كيف جعلت إيران «الاتفاق النووي» حبرًا على ورق؟

- 8 ديسمبر 2021 - 321 قراءة

• دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: قادة إيران يزرعون "الفوضى والموت والدمار"

• طهران أكدت أنها لم تعد مُلزمة بقيود "الاتفاق" التي تشمل مستوى تخصيب اليورانيوم وأعداد أجهزة الطرد المركزي

• إيران قامت عام 2018 ببناء مصنع جديد لإنتاج أجزاء الدوران اللازمة لتشغيل 60 وحدة طرد مركزي يومياً

• العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2018.. وشملت مختلف قطاعات الاقتصاد

• خامنئي: إيران غير مستعدة للحوار مع الأمريكيين إلا إذا عادت الولايات المتحدة إلى الامتثال لـ "الاتفاق النووي"

• الرئيس الإيراني السابق "روحاني" هدد أن بلاده ستنتج أجهزة طرد مركزي متطورة إذا واصلت أمريكا "الضغط على طهران"

• "روحاني" أكد أن البرنامج النووي لبلاده سوف يكون "بلا حدود" عند الإعلان المرحلة الثالثة للانسحاب من الاتفاق النووي

• مجلس الأمن يؤكد ضرورة وقف أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في المنطقة بما في ذلك دعم الجماعات الإرهابية

 

دأب النظام الإيراني على إعلان التزامه التام بـ "الاتفاق النووي" الموقّع مع الولايات المتحدة والقوى الكبرى عام 2015، والذي جاء بعد مفاوضات طويلة استمرت قرابة 10 سنوات، إلى أن توصلت القوى الدولية وإيران إلى الاتفاق الذي أُطلق عليه "خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA".

ورغم هذا الإعلان الإيراني، إلا أن طهران قامت بأنشطة علنية وسرية من شأنها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، للوصول إلى النسبة اللازمة لصناعة القنبلة النووية، في انتهاك صريح للالتزامات المقررة بموجب هذا الاتفاق، الذي جعلته إيران حبراً على ورق.

وبعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل رسمي في 8 مايو/ آيار 2018، بدأت إيران في انتهاك بنود الاتفاق النووي الذي وقعت عليه مع 5 دول أخرى بجانب الولايات المتحدة (مجموعة P5+1). وبالرغم من أن الخمسة دول الأخرى الموقعة على الاتفاق أكدت تمسكها به، إلا أن إيران استمرت بالتصعيد، وأكدت أنها لم تعد ملزمة بأي قيد من القيود العملياتية التي تشمل مستوى تخصيب اليورانيوم ونسبة التخصيب وحجم المواد المخصبة وأعداد أجهزة الطرد المركزي والأبحاث والتنمية.

انسحاب ترامب جاء بسبب سعي النظام الإيراني "للموت والدمار" على حد وصفه، وجاءت هذه الخطوة بهدف تحييد "التأثير المزعزع للاستقرار" للحكومة الإيرانية، ولا سيما نشاطات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، ومن جانبها اتخذت إيران خطوات سريعة إثر انسحاب الولايات المتحدة، رغماً عن محاولات التهدئة التي سعت إليها الأطراف الأخرى.

تفاصيل ما حدث منذ انسحاب ترامب، من الاتفاق النووي:

• 21 مايو/آيار 2018: عرض وزير الخارجية الأمريكية السابق مايك بومبيو، استراتيجية بلاده الجديدة للتعامل مع إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، شملت وعوداً وتهديدات تنص على ممارسة ضغوط اقتصادية غير مسبوقة على النظام الإيراني، والعمل مع الحلفاء لردع العدوان الإيراني، كما أكد بومبيو، أن بلاده مستعدة لإبرام صفقة جديدة، إذا حققت إيران 12 شرطاً ذكرهم، بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم والامتناع عن إطلاق الصواريخ الباليستية وتطوير الأنظمة الخاصة بصناعات الأسلحة النووية، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل دائم وفي أي وقت بزيارة وتفتيش جميع المواقع في جميع أنحاء إيران، وفي المقابل ستكون الولايات المتحدة على استعداد لإيقاف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، فضلاً عن إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية والتجارية بشكل كامل.

• 6 يونيو/ حزيران 2018: افتتحت إيران منشأة جديدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، وقال سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن قرار فتح المنشأة هو "خطوة استباقية لسيناريو محتمل" في إشارة منه إلى إلغاء العمل بالاتفاق النووي بشكل تام، كما أكد أن إيران لن تقوم بأي نشاط يتعارض مع الاتفاق في هذا الوقت. وبالتزامن مع ذلك، اتخذت المفوضية الأوروبية خطوة إضافية لإيقاف تطبيق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، خارج الحدود الإقليمية، بالإضافة إلى جعل إيران مؤهلة للنشاطات الاستثمارية من قبل بنك الاستثمار الأوروبي.

• 18 يوليو/ تموز 2018: أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن إيران قامت ببناء مصنع جديد لإنتاج أجزاء الدوران اللازمة لتشغيل ما يصل إلى 60 وحدة طرد مركزي يومياً، وأكد أن المصنع بحد ذاته لا يمثل انتهاكاً لبنود الاتفاق.

• 7 أغسطس/آب 2018: وجه ترامب تحذيراً قوياً لشركات الولايات المتحدة التجاريين من التعامل مع إيران بعد إعادة فرض العقوبات عليها، وقال إن "كل من يتعامل تجارياً مع إيران لن يتعامل تجارياً مع الولايات المتحدة". وبالتزامن مع تصريحات ترامب، دخلت بعض من العقوبات التي فرضها على إيران قيد التنفيذ بما في ذلك الإجراءات التي تقيد حصول إيران على الدولار الأمريكي وتجارة الذهب والمعادل الثمينة والألمونيوم والفحم وغيره، كما تم إلغاء التراخيص التي تسمح بتصدير بعض المواد الغذائية إلى الولايات المتحدة، والتراخيص التي تسمح لإيران بشراء الطائرات التجارية.

• 16 أغسطس/ آب 2018: أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن بلاده شكلت "فريق عمل حول إيران" بإدارة المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك، في إجراء يهدف إلى فرض "احترام العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد طهران"، وإلى دفع النظام الإيراني إلى "تغيير سلوكه"، كما أكد هوك، من جانبه أن بلاده تهدف إلى "خفض واردات النفط الإيراني لكل بلد إلى الصفر بحلول الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني".

• 25 سبتمبر/ أيلول 2018: تحدث ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلاً إن "قادة إيران يزرعون الفوضى والموت والدمار"، وأكد أن العديد من الدول في الشرق الأوسط أيدت قراره بالانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على إيران، مؤكداً أن العقوبات الإضافية ستستأنف في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني وسيتبعها المزيد، كما وجه طلباً إلى جميع الدول بعزل النظام الإيراني طالما استمر عدوانه.

• 26 سبتمبر/ أيلول 2018: ندد ترامب في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي بسلوك إيران الذي "يزداد عدائية" على حد وصفه، وأكد أن العقوبات ستطبق على شكل كامل وستليها عقوبات أخرى "أكثر شدة من أي وقت مضى للتصدي لمجمل سلوك إيران العدائي".

• 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2018: أمرت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بوقف العقوبات