تستمر المفاوضات النووية في فيينا بين إيران والدول الخمس الكبار، من أجل الوصول إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي الإيراني؛ جريدة «الطريق» أجرت حوارًا مع رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية شريف عبدالحميد، لمعرفة آخر التطورات التي وصلت إليها المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.

- برأيك هل سيتم التوصل لاتفاق جديد بين إيران والدول الخمس؟

  • بعد تسع جولات من المفاوضات والمحادثات حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا بين ايران ومجموعة "1+4" (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا روسيا والصين) إلى جانب مندوب الاتحاد الأوروبي، وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر. أعتقد أن الاتفاق أصبح وشيكا، وصلت التفاهمات إلى "اتفاق مؤقت" على مدار عامين بغرض فحص النوايا وبناء الثقة وفي هذه الحالة سترفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على ايران منذ فترة الرئيس الأمريكي السابق ترامب ولكن بصورة تدريجية.

يجب أن ننتبه إلى أن عام 2022 سيكون عام مصيري وفاصل بالنسبة لإيران لأنه سيحدد نتيجة المفاوضات التي بدأت منذ 18 عاما (المحادثات النووية بين إيران والدول الخمس بدأت مع مجئ حكومة حسن روحاني في أغسطس 2013 وتم تغيير فريق التفاوض النووي الذي انتهى إلى الاتفاق النووي عام 2015) بين إيران والدول الخمس بشأن برنامجها النووي الذي أصبح قاب قوسين من الفشل.

- في حال عدم الوصول لاتفاق في هذه المحادثات ما هو السيناريو المتوقع؟

  • إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بالمحادثات الجارية في فيينا، ستواجه إيران ردود فعل داخلية قوية وانتفاضات شعبية ضد الوضع الاقتصادي المتردي إلى جانب الضغوط الدولية ضد التغلغل الإيراني خارج حدودها مع استمرار العقوبات واستمرار تراجع النقد الأجنبي وتقليل الموارد الحكومية وعدم القدرة على الاستيراد وهو ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية.

- هل من الممكن أن تقوم الولايات المتحده وإسرائيل بأي عمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني؟

  • التهديدات الإسرائيلية بالقيام بعمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني تحمل الجدية. وإسرائيل تمكنت من قتل أحد جنرالات الحرس الثوري الإيراني وهو كان يشرف على البرنامج النووي الإيراني والقيام بأعمال تخريبية داخل أكثر المختبرات السرية تحت الأرض في إيران بل وتمكنت من سرقة مايزيد عن نصف طن من الأرشيف النووي الإيراني. وفي العام الماضي شلّت إسرائيل نظام توزيع البنزين المدعوم في إيران وسيطرت على قيادة اللوحات الإعلانية الرقمية، لكن السؤال المطروح الآن هل لدى إسرائيل القدرة على القضاء التام على برنامج إيران النووي في عملية واحدة؟

أقول لا. لماذا؟ 
لأن البرنامج النووي الإيراني ينتشر في جميع أنحاء البلاد وكثير منه لا يزال غير معروف، ومن هنا إذا شنت إسرائيل ضربة عسكرية فستكون تقليدية وستحقق بعض النجاح المحدود ولكن لن تحقق الهدف الإستراتيجي الشامل في تدمير البرنامج النووي الإيراني، أما خيار الولايات المتحدة فلن يكون عسكريا وإنما حشد للحلفاء الأوروبيين والمجتمع الدولي لتحقيق عزلة دبلوماسية بالإضافة مزيد من العقوبات.

- هل الصواريخ الباليستية الإيرانية وأنشطة إيران في المنطقة تدخل ضمن المفاوضات الحالية؟

  • رأت أمريكا أن "التهديد الإيراني" لا يرتبط فقط بالملف النووي، وقال المتحدث باسم (البنتاغون) جون كيربي إن إيران تشكل تهديدا كبيرا في المنطقة، بصرف النظر عن طموحاتها النووية، وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي في كلمة ألقاها في اجتماع لمجلس الأمن أن بلاده ستواصل أنشطتها في مجال الصواريخ الباليستية وأن هذا حق غير قابل للمناقشة مع طهران حسب وكالة "مهر" الإيرانية.

- هل تقترب إيران بالفعل من صناعة القنبلة الذرية؟

  • الاتفاق النووي لا يسمح لإيران بتخصيب كمية تفوق 202,8 كيلوجرام من اليورانيوم وهي نسبة ضئيلة للغاية من أكثر من ثمانية أطنان قامت إيران بتخصيبها قبل الاتفاق، وتجاوزت إيران هذا الحد في عام 2019. وحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشهر نوفمبر 2020، فإن المخزون الإيراني يبلغ 2442,9 كيلوجرام.


 

رابط مختصر: https://alkhalej.net/p/7462659
النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.