أكد الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، أن إيران منذ احتلالها دولة الأحواز العربية عام 1925، استخدمت جميع الأدوات الممكنة للتنكيل والتفريس بالشعب العربي الأحوازي، من أجل تركيعه والتخلي عن هويته العربية الإسلامية.
وقال «الكعبي» في حواره مع «شؤون إيرانية»، أن الشعب الأحوازي يقدم التضحيات من أجل وطنه، وكل المواثيق والقوانين الدولية تدعم حق المحتل في التحرر، وناقش أيضًا تطور انتفاضة الأحواز وامتدادها في أرجاء إيران..
إيران منذ احتلالها دولة الأحواز العربية عام 1925، استخدمت جميع الأدوات الممكنة للتنكيل والتفريس بالشعب العربي الأحوازي، من أجل تركيعه والتخلي عن هويته العربية الإسلامية، وانصهاره في المجتمع الفارسي، ولكن الشعب العربي الأحوازي رفض رفضًا باتًا سياسة التفريس التي مورست ضده وقاومها ويقاوم مشروعات ومخططات التفريس منذ أكثر من 9 عقود.
التفريس جاء مع هدف محاولات تهجير الشعب العربي الأحوازي إلى العمق الفارسي، أوالهجرة خارج الأحواز، واستقدام الفرس وتوطينهم في الأحواز المحتلة عبر سياسية التجويع والتعطيش والإهمال ونشر المخدرات والإدمان والفقر بين أبناء الشعب العربي الأحوازي، حتى يكتمل مخطط التفريس للأحواز العربية، ولكن الشعب الأحوازي قاوم مخططات طهران، وأفشل جميع المخططات الفارسية للتغيير الديموغرافي في الأحواز، والانتفاضات الشعبية في الأحواز تؤكد على يقظة الشعب العربي الأحوازي في مواجهة المخططات وأن الهوية العربية للأحواز قائمة وستبقى رغم أنف المخططات الفارسية بمختلف ألوانها الملكية أو الدينية أو غيرها.
لا نتوقع امتداد شرارة انتفاضة الشعب العربي الأحوازي، إلى داخل المدن الفارسية، لأن الفرس بمعارضيه ومواليه بنظامهم الحاكم أو معارضيه كـ"مجاهدي خلق"، أو حتى على مستوى الشعب الفارسي المواطنين العاديين أو السياسيين أو المثقفين، يدرك ويعرف تمامًا الممارسات والمخططات التي مورست ضد الشعب العربي الأحوازي منذ 1925. فهي ليست سياسة نظام حاكم بل هي سياسة فارسية على جميع المستويات منذ الشاه ووالد الشاه ومن بعده نظام الخميني، وستظل سياسة التفريس واستهداف الأحواز مهما اختلف لون الحاكم في طهران، ملكي أو جمهوري أو ديني أو أي كان الحاكم، فالأحواز ملف استراتيجي بعيد المدى لدى حكام طهران، للحفاظ على ما يسمونه (الأمن القومي الإيراني) وهو أمر لا خلاف عليه بين المعارضة والنخبة الحاكمة والمثقفين، وبقائها يشكل أهمية استراتيجية لأن الأحواز بثرواته وخيراته تشكل أهمية استراتيجية واقتصادية وعسكرية وسياسة في مشروع الإمبراطورية الفارسية في المنطقة.
وخير دليل على ذلك إذا راجعنا ما تتناوله الصحف الفارسية في طهران، لا تتناول انتفاضة الشعب العربي الأحوازي، بل هناك اتهامات بأن هناك أيادي خارجية تستهدف إيران في الأحواز، سمتهم "المرتزقة" يتحركوا ضد أجهزة الأمن، وهي أجهزة القمع التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإرهابية.
ولذلك لن تمتد هذه الانتفاضة إلى المدن الفارسية، ولكنها ستمتد إلى مناطق الشعوب الغير فارسية المحتلة في كردستان وأذربيجان وبلوشستان، ونحن في تنسيق كامل مع قيادات هذه القوميات في كردستان وآذربيجان وبلوشستان، من أجل تحرك الشارع في هذه المناطق من أجل تخفيف الضغط على الذي تمارسه القوات القمعية التابعة للاحتلال الفارسي على الشعب العربي الأحوازي، والهدف الثاني هو توسيع رقعة الانتفاضة والثورة ضد الاحتلال في جغرافية ما تسمى إيران.
نرى تصريحات المدعو حشمت الله طبرزدي، هو ليس حبًا ولا تعاطفًا مع انتفاضة الشعب الأحوازي ولا في أي مكان آخر، وهو جزء لا يتجزأ من المنظومة الحاكمة والنخبة الفارسية الحاقدة للعرب والإسلام على حد سواء، بل جزء من تصفية الحسابات والصراع داخل منظومة الحكم داخل طهران، سواء على مستوى النخبة الحاكمة أو على مستوى المعارضة الفارسية للنظام، وبالتالي ليس حبًا في القضية الأحوازية، بل تهدف إلى ضرب خصومه في الحكم والمعارضة.
لدينا الكثير لم ينشر مما يتعلق بحملات الاعتقالات وشهداء الانتفاضة والتنكيل بعوائل ثوار الشعب العربي الأحوازي، ولكن نحن في صدد جمع كل الوثائق والمعلومات وسوف نكشف عن الإجرام والانتهاكات التي طالت الشعب العربي الأحوازي، المنتفضين من أجل حقوقهم، وثرواتهم ووطنهم وسياسة التجويع التي تمارس عليه من قبل الاحتلال.
وللأسف الإعلام العربي لم يقم بتغطية إعلامية لانتفاضة الشعب العربي الأحوازي، واذكر بالاسم "قناة الجزيرة"، والتي إذا سقطت دجاجة في نهر من أنهار فنزويلا يسلطون الضوء على كل الأسباب التي أدت لسقوط الدجاجة في النهر، فبدلًا من أن تسلط "الجزيرة" وأخواتها على انتفاضة الشعب العربي الأحوازي، وجدنا للأسف زيارة أمير قطر إلى طهران، وهذا شئ محزن جدًا، في ظل انتفاضة الشعب العربي الأحوازي ضد الاحتلال يقوم أميرًا عربيًا بزيارة دعم للنظام الفارسي.
الانتفاضات التي شهدتها الأحواز منذ 1925، هي انتفاضات مستمرة للدفاع عن الهوية العربية الإسلامية للأحواز، وهنا نتكلم عن دولة الأحواز العربية المحتلة، وبالتالي إرادة الشعب وإعادة سيادته وحكمه على أرضه، فالاحتلال الإيراني لدولة الأحواز العربية، مثبت وفق أنه اختراق للقانون الدولي وأرضًا عربية مغتصبة وهذا أمر لا نقاش عليه.
لكن الانتفاضات التي شهدتها الأحواز في السنوات الأخيرة، تهدف للتصدي لسياسة التفريس، والتجويع والتعطيش، انتفاضة من أجل الدفاع عن النفس والبقاء، فالاحتلال يمارس العديد من المؤامرات والمخططات ضد الشعب الأحوازي، والذي خرج في انتفاضات واحدة تلو الأخرى للدفاع عن حقه في المياه والأنهار والنفط والغذاء، في ظل ممارسات التجويع والتعطيش وقطع المياه عن الزراعة والمواشي، من قبل الاحتلال الفارسي، وهو ما يعتبر ممارسة القتل البطيء والإبادة الجماعية للشعب العربي الأحوازي الأعزل.
الانتفاضات لديها أسبابها الآنية، ولكن هذه الأسباب الآنية، لا تنفصل عن هدف الشعب الأحوازي، بإنهاء الاحتلال واستعادة حريته وكرامته ودولته السليبة.
حراك الشعب العربي الأحوازي قائم على حق، والاحتلال قائم على باطل، ولن يضيع حق وراءه مطالب، والشعب الأحوازي يقدم التضحيات من أبنائه من أجل وطنه، وكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية تدعم حق الشعب العربي المحتل في التحرر من الاحتلال واستعادة دولته، واليوم ما نشاهده من تصاعد معدلات الانتفاضات داخل الأحواز، وفشل جميع مخططات التفريس والتهجير للشعب الأحوازي، يؤكد على قوة الشعب العربي الأحوازي في مواجهة كل التحديات فالحرية غالية والشعب العربي الأحوازي يقدر ثمن هذه الحرية، فليل الاحتلال حالك وفجر حرية الأحواز اقترب.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية