سجون الحوثي.. دماء خلف القضبان

- 28 سبتمبر 2022 - 393 قراءة

• 5 نساء أقدمن على الانتحار داخل "السجن المركزي" في صنعاء بعد تعرضهن للاغتصاب تحت تهديد السلاح

 

• سجين سابق: تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي والإحراق بالنار والصعق بالكهرباء والحرمان من النوم لعدة أيام

 

• الدكتور عبد القادر الجنيد: شاهدت أشخاصًا ينتحرون شنقًا في السجن.. وخلال فترة اعتقالي انتحر 3 سجناء

 

• ناشط حقوقي: السجانون الحوثيون يرون أن عمليات القتل تحت التعذيب نوع من تقديم "القربان" لزعمائهم!

 

 

تحتجز ميليشيات "الحوثي" منذ انقلابها على الشرعية، آلاف المعارضين للانقلاب من شرفاء اليمن، في السجون والمعتقلات المنتشرة داخل المناطق التي ماتزال خاضعة لسيطرة الجماعة، وهي المناطق التي تحولت إلى "سجن كبير".

ولقيّ الكثير من اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي مصرعهم في السجون والمعتقلات، جراء التعذيب الجسيم، حيث وثقّت منظمة حقوقية يمنية، في تقرير لها صدر مطلع يوليو/تموز 2022، مقتل 293 معتقلًا مدنيًا قضوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات ميليشيات الحوثي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها منذ الانقلاب على الدولة.

وقالت منظمة "مساواة للحقوق والحريات" في بيان نشرته على حسابها في موقع التغريد المصغر "تويتر"، إن 293 معتقلًا مدنيًا قضوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات الميليشيات الحوثية في كل المحافظات الخاضعة لسيطرتها، منذ بداية انقلابها على الشرعية منذ سبتمبر/أيلول 2014، وحتى نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.

وسجلت أمانة العاصمة صنعاء أعلى نسبة تعذيب للمختطفين داخل سجون الحوثيين، وذلك بواقع 430 حالة تعذيب جسدي ونفسي لمختطفين مدنيين، من بينهم 12 طفلًا و8 نساء و12 مسنًا، فضلًا عن 48 مختطفًا تم تعذيبهم حتى الموت بينهم 4 مسنين و8 نساء، 5 منهن أقدمن على الانتحار داخل السجن المركزي بعد تعرضهن للاغتصاب تحت تهديد السلاح والتعذيب الشديد.

وأكد توفيق الحميدي، رئيس المنظمة، أن "هذا الأمر يعود إلى السادية التي تسيطر على نفسيات السجانين الحوثيين، الذين يرون في عمليات التعذيب والإخفاء، بل والقتل تحت التعذيب، نوعًا من القربان اليومي الذي تقدمه لزعمائها ومشرفيها".

ويضيف الحميدي، أن "القائمين على هذه السجون لم يتلقوا أي ثقافة مدنية، في حين تشبعوا بالثقافة العقدية والتعبئة الفكرية الطائفية، بأن هؤلاء المختطفين ما هم إلا أعداء ويهود وموالون لإسرائيل وأمريكا، كما تردد أدبيات الجماعة، بالتالي يتوجب إنزال أقسى العذاب الوحشي عليهم، والذي يصل في مرات عديدة للقتل، وقد رأينا الكثير من السياسيين والإعلاميين وقد خرجوا من هذه السجون شبه أحياء، وفي حالة نفسية وبدنية صعبة للغاية".

من جانبه، أعلن "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان"، في تقرير أصدره مطلع يونيو/حزيران 2022، أن فريقه وثّق تعرض 1635 مختطفًا للتعذيب في سجون ميليشيات الحوثي، بينهم 109 أطفال و33 امرأة و78 مسنًا، موزعين على 17 محافظة يمنية، تعرضوا خلاله للتعذيب النفسي والجسدي، بينهم 101 طفل و24 امرأة و63 مسنًا، وأسفر هذا الأمر عن إصابة بعضهم بشلل كلي أو نصفي، والبعض الآخر بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية.

وكشف التقرير عن تعرض 208 مختطفين آخرين لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت، بينهم 8 أطفال و9 نساء و15 مسنًا، منهم من فارق الحياة داخل الزنازين تحت التعذيب بالصعق الكهربائي والضرب والخنق، والبعض الآخر توفي نتيجة الإهمال وتدهور حالتهم الصحية في ظل الحرمان المستمر من تلقي العلاج، إضافة إلى تعرض عدد من المختطفين للتصفية الجسدية داخل سجون ميليشيات الحوثي، أو دفعتهم قسوة وبشاعة التعذيب إلى الانتحار.

 

منتحرون تحت التعذيب

 

يحكي الدكتور عبد القادر الجنيد، الناشط السياسي وعضو الحركة الاجتماعية الثقافية في مدينة تعز، ذكريات الاعتقال في سجون ميليشيات الحوثي، بعد قضائه ما يزيد عن 300 يوم في سجون الميليشيات، بسبب نشاطه وكتاباته ضد الجماعة الانقلابية.

يقول "الجنيد": "تم اقتيادنا إلى سجن الأمن القومي في صرف بمنطقة بني حشيش بالقرب معسكر الخرافي في صنعاء، وكانت ظروف السجن مرعبة، فهو عبارة عن غرفة مظلمة لا تتوفر فيها عوامل التهوية ولا ضوء الشمس، حتى إن القدرة على الحركة صعبة جدًا. وفي زاويتها حفرة صغيرة مغطاة بساتر لا يتعدى مترًا واحدًا، لقضاء الحاجة".

وكشف "الجنيد" عن أن العديد من المعتقلين لم يتمكنوا من التعايش مع التعذيب، قائلًا: "شاهدت أشخاصًا ينتحرون شنقًا في السجن، وخلال فترة اعتقالي انتحر 3 أشخاص، وفي إحدى المرات أحضروني من زنزانتي لفحص شخص حاول الانتحار في الثالثة فجرًا".

وأضاف: "أما من يفشل في الانتحار فيتعرض لعقاب أكبر"، مؤكدًا أن "معظم المعتقلين يعانون من انهيارات عصبية، حتى إن البعض فقد عقله بسبب التعذيب، وكانت أصوات البكاء والصراخ تصدر باستمرار من الزنازين المجاورة حيث يقوم البعض بضرب رأسه بشدة بالجدار".

 

وقائع الموت المُعلن

 

سجلت المنظمات الحقوقية عددًا كبيرًا من وقائع الموت تحت التعذيب، من بينها واقعة موت الشاب باسم عبد الكريم الحوبري، من أبناء محافظة ذمار، الذي توفي في 17 مايو/أيار 2022 بعد اختطافه من قبل ميليشيا الحوثي، قبل نحو أسبوعين من وفاته، وهو يسير في أحد شوارع العاصمة صنعاء. وتعرض الشاب باسم الحوبري، خلال فترة الاختطاف، للتعذيب الوحشي في سجني الجراف، والحصبة، فارق على إثره الحياة.

كما كشف ناشطون حقوقيون عن وفاة الأخوين جهاد وسليم عبد الكريم القوسي، تحت التعذيب بعد اعتقالهما من منزلهما بمنطقة السحول بمحافظة إب وسط اليمن، إضافة إلى ما تعرض له الشيخ محمد زيد السبل من مديرية القفر محافظة إب الذي اعتقل مع مرافقه، وقام الحوثيون بتقييد قدميه بالقيود، وتعذيبه بشكل غير مسبوق، فقطع لسانه وفقئت عيناه وسحل بالشارع، ثم أُعدم مع مرافقه رميًا بالرصاص.

وفي 13 يوليو/تموز 2022، كشفت ناشطة حقوقية عن وفاة مختطف من عمال الإغاثة الإنسانية تحت التعذيب في سجون ميليشيا الحوثي في محافظة الحديدة.

وقالت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إشراق المقطري، إن "جماعة الحوثي أبلغت الثلاثاء، أسرة المختطف ياسر محمد جنيد (45 عامًا) بوفاته، وأن جثته موجودة بأحد المستشفيات".

وأوضحت المقطري، في تغريدات على صفحتها بموقع "تويتر"، أن "ياسر جنيد كان يعمل بالإغاثة الإنسانية في مديرية الخوخة، واعتقله الحوثيون في فبراير/شباط 2017، ونقلوه إلى زبيد، ثم أنكرت الميليشيا وجوده".

وأضافت أنها" استمعت لزوجته قبل عام وهي تبكي وتطالب بإظهار زوجها ومحاسبة الجناة، واليوم اتصلوا بها من صنعاء لتستلم جثة زوجها المرمية بثلاجة أحد المستشفيات".

ويؤكد المراقبون أنه في خضم هذا المشهد المأساوي الذي يندى له الجبين، أضحت ثمة مسؤولية يتحملها الضمير الإنساني عالميًا وعربيًا، بضرورة الإسراع باتخاذ إجراءات فاعلة لإنقاذ الضحايا اليمنيين من موت محقق تحت هيمنة جماعة إرهابية لا تعر بالا للمواطن اليمني وحقه في الحياة، وهو ما يجب أن يبدأ التحرك من جانب الجهات الدولية المعنية، وفي مقدمتها المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، فلا يمكن بأي حال الصمت على هذه الجرائم ضد الإنسانية التي تُضاف إلى السجل الأسود لجماعة "الحوثي" الإرهابية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1- حصيلة جديدة صادمة لقتلى سجون الحوثي، موقع إندبندنت عربية، 3 يوليو/تموز 2022.

2- تعرف على طرق التعذيب المرعبة في سجون الحوثيين، موقع حفريات، 21 ديسمبر/كانون الأول 2017.

3- سجون الحوثي.. ثقب أسود يلتهم حياة اليمنيين، موقع الصحوة نت، 29 يونيو/حزيران 2022.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.