صرح بأن لنا جيوش في المنطقة.
- الدعم الروسي على كافة الأصعدة لإيران هل هذا التحالف مستمر أم تواجهه تحديات وإلى متى؟
التعاون العسكري بين الطرفين يمكن أن يفتح مجال للمؤسسة العسكرية الروسية لوجود الاثنين في بحر قزوين ممكن أن يخدم الموقف الإيراني الموقف الروسي هناك والصراع على بحر قزوين. الصراع في جنوب شرق آسيا متعدد إذا صياغة موقف إيراني يدعم الموقف الروسي في دول جنوب الاتحاد السوفيتي السابقة يصبح مطلوبا. التطورات في أفغانستان تهدد الأمن في إيران والأمن في روسيا ودول الجوار التابعة لها إذا هناك مصالح لأن تكون موجودة مع إيران.
- العلاقات التركية الإيرانية.. بين التباعد والتقارب كيف تراها؟
- ما رأيناها مؤخرًا أن تركيا مع (إسرائيل) في أذربيجان.
تركيا تتمدد في أفريقيا وفي المنطقة ومع أثيوبيا. تركيا هي التي ساعدت أبي أحمد أن يحسم معركة تيجراي من خلال طائرات الدرونز التي أعطتها له فحسمت المعركة لصالحه وثبتت نفوذًا تركيًا في أثيوبيا.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية