ضبط 220 طنًا من الأسلحة الإيرانية لـ «الحوثيين»

- 30 ديسمبر 2022 - 250 قراءة

• الجيش اليمني: لدينا أدلة دامغة على تورط "الحرس الثوري" الإيراني في تجارب الحوثيين الصاروخية

 

• القيادي الحوثي البارز أكرم الجيلاني هو من يدير شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات إلى الميليشيات

 

• ضبط شحنات الأسلحة يكشف نوايا إيران للتصعيد بعد رفض الجماعة الانقلابية تمديد الهدنة

 

 

اعترض الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية، مؤخرًا، سفينة صيد تحمل أكثر من 50 طنًا من الأسلحة إيرانية في خليج عمان، كانت متجهة إلى جماعة "الحوثي" الانقلابية في اليمن. وهي الشحنة الثانية من نوعها التي يتم ضبطها خلال شهر، لتُضاف بذلك إلى العديد من شحنات الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى انقلابيي اليمن، والتي جرى ضبطها خلال السنوات الماضية.

وذكر بيان للبحرية الأمريكية، أنه تم اعترض سفينة صيد تهرّب أكثر من 50 طنًا من الأسلحة القادمة من إيران، مخبأة داخل أكياس تحمل صورًا لدجاج مُجمّد، وهي عبارة عن طلقات وذخيرة وصمامات ووقود للصواريخ، وكانت السفينة تبحر في خليج عُمان، حيث تقع طرق التهريب المؤدية إلى اليمن.

وأوضح البيان، أن أفراد القوات البحرية الذين يعملون في قاعدة لويس بي بولر البحرية الاستكشافية، اكتشفوا الشحنة غير المشروعة خلال عملية التحقق من العلم، ما يمثل ثاني أكبر مصادرة ينفذها الأسطول الخامس الأمريكي لأسلحة غير قانونية في غضون شهر.

المساعدات الإيرانية القاتلة

كانت البحرية الأمريكية اعترضت قبل نحو شهر، سفينة صيد أخرى متوجهة إلى اليمن، وعلى متنها أكثر من 70 طنًا من فوق كلورات الأمونيوم، التي تستخدم في صناعة وقود الصواريخ والألغام والمتفجرات، إلى جانب 100 طن أخرى من مادة اليوريا المستخدمة في صناعة المتفجرات. وبذلك تبلغ شحنات الأسلحة الإيرانية التي تم اعتراضها خلال شهر واحد أكثر من 220 طنًا.  

وقال نائب الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس والقوات البحرية المشتركة، "إن هذه الكمية الضخمة من المواد المتفجرة، تكفي لتزويد أكثر من عشرة صواريخ باليستية متوسطة المدى بالوقود حسب الحجم".

وأضاف أن "هذا النقل غير القانوني للمساعدات القاتلة من إيران لا يمر مرور الكرام. إنه أمر غير مسؤول وخطير، ويؤدي إلى مزيد من العنف وزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

وفي تقرير لها، قالت مجلة "واشنطن إكزامنر" إن هذه الضبطيات التي ينفذها الجيش الأمريكي بالتعاون مع نظيره اليمني، تعد انتصارًا على تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، يوضح أن إيران تواصل بكل معنى الكلمة تأجيج الصراع في اليمن والأزمة الإنسانية المرتبطة به هناك.

وأشارت المجلة، إلى أن هذا الأمر يؤكد على الحاجة إلى ضمان امتلاك الولايات المتحدة والقوات الشريكة في المنطقة، القدرة اللازمة لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية.

وأضافت، أن الدعم الإيراني للحوثيين ليس بجديد، حيث تسلّح طهران الجماعة منذ 2009 على الأقل، وزادت مساعداتها في 2015 بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، مشيرة إلى أن الحوثيين لا يملكون حافزًا يُذكر للتوصل إلى اتفاق سلام دائم، إذا كان بإمكانهم الاعتماد على استمرار الإمداد بالأسلحة والدعم من إيران.

 وانتقدت المجلة الأمريكية، المجتمع الدولي، قائلة: "إنه على الرغم من هذه الحقيقة، يركز الاستياء إلى حد كبير على المملكة العربية السعودية، وغالبًا ما يتجاهل الأسلحة الإيرانية التي تساعد في تأجيج الصراع والأزمة الإنسانية".

جاء ذلك، في الوقت الذي تدعو فيه الحكومة الشرعية اليمنية المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير أكثر حزمًا مع النظام الإيراني، لوقف تهريب الأسلحة ونقل التقنية العسكرية إلى الميليشيات الحوثية، التي لا تزال ترفض المقترحات الأممية لتمديد الهدنة، وتواصل شن الهجمات على موانئ تصدير النفط.

ومن جانبه، أشاد رشاد العليمي رئيس مجلس الحكم اليمني، بجهود الولايات المتحدة في تنفيذ قرار حظر الأسلحة المرسلة إلى الميليشيات الإرهابية الحوثية، التي قادت إلى اعتراض العديد من سفن التهريب الإيرانية، وصولًا إلى الشحنة الضخمة التي اعترضها الأسطول الأمريكي الخامس في خليج عمان لمواد متفجرة تستخدم في وقود الصواريخ.

واتهم الجيش اليمني في الأيام الماضية الميليشيات الحوثية بأنها أجرت تجربة لإطلاق صاروخ مضاد للسفن، من مديرية نهم في صنعاء وسقط غرب الحديدة بالمياه الدولية. وحمّل العميد عبده مجلي، المتحدث باسم الجيش اليمني، الميليشيات الحوثية تبعات هذا الإطلاق، معتبرًا إياه "عملية عدائية أخرى"، ومؤكدًا أن جميع الأدلة الدامغة أثبتت تورط "الحرس الثوري" الإيراني في عملية الإطلاق، ودعمه المستمر للميليشيات الانقلابية.

وتأتي شحنات الأسلحة الإيرانية، في وقت يصعّد الحوثيون من تهديداتهم باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، حيث توعدوا بالانتقال من "الضربات التحذيرية" لسفن النفط في الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، إلى استهدافها بشكل مباشر، هو ما يكشف نوايا إيران للتصعيد العسكري في اليمن بعد رفض الميليشيات الحوثية تمديد الهدنة الأممية.

وأشارت سلسلة هجمات شنها المتمردون في اليمن على موانئ نفطية، بعد شهرين من انتهاء الهدنة التي رفضوا تمديدها، إلى مرحلة جديدة من التصعيد، قد تكون له عواقب اقتصادية مدمرة وتبعات إنسانية خطيرة.

فيما هدد قادة الميليشيا المدعومة من إيران في الفترة الأخيرة بنقل المعركة وتوسيعها بحرًا، ما لم يتم التفاهم على تحويل عائدات النفط للبنك المركزي في صنعاء، وعمدوا إلى شن هجمات بطائرات مسيّرة تسبّبت في منع ناقلات نفط من الرسو في موانئ تسيطر عليها الحكومة الشرعية، في مسعى للضغط من أجل انتزاع مكاسب من السلطة، وذلك في خضم سعي الأمم المتحدة إلى تمديد الهدنة في البلاد.

شبكات التهريب الحوثية

كشفت معلومات مستقاة من تقارير دولية، ومن التحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية مع خلايا التهريب التابعة للميليشيات، عن أن القيادي الحوثي البارز أكرم الجيلاني هو من يدير شبكات تهريب الأسلحة إلى الميليشيات، فيما يتولى 3 قادة آخرون إدارة شبكات التهريب وفق مناطق عمليات محددة.

ووفق هذه المعلومات، فإن القرصان والمهرب الأخطر أحمد حلص يتكرس دوره في البحر الأحمر، ويمتد دوره إلى البحر العربي، فيما يدير شبكات التهريب في خليج عدن قيادي حوثي يدعى عبد الله محروس.

أما في خليج عمان فينسق شبكات التهريب كل من القيادييّن إبراهيم حلوان وعلي حلحلي، فيما ينسق القياديان منصور السعادي وأكرم الجيلاني بين رؤوس التهريب، حلص، ومحروس، وحلوان، وحلحلي.

وينخرط في تمويل وتنسيق التهريب عدد من كبار القيادات الحوثية، أبرزهم القيادي محمد أحمد الطالبي، والذي يدير شبكة إعادة شحن نقل البضائع المهربة، بينما يتولى مسفر الشاعر المكنى "أبو ياسر" تقديم الدور اللوجستي بالتنسيق مع "الحرس الثوري" الإيراني.

وذكرت مصادر يمنية أنه خلال عمليات الضبط، تبين للسلطات أن إيران تستخدم سفنًا لا ترفع علم أي دولة، وتستخدم خطوط تهريب من إيران إلى المهرة، أو إلى الصومال ثم لليمن، فيما تزج باليمنيين للتهريب، ونادرًا ما يشترك إيرانيون في هذه العمليات.

وفضلًا عن عمليات الضبط المستمرة، يشكل تسلّم قوات خفر السواحل اليمنية بشكل متكرر للمهربين الحوثيين من البحرية الأمريكية، صفعة مدوية للانقلابيين، من شأنها تفكيك شبكات تهريب السلاح والمخدرات القادمة من إيران والعابرة للحدود، والتي يديرها أخطر قادة الميليشيات من صنعاء وطهران.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1- البحرية الأميركية تعترض ثاني شحنة أسلحة إيرانية متجهة لليمن خلال شهر، موقع الشرق الأوسط، 4 ديسمبر/كانون الأول 2022.

2- من إيران للحوثي.. ضربات "مشتركة" تشل خطوط تهريب المليشيات، موقع بوابة العين الإخبارية، 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

3- ضبط شحنة أسلحة للحوثيين يكشف نوايا إيران للتصعيد، موقع ميدل إيست أونلاين، 3 ديسمبر/كانون الأول 2022.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.