تمهيد
إيران من الداخل
إيران هي الدولة الوحيدة من بلدان الشرق الأوسط التي لم تُحتل أبدًا من قبل أي قوة أوروبية، لكنها كانت على وشك أن تُحتل في بدايات القرن العشرين، فقد فقدت الكثير من أراضيها لروسيا، وهي تلك المخططة بالأحمر في الخريطة، وبعد ذلك قسمت روسيا وبريطانيا شمال إيران وجنوبها إلى مناطق نفوذ. لم تكن إيران تحت السيطرة المباشرة، لكن مواردها كانت مُستغلة بشكل كبير.
كيف تغيرت حدود إيران في أوائل القرن العشرين
التنوع الديني والعرقي
ترتبط إيران دومًا بالفرس، وهي أكبر مجموعة عرقية داخل البلاد. هذه الخريطة تظهر الأقليات الكبيرة في إيران، العرب في الجنوب، الأكراد في الغرب، الآذريين في الشمال، والبلوش في الجنوب الشرقي.
هناك اضطرابات كبيرة في بلوشستان، المنطقة الحدودية والمشتركة بين إيران وباكستان، التي تتعرض لقمع حكومي مستمر.
التنوع الديني والعرقي في إيران
المواقع النووية الإيرانية وأماكن الضربات الإسرائيلية المحتملة
هذه الخريطة تشكل لمحة سريعة لاثنين من أكثر القضايا الجيوسياسية تعقيدًا والتي تخوضها إيران حاليًا. الأولى هي برنامج إيران النووي، الذي يقول قادة البلاد إنه لأغراض سلمية، ولكن لا أحد يصدقهم، حيث فرض العالم عقوبات على اقتصاد إيران في محاولة للضغط لوقف برنامجهم النووي الذي يعتقد الكثيرون أنه يتجه ناحية برنامج أسلحة غير تقليدية. تستطيع أن ترى هنا بعض المواقع النووية، عدد منها في أعماق الأرض، وعدد آخر كان سرًا لوقت طويل. وهذا ينقلنا إلى القضية الأخرى التي تبرزها هذه الخريطة: التوترات بين إيران و(إسرائيل)، لقد تصاعد ذلك التوتر لما يقرب الحرب في السنوات الأخيرة، وهي حرب محتملة الاندلاع بالفعل. (إسرائيل) قلقة من أن إيران تصنع أسلحة نووية ستستخدمها لاحقًا ضدها، وإيران قلقة من أنها ستكون تحت تهديد ضربة (إسرائيلية) إن لم يكن لديها رادع نووي.
المواقع النووية الإيرانية وأماكن الضربات الإسرائيلية المحتملة
خارطة نفوذ إيران في الشرق الأوسط
بدأت المواجهة بين واشنطن وطهران مباشرة بعد الإطاحة بنظام الشاه، وجاء إنشاء مجلس التعاون الخليجي في العام 1981 بدعم اميركي رداً على التهديدات الإيرانية بتصدير الثورة. انتهت القطيعة بين واشنطن وطهران بعد أكثر من ثلاثة عقود مع «اتفاق فيينا» في العام 2015.
طموحات إيران الإقليمية انطلقت في مطلع الثمانينيات. وجاءت سلسلة تطورات لمصلحة إيران، أبرزها اجتياح صدام حسين الكويت والحرب لتحريرها، وبعد سنوات الغزو الأمريكي للعراق. كما بَنَت ايران تحالفاً وثيقاً مع سوريا، وتلاقت المصالح في لبنان في زمن الحرب وما بعدها. الترجمة العملية لهذا الواقع تجسدت بالتعاون المجدي بين الرئيس رفيق الحريري و«حزب الله».
ومع تزايد التطرف الديني بعد حرب أفغانستان في مواجهة الاتحاد السوفياتي ولاحقاً حرب تحرير الكويت والتمدد الامريكي العسكري في الخليج. وجاءت حرب العراق في العام 2003 لتزيد التباعد بين واشنطن ودمشق ولتمّهد الطريق لصدور قرار مجلس الأمن 1559 الذي أسقط الغطاء الأمريكي والدولي عن الدور السوري في لبنان، فاهتزّت ركائزه الإقليمية، خصوصاً الإيرانية. وانقلبت الأوضاع رأساً على عقب مع اغتيال الرئيس الحريري.
فكانت حروب لبنان والعراق مدخلا للنفوذ الإيراني في المنطقة، وجاء الربيع العربي ليكون النافذة الكبرى لتمدد الإيرانين في الخليج والمنطقة.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية