في السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي عم الحزن إيران بأكملها لوفاة من يسمى بـ"أبو البرنامج النووي الإيراني" فخري زاده، العالم النووي الكبير والذي كان له الفضل في بدء مشروع برنامج إيران النووي على مدار السنوات الماضية.
حيث أعلنت وكالات الأنباء الرسمية الإيرانية عن تنفيذ عملية اغتيال ضد العالم فخري زاده أثناء سيره بسيارته الخاصة بنواحي منطقة آبسرد بالعاصمة الإيرانية طهران في اليوم ذاته، إذ هاجمته سيارة إيرانية الصنع من طراز بيك آب أردته قتيلا، وعليه لم يتوانى النظام عن إلقاء التهم بالكيان الصهيوني بأنه وراء تلك التملية، والتى عدها بعض القيادة الأمنية بالبلاد حالة من تردي الاوضاع الأمنية وفشل المنظومة الأمنية والاستخباراتية للبلاد.
ولد محسن فخري زاده في قم عام 1958، والتحق بالحرس الثوري الإسلامي بعد الثورة الإيرانية عام 1979. التحق بجامعة شهيد بهشتي وحصل لاحقًا على درجة الدكتوراه من جامعة أصفهان. ابتداءً من عام 1991، عمل أستاذًا للفيزياء في جامعة الإمام الحسين.
ونتيجة لأنشطته في المجال النووي منذ بداية العقد الأول من القرن العشرين أعلن مجلس الامن بالأمم المتحدة بتجميد أصوله. وعليه صار فخري زاده مصدر قلق للامم المتحدة لقيادته منظكة الابتكار والبحث الدفاعي والتى إجرت أبحاثا حول الأسلحة النووية وصناعتها.
وفي تفاصيل جديدة كشفها تقرير صادر عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، جاء فيه أن ما أثير في الأونة الأخيرة حول طريقة مقتل محسن غخري زاده لم يجاور الصواب، وأصدق الروايات هي أنه أناء سيره بسيارته الخاصة بنواحي آبسرد في السابع والعشرونمننولمبر من العام الماضي إعترضته سيارة من طراز بيك آب إيرانية الصنع بها مدفع رشاش يزن نحو طن يعمل بشكل آلي.
وتقدمت نحوه السيارة وأطلق الرشاش وابلا من الرصاص على سيارته فأصابه في الكتف وحين نزوله من سيارته أصيب في منطقة الجذع، ما أدى إلى وفاته في الحال، وهذه أصدق الروايات حول مقتله.
وعن السلاح المستخدم في العملية، يذكر التقرير أنه دخل أرض ايران على هيئة قطع وتم تجميعه في إيران وربطه بالأقمار الصناعية والتدريب على تنفيذ المهمة والتى ذكر التقرير أنها استمرت نحو دبيقة أو أقل من دقيقة في طريق آبسرد، وهذا المدفع الرشاش تم تثبيته على السيارة المذكورة والتى تم تفخيخها وانفجرت بعد انتهاء العملية لمحو الأدلة، ولكن بقايا السلاح الرشاش كانت لا تزال موجودة.
وماأثار الكثير من التساؤلات هو كتمان الصحافة الإيرانية لتلك التفاصيل والتى يرجح بعض المحللين والخبراء العسكريون أنها دليلا قاطعا على فشل المنظومه الأمنية الإيرانية، وانهيار لصورة السافاك الجهاز الاستخباراتي الإيراني والذي يوصف بشدته وصرامته.
كما أثيرت تساؤلات أخرى ما هي جدوى وأهداف أمريكا لنشر تلك المعلومات الخطيرة على لسان صحيفتها في هذا التوقيت في ذكرى مقتله، وسط حالة من الغضب والغليان في الداخل الإيراني من منفذي تلك العملية، العملية التى أبرزت عدم السيطرة على الأوضاع الامنية في إيران.
اعتراف إسرائيلي بتدبير تلك العملية.
هذا وكان يوسي كوهين الرئيس السابق للموساد الاسرائيلي قد صرح في إحدى لقاءاته قبل ايام من انتهاء رئاسته للموساد مع القناة 12 الاسرائيلية، بتورط جهاز الموساد في عملية الاغتيال.
هذا ويذكر محاولة اغتيال وقعت في عام 2008 في محاولة لاغتيال محسن فخري زاده من قبل عملاء تابعين للموساد الاسرائيلي ولكن تم كشف العملية وإحباطها، هذا ولم تكشف ايران أية أنباء أو إخبار عن تلك المحاولة الفاشلة.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية