عرض 10 آلاف عملية لوحدات المقاومة

- 24 أغسطس 2023 - 191 قراءة

خامنئي زعم أن النظام في طريقه لتصحيح أوضاعه الاقتصادية للإيحاء بأن ما حدث "انتفاضة جوعى"

 

المقاومة تنبع من عمق إرادة الشعب الايراني وتصميمه وإصراره على مواجهة النظام حتى إسقاطه

 

 

فضخت انتفاضة 16 سبتمبر/أيلول 2022 نظام الملالي شر فضيحة، وأثبتت للعالم کله أن کل ما أشاعه هذا النظام عن "الأوضاع المستقرة" في داخل إيران، وعن مقبوليته لدى الشعب الايراني، إنما هو محض کذب وهراء يدعو للسخرية والاستهزاء.

بعد توالي الآثار والتداعيات بالغة السلبية لهذه الانتفاضة عليه من مختلف النواحي، سعى هذا النظام من أجل الإيحاء بأنه خرج منها وهو واقف على قدميه، ويمسك زمام الأمور بقوة، خصوصًا أنه کان يعلم جيدًا بأن ترك الأمور على عواهنها، وعدم التحرك للعمل من أجل مواجهتها والتصدي لها، يعني أن ينتظر النظام جرف تيار الغضب الشعبي له.

الطرق والأساليب التي قام النظام باستخدامها، والعمل عليها من أجل الإيحاء بقوته وثباته، وأنه قد قهر الانتفاضة وقام بحسم الأمور لصالحه، اعتمدت على أسلوبين مهمين لابد من الإشارة إليهما، الأسلوب الأول يتكون من جانبين؛ الجانب الأول: ممارسة النظام للكذب والخداع وقلب الحقائق وتزييفها في کل طروحاته وتفسيراته وإستخلاصاته للأوضاع في إيران بعد إنتفاضة سبتمبر/أيلول.

الثاني: أن هذا النظام قد إستند مرة أخرى وبصورة غير مسبوقة على جدار سياسة "الاسترضاء" الغربية، ولاسيما من حيث تهافته المثير للتقزز على الدول الغربية، وسعيه من أجل إکتساب المزيد من الدعم والمساندة في سبيل الوقوف بقوة وثبات ضد ما قد نجم عن الانتفاضة، وکذلك التحوط مما تخبئه الأحداث والتطورات القادمة، خصوصًا وإن النظام يعلم بأن الشعب الرافض له في حالة ووضع يمكن تسميته بـ "استراحة محارب".

ليست "انتفاضة جوعى"

أما الأسلوب الثاني، فقد اعتمد أيضًا على رکيزتين؛ الرکيزة الأولى: زعم خامنئي بأن النظام في طريقه لتصحيح أوضاعه الاقتصادية ورفع مستوى الإنتاج، ملمحًا الى أن الأوضاع المعيشية ستتحسن، وذلك للإيحاء للعالم بأن الانتفاضة هي "انتفاضة جوعى" ولاعلاقة لها بأمور سياسية.

الرکيزة الثانية: إتباع سياسة جديدة تجاه بلدان المنطقة من أجل إلتقاط أنفاسه في تدخلاته ببلدان المنطقة، والتي أنهكته من جهة، ولكي يخترق جدار الرفض الإقليمي له، ويستفيد من التعاون الاقتصادي مع بلدان المنطقة لتحسين أوضاعه المتردية.

لكن السؤال الذي لابد من طرحه هو: ماهو السر في إيلاء النظام هذه الأهمية الاستثانئة لإنتفاضة سبتمبر/أيلول 2022، دون غيرها؟ بطبيعة الحال هناك سببان حيويان لابد من الإشارة إليهما وهما:

ـ إنتفاضة 16 سبتمبر/أيلول 2022، إتسمت بالطابع التنظيمي وهو واحد من أهم أسباب استمرارها، على الرغم من کل الاساليب القمعية المستخدمة.

الثاني، وهو محور هذه المقالة: دور وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، من حيث العمل على تسخين الانتفاضة، وتوفير أسباب إستمرارها وديمومتها.

وبقدر ما شعر النظام الايراني بالقلق والخوف من الطابع التنظيمي لإنتفاضة سبتمبر، فإن خوفه الأکبر کان من الدور والتأثير غير المسبوق الذي لعبته وحدات المقاومة على أکثر من صعيد، وبأكثر من اتجاه.

والحقيقة، أن النظام إصطدم بحقيقة مرة جدًا بالنسبة له، وهي إن هذه الوحدات قد إستفادت من تجارب مواجهة النظام في انتفاضتي 28 ديسمبر/كانون الأول 2017، و15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وإضافة لطرقها وأساليبها الجديدة التي أربکت النظام، فإنها إتسعت تنظيميا لتشمل سائر أرجاء إيران.

إن إقبال الشاب الايراني للعمل والنضال في مواجهة النظام من خلال هذه الوحدات، هو أکثر ما أثار خوف النظام ولاسيما إن عمل هذه الوحدات ذکرته بدور شبكات مجاهدي خلق في مواجهة النظام الملكي وإنهاکه، ولاسيما وأن هذا الدور کان متزامنا مع الرفض الشعبي الکبير ضد النظام، وإن التاريخ کما نرى يعيد نفسه، ولاسيما وإن کل من النظامين الملكي والديني هما نظامان دکتاتوريان قمعيان معاديان للشعب، مع ملاحظة مهمة يجب أخذها في الاعتبار، هي إن وحدات المقاومة إستخدمت أساليب وأنماط جديدة في مواجهة النظام الحالي.

في تجمع "إيران الحرة"؛ لفت نظر المشارکين فيه عرض 10 آلاف عملية لوحدات المقاومة في سائر أرجاء إيران، مع ملاحظة إنه کان هناك ثمة ترکيز على العاصمة طهران، وهو يدل على الحضور النوعي لهذه الوحدات، ومن إنها تجسد حقيقة إن هناك قوة سياسية ذات جذور شعبية من الصعب بل وحتى المستحيل للنظام أن يتمكن من القضاء عليها، فهي تنبع من عمق إرادة الشعب الايراني وتصميمه وإصراره على مواجهة هذا النظام حتى إسقاطه.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.