جرائم «الحوثي» ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم

- 1 أكتوبر 2022 - 468 قراءة

• أولى جرائم الجماعة مذبحة الجماعات السلفية في "دمّاج" التي أسقطت أكثر من 100 قتيل

 

• الميليشيا علقت جثث سكان "تعز" على الأشجار وصلبتهم أيامًا قبل أن تسمح لذويهم بدفنهم

 

• إعدام ميداني لـ 9 أشخاص في صنعاء بتهمة المشاركة في قتل القيادي الحوثي صالح الصماد

 

• العتيبي: ما يدفع الحوثيين للإيغال في ارتكاب هذه الجرائم هو استمرار المواقف الدولية المتخاذلة

 

 

منذ أن رفعت ميليشيات الحوثي الإرهابية السلاح في وجه الدولة اليمنية، ارتبط اسمها بالقتل والسحل والتعذيب والتفجير والتنكيل، التي تُعد بكل المقاييس جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم.

وأدى "الانقلاب الحوثي" إلى تدهور الأوضاع في البلاد على المستويات كافة، وارتفعت بعد الانقلاب وتيرة الانتهاكات بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن المعاصر منذ ذلك التاريخ، وارتكبت الميليشيا كافة أنواع جرائم الحرب، والانتهاكات لحقوق الإنسان، من قتل وتدمير وتعذيب واختطاف وإخفاء قسري.

وتنوعت الممارسات الإجرامية لميليشيا الحوثي ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، وفي المناطق القريبة من جبهات الحرب، وطالت تلك الجرائم مختلف شرائح المجتمع وتوزعت على محافظات عدة، من أبرزها القصف العشوائي بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على مخيمات النازحين والأحياء السكنية، بالإضافة إلى الإعدامات الميدانية واستمرار خطف النساء وتعذيبهن في السجون وتجنيد الأطفال، وغير ذلك من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا الإرهابية يوميًا، وسط صمتٍ مخزٍ من قِبَل المجتمع الدولي.

واشتملت قائمة جرائم "الحوثي" خلال السنوات الثماني الماضية على ممارسات شائنة، كان من أشنعها جريمة قصف المنشآت الطبية وأماكن العبادة، واستهداف المدنيين من غير المقاتلين، فضلًا عن الاغتيال والاختطاف والتغييب القسري، وممارسة التعذيب داخل السجون والمعتقلات، والمعاملة غير الإنسانية والإبعاد غير المشروع، كما شملت أيضًا إلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات أو نهبها أو الاستيلاء عليها بطرق غير قانونية، إضافة إلى تجنيد الأطفال وتعريضهم للمهالك والمعاناة الشديدة.

 

مذبحة "دماج" الدموية

كانت أولى جرائم الحوثيين المروعة، هي التي ارتكبتها الميليشيات ضد الجماعات السلفية في بلدة "دمّاج" التابعة لمحافظة صعدة في مطلع عام 2015، ولم تكن هذه الجريمة التي أسقطت أكثر من 100 قتيل ومئات المصابين، تستهدف سوى عملية تطهير طائفي، وإبادة جماعية للوجود السني، في مختلف أنحاء المحافظة، الخاضعة لميليشيات الحوثيين الشيعية المسلحة، التي بات هدفها إقامة إمارة شيعية خالصة في شمال اليمن، وتصفية أي تواجد سني هناك.

آنذاك، شن مسلحو ميليشيا الحوثي هجومًا مباغتًا وواسعًا بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الدبابات على دماج، مما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى ومئات الجرحى، فيما عجزت لجنة رئاسية مكلفة بالوساطة، عن إيقاف هجوم الحوثيين، ليواصل الحوثيون قصفهم العنيف بالأسلحة الثقيلة، وقصفوا مسجدًا في دماج خلال أداء المصلين صلاة الظهر.

ولم تكتف ميليشيات الحوثيين بالقصف المتواصل، بمختلف الأسلحة الثقيلة والدبابات والصواريخ لبلدة دماج، بل فرضت حصارًا محكمًا على البلدة، استمر لما يزيد عن الشهر، منعت خلاله دخول الدواء والغذاء ومواد الإغاثة إلى دماج، كما منعت نقل وعلاج المصابين، وحظرت دخول فرق الإنقاذ والإغاثة إلى هناك.

الجرائم الدموية للحوثيين، والتي أسقطت ما يزيد عن مئة قتيل من أهالي دماج، فضلًا عن مئات الجرحى، طالت المساجد هناك، والتي قصفها هؤلاء المجرمون الطائفيون وأسقطوا القتلى والجرحى أثناء إقامة الصلاة، وبعد أيام طويلة من الحصار والقصف المتواصل، اقتحمت تلك العصابات الشيعية البلدة، فقتلت النساء والأطفال ولم تراع أي حرمات.

وارتكبت ميليشيا الحوثي الإرهابية جرائم بشعة بحق سكان منطقة الحيمة التابعة لمديرية التعزية شرق مدينة تعز، شملت قصف القرى بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ودهم المنازل واعتقال السكان، وأسفرت الحملة عن مقتل وجرح عشرات المدنيين وخطف العشرات.

وفرضت الميليشيا حصارًا مطبقًا على "الحيمة"، واستحدثت موقعًا عسكريًا في قرية السايلة لقصف المساكن والمزارع والمدنيين بمختلف الأسلحة، وبلغت الجرائم ذروتها عندما علقت الميليشيا على الأشجار جثث عدد من أبناء المنطقة ممن قتلتهم، وصلبتهم أيامًا عدة قبل أن تسمح لذويهم بدفن تلك الجثث.

 

مجزرة الإعدامات الميدانية

في يوم 18 سبتمبر/أيلول 2021، كان اليمنيون على موعد مع أبشع جريمة ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة صنعاء، حيث أعادت إلى الأذهان الإعدامات الميدانية التي كان يرتكبها الأئمة السلاليون بحق اليمنيين.

أعدمت ميليشيا الحوثي، في ذلك اليوم الدموي، تسعة أشخاص من أبناء "تهامة" بتهمة المشاركة في قتل القيادي في الميليشيا صالح الصماد، وجرى الإعدام وسط العاصمة صنعاء في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع لمسلحي الميليشيا، وتم إعدام الضحايا بعد سنوات من تعذيبهم في السجون والمحاكمات الهزلية، وتسبب التعذيب في السجون بشلل لطفل ممن أعدمتهم الميليشيا، كما توفي شخص آخر تحت التعذيب ممن اتهمتهم الجماعة بذات التهم الملفقة.

وخاطبت الحكومة اليمنية، مرارًا، مجلس الأمن الدولي بشأن استمرار العدوان الحوثي، والاستهداف العشوائي المتكرر للسكان المدنيين والقرى في محافظتي مأرب وتعز، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة؛ ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا، وخاصة بين صفوف المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.

وواصلت ميليشيات الحوثي انتهاكاتها للقانون الدولي باستهداف المدن السعودية والمنشآت المدنية من مطارات ومنشآت نفطية، وتكشف الإحصاءات والبيانات التي أعلنها تحالف دعم الشرعية في اليمن عن حجم الانتهاكات التي قامت بها هذه الميليشيات خلال السنوات الماضية، فقد قامت بإطلاق 372 صاروخًا باليستيًا و659 طائرة مفخخة تجاه المملكة، كما هددت الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب باستخدام 75 زورقًا مفخخًا و205 ألغام بحرية و96292 مقذوفًا.

كما تنوعت الجرائم الحوثية ضد الإنسانية، ما بين الاعتقالات التعسفية، في ظل غياب محاكمات عادلة أو حتى صورية، وتجنيد الأطفال دون سن الحرب، واستهداف المدنيين أو استعمالهم كدروع بشرية، وتحويل بعض المؤسسات الخدمية إلى قواعد عسكرية في مواجهة قوات دعم الشرعية.

لائحة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي قامت بها جماعة الحوثي طويلة، وطالت كل فئات الشعب اليمني، حيث يقوم بتحويل المنشآت المدنية مثل المدارس وملاعب الكرة والسجون والمستشفيات إلى مخازن للسلاح، ولعل أبرزها ما شاهده العالم من تحويل مطار مدني بالكامل وهو مطار صنعاء إلى مخزن للأسلحة، وإخفاء الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي يطلقها على دول الجوار، كما قامت الجماعة بتجنيد الأطفال على الجبهات الأمامية للحرب، ويتعمد حرق وإتلاف المواد الغذائية والتموينية والطبية التي يمكن أن تنقذ آلاف اليمنين، وهي كلها جرائم حرب وجرائم واضحة ضد الإنسانية لا يمحوها الزمن.

ويقول الكاتب عبد الله العتيبي، إن "ما يدفع الحوثيين للإيغال أكثر في ارتكاب تلك الجرائم، هو المواقف المتخاذلة على المستوى الدولي من إدانته بشكل صريحٍ ومباشر، فالأمم المتحدة تبدو في بعض المواقف، وكأنها تدافع عن هذه الميليشيا ورفع تصنيف الإرهاب عن الجماعة من قبل الإدارة الأمريكية، أوصل رسالة خاطئة لها بأن تستمر في تلك الجرائم."

ويضيف العتيبي، أن "إحراق الحوثيين للمهاجرين الإثيوبيين في العاصمة صنعاء جريمة حربٍ، وتجنيد الأطفال جريمة حربٍ، وقتل النساء والأطفال جريمة حربٍ، وتصفية السياسيين والإعلاميين جريمة حربٍ، وتحويل التعذيب البشع إلى سياسية حوثية ثابتة جريمة حربٍ، وهذه وأمثالها كثير، وهي منهج تم استخدامه سابقاً في لبنان والعراق وسوريا من ميليشيات شبيهة بالحوثيين، وقد تعلموا جميعًا أن القانون الدولي والقوى العظمى لن تحاكم المشاركين في هذه الجرائم من أحزابٍ أو ميليشيات أو قيادات فأصبحت سياسةً ثابتةً".

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

المصادر:

1- «الحوثي» بين جرائم الحرب ولغة القوة، موقع الاتحاد، 22 مارس/آذار 2021.

2- جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي خلال 2021.. إعدامات ميدانية وممارسات إرهابية بشعة، موقع الإصلاح نت، 30 ديسمبر/كانون الأول 2021.

3- جرائم الحوثيين ضد الإنسانية، موقع بوابة العين، 7 سبتمبر/أيلول 2021.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.