انشقاق داخل عائلة المرشد

- 22 يناير 2023 - 934 قراءة

• بدري خامنئي: أعبر عن تعاطفي مع جميع الأمهات اللائي يشعرن بالحزن على جرائم نظام الملالي

 

• المراقبون: الانشقاقات داخل عائلة المرشد ما هي إلا جزء من حقيقة ما يحدث في الداخل الإيراني

 

• شقيقة المرشد تدعو "الحرس الثوري" إلى إلقاء أسلحته في أسرع وقت ممكن.. والانضمام إلى الشعب

 

 

مع استمرار حملات القمع الأمني للمحتجين في إيران، الذي بلغ حد تنفيذ أحكام بالإعدام لأربعة متظاهرين حتى الآن، تعالت أصوات معارضة حتى من داخل عائلة المرشد علي خامنئي نفسها، وهو ما كشف عن تصدعات كبيرة داخل النظام الإيراني.

وأكد المراقبون، أن هذه الانشقاقات داخل عائلة خامنئي ما هي إلا جزء صغير من حقيقة ما يحدث في الداخل الإيراني، إذ أن الأصوات المعارضة لطهران تتعالى، فيما يطال القمع والبطش كل من ينتقد ويتم ملاحقتهم لإسكاتهم، إما بالاعتقال أو بإصدار أحكام بالإعدام على بعضهم، لترويع وإسكات الآخرين.

ومن أبرز مظاهر الانشقاق داخل عائلة المرشد، ما قالته بدري حسيني، شقيقة خامنئي، في رسالة نشرها ابنها محمود مرادخاني على موقع "تويتر" مؤخرًا، حيث قالت: "إن فقدان طفل والابتعاد عن طفلك هو حزن كبير لكل أم. العديد من الأمهات ثكلى خلال العقود الأربعة الماضية. أعتقد أنه من المناسب الآن أن أعلن أنني أعارض أفعال أخي، وأعبر عن تعاطفي مع جميع الأمهات اللائي يشعرن بالحزن على جرائم نظام الجمهورية الإسلامية، من عهد الخميني إلى العصر الحالي للخلافة الاستبدادية لعلي خامنئي".

وأضافت بدري خامنئي، في رسالتها: "قلقي كان وسيظل دائمًا تجاه الشعب وخاصة نساء إيران"، متهمة النظام بأنه "لا يجلب سوى المعاناة والقمع لإيران والإيرانيين" منذ تأسيسه في أعقاب الثورة (الإسلامية) عام 1979 التي أطاحت بنظام الشاه الراحل.

ووفق المراقبين، فإن الرسائل من الانتقادات لمنشقين من داخل عائلة خامنئي، تعني أن النظام القائم في طهران لا يمكن إصلاحه، وهذه ليست قناعة لدى الشعب فقط، بل أيضًا من داخل عائلات رموز البلاد.

"مرتزقة" خامنئي

لم تكن الانتقادات التي وجهّتها شقيقة المرشد هي الأولى من نوعها، فقد كان زوجها علي طهراني رجل دين شيعيًا معروفًا، ومنتقدًا للنظام الإيراني منذ فترة طويلة.

واختلفت "بدري" مع عائلتها في الثمانينيات من القرن الماضي، وانضمت إلى زوجها وهربت إلى العراق في ذروة الحرب مع إيران. وتوفي علي طهراني في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد سنوات من العزلة بسبب موقفه المناهض لنظام الملالي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، قالت بدري خامنئي: "كواجب إنساني، قمت مرات عديدة بجلب صوت الناس إلى آذان أخي علي خامنئي منذ عقود. لكن بعد أن رأيت أنه لا يستمع إليه وواصل طريق الخميني في قمع وقتل الأبرياء، قطعت علاقتي معه. لطالما كان قلقي وسيظل دائمًا على الناس، ولا سيما نساء إيران".

وتابعت قائلة إن النظام الإيراني "لم يجلب سوى المعاناة والقمع لإيران والإيرانيين"، مضيفة أنها تأمل أن ترى "انتصار الشعب وإسقاط هذا الاستبداد الذي يحكم إيران قريبًا".

ودعت بدري خامنئي "الحرس الثوري" إلى إلقاء أسلحته في أسرع وقت ممكن والانضمام إلى الشعب فورًا، قائلة في رسالتها: "أخي لا يستمع إلى صوت الشعب الإيراني، ويعتبر خطأً أن صوت مرتزقته ورباعيه هو صوت الشعب الإيراني. إنه يستحق بحق الكلمات غير المحترمة والوقحة التي يستخدمها لوصف مقموعيه، لكنه الشعب الإيراني الشجاع".

ووجهت "بدري" خطابًا إلى الأجهزة الأمنية، واصفة إياهم بـ "مرتزقة خامنئي وآكلي أموال وقوت الشعب"، ومطالبة إياهم بضرورة الانضمام إلى المتظاهرين قبل فوات الأوان.

رسائل إلى الثوار

بينما لجأ النظام إلى التصعيد ضد المحتجين لوأد الاحتجاجات في مهدها، كانت عائلة خامنئي تستخدم نفس الأسلوب لكن ضد النظام نفسه؛ فبعد الرسائل الأولية، دقت ساعة الصفر، بإعلان الناشطة الحقوقية والسياسية فريدة مرادخاني، ابنة شقيقة المرشد، الدخول في إضراب عن الطعام في سجن "قرجك" الواقع جنوب طهران، والمخصص للنساء.

وجرى اعتقال "فريدة" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد خروجها في مقطع فيديو، أكدت فيه أن "الشعب الإيراني سوف يسقط النظام ولن يطلب دعمًا في هذا الصدد".

وخاطبت فريدة مرادخاني المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، قائلة: "إلى متى يستمر هذا الصمت حيال جرائم النظام ضد النساء والرجال الإيرانيين؟ ألم تكن تجربة احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 وغيرها من الاحتجاجات، كافية وشاهد على قتل الآلاف من الإيرانيين".

وطالبت "الحرس الثوري والباسيج بالعودة إلى رشدهم قبل فوات الأوان والانضمام إلى صفوف الشعب"، موجهة رسائل للمنظمات الحقوقية الدولية، قائلة: "لا تتركوا الشعب الإيراني وحده، ولا تكتفوا بإصدار البيانات والاستنكار، بل يجب اتخاذ خطوات عملية ضد النظام القائم الذي يقوده علي خامنئي".

وأعلن المحامي الإيراني، محمد حسين أقاسي في تغريدة على "تويتر" أن موكلته فريدة مرادخاني، ابنه أخت خامنئي، حكمت عليها محكمة دينية بالسجن 15 عامًا، مشيرًا إلى أن المحكمة لم تقبل تمثيله لموكلته لأنه ليس من رجال الدين، ولكنها قبلت استئنافًا تقدم به، ليتم خفض الحكم بالسجن إلى 3 سنوات.

وكانت "فريدة" قد دعت في مقطع مصور نشرته قبل فترة، الناس حول العالم إلى "حث حكوماتهم على قطع علاقاتها مع النظام الإيراني".

وقبل ذهابها إلى المحكمة، دعت فريدة عبر بيان مصور، الحكومات الأجنبية إلى قطع علاقاتها مع النظام الإيراني، وخاطبتها قائلةً: "يا أيها الأحرار، كونوا معنا وقولوا لحكوماتكم أن توقف دعم هذا النظام الدموي وقاتل الأطفال. هذا النظام ليس مخلصًا لأيٍّ من مبادئه الدينية، ولا يعرف أي قوانين أو قواعد غير القوة والحفاظ على سلطته بأي طريقة ممكنة".

و"فريدة" هي مهندسة مدنية، وناشطة تعمل في الدفاع عن حقوق المعتقلين الإيرانيين، وقد تعرضت للاعتقال مرتين على الأقل، آخرها كان في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بعد أن نشرت شعرًا يتغنى بملكة إيران السابقة فرح بهلوي.

ولم يكن نشاط ابنة شقيقة المرشد، والذي يوصف بالمخالفة العلنية لسياسات خالها، دون دفع ثمن، إذ تم اعتقالها عام 2018، أثناء زيارتها لأسرة المعارض السياسي الكردي في مدينة سنَنْدج، رامين حسين بناهي، والذي أعدمه النظام.

أما حميد رضا فروزان فر، حفيد فاطمة خامنئي من ابنتها، فقد هاجر إلى فرنسا لإكمال دراساته العليا عام 2009، وبعد عام عاد إلى البلاد لمرة واحدة، ثم خرج نحو فرنسا، وما زال يعيش خارج البلاد.

وفي عام 2012، سرّب "حميد" معلومات سرية عن بيت المرشد والعلاقات العائلية والظروف التي تحيط بهما، كما أفصح عن تهديدات غير مباشرة تصله من خال والدته علي خامنئي.

وكان "حميد" من الأوائل الذين تحدثوا عن طموحات مجتبى خامنئي ابن المرشد الأعلى، لتسلم قيادة إيران بعد وفاة والده، حيث يعتبر صاحب أكبر نفوذ على المرشد، وهو يتحكم بقرار المؤسسات التابعة لوالده. ووصف "حميد" مؤسسة بيت المرشد بأنها بمثابة "حكومة ظل"، نظرًا لما لها من صلاحيات غير محدودة في الشأن العام.

ــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1- الانشقاقات داخل عائلة خامنئي تتوسع.. ومحكمة دينية تقرر سجن ابنة شقيقته، موقع الحرة، 10 ديسمبر/كانون الأول 2022.

2- شقيقة المرشد الإيراني تهاجمه: قطعت علاقتي معه وأتمنى سقوط استبداده، موقع سي إن إن بالعربية، 7 ديسمبر/كانون الأول 2022.

3- أعداء من أسرة واحدة... من هم أقرب المعارضين لخامنئي؟، موقع رصيف 22، 2 ديسمبر/كانون الأول 2022.

4- انشقاق عائلي.. ابنة شقيقة المرشد ترفع "الراية الحمراء" لخالها، موقع بوابة العين، 26 ديسمبر/كانون الأول 2022.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.