«طريق السبايا».. بين الواقع التاريخي والتوظيف السياسي والطائفي (الحلقة الأخيرة)

- 11 يناير 2022 - 347 قراءة

ها هم آل بيت النبوة يسمون أولادهم بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة كما ذكرت الكتب الشيعية بالتفصيل.. فهل يوجد عاقل يسمي أولاده وأحفاده بأسماء من يكرههم ويبغضهم ويتزوج منهم ويزوج بناته لهم!!
وهذه التفاتة مهمة حتى نعرف الدس الباطني المجوسي كيف عمل على تشويه الصورة الناصعة للعلاقة بين أهل بيت النبوة وبين الصحابة وأن هذه الروايات التي تعج بها كتب الشيعة على لسان أهل البيت في الطعن بالصحابة والدولتين الاموية والعباسية ماهي الا روايات مزورة على أهل البيت رضي الله عنهم.
     ولم يذكره أحد ممن ذكر أولاد الحسين كالمفيد والقمي والتبريزي والإربلي وغيرهم. 
     وذكره ابن شهر اشوب في مناقبه عندما تحدث عن قتلى أولاد الحسين في معركة الطف فقال (وستة من بني الحسين مع اختلاف فيهم: على الأكبر، وإبراهيم، وعبد الله، ومحمد وحمزة، وعلي، وجعفر، وعمر وزيد. وذبح عبد الله في حجره) (1)
     فما الذي أتى به الى بلط الموصل وقد قتل في كربلاء على فرض صحة قول ابن شهرآشوب؟
     وذكره التستري في كتابه رسالة في تواريخ النبي والال حيث قال (وأثبت أبو حنيفة الدينوري وأعثم الكوفي إبناً له عليه السلام مسمّى بعمر، فقال الأوّل ـ بعد ذكر وقعة الطفّ وتعداد من قتل ـ: لم يبق من أهل بيته إلاّ ابناه: عليّ الأصغر وقد كان راهق وإلاّ عمر وقد كان بلغ أربع سنين، وقال يزيد ذات يوم لعمر بن الحسين: هل تصارع ابني هذا؟ ـ يعني خالدا وكان من أقرانه ـ فقال: بل أعطني سيفا وأعطه سيفا حتّى اقاتله فتنظر أيّنا أصبر، فضمّه يزيد إليه وقال: شنشنة أعرفها من أخزم، هل تلد الحيّة إلاّ حيّة، ولا يوجد عندنا تاريخ أعثم الكوفي.  ومثله الثاني إلاّ أنّه قال: كان لعمر سبع سنين) (2)
     و(هنا يبين التستري نقلاً عن الدينوري وأبن أعثم أن عمر هذا كان عند يزيد في الشام).
     وهذا يناقض قول ابن شهرآشوب الذي مر آنفاً الذي ذكره ضمن قتلى كربلاء.
     ونسب ابن شهر اشوب في المناقب هذه القصة الى علي بن الحسين وليس الى عمر بن الحسين لأنه يذكر عمر هذا من ضمن شهداء كربلاء.(3)
     ونسب ابن طاووس في اللهوف هذه القصة الى عمرو بن الحسين وليس الى عمر.(4)
ونسب أبو مخنف الأزدي في مقتل الحسين رضي الله عنه هذه القصة الى عمرو بن الحسن) (5)
     فلم يثبت وجود هذه الشخصية في مصادر القوم أنفسهم. ولم أجد له ترجمة في كتبهم.
     وبهذا يتبين أن لا دليل حقيقي يثبت وجود هذه الشخصية في كتب الشيعة ولا صحة لهذا المرقد الذي يزعمونه له. وبذلك يسقط دليل آخر من أدلتهم التي يستدلون بها على هذا الطريق. 
     ويذكر الشيعة في كتبهم أن أهل الموصل رفضوا استقبال جيش يزيد حزناً على مقتل الحسين. قال الطبسي (وصل ركب الحسين (عليه السلام) الى الموصل بعد ان انفذوا الى عاملها ان تلقّنا، فزينت المدينة ونشرت الأعلام وخرج الوالي وتلقاهم على بعد ستة اميال، فلما تحققوا أنه رأس الحسين اجتمعوا وتحالفوا ان يقاتلوهم ويأخذوا منهم الرأس ويدفنوه عندهم فلما سمعوا بذلك لم يدخلوا المدينة وأخذوا الطريق الخارجي الى تلعفر) (6)
     ومع ذلك رأينا اليوم كيف ردت جحافل التشيع الولائي هذا الجميل وماذا فعلت ميليشياتهم الإرهابية في الموصل من الجرائم مما تشيب له الولدان من قتل وخطف وتدمير للبنى التحتية وسرقة ما استطاعوا حمله ومازالوا يستبيحون المدينة ويضيقون على أهلها. بل خرج الإرهابي قيس الخزعلي قائد مليشيا عصائب أهل الحق الإرهابية يهدد أهل الموصل بأن لهم ثأراً معهم كونهم مشاركون في قتل الحسين رضي الله عنه كما يدعي هذا المجرم القاتل.. رابط مقطع فديو التهديد (7)

ملاحظة مهمة: قبور يذكرها ديوان الوقف السني لا صحة لها
ومن الغرائب ما رأيته في كتاب دليل الجوامع والمساجد الاثرية والتراثية الذي أصدره ديوان الوقف السني في العراق
أنه يذكر قبوراً في الموصل منسوبة الى الباهر بن محمد الباقر والمحسن بن الحسين وعون الدين بن الحسن المثنى 
وعند متابعة هذه الأسماء في مصادر الشيعة وجدت التالي: الباهر هو عبد الله أخو محمد الباقر وليس ولده ومات في المدينة ومنهم من قال في دمشق ومنهم من قال في الاسكندرية ولم يذكر أحد وفاته في الموصل
وأما المحسن بن الحسين فقد ذكره الهروي وقد بينا أمره بأنه لا يوجد سقط من أولاد الحسين باسم المحسن. 
وأما عون الدين.. فلا يوجد للحسن المثنى ولد بهذا الاسم.. 
وبذلك يتبين بطلان صحة نسبة هذه المقامات الى المذكورين. 
ولا أدري ماهي المصادر التاريخية التي اعتمدوها في نسبة هذه الأماكن الى هذه الأسماء الا أن تكون كما وجدوها حالها حال باقي المقامات بدون سند تاريخي ... والحقيقة فان هذه المقامات والمراقد هي مما اصطنعه حاكم الموصل المتشيع بدر الدين لؤلؤ
وهذه المقامات والقبور الموهومة هي التي يستند عليها الوقف الشيعي اليوم لاختراق الموصل السنية
كل هذه ليس لها شاهد تاريخي واحد من قبر حقيقي، لكنها زرعت لغايات سياسية لاستعطاف الناس واستمالتهم باسم حب ال البيت.
ويذكر سعيد الديوه جي في مقدمة كتاب ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء: اتخذ (بدر الدين لؤلؤ) مشاهد لأبناء الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في المدارس التي شيدها الاتابكيون لكي يعفي آثارهم ويحول الناس الى المشاهد التي أقامها فيها ومن ذلك أنه اتخذ في المدرسة العزية مشهداً للإمام عبد الرحمن وفي المدرسة النورية مشهداً للإمام محسن وفي المدرسة النظامية مشهداً للإمام علي الأصغر بن الحنفية وغير ذلك ,, وحول بعض المراقد التي كانت مشيدة قبله الى مشاهد لأبناء ال البيت وأتباعهم , فاتخذ في مقام إبراهيم الجراحي مشهداً للإمام إبراهيم بن الامام موسى الكاظم وفي مقام العباس مشهداً للإمام العباس بن مرادس السلمي وغيرهما (8) 
ثم استمر من جاء من بعده من التيموريين بترميم هذه المشاهد وأضافوا مشاهد أخرى، 
فقال الديوجي : فتيمورلنك الذي دمر الموصل لم يتعرض لهذه المشاهد بل زار بعضها وأمر ببناء قبتين على قبري النبي يونس والنبي جرجيس وأوقف لهما ,, كما أن من جاء بعده جددوا بعض المشاهد واتخذوا مشاهد غيرها لأبناء الامام علي كرم الله وجهه (9)
وجاء العثمانيون فأهتموا بالمشاهد والمراقد وشيدوا التكايا 
قال الديوه جي: وسعى المشايخ في تجديد مراقد الائمة والصالحين وساعدهم على هذا أرباب الحكم وأهل الثراء لكي يدعموا مكانتهم عند الناس فجددوا كثيراً من المراقد القديمة وشيدوا مراقد قديمة فوق قبور الصالحين وبنوا الجوامع والمساجد والتكايا بجانب قبورهم فكثرت المراقد والمشاهد والزيارات في الموصل وقصدها الناس للتبرك بها والدعاء عندها (10) 
ثم يقول: ويظهر لنا مما تقدم أن تشييد أكثر المقامات والمشاهد كان لغاية سياسية (11)
ثم يقول : ففيه ما كان عليه البلد من الاعتقادات بهذه الزيارات والتبرك بها وقصد زيارتها كلما ضاقت بهم السبل , وهذه المراقد والزيارات وإن لم يثبت صحة المدفون في أكثرها فإن الناس كانوا يتقربون اليها بالزيارة والدعاء والنذور يستشفون بها من الامراض ويطلبون استجابة الدعاء بجاه من دفن فيها (12)
وهذا الحال ما نراه اليوم يفعله كثير من حكام المسلمين وعوامهم ولا حول ولا قوة الا بالله.
مشاهد سنجار: 
 مشهد علي: ذكر الهروي في الإشارات: (بها مشهد على بن أبى طالب رضى الله عنه على الجبل)(13)
     وتابعه ابن شداد في الاعلاق الخطيرة حيث قال (وبسنجار مشهد كان ملاصقاً للسور يعرف بمشهد على عليه السلام (14) 
     وتنسبه بعض المصادر الشيعية الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه نقلاً عن الهروي.. ولا وجود لأي دليل تاريخي حقيقي يذكر أن علياً رضي الله عنه مر في سنجار.
     وهناك مصادر شيعية أخرى تنسب هذا المشهد الى الست زينب وليس الى علي رضي الله عنه كما سيأتي: 
ضريح الست زينب في سنجار: 
تنسب مصادر الشيعة هذا الضريح الى: 
1- زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم 
2- زينب بنت علي بن الحسين رضي الله عنهم، 
زينب بنت علي بن أبي طالب: 
زينب بنت علي بن أبي طالب الملقبة بـزينب الكُبرى والحوراء (ولدت بالمدينة سنة 6 هج وتوفيت سنة 62 هج على الارجح)؛ ثالث أولاد فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكبرى بنتيهما والأخت الشقيقة للسبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما وتلقب بالعقيلة رضي الله عنها، من أفاضل نساء أهل البيت وذات مكانة كبيرة، تزوجت زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب،
     ذكر لقبرها خمسة مواضع كما قال أصغر قائدان (منذ قرون والناس يؤمون خمسـة مواضع يحسبونها مدفن السيدة زينب. ومن هذه المواضع، اثنان حـازا علـى شـهرة أوسع. وآخران لهما صيت أقلّ. وصيت الأخير يعتمد على رواية شاذّة. أما المكانان المشهوران فهما: موضع راوية بضاحية دمشق، والآخر موضـع قنطـرة السـباع فـي مصر. والموضعان الآخرين فهما: مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، ومقبرة الباب الصغير بدمشق. والموضع الذي يعتمد على الرواية الشاذّة فهو منطقة سـنجار فـي الموصـل بالعراق.) (15)
 وهنا يبين هذا الباحث الإيراني أن المقام الموجود في سنجار يعتمد على رواية شاذة. يعني غير معتمدة أصلا.
ويذكر الدكتور حسن الشميساني الأستاذ المحاضر في كلية الآداب/ الجامعة اللبنانية في كتابه سنجار من الفتح الإسلامي الى الفتح العثماني (ضريح الست زينب: موقعه يقوم هذا الضريح على ربوة عالية في مدخل المدينة وينسب الى السيدة زينب بنت الامام علي بن أبي طالب سلام الله عليهما) (16)
     لكنه لا يذكر المصدر الذي استند عليه في قوله هذا وإنما يضع في الهامش كلام الهروي وأبن شداد اللذان يذكران أن هذا المقام منسوباً الى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وليس للسيدة زينب.
