«تقرير الحالة الإيرانية» لشهر يوليو/تموز 2019، يصدره «مركز الخليج للدراسات الإيرانية». يتضمن رصدًا دقيقًا وموثقًا بالمصادر والأرقام، للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها إيران خلال الشهر، على المستويين الداخلي والخارجي.
وذكر التقرير، أن نظام الملالي تورط خلال شهر يوليو/تموز، في مغامرات سياسية وعسكرية ضمن الأزمة المتصاعدة مع الولايات المتحدة، أدت إلى تدهور الأوضاع في البلاد على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خاصة بعد أن احتجز «الحرس الثوري» خلال الشهر السفينة السويدية التي كانت ترفع علم بريطانيا «ستنيا إمبيرو» في مياه الخليج العربي، كدليل واضح على اعتماد طهران سياسة «قرصنة الدولة» بشكل رسمي، وهو ما أفقد طهران دعم الأوربييين الذي كانوا يتمتعون - قبل ذلك الحادث- بهامش من حرية الحركة خارج إطار العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.
كما أدت مغامرات الملالي غير المحسوبة، حسب التقرير، إلى تدهور الوضع الاقتصادي للشعوب الإيرانية بشكل غير مسبوق، حيث اعترفت جهات رسمية تابعة للنظام على سبيل المثال - لأول مرة- بأن «مؤشر البؤس» سجل ارتفاعًا كبيرًا في البلاد، وصل إلى 39%، بينما كان قبل عام عند حدود 19.4% فقط كما سجب معدلات البطالة في إيران مستويات قياسية، أدت - بدروها- إلى مزيد من السخط في الأوساط الشعبية الإيرانية.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد عكست الأوضاع مزيدًا من التدهور الذي أصاب المجتمعات الإيرانية، ومن ذلك انتشار البطالة وظهور ما يسمى «الزواج الأبيض» الشفهي، حيث قالت شابة إيرانية إن هناك جيلًا كاملًا لا يعبأ بالقوانين السائدة بسبب العبء الاقتصادي الثقيل للزواج التقليدي، وذلك فضلًا عن تفاقم مشكلة تعاطي المخدرات التي حذر منها الرئيس الإيراني بنفسه في خطبة عامة، ما عكس المأساة التي يعيشها الإيرانيون تحت الحكم الاستبدادي الدموي للملالي.
وشهدت إيران، خلال فترة التقرير، أحداثًا سياسية واقتصادية واجتماعية أكدت بما لا يدع مجالًا للشك، أن نظام الملالي الحاكم في طهران لا يعبأ بشئ سوى استمرار حكم رجال الدين للبلاد، المستمر منذ أكثر من 40 عامًا، حيث أبى هذا النظام إلا أن يورط الشعوب الإيرانية في مغامراته العسكرية، وأن يتحدى المجتمع الدولي برمته، وليس الولايات المتحدة وحدها، إمعانًا في غيه السياسي، وإستمرارًا لمعاركه الخاسرة على المستويات كافة.
ولم يكن مستغربًا، وفق التقرير، من نظام يحكم بلاده بالحديد والنار، أن «يؤدي بالإيرانيين إلى تدهور غير مسبوق، ومعاناة كبيرة، أدت إلى تفاقم الأزمة الإيرانية ووصول الأمور إلى طريق مسدود، خاصة أن طهران ماضية في تحدي العالم بأسره، مضحية في سبيل ذلك بالشعوب الإيرانية التي تعيش ضائقة اقتصادية لم تشهدها البلاد حتى خلال أعوام الحرب مع العراق، إبان عقد الثمانينيات من القرن الماضي».
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية