جوجل رصدها.. مقبرة طائرات «خردة» في إيران جراء العقوبات

- 13 فبراير 2022 - 293 قراءة

بات من الصعوبة بمكان ما إن يختفي أي شيء على الكرة الأرضية دون أن ترصده أعين خرائط غوغل التي التقطت مؤخراً صورة لعدد كبير من الطائرات المدنية الإيرانية في مطار مهرآباد بالعاصمة الإيرانية، فيما وصف بـ"مقبرة" لطائرات تحولت إلى "أكباش فداء" حيث تُستَخْدَم قطعها لتشغيل الطائرات الإيرانية الأخرى التي تعاني من شح في قطع الغيار بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران منذ انسحاب إدارة دونالد ترمب من الاتفاق النووي في عام 2018.

وأثار نشر صور لعدد كبير من طائرات الركاب المخزنة معاً في ركن من أركان مطار مهرآباد في طهران، انتباه وفضول عدد كبير من مستخدمي الشبكة العنكبوتية حول العالم.

والصورة الجوية لـ"مقبرة الطائرات" نشرها مستخدم يُدعى "إرميا بهرامي" الشهر الماضي على موقع "رديت". وأُدرِجت هذه الصورة بعد فترة وجيزة من نشرها في قسم "المحتوى والصور المذهلة" في موقع "رديت" حيث حظيت بإعجاب أكثر من 10000 مستخدم.

ويمكن في الصورة رؤية حوالي 20 طائرة مدنية بأحجام مختلفة، محفوظة في ركن من أركان مطار مهرآباد الدولي في العاصمة الإيرانية.

وبحسب تقرير لصحيفة "نيوزويك" الأسبوعية الأميركية، فإن هذه الصورة تظهر بوضوح "الحقيقة المحزنة" لأسطول إيران الجوي المهترئ، حيث تظهر الصورة العديد من هذه الطائرات المعطلة بسبب مشاكل فنية أو نقص في قطع الغيار وهي مركونة في موقف للطائرات في المطار.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، ومنذ إنشاء النظام "الثوري الديني" في إيران، لم تتمكن طهران من شراء طائرات جديدة أو قطع غيار لأسطولها الجوي من الدول الغربية بسبب العقوبات الأجنبية خاصة الأميركية التي فرضتها واشنطن بعد اقتحام واحتلال سفارتها في طهران من قبل طلبة وصفوا أنفسهم بـ"السائرون على نهج الإمام خميني"، وبالتالي أصبحت إيران غير قادرة على شراء قطع غيار لأسطولها الجوي القديم، لذا لجأت إلى استخدام قطع طائرات أقدم لإعادة بناء وإصلاح جزء من طائراتها المدنية، كما هو الحال كذلك بالنسبة لأسطولها العسكري.

وفي هذا السياق، قال روس إيمر، الذي عمل كطيار سابق في الخطوط الجوية الإيرانية في السبعينيات من القرن المنصرم لمجلة "نيوزويك"، إن جميع الطائرات الموجودة في الصورة المنشورة هي طائرات ركاب من طراز "بوينغ" و"إيرباص" أو طائرات ركاب روسية، موضحاً أن هذه الطائرات إما "ليس بها محركات أو أن بعض أجزائها تمت إزالته من أجل تصليح طائرات أخرى".

 

منها طائرات عراقية أرسلها صدام

يذكر أن عددا كبيرا من هذه الطائرات تعود ملكيتها للعراق، وقد تم إيداعها في إيران في يناير/كانون الثاني 1991 أثناء حرب الخليج الثانية، ومنها على الأقل 6 طائرات من طراز "ايرباص" و5 طائرات "بوينغ" و22 طائرة "اليوشن". وبحسب إحصائية وزارة الخارجية العراقية، فإن الطائرات العراقية المدنية والعسكرية التي لجأت إلى إيران بلغت 146 طائرة، وقد امتنعت طهران عن إعادتها إلى بغداد.

وأشار روس إيمر، الذي يتمتع بخبرة تزيد عن ستة عقود في صناعة الطيران، إلى أن الطائرات المركونة في مهرآباد هي "جثث هامدة عديمة الفائدة، وهذه النقطة في المطار هي في الواقع مقبرة الطائرات".

ووفقاً لهذا الطيار المتقاعد، فقد تمت التضحية بأجزاء من هذه الطائرات في السنوات الأخيرة لدعم طائرات أخرى "نصف بالية" تابعة للأسطول الجوي الإيراني.

وأعرب هذا الطيار المخضرم عن اعتقاده بأن إيران قد تصنع بعض الأجزاء التي يحتاجها أسطولها محلياً أو تشتري أجزاء أخرى من السوق السوداء، لكن للتزوّد ببعض الأجزاء الأكثر حساسية، سيكون عليها تحويل الطائرات البالية أكثر إلى "سكراب" فتصبح هذه الطائرات بدون أي استخدام نافع وتتحول إلى "خردة معدنية".

وفي إشارة إلى أكبر طائرة في الصورة، أوضح إيمر أنها تظهر عمر الأسطول الجوي الإيراني القديم جداً، حيث دخل هذا الطراز من "بوينغ" السوق في عام 1957، وكانت آخر رحلة له ضمن الخطوط الجوية الأميركية في عام 1983. وتشير التقارير إلى أن الخطوط الجوية الإيرانية استخدمت هذا الطراز من "بوينغ" حتى عام 2013.

وفي مقابلة مع "نيوزويك"، لم يكشف مسؤول العلاقات العامة في الخطوط الجوية الإيرانية حسين جهاني عن العدد الدقيق للطائرات العاملة في الأسطول الإيراني، مضيفاً: "خلال مفاوضات توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، تمكنت إيران من شراء 13 طائرة ETI للرحلات الإقليمية، لكن الدول الغربية لم تزود إيران بقطع غيار لهذه الطائرات". ووصف العقوبات الغربية بأنها "أهم تحد يواجه صناعة الطيران الإيرانية".

وتراقب شركات الطيران الإيرانية، مثلها مثل القطاعات الأخرى في الاقتصاد الإيراني، المفاوضات الجارية في فيينا لترى ما إذا كان سيتم إحياء الاتفاق النووي أم لا، حتى تتمكن من تحديث أسطولها الجوي في حال ألغيت العقوبات الأميركية عن إيران.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.