كيف تمارس إيران «إرهاب الدولة»؟

- 28 إبريل 2023 - 468 قراءة

إيران تمثل تهديدًا إرهابيًا حقيقيًا لدول المنطقة.. إما مباشرة أو من خلال «وكلائها الإقليميين»

 

طهران تمارس «الإرهاب الداخلي» الموجه ضد الإيرانيين أنفسهم خلال قمع الاحتجاجات الشعبية

 

الخارجية الأمريكية: إيران واصلت توفير «الدعم الفتاك» للجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط

 

 

منذ وصول الملالي بزعامة موسوي الخميني إلى السلطة عام 1979، وخلال العقود الأربعة الماضية، تعددت الوقائع التي تؤكد تبني طهران لسياسة "إرهاب الدولة" على نطاق واسع، لتنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة، ولو على حساب دماء الأبرياء.

ويؤكد المراقبون، أنه في "الحالة الإيرانية"، يبدو جليًا أن رعاية الإرهاب بالنسبة لدولة ما، لا يمكن أن يكون منفصلًا عن مسار وسياسات الدولة ذاتها في ممارسة الإرهاب بصورة رسمية، سواء بتجنيد الخلايا الإرهابية كما حدث في دول عربية مثل البحرين والكويت، أو بتنفيذ عمليات تصفية جسدية للمعارضين الإيرانيين في الخارج، وصولًا إلى "الإرهاب الداخلي" الموجه ضد الإيرانيين أنفسهم بدفع القوة العسكرية وأجهزة الاستخبارية مرارًا ضد التحركات الشعبية.

وتستند سياسة رعاية إيران للإرهاب، إلى علاقات طهران مع الجماعات التي تمارس الإرهاب حول العالم، ومن بينها عشرات التنظيمات المسلحة المنتشرة في المشرق العربي، إضافة إلى شمال أفريقيا وبعض الدول الإسلامية، وتضم القائمة، إضافة «الحشد الشعبي» و«عصائب أهل الحق» العراقيين، و«ميليشيا الحوثي» اليمنية، ولواء «زينبيون» الباكستاني، ولواء «فاطميون» الأفغاني.

وتتصل النقطة الثانية في رعاية إيران للإرهاب، بالمساعدات التي تقدمها طهران للجماعات الإرهابية، وهي مساعدات متعددة التخصصات، حيث تشمل مساعدات مالية، وتسليحية وتدريبية، إضافة إلى تزويدها بالمعلومات والخبرات العسكرية والأمنية، وغير ذلك من أوجه المساعدة اللوجستية والتقنية.

"الراعي الرئيسي" للإرهاب

يشير السفير ناثان سيلز، منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن إيران تُعد "الراعي الرئيسي" للإرهاب في العالم، وهذه نقطة النهاية. وقد اتسمت بهذا التمييز المريب لسنوات عديدة، ولم تُظهر أي مؤشرات على التخلي عن هذا اللقب.

وعلى عكس ذلك، وفق السفير، ينفق النظام في طهران حوالي مليار دولار سنويًا فقط لدعم الإرهاب. وهو يفعل ذلك رغم الاضطرابات الاقتصادية المستمرة التي تُفقر الكثير من الإيرانيين.

وهناك وقائع عديدة، تم خلالها ضبط عملاء إيرانيين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية حول العالم، ففي عام 2013، أُلقي القبض على ثلاثة عملاء إيرانيين في نيجيريا بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد مواقع سياحية ومنظمات أمريكية وإسرائيلية. وفي العام الذي سبق، اعتُقل عميلين من «فيلق القدس» في كينيا بتهمة التخطيط لهجمات ضد مصالح غربية، ووجد بحوزتهما حوالي 33 رطلًا من المتفجرات.

وفي عام 2018، اعتُقِل عميل إيراني بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال في الدنمارك. وتعاونت السلطات الألمانية والبلجيكية والفرنسية معًا، لإحباط مخطط إرهابي كان يهدف لتفجير مسيرة سياسية قرب باريس. وألقت السلطات القبض على عدد من العملاء الإيرانيين، من بينهم جاسوس كان يعمل تحت غطاء دبلوماسي في النمسا.

وجاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في جميع أنحاء العالم، أن «إيران لا تزال دولة راعية للإرهاب، وزاد النشاط الإرهابي المرتبط بها في عام 2011» وأيضًا «استمرت إيران بتوفير الموارد المالية والمادية والدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية والمسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى».

وذكر التقرير، أن إيران واصلت توفير "الدعم الفتاك"، بما في ذلك تقديم الأسلحة والتدريب والتمويل والتوجيه، إلى الجماعات العراقية الشيعية المتشددة التي تستهدف القوات الأمريكية والعراقية، فضلًا عن المدنيين» على الرغم من إيران قد تعهدت بدعم الاستقرار في العراق، وأن قوات "فيلق القدس" وفرت التدريب لحركة "طالبان" في أفغانستان، على «تكتيكات الوحدات الصغيرة، والأسلحة الصغيرة والمتفجرات، وعلى أسلحة النيران الغير المباشرة، مثل مدافع الهاون والمدفعية والصواريخ".

علاوة على ذلك، ذكر التقرير أن إيران ساعدت دول أخرى، حيث قدمت الأسلحة والتدريب لنظام بشار الأسد في سوريا، والتي أطلقت حملة قمع وحشية على الثوار السوريين، وكذلك ساعدت في إعادة تسليح "حزب الله" اللبناني.

وأشار التقرير كذلك، إلى أن إيران غير مستعدة لتقديم كبار أعضاء تنظيم "القاعدة" المقيمين فيها إلى العدالة، ورفضت أيضًا تحديد أو حتى الإعلان العلني عن أسمائهم، فضلًا عن ذلك، سمحت إيران لأعضاء تنظيم "القاعدة" بتشغيل وتيسير خط أنابيب عبر الأراضي الإيرانية، مما مكن التنظيم من الحصول على الأموال، والانتقال الميسر للعمال والمشغلين من وإلى جنوب آسيا وأماكن أخرى حول العالم.

وفي عام 2106، وجهّت دولة عربية رسالة إلى الأمم المتحدة، اتهمت فيها إيران بأنها "دولة ترعى الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط بأكمله"، وأنها "مستمرة منذ توقيع الاتفاق النووي، في نشر العدوان في المنطقة وفي دعم الجماعات الإرهابية".

الرسالة التي وقعها سفراء الأمم المتحدة في كل من البحرين، مصر، الأردن، الكويت، المغرب، عمان، قطر، السعودية، السودان، الإمارات، واليمن، دقت ناقوس الخطر، محذرة من "مساعي إيران من خلال شخصيات سياسية ودينية وإرهابية، لتصدير ثورتها إلى دول أخرى".

أذرع طهران الإرهابية

تؤكد كل الأدلة الدامغة التي تم التوصل إليها خلال الأعوام الماضية، وبشهادة الدول الغربية وأجهزتها الأمنية، وكذلك بشهادة الأمم المتحدة، أن إيران ترعى الإرهاب، هذا عدا عما تفعله في المنطقة من العراق إلى سوريا، ومن اليمن إلى لبنان. وما تفعله من "إرهاب دولة" بحق الشعوب الإيرانية نفسها.

ويقول الكاتب طارق الحميد: "الحقيقة أن ما يفعله نظام الملالي بإيران والمنطقة، والمسرح الدولي، وبقيادة المرشد الإيراني، ومن خلال أذرع طهران الإرهابية، لم يفعله نظام صدام حسين، أو أي نظام يمكن تذكره بالعصر الحديث، ورغم ذلك لا تحركات دولية جادة تجاه النظام الإيراني".

ويضيف الحميد: "لم نر حتى تغطية إعلامية ترتقي لحجم الجرائم الإيرانية، خصوصًا من قبل بعض الإعلام الأمريكي، الذي لا يمكن وصفه إلا بالمنافق. ولذا فإن استمرار جرائم النظام الإيراني سببه تساهل المجتمع الدولي مع نظام الملالي. وهذا أمر معيب، ومريب".

من جانبه، يقول الكاتب خالد بن حمد المالك، إن إيران تمثل تهديدًا لدول المنطقة، برًا وبحرًا وجوًا، إما مباشرة، أو من خلال وكلائها الإقليميين، ومنهم "الحوثيين" في اليمن، و"حزب الله" في لبنان، و"الحشد الشعبي" وغيره في العراق، وما زالت دول العالم تتعامل معها بسياسة مرنة تعتمد على إرضائها بتقديم الإغراءات التي لا تجد أي قبول من القيادة الإيرانية، بل إنها تشجعها على توسيع عدوانها، وتنويع أساليبها الإرهابية، دون أن تفكر بأي عقوبة، بل إن هناك من يقف إلى جانبها من الدول نكاية في دول الغرب، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية.

ويؤكد المراقبون، أن إيران "دولة مارقة"، ومن يقول غير هذا فهو يتعامى عن الحقيقة، ومن يعتقد أن هناك فرصة لإقناع النظام الإيراني لتكون طهران جزءًا من العالم السلمي المتحضر، فهو واهم، فمنذ مجيء موسوي الخميني إلى سدة الحكم، حتى هذه اللحظة، فإن السياسة الإيرانية التوسعية لم تتغير، ولن تتغير في المدى المنظور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1- الإرهاب إيراني، موقع الشرق الأوسط، 19 فبراير/شباط 2023.

2- أهداف طهران الدولية: تقييم رعاية إيران للإرهاب، موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

3- وجها إيران: دعم الإرهاب وإرهاب الدولة، موقع الشرق الأوسط، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

4- الإرهاب الإيراني من البر إلى البحر، موقع الجزيرة السعودية، 6 أغسطس/آب 2021.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.