     ثم يذكر الشميساني تاريخ بناء هذا المرقد في سنة 644 هج على يد الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ كما مكتوب على مدخل رواق الضريح حيث يقول: تم الكلمات المنقوشة على مدخل الرواق الى يسار غرفة الضريح تدل على أن هذا البناء من قبل الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ أيام ملكه لبلاد سنجار 637-657 هج/ 1239-1259م وهذه الكلمات هي : (عز مولانا السلطان الملك الرحيم بدر) وبدر الدين هذا كان قد أكثر من إقام المنشآت العمرانية في أطراف مملكته من قصور ودور وحمامات وخانات ومشاهد وسعى الى إعادة تجديد أو ترميم الاسوار والقلاع والجسور والمساجد والاضرحة وخصوصاً الشيعية منها, فالمعلومات كانت قد أفادت أنه كان قد تقرب من هذه الطائفة وأعلن موالاته لأئمتها تحقيقاً لسياسة كان يرمي من ورائها إزالة النفوذ الاتابكي والايوبي السني والحلول مكانه , وذكر أنه لما لم يجد أمامه وسيلة افضل لجأ الى كسب ود هذه الطائفة التي كانت تشكل الجناح المعارض في ذلك الوقت ,, فنشط في مسايرة زعمائها وسادتها وأخذ ينشر مذهبها ويدعو اليه وعمل على رعاية شؤونها وصيانة مؤسساتها والعناية بها . فقيل ـنه لقب بوالي آل محمد .. وقيل أيضاً أنه رغبة منه في اظهار موالاته لهذه الطائفة وأئمتها كان يرسل في كل سنة الى مشهد الامام علي بن أبي طالب سلام الله عليه في النجف الاشرف قنديلاً مذهباً زنته ألف دينار (17)
وقد ذكرنا ترجمة بدر الدين هذا قبل قليل وبينا خيانته وتعاونه مع التتر في احتلال بغداد,, وكيف أنه قام بتحويل كثير من الأوقاف السنية وتغيير اسماءها وصنع مقامات موهومة أخرى في الموصل وما حولها ....
     وهذا يعني أن القبر لم يكن له وجود قبل هذا التاريخ لأن الهروي الذي زار هذا البناء قبل سنة 611 هج قد ذكر أنه مقاماً لسيدنا على رضي الله عنه ولم يذكر شيئاً عن الست زينب. وكذلك ابن شداد في الاعلاق الخطيرة المتوفى سنة 676 هج فقد ذكر ما ذكره الهروي ولم يذكر زينب. 
     وذكر الشيخ الشيعي حسن الصفار في كتابه المرأة العظيمة قراءة في حياة السيِّدة زينب بنت علي عليهما السلام :(لقد اختلف المؤرّخون في مكان وفاة السيّدة زينب ومحلّ قبرها...) ثم يذكر أربع مقامات في الشام والمدينة المنورة والقاهرة وسنجار (18)
     ويتكلم عن هذه المقامات الثلاثة بتفاصيلها 
     ثم يتكلم عن مشهد سنجار فيقول (ومن تلك المشاهد المرقد المنسوب للسيّدة زينب الكبرى بنت علي، على أساس أنّها توفّيت في هذه المنطقة عند مرور السبايا بعد واقعة الطفّ. ويقع الضريح المنسوب للسيّدة زينب على ربوة عالية في مدخل المدينة) (19)
     ثم ينقل ما تكلم به الدكتور حسن شميساني من تفاصيل عن هذا المرقد في كتابه سنجار من الفتح الإسلامي الى الفتح العثماني كما ذكرنا قبل قليل 
     ثم ينسف الشيخ الصفار صحة هذا المقام فيقول (وإذا كان المقام المنسوب لها في سنجار شمال العراق لا تسنده رواية تاريخيّة فيما يتوفّر من مصادر إلاّ ما يتداول ويتوارث على أَلْسِنَة أهالي تلك المنطقة، فإنّ الآراء التي ناقشها العلماء والباحثون تنحصر في ثلاث احتمالات:١ - المدينة المنوّرة.٢ - مصر.٣ - دمشق. (20)
     والصفار في نهاية الامر يرجح أنها دفنت في الشام في المنطقة المعروفة اليوم باسم السيدة زينب في دمشق.. 
     والصحيح أنها دفنت في مقبرة البقيع في المدينة المنورة كما ذكر علامتهم محسن الأمين في أعيان الشيعة بعد أن أسهب في ذكر الأدلة لذلك فقال (محل قبرها يجب ان يكون قبرها في المدينة المنورة فإنه لم يثبت انها بعد رجوعها للمدينة خرجت منها وان كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع وكم من أهل البيت أمثالها من جهل محل قبره وتاريخ وفاته خصوصا النساء) (21) 
     وهكذا تبين أنه لا توجد رواية تاريخية واحدة تسند صحة هذا المقام الا ما يتداوله عامة الناس في تلك المنطقة وقولهم لا يحتج به في شيء. فهنا قد تبين بالدليل القاطع أن لا صحة للمقام المزعوم للسيدة زينب في سنجار وأنه مقام وهمي.
   ... وهذا حال معظم الروايات الشيعية في كل طقوسهم التي يريدون فرضها على أرض الواقع مستندها هو ما يتوارثه الناس على ألسنتهم.... وبذلك يتبين بطلان نسبة هذا المرقد الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو الى ابنته زينب الكبرى.
زينب بنت علي بن الحسين: 
     البعض الاخر يقول أن هذا المقام هو لزينب بنت علي بن الحسين رضي الله عنهم.
     وعند تتبعي في مصادر الشيعة التاريخية والانساب التي اهتمت بذكر تفاصيل أولاد ال أبي طالب والتي اطلعت عليها لم أجد من ذكر أن لعلي بن الحسين رضي الله عنهما بنت باسم زينب.. فلم يذكرها المفيد الذي ذكر أربع بنات للسجاد ولا ابن شهر اشوب في المناقب وقد ذكر له بنتاً واحدة، ولم يذكر المجلسي بنتاً لعلي السجاد بهذا الاسم...  ولا غيرهم، بل هناك من ينفي أن له أي بنت أصلا كما ذكر الإربلي في كشف الغمة وكذلك ابن الخشاب في مواليد أهل البيت والمجلسي في بحاره.... ومع ما رأينا من كلام الهروي وابن شداد أنهما لم يأتيا الى ذكر زينب وإنما قالا هو مشهد لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.... من هذا يتبين لنا بطلان نسبة هذا الضريح الى من يسمونها بزينب بنت علي بن الحسين لعدم وجود هذه البنت أصلاً في أولاد علي بن الحسين. وكذلك لا ينسب لعلي رضي الله عنه ولا لزينب بنت علي رضي الله عنه لأنه لا دليل تاريخي على هذا القول. فيتبين لنا أن هذا المرقد أو المقام هو مقام موهوم ليس له صحة كعادة المقامات الكثيرة المنتشرة. 
 وهذا دليل آخر سقط من أدلة من يقولون إن أهل البيت سلكوا هذا الطريق بناء على وجود هذه المراقد والمقامات الموهومة.
ملخص مشاهد العراق 
تكريت والموصل وسنجار
المشاهد والقبور المزعومة في الطريق السلطاني 
1. مشاهد تكريت: يزعمون أن فيها مشهداً وقبراً لعلي رضي الله عنه وقد أثبتنا كذب ذلك 
2. مشاهد الموصل: بينا كذب مشهد (رأس الحسين) النقطة كون الركب الحسيني لم يمر أصلاً من هذا الطريق وكذلك كذب وجود الطرح المزعوم باسم المحسن بن الحسين وكذب مشهد كف علي كونه لم يمر بالموصل أصلا، وبينا بطلان مشهد عبد الرحمن بن علي بن الحسين ومشهد عمر بن الحسين وبينا تزوير حاكم الموصل بدر الدين لؤلؤ لكثير من مشاهد وقبور الموصل وتغيير أسماءها 
3. مشاهد سنجار: بينا كذب المشهد المنسوب لعلي رضي الله عنه والمشهد المنسوب للسيدة زينب الكبرى كون زينب الكبرى دفنت بالمدينة المنورة أو الشام أو مصر كما يذكرون ولم تأت الى سنجار مطلقاً، وبينا كذب شخصية زينب بن علي بن الحسين وبالتالي كذب مرقدها الموجود في سنجار
وبذلك انتهينا من النصف الأول للطريق السلطاني المزعوم وأثبتنا كذب هذه المقامات وأثبتنا أن الركب لم يمر بهذا الطريق مطلقا.
مشاهد نصيبين: (تركيا) 
     وهي مدينة في "تركيا اليوم"، في محافظة ماردين على نهرٍ صغيرٍ بين نهرَي دجلة والفرات، يفصلُها عن مدينة "القامشلي" السوريّة خطّ الحدود، وفيها ثلاثة مشاهد:
مشهد النقطة: 
     يقول شيخهم عبّاس القمّي: (وأمّا السانحة التي وقعت بنصيبين: ففي الكامل للبهائي ما حاصله: أنّهم لما وصلوا إلى نصيبين، أمر منصور بن الياس بتزيين البلدة، فزيّنوها بأكثر من ألف مرآة، فأراد الملعون الذي كان معه رأس الحسين عليه‌ السلام أن يدخل البلد فلم يُطعه فرَسه! فبدّله بفرَس آخر فلم يُطعه! وهكذا فإذا بالرأس الشريف قد سقط إلى الأرض، فأخذه إبراهيم الموصلي (22)
     فتأمّل فيه، فوجده رأس الحسين عليه‌ السلام، فلامهم ووبّخهم فقتله أهل الشام، ثمّ جعلوا الرأس في خارج البلد ولم يُدخلوه به.) (23)
     لاحظوا سخافة هذه القصة وبيان بطلانها وكيف يضحكون على السذج بهذه الخرافات ويشحنون بها العقول طائفيا.
     وذكر الهروي في الإشارات (بها مشهد على بن أبى طالب رضى الله عنه، وبها كف على بن أبى طالب رضى الله عنه في مسجد باب الروم، وبها مسجد زين العابدين رضى الله عنه، وبها مشهد الرأس في سوق النشابين يقال: أن رأس الحسين رضى الله عنه علق به لما عبروا بالسبي إلى الشام، وبها مشهد النقطة يقال: إنه من دم الرأس هناك، والله أعلم) (24) (25) هكذا يذكره الهروي بكلمة (يقال) هذا يعني أن الهروي لا يعرف عنه شيئاً تاريخياً الا ما وجده من المشهد.
     وكل هذه المقامات عند البحث الدقيق سنكتشف حالها كحال من سبق ذكرها لا أصل لها وأن قافلة الركب لم تمر من هذا الطريق أصلا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1- ابن شهر اشوب. مناقب ال ابي طالب ج3 ص259  
2- التستري/ رسالة في تواريخ النبي والال ص83
3- ابن شهر آشوب. المناقب ص309
4- ابن طاووس. اللهوف ص83
5- أبو مخنف الأزدي. مقتل الحسين ص215
6- الطبسي، وقائع الطريق: 5/86 نفس المهموم: 427.
7- تهديد قيس الخزعلي لأهالي الموصل https://www.youtube.com/watch?v=zLYS7Gccq1E
8- كتاب ترجمة الأولياء في الموصل الحدباء ص8-9  
9- نفس المصدر 
10- نفس المصدر ص11-12
11- نفس المصدر ص14
12- نفس المصدر ص20
13-  الهروي في الإشارات ص60
14-  ابن شداد/ الاعلاق الخطيرة ج3 ص155
15- مرقد السيدة زينب الكبرى في مصر دراسة وتمحيص للآراء التاريخية المختلفة/ أصغر قائدان / أستاذ مساعد في كلية الالهيات بجامعة طهران
16- حسن الشميساني/ سنجار من الفتح الإسلامي الى الفتح العثماني ص333 
17- حسن الشميساني/ سنجار من الفتح الإسلامي الى الفتح العثماني ص335-336
18- حسن الصفار/ المرأة العظيمة قراءة في حياة السيِّدة زينب بنت علي عليهما السلام ص241
19-  نفس المصدر ص249 
20- حسن الصفار/ المرأة العظيمة قراءة في حياة السيِّدة زينب بنت علي عليهما السلام ص251
21- أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين – ج7- ص140
22- قال صاحب الركب الحسيني: لم نعثر على ترجمة لهذا الرجل القتيل المذكور في هذا الخبر
23- مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة ج5 ص200
24- الهروي/ الإشارات ص60 
25- مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة ج5 ص200
 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.