يبدو واضحًا بأن عقد الجولة الأخيرة من مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا دون حضور إنجلترا وفرنسا وألمانيا وبحضور إنريكي مورا من الاتحاد الأوروبي، والتي وبعد 4 أيام انتهت بتسليم النص النهائي الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي الى الدول المعنية لإعلان رأيها النهائي، هذه الجولة لن تکون کالجولات السابقة للنظام الايراني بل إنها تضعه على المحك وتفرض عليه تحديد موقفه سلبا أم إيجابًا.
الولايات المتحدة الامريکية التي قبلت على الفور الخطة النهائية، فيما کتبت وكالة فرانس برس: الاتحاد الأوروبي يتوقع من إيران الموافقة على الاتفاقية "بسرعة كبيرة"، يعني أن الكرة قد ألقيت في ملعب النظام والآن يجب على النظام الرد. لکن لايبدو أن النظام الايراني سوف يستجيب سريعا کما هو متوقع، بل إنه بادر کعادته دائما لإختلاق الاعذار والحجج بطرق واسالەب مختلفة نظير: "هذا ليس النص النهائي". أو أن "أمريكا لم تحدد في هذه الخطة ضمان التنفيذ المستدام للالتزامات"، أو "لم يتم تحديد مسائل السلامة (التفتيش)"، أو أن "الجمهورية الإسلامية لن ترفع السرية عن منشآتها النووية".
کما إن وزارة الخارجية الايرانية من جانبها قد أعلنت: "لسنا في مرحلة الحديث عن استكمال نص الاتفاقية"، أو أن"أمريكا لم تحدد في هذه الخطة ضمان التنفيذ المستدام للالتزامات"، أو"لم يتم تحديد مسائل السلامة (التفتيش)"، أو أن "الجمهورية الإسلامية لن ترفع السرية عن منشآتها النووية"، وليس هناك من شك بأن النظام الايراني يريد إلتزاما دائميا من جانب أمريکا بخصوص الاتفاق المزمع إبرامه وهو أمر ليس بالهين ولاسيما إذا إنتبهنا الى رد السناتور تيد كروز على هذا الطلب بالقول: الحكومة الجمهورية المقبلة ستمزق هذه الكارثة منذ اليوم الأول. بل وإن ريشي سنوك، وهو مرشح لمنصب رئيس وزراء إنجلترا، قد قال بنفس الحدة في الموقف إن "التهديد الحقيقي ضد النظام الإيراني هو آلية الزناد".
من الواضح إن النص النهائي الذي لايتوسم فيه الکثير من الخير لأنه مع أو بدون خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن النظام ومع کونه سيسعى لحيازة السلاح النووي ولن يتخلى عن هدفه هذا، غير إنه وفي نفس الوقت يسير في طريق يفضي سقوطه، حيث إن الاوضاع المختلفة المتأزمة للنظام وعلى مختلف الاصعدة والتي لايمکن أبدا أن يتم التصدي لها ومعالجتها حتى في ظل إبرام الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية"وهذه حقيقة إعترف بها مسٶولون في النظام لمرات عديدة"، ذلك إن هذه الاوضاع هي بالاساس متوارثة عن حکم أکثر من 4 عقود لهذا النظام، وبسبب من الاوضاع المحيطة بالشعب الايراني وبفعل نشاطات وفعاليات وحدات المقاومة والکثير من المساکل العالقة التي لم تحل لحد الان، والمشاکل المرتبطة بالبنى التحتية لهذا النظام، فإنه حتى إذا ماتم التوصل الى إتفاق، فإنه سيکون وبالا على النظام ولن ينقذه من السقوط الذي ينتظره.
وهذه الجولة الاخيرة وبفرض إنها تنتهي بإبرام إتفاق فإنه لن يکون إلا بمثابة آخر جرعة تقوية تمنح للنظام وبعدها عليه مواجهة مصيره.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية