«تقرير الحالة الإيرانية» لشهر يونيو/حزيران 2019، يصدره «مركز الخليج للدراسات الإيرانية». يتضمن التقرير رصدًا دقيقًا للأوضاع في إيران على المستويين الداخلي والخارجي، حيث عاشت الجهمورية الإيرانية خلال يونيو/حزيران أحداثًا سياسية واقتصادية واجتماعية جسام، خاصة مع تصاعد وتيرة الأزمة الراهنة بين واشنطن وطهران خلال هذا الشهر، ما أصاب الملالي الحاكمين في طهران بما يمكن تسميته "الجنون السياسي"، ودفعهم دفعًا لارتكاب أفعال حمقاء خارجة عن القانون الدولي، ومن ذلك استهداف ناقلات النفط المارة في الخليج العربي بأعمال التخريب.
ووفق التقرير، لم تتوقف إيران عند هذا الحد، فبعد تخريب ناقلات النفط للإضرار العمدي بالملاحة الدولية في الخليج العربي، أسقط "الحرس" طائرة استطلاع أمريكية مسيرة من دون طيار في المياه الدولية، بدعوى أنها انتهكت الأجواء الإيرانية.
وإلى ذلك، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال يونيو/حزيران توجيه ضربة عسكرية محدودة لإيران، ردًا على إسقاط الطائرة المسيرة، لكنه تراجع عن التنفيذ في آخر لحظة. وبدلًا من ذلك، فرض ترامب عقوبات أكثر قسوة على إيران، استهدفت قطاع البتروكيماويات الإيراني، كما طالت العقوبات المرشد الأعلى علي خامنئي وضباطًا كبارًا في "الحرس الثوري"، في إطار الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة في مواجهة سياسات طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وخلال الشهر، نفذت الولايات المتحدة هجومًا "سيبرانيًا" إلكترونيًا واسع النطاق، استهدف نظم تسليح إيرانية، بعد تراجع ترامب عن قرار شن ضربات جوية على مواقع إيرانية. وأدى الهجوم الإلكتروني إلى تعطيل نظم لتوجيه وإطلاق الصواريخ الإيرانية.
رغم ذلك، وحسب التقرير، أبى نظام الملالي الحاكم في طهران إلا أن يتحدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي برمته، ففي 25 يونيو/حزيران صرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني، بأن بلاده ستوقف التزامها ببندين آخرين من الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العظمى عام 2015 بدءًا من 7 يوليو/تموز 2019.
وأحدثت العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تصاعدت خلال يونيو/حزيران، حسبما جاء في التقرير، شرخًا كبيرًا في الاقتصاد الإيراني، لا سيما بعد تراجع إنتاج النفط لنحو 210 آلاف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ أواخر الثمانينيات.
وراحت إيران تنهار من الداخل، فيما أخذت أوضاعها الداخلية تتأزم، فيما بدت الميليشيات التابعة لها في الخارج في حرج كبير، يصل إلى حد استجداء التبرعات، هو ما فعله «حزب الله» اللبناني الذي وضع صناديق تبرعات على نواصي الطرقات، ما يعني أن هذه الميليشيات لن تكون قادرة في القريب على القيام بمهام الخنجر في الخاصرة الإقليمية، أو الاستعداد لحروب الوكالة.
وعلى المستوى الاجتماعي الداخلي، ووسط هذا الصراع المحموم على المستوييّن السياسي والاقتصادي، بدا المجتمع الإيراني خلال يونيو/حزيران مغلوبًا على أمره، كشعوب لم يعد قرارها بيدها، بل أصبحت ضحية لنظام يدور فى فلك سياسات العداء مع الخارج، ويمارس التنمر على شعوب لا حول لها ولا قوة فى الداخل، لدرجة دفعت الناشطين الإيرانيين المنفيين إلى المعارضة من الخارج، أما فى الداخل فكانت السجون، وأبرزها سجن "إيفين" سيء السمعة من نصيب الشباب المتظاهرين ضد الفاشية الدينية، وكانت الإعدامات. العلنية هي العقوبة المنفذة بحق الشباب والأطفال الإيرانيين المعارضين من الداخل.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية