الناشط الحقوقي كميل آل بوشوكة:الأحوازيون يرحبون بـ "الفيدرالية" حتى يسقط الاحتلال الإيراني

- 23 ديسمبر 2023 - 355 قراءة

الاحتلال قتل أكثر من 150 أحوازيًا بالرشاشات في "مذبحة معشور" عام 2019

 

يزعمون أن عدد العرب 2.5 مليون فقط لكن الواقع أنه يتراوح بين 8 إلى 9 ملايين

 

حتى المعارضة الإيرانية الفارسية تعطي تفاصيل خاطئة للمؤسسات الغربية حول السكان العرب!

 

حاولت إيران استهداف هوية عرب الأحواز من خلال جلب المستوطنين اللر والفرس إلى الأحواز لتغيير التركيبة السكانية

 

كتاب "جغرافية الأحواز السياسية" تصدى لمحاولات إيران الهادفة إلى تزوير الجغرافية السياسية لإقليم الأحواز العربي والحقائق عن سكانه العرب من خلال كشف مغالطاتها بدراسة علمية منهجية حديثة

 

75% من سكان الأحواز لا يستطيعون أن يحصلوا على المناصب الحكومية الرئيسية والمهمة و25% من المستوطنين في الأحواز يتقلدون الوظائف!!

 

 

أكد الناشط الحقوقي الأحوازي المعروف كميل آل بوشوكة، أن الاحتلال الإيراني ارتكب العديد من الجرائم والمذابح في حق عرب الأحواز، منذ احتلال الإقليم عام 1925 حتى هذه اللحظة، من أكثرها دمويةً "مذبحة مدينة معشور" عام 2019، حين قتل قوات "الحرس الثوري" أكثر من 150 أحوازيًا بالرشاشات، موضحًا أن إيران لا تنتهك حقوق الإنسان في الأحواز فقط، بل تنتهك أيضًا القانون الدولي، من خلال ارتكاب الإبادة الجماعية في الإقليم المحتل.

وأضاف آل بوشوكة، في حوار لـ "شؤون إيرانية"، أن أيدي الاحتلال تعبث في مقدرات الشعب العربي الأحوازي، بما في ذلك زعمهم أن عدد السكان العرب في الإقليم المحتل يبلغ 2.5 مليون فقط، لكن الواقع الحقيقي أن العدد يتراوح بين 8 إلى 9 ملايين، مشيرًا إلى أنه حتى المعارضة الإيرانية الفارسية تعطي تفاصيل خاطئة للمؤسسات الغربية حول السكان العرب... وإلى نص الحوار:

 

تسعى إيران منذ عام 1925 إلى تزوير الجغرافية السياسية لإقليم الأحواز العربي... فما هي أبرز التدابير الإيرانية في هذا الصدد؟

 

- في عام 1925، لم تقم إيران باحتلال الأحواز وارتكاب الإبادة الجماعية فحسب، بل حاولت إيران أيضًا استهداف هوية عرب الأحواز من خلال جلب المستوطنين اللر والفرس إلى الأحواز لتغيير التركيبة السكانية، وإجبار العرب على الانتقال إلى مناطق أخرى من إيران أو دول مجاورة مثل العراق ودول الخليج العربي، ثم في عام 1935 تم تغيير الأسماء العربية لجميع مناطق الأحواز من القرى والمدن والأهوار والجبال والغابات إلى الفارسية.

في عام 1936 أصدر رضا شاه بهلوي أمرًا بمنع استعمال اسم (عربستان أو الأحواز) وتم استبدال الاسم إلى "خوزستان" من أجل تغيير المعالم والأسماء العربية لإقليم الأحواز العربي. كما قام نظام البهلوي بعزل مناطق بوشهر وجمبرون من الأحواز حتى يتم السيطرة على العرب بشكل كامل.

وتتبع إيران أيضًا أجندات أخرى لاستهداف الأحواز، مثل تقديم تفاصيل مزيفة عن السكان العرب من خلال الدعاية. خلال العهد البهلوي، رفضت إيران إعطاء أي تفاصيل عن عدد سكان عرب الأحواز، كما أن النظام الحالي لا يعطي التفاصيل الصحيحة. لكن المعارضة الإيرانية الفارسية تعطي تفاصيل خاطئة للمؤسسات الغربية حول السكان العرب. على سبيل المثال، يزعمون أن عدد العرب يبلغ 2.5 مليون فقط من أصل 88 مليون إيراني، لكن الواقع يشير إلى أن عدد السكان يتراوح بين 8 إلى 9 ملايين، أي 10% من إجمالي الإيرانيين. كما تقدم إيران تفاصيل خاطئة ومزيفة عن التاريخ العربي في الأحواز لإظهار أن العرب أقلية وأن الأرض مملوكة للفرس، وهو أمر ليس مزيفًا فحسب، بل إبادة جماعية من خلال دعم المستوطنين المتطرفين لمواجة الحراك والنشاط العربي الأحوازي. لذلك باحثون أحوازيين منذ سنوات قاموا بتقديم أبحاث علمية للتصدي للمغالطات الإيرانية المتعمدة عن إقليم الأحواز العربي.

 

تصديّتم وباحثون عرب وأجانب لمحاولات إيران هذه من خلال دراسة علمية منهجية عن "جغرافية الأحواز السياسية" نُشرت في واشنطن... ما هي قصة هذه الدراسة المشتركة؟ وهل هي متاحة للباحثين باللغة العربية؟

 

- في الواقع، فإن الأحوازيين يواجهون دائمًا الأجندة الإيرانية المزيفة ضد الواقع والحقيقة في الأحواز من خلال البحث والدراسات. لكن الكتاب الحالي مختلف لأن الباحثين من جنسيات متنوعة تعاونوا مع بعضهم البعض واستخدموا الطرق الأكاديمية لإثبات أن التفاصيل الإيرانية المتعلقة بالأحواز مزيفة ومتعمدة. في الواقع بهذا الكتاب تصدى باحثون عرب وأجانب لمحاولات إيران الهادفة إلى تزوير الجغرافية السياسية لإقليم الأحواز العربي والحقائق عن سكانه العرب من خلال كشف مغالطاتها بدراسة علمية منهجية حديثة.

علي سبيل المثال في جهد أكاديمي بحثي عن إقليم الأحواز العربي المحتل وفي محاولة لكشف المغالطات التي تحاول إيران ترسيخها داخليًا وخارجيًا فقد تم وضع الحقائق على الأرض حيث تصدى لهذه المهمة الباحثين والناشطين الأحوازيين بالتنسيق مع باحثين وأكاديميين أجانب في معهد الحوار للأبحاث والدراسات من خلال دراسة علمية منهجية حديثة عن "جغرافية الأحواز السياسية" في كتاب من 400 صفحة باللغة الإنجليزية وضع في 25 مايو/آيار الماضي على الموقع الإلكتروني للمعهد بمتناول مختلف المهتمين بالشأن الإيراني.

الكتاب مكتوب باللغة الإنجليزية، ولكن هناك خطة في المستقبل القريب لترجمته إلى اللغة العربية. يعني حاليًا لا يوجد نسخة عربية من الكتاب، ولكن الترجمة إلى اللغة العربية جزء من خطتنا في عام 2024

.

ما هي أخطر انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الإيرانية في الأحواز... وكيف يمكن فضح هذه الانتهاكات على المستوى الدولي؟

 

- إيران لا تنتهك فقط حقوق الإنسان في الأحواز، بل تنتهك أيضًا القانون الدولي من خلال ارتكاب الإبادة الجماعية في الأحواز. تستهدف إيران جميع القيم في الأحواز: الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. منظمات حقوق الإنسان الأحوازية والنشطاء مكرسين للدفاع عن حقوق الإنسان في الأحواز قدموا دراسات وتقارير كثيرة حول الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمناخ السياسي والبيئي في الأحواز.

سياسة تدمير المدن والأرياف في الأحواز. علي سبيل المثال لا تزال البلدات والمدن الحدودية مع العراق مثل المحمّرة وعبادان والقصبة والخفاجية والبسيتين والحويزة تحمل ندوب الحرب الإيرانية ضد العراق في الثمانينيات حيث دمرت المدن الرئيسية في الإقليم كليًا أو جزئيًا ومات ما لا يقل عن 12000 أحوازي. لذلك النظام يرفض تطوير المدن من أجل منع الأحوازيين من الرجوع حيث لا يزال 250,000 أحوازي من سكان عبادان والمحمرة مهجرين في المدن الإيرانية والنظام يرفض رجوع هؤلاء. بعد ذلك النظام قام بسياسة جديدة بأخذ الأراضي الزراعية من الفلاحيين بهدف تهدير ما تبقي للمواطنين في تلك المناطق. في السنوات الأخيرة هذه السياسة توسعت إلى المدن الأخرى مثل تستر والسوس وقنيطرة والفلاحية والأحواز العاصمة ومحيط أبوشهر وجمبرون لإجبار العرب على الهجرة.

وتشمل الانتهاكات الخطيرة الأخرى لحقوق الإنسان ما يلي: تمثيل غير كافٍ لعرب الأحواز، لقد تجاهل النظام الحالي باستمرار مطالب الشعوب غير الفارسية مثل الأحوازيين بالحكم الذاتي وأي نوع حقوق أخرى مثل تنفيذ المادتين 15 و19 من دستور عام 1979 اللتين تضمنان استخدام اللغات الإقليمية والحقوق المتساوية للمجموعات العرقية. فهي لا تعترف بوجود عرب الأحواز كشعب أو جنسية أو مجتمع في إيران.

الأوضاع الاقتصادية التعسفية: يواجه العرب التمييز في صناعة النفط والخدمة المدنية الإيرانية. ومن بين أعلى المناصب الحكومية في إقليم الأحواز، هناك اثنان أو ثلاثة في المئة فقط من العرب وباقي الفرص بيد المستوطنين رغم أن عدد المستوطنين في الأحواز فقط حوالي 25%  يعني باقي السكان في الأحواز هم سكان الأرض يعني العرب. وهذا يعني أن ما يقرب من 75% من سكان الأحواز لا يستطيعون أن يحصلوا على المناصب الحكومية الرئيسية والمهمة. ومع عدم كفاية التمثيل السياسي، فإن عرب الأحواز غير قادرين على معالجة الظلم الذي يواجه شعبهم في المجال الاقتصادي والثقافي والسياسي والقضائي.

الهجرة القسرية ومصادرة الأراضي الأحوازية: على الرغم من الدستور الإيراني وتوقيع العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، هناك أدلة قوية على أن السلطات الإيرانية تدير سياسة مصادرة الأراضي والهجرة القسرية مع ما يتماشى وبرنامج النظام الإيراني المبين في رسائل سرية للغاية كتبها سيد محمد علي أبطحي عندما شغل منصب نائب الرئيس الإيراني  بهدف تغيير التركيبة العرقية في الأحواز. تم تسريب رسالة أبطحي إلى وسائل الإعلام الدولية في عام 2005، مما أدى إلى اندلاع انتفاضة أبريل/نيسان في الأحواز والتي قُتل فيها أكثر من 160 أحوازي على يد قوات الأمن.

عدم وجود السكن الملائم لأكثر الأحوازيين: إيران باعتبارها دولة موقعة على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عليها توفير فرص العيش والمسكن اللائق للأحوازيين ولكن إيران لا توفر أي بمسؤولياتها بموجب هذا العهد حيث يعيش أكثر من مليون عربي أحوازي في مدن العشوائيات والغيتو المعزولة عن المستوطنات غير العربية بجدران الفصل. وتفتقر هذه المناطق إلى الضروريات اليومية مثل السباكة والكهرباء والهاتف والأرصفة وإنارة الشوارع والنقل العام وأنظمة الصرف الصحي والمدارس والعيادات والمستشفيات والمحلات التجارية والحدائق العامة. في أعقاب زيارته إلى الأحواز في يوليو/تموز 2005، أدان مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالسكن اللائق، ميلون كوثاري، برنامج مصادرة الأراضي الذي يستهدف العرب وحقيقة أن التنمية الاقتصادية كانت تتجاوز السكان الأصليين.

الانتهاكات الأخرى تشمل: منع التدريس باللغة العربية – عدم وجود مراكز الرعاية الصحية في كثير من المناطق في الأحواز مثل المدن والريف – عدم وجود إمدادات المياه الصالحة للشرب رغم أن الأحواز تمتلك نصف المياه الإيرانية – إعدام النشطاء وعدم توفير محامي لهم في المحاكم الجائرة والعنصرية والعسكرية

ومن أبرز هذه الجرائم كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 حيث ارتكب النظام جريمة حرب بحق المتظاهرين الأحوازيين في منطقة الجراحي في مدينة معشور. حاصر النظام المتظاهرين في الطريق العام بين الجراحي ومعشور واستعمل الرشاشات والقصف ضد الناس حيث قتل أكثر من 150 أحوازي.

 

ذكرتم في تصريحات مؤخرًا، أن العرب يعيشون في أجزاء مختلفة من إيران لكن البيانات التي يقدمها الإيرانيون للمنظمات الدولية فيما يتعلق بالعرب تفتقر للمصداقية بسبب ضعفها وتتعمد تشويه الحقائق... لماذا؟

 

- يعيش العرب في إيران في 4 أماكن: إقليم الأحواز، محافظة فارس، خراسان، وطهران. العرب في الأحواز مواطنون أصحاب للأرض منذ قديم الزمن يعني منذ عهد الحضارة العيلامية العربية، وعدد الأحوازيين العرب يتجاوز 8 مليون.

العرب في محافظة فارس بما يسمون عرب خمسة وهو تحالف من خمس قبائل كبيرة مثل بني شيبان وغيرهم يشكلون حوالي 15% من محافظة فارس يعني عددهم يتجاوز 700,000 شخص.

ويعيش العرب في خراسان هناك منذ الفتوحات الإسلامية. ويبلغ عددهم الآن حوالي مليون نسمة. ومع ذلك، عدد آخر منهم تغيرت هويته القومية إلى الفارسية بعد عام 1935 عندما فقدوا إمارتهم يعني إمارة خزيمة الشيبانية العربية على يد رضا بهلوي من خلال التنسيق مع بريطانيا.

وهناك أيضًا عدد من العرب يعيشون في طهران. أنشأ العرب مدينة الري في جنوب طهران واستقروا فيها. يبلغ عدد السكان الآن حوالي 250.000 نسمة يعيشون في ري وفرامين و160 قرية أخرى في جنوب طهران. جدير بالذكر أن يوم دخول العرب لمناطق طهران لم تكن موجودة يعني العرب هم من أسسوا الحياة الحضارية في هذه المنطقة.

لكن إيران تتجاهل كل هذه البيانات والحقائق وتعطي تفاصيل مزيفة عن السكان العرب في جميع أنحاء إيران. في الواقع، هوية إيران كدولة مرتبطة بالدعاية والكذب.

 

ما هو العدد الفعلي للسكان العرب في إيران عمومًا... وهل يمثل هؤلاء قوة ضغط سياسي على نظام الملالي؟

 

- يبلغ عدد السكان العرب في الأحواز أكثر من 8 ملايين نسمة، أي 10% من سكان إيران. ولكن هناك أعدادًا أخرى من العرب يعيشون في فارس وخراسان وطهران ويبلغ عددهم حوالي 2 مليون. يشار إلى أن العرب في محافظة فارس يشكلون أغلبية في مناطقهم.

لذلك، أود أن أضيف أن الأشخاص الوحيدين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير على النظام هم الأحوازيين بسبب منطقتهم الجيوسياسية وأسبابهم الجيواقتصادية.

 

كيف ترون حالة حقوق الإنسان في الأحواز... وفي عموم الأراضي الإيرانية؟ وهل هناك منظمات حقوقية تعمل في الداخل الإيراني؟

 

- انتهاك حقوق الإنسان في إيران أمر مروع. ليس هناك شك من ذلك. ولكن، وضع حقوق الإنسان في الأحواز وبلوشستان أسوأ من أي جزء من أجزاء أخرى من إيران.

هناك عدد كبير من منظمات حقوق الإنسان تعمل على مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، لكن هذه المنظمات تتمركز خارج البلاد لأن إيران لا تسمح لها بالعمل داخل البلاد.

 

ما هو عدد المعتقلين السياسيين الأحواز في السجون الإيرانية... وما هي التُهم الموجهة لهؤلاء المعتقلين؟

 

- ينقسم السجناء في الأحواز إلى ثلاث مجموعات: المعتقلون بسبب أنشطتهم ويخضعون للتحقيق تحت التعذيب، فهم محتجزون في الزنزانات من قبل أجهزة المخابرات، فلا توجد تفاصيل كثيرة عن غالبيتهم. وهناك فئات من المعتقلين تم نقلهم من المخابرات الي السجن لذلك يبقون في السجن حتى موعد محاكمتهم. إلا أن هناك مجموعة أخرى من الأحوازيين تم الحكم عليهم من قبل المحاكم الثورية والعسكرية الإيرانية لذا يبقون في السجن حتى انتهاء الحكم عليهم. في الحقيقة العدد مرتفع. على سبيل المثال، في سجن شيبان في الأحواز، يوجد فرعين خاصين بالمعتقلين السياسيين، كل فرع يضم 250 إلى 300 أحوازيًا. لذلك هناك سجناء آخرون في سجون أخرى في مدن أخرى في الأحواز وإيران أيضًا. وبذلك يصل العدد إلى الآلاف.

 

تُعد إيران إحدى أعلى دول العالم في معدلات الإعدام حيث تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد الصين في تنفيذ أحكام الإعدام والمرتبة الأولى في إعدام المراهقين... فما هي التدابير اللازمة لمواجهة هذه الجريمة الوحشية؟

 

- تحتل إيران المرتبة الثانية من حيث الإعدام بعد الصين. ومع ذلك، إذا ركزنا على عدد السكان في أي بلد، فيمكن اعتبار عقوبة الإعدام في إيران أعلى من الصين. كما تعد إيران الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بإعدام الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. وتواجه الأحواز مع بلوشستان وكردستان عقوبة الإعدام أكثر من أجزاء أخرى من إيران.

في الواقع، هناك فرص قليلة للإجراءات اللازمة لمواجهة الجريمة الوحشية المتمثلة في عقوبة الإعدام لأن إيران لا تلتزم بالقانون الدولي. ومع ذلك، فإن التركيز على منتهكي حقوق الإنسان من جماعة النظام الإيراني، تحديدًا وزير العدل وبعض القضاة والأجهزة الأمنية والاستخبارات، والضغط على المنظمات الدولية والدول الغربية، وإقامة علاقات قوية مع وسائل الإعلام، يمكن أن يلعب دورًا بطريقة ما في الحد من عقوبة الإعدام.

 

قلتم في تصريحات صحفية إن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وبعض القوى الكبرى مارست ضغوطا على إيران لعرقلة تنفيذ جريمة الإعدام... فما هي محصلة هذه الضغوط؟

 

- فرض عقوبات على عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين، وفرض عقوبات على النظام نفسه، ومنع العديد من المسؤولين الإيرانيين من زيارة الدول الغربية، وكذلك تجميد أموال النظام في البنوك الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لا يمكن أن توقف عقوبة الإعدام كقانون في إيران لأن النظام الإيراني لا يحترم القوانين الدولية ولكن هذه الإجراءات تحدد المسؤولين في النظام كما أن في المستقبل في حال سقوط النظام تتم محاكمة المسؤولين الذين انتهكوا حقوق المواطنين وارتكبوا جرائم وإبادة ضد المواطنين.

 

ما هو وضع الأقليات العرقية والدينية في إيران... وهل تتعرض هذه الأقليات للاضطهاد كما يحدث مع الطائفة البهائية؟

 

- عديد من المرات دعا خبراء حقوقيون السلطات الإيرانية إلى الكفّ عن "اضطهاد ومضايقة" الأقليات الدينية وإنهاء استخدام الدين للحد من ممارسة الحقوق الأساسية. وأعربت المنظمات الحقوقية عن قلق بالغ إزاء تزايد الاعتقالات التعسفية، وفي بعض الأحيان، حالات الاختفاء القسري ضد النشطاء من الأقليات الدينية مثل المندائية والسميحية والبهائية ومسلمين السنه وأيضًا ضد نشطاء الشعوب غير الفارسية، كما أن المنظمات أدانت تدمير ممنهج للنظام لممتلكات النشطاء أو مصادرتها، "فيما يحمل كل علامات سياسة الاضطهاد المنهجي."

وتواجه الشعوب غير الفارسية مثل الأتراك الأذريين وعرب الأحواز والأكراد والبلوش والتركمان وهم يشكلون الأكثرية في إيران الأجندة الإيرانية مثل انتهاكات حقوق الإنسان ومنع التدريس باللغة الأم واعتقال نشطاء البيئة ونشطاء المجتمع المدني وحقوق النساء والأطفال والنشطاء السياسيين والحقوقيين. حيث يتم زج هؤلاء في زنازين المخابرات من أجل مواجة التعذيب الوحشي حيث راح ضحيتها المئات من الأحوازيين والبلوش والأكراد. كما أن نشطاء هذه الشعوب تعاني من اضطهاد ديني ممنهج من جانب النظام الإيراني مثل حرمان أهل السنة من النشاط الديني واعتقال المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى.

 

هل يمكن أن يكون إقليم الأحواز دولة مستقلة يومًا ما... أو على الأقل تتمتع بالحكم الذاتي كما أكراد العراق؟

 

- يحاول الشعب الأحوازي الحصول على حقوقه كاملة مثل تحرير بلاده من الاحتلال الإيراني. ومع ذلك، فهم يؤمنون أيضًا بتقرير المصير. يجب أن نفهم أن الأحواز كانت إمارة (دولة) مستقلة حتى عام 1925، لذا فإن خلفية الأحواز مختلفة تمامًا عن شمال العراق حيث كانت موطنًا للعرب والآشوريين والتركمان مع الأكراد حتى عام 1932. ومع ذلك، الحصول على أي نوع من الحقوق المتعلقة بالسياسة الإقليمية الأمريكية والدولية تجاه إيران. وهذا يعني أن الشعب الأحوازي يرحب بأي نوع من الخطوات للحصول على حقوقه حتى يحصل على حقوقه الكاملة المرتبطة بتاريخ الأحواز. ومن ثم، يمكن أن تكون الفيدرالية بديلًا مؤقتًا حتي يتم استفتاء شعبي لتحرير إقليم الأحواز كاملًا.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.