قائمة جرائم «حزب الله» اللبناني، تمتد بحسب الباحث في الشؤون اللبنانية، أحمد عيتاني إلى ما وصفه بتأسيس إمبراطورية الظلام في لبنان، والتي تقوم على خلق دولة عميقة داخل كيان الدولة اللبنانية، واصفاً الحكومة اللبنانية ومجلس النواب ومؤسسات الدولة بانها مجرد واجهات من شأنها رسم صورة لدولة لم تعد موجودة.
ويرى “عيتاني” أن لبنان بعد العام 2005 بدأ يعيش حالة أسوء من الحالة التي كان يعيشها إبان السلطة الأمنية السورية، موضحاً: “خلال الوجود السوري في لبنان وعلى الرغم من كل السطوة الأمنية والقمعية، إلا أن لبنان كان قادراً من خلال بعض الشخصيات السياسية مثل رفيق الحريري، على خلق توازنات في الساحة الإقليمية مكنته من بناء علاقات جيدة مع كافة الأطراف وهو ما ساعد في حالة الاستقرار الاقتصادي والسياسي التي عاشتها البلاد منذ مرحلة نهاية الحرب الأهلية حتى فترة اغتيال رفيق الحريري، باستثناء الأزمة التي قام بها الجنرال ميشال عون ومحاولته الانقلاب على السلطة عام 1989”.
كما يشير “عيتاني” إلى أن أولى مراحل انهيار ذلك الاستقرار بدأت مع مد نفوذ حزب الله في لبنان حتى قبل الانسحاب السوري، مستفيداً من تبدل النظام السوري ومجيء “بشار الأسد”، الفاقد للأهلية السياسية إلى السلطة في دمشق.
ويضيف “عيتاني”: “هنا يمكن القول إن لبنان بدأ بالوقوع ضحية جرائم حزب الله المباشرة التي بدأت بدفع النظام السوري للتمديد للحود في رئاسة الجمهورية وإحداث أزمة سياسية وما تبع ذلك من اغتيال رفيق الحريري، الذي مهد لخروج لبنان من الدولة الأمنية السورية ودخوله في امبراطورية الظلام الإيرانية، والتي فقدت فيها الدولة اللبنانية ما تبقى من كيانات الدولة”، مشيراً إلى أن هذا التغير في لبنان كان نقطة تحول كبيرة في تاريخه وبداية للأزمات التي جاءت لاحقاً.
إلى جانب ذلك، يشدد “عيتاني” على أن كلامه لا يعني ان لبنان كان بخير كامل خلال فترة الوجود السوري، وإنما كان المناخ السياسي يسمح ببروز تعددية سياسية قادرة على الحفاظ على علاقات لبنان داخل المجتمع الدولي والعربي.
في ذات السياق، يقول المحلل السياسي، “فادي شاهين”: “حزب الله بعد 2005 وضع أولى أسس الدولة الجديدة التي قامت على الفساد والمحسوبيات السياسية وتحويل المقدرات اللبنانية اقتصاديا وسياسيا وجغرافياً لدعم أجنداته، وهو ما اكتمل لاحقاً من خلال التحالف مع التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون”، مؤكداً على حزب الله لم يقتل أشخاصاً فقط وإنما قتل لبنان بأكمله وكان جزءاً مهماً من الصراعات الطائفية في المنطقة وتحديداً من خلال تورطه في الحرب السورية ومساعدته لميليشيات الحوثيين في اليمن.
يشار إلى أن مؤشر مدركات الفساد لعام 2020، الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، قد كشف أن لبنان احتل المرتبة 149 عالمياً من أصل 180 دولة في مؤشرات الفساد، مقارنة بمرتبة 138 من أصل 180 دولة لعام 2019، متراجعاً 11 مرتبة بين الدول، كما حصل على مرتبة 25 على 100 بتراجع بلغ 5 نقاط.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية