تسريبات المالكي.. الاقتتال «الشيعي - الشيعي» على الأبواب

- 20 يوليو 2022 - 552 قراءة

ازداد المشهد السياسي العراقي تعقيدًا، مع التسريبات الأخيرة لرئيس ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي الذي هاجم فيها التيار الصدري والزعامات السنية العربية والكردية في العراق.

المالكي اتهم التيار الصدري بتنفيذ اغتيالات وبالفساد، واعتبر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حصان طروادة داخل الطائفة الشيعية وأنه ينفذ مخططا بريطانيا، لإعادة السنة لحكم العراق. 

 

 

تسريبات نوري المالكي

 

نشر الإعلامي العراقي علي فاضل تسريبات لاجتماع سري مطول عقده نوري المالكي مع مقربين منه استمر ساعة، تحدث فيها عن الشأن العام في العراق ومواقفه السياسية، حتى أنه تحدث عن حلفائه في الإطار التنسيقي وقال إن العلاقات متوترة مع هادي العامري زعيم ميليشيا بدر، وأنها طيبة مع زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، لكن لا اتصالات هاتفية بينهما.

المالكي كشف أن فيلق بدر وميليشيات سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر تزور في أعداد مقاتليهم على الأرض للحصول على مرتبات وهمية، كما اتهم التيار الصدري بقتل القيادي في "عصائب أهل الحق" وسام العلياوي، ودعا إلى منع الصدر من الاتفاق مع القوى السنية العربية والكردية، وقال المالكي: "أردت جعل الحشد الشعبي مشابهاً للحرس الثوري الإيراني".

 

 

الهجوم على الصدر وطائفية المالكي

 

المالكي صب جام غضبه على مقتدى الصدر وتياره والسنة، حيث اعتبر وصف مقتدى الصدر بـ “المستغل من بريطانيا” لإعادة السنة لحكم العراق، وقال إن طهران تريد أن تجعل من مقتدى الصدر "حسن نصر الله العراقي"، المالكي لوح بحرب شيعية - شيعية "لا نجاة فيها لأحد”، ورأى أن السنة جعلوا من الزعيم الكردي مسعود البارزاني مرجعا لهم لضرب الشيعة عبر مقتدى الصدر وتياره.

المالكي انتقد طريقة حكم الصدر واعتبره "جاهل لا يملك شيء"، وشكك في قوة التيار العسكرية واعتبر عناصرهم جبناء، مؤكدا أن ذلك التيار مدعوم من إيران وأن طهران تريد أن يكون مقتدى هو حسن نصر الله العراقي، متسائلاً: "كم قتل أتباع الصدر في بغداد بالاختطاف؟"، في إشاره للجرائم التي ارتبكها جيش المهدي في بغداد أثناء الاقتتال الطائفي عام 2006م.

 

 

المالكي يحذر من سيطرة السنة على العراق

 

المالكي في التسريبات هاجم السنة واعتبر أن اغلبيتهم "حاقدين" عليهم، وهاجم رئيس البرلمان علي الحلبوسي وزعيم تحالف السيادة السني خميس الخنجر، والزعيم الكردي السني مسعود البارزاني، واتهم الصدر بأنه ضعيف في مواجهتهم وأنه يضعف التشيع، وأنه أصبح أداة لمشروع بريطانيا في العراق، ورأى أن:"المشروع البريطاني يريد استباحة الشيعة والعراق بيد مقتدى، ثم يقتلوه، ويتم تسليم الأمر للسنة".

 

 

مرحلة القتال ضد التيار الصدري

 

المالكي شدد أنه سيتصدى لهذا المشروع بالعمل السياسي وبالعمل العسكري، وقال إن: "المرحلة القادمة هي مرحلة قتال و سأهجم على  النجف من أجل قتال مقتدى الصدر إن فكر بالهجوم على المرجعية، وأنا أبلغت الكاظمي أني لا اثق لا بجيشك و لا بشرطتك وإنما أنا سأقوم بتسليح نفسي وأُقاتل ولدينا دبابات و مدرعات و مسيرات" ، مضيفا "لن أترك التشيع والعراق بيد مقتدى الصدر".

وهاجم المالكي الحشد قائلا: "أنا يائس من الحشد، لأن أمة الجبناء الآن من الحشد"، وأضاف: "العراق مقبل على حرب طاحنة إلا غذا استطعنا القضاء على مشروع مقتدى والحلبوسي ومسعود نجى العراق، وإلا فالعراق سيدخل الدائرة الحمراء"، لكن أخطر ما تم ذكره في التسريبات أن مرجع إيراني يدعى الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي أفتى بضرورة هدر الدماء لحماية التشيع في العراق.

 

 

الصدر يرد على المالكي

 

نصح مقتدى الصدر، المالكي، باعتزال العمل السياسي أو تسليم نفسه للقضاء، وقال: "أنصحه (المالكي) بإعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي أو تسليم نفسه ومن يلوذ به من الفاسدين إلى الجهات القضائية"، وأعرب الصدر عن تعجّبه من صدور هذه الاتهامات من "حزب الدعوة المحسوب على آل الصدر"، ودعا قوى الإطار التنسيقي، وكبار عشيرة المالكي، إلى إصدار استنكار مشترك لهذه الاتهامات.

 

 

كما استنكر الصدر في بيانه اتهام الحشد الشعبي بالجُبن والتحريض على الاقتتال الشيعي-الشيعي، وحذّر من تدخل طرف ثالث في إزكاء الفتنة بين العراقيين، عبر استغلال هذا التحريض، وأكد الصدر بأن المالكي "لا يحق له بعد هذه الأفكار الهدّامة أن يقود العراق بأي صورة من الصور، بل ذلك خراب ودمار للعراق وأهله"، وكان الصدر قال قبل أيام:"لا تكترثوا بالتسريبات، فنحن لا نقيم له وزنًا".

 

 

العلاقات مع إيران

 

رأى المالكي أن كتائب: "الفتح والكتائب والعصائب وكتائب سيد الشهداء وفيلق بدر تابعين لإيران"، وكشف أن "قادة تحالف الفتح (الحشد الشعبي) لا يهمهم شيء غير المزارع والأموال وهم بعالم آخر"، ونصح المالكي الميليشيات الشيعية في العراق إلى اتباع خط الحرس الثوري الإيراني والابتعاد عن "اطلاعات" وأن يكون أمرهم بيد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.

 

 

وأضاف: اطلاعات لديه مشكلة مع الحكومة العراقية ومع الحرس الثوري منذ ولاية الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وعندما تولى الرئاسة إبراهيم رئيسي تقاربت وجهات النظر بين الفريقين، فريق المرشد الإيراني، علي خامنئي، هو الحرس الثوري، وفريق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتمثّل باطلاعات، والحرس هو فقط من يقرر".

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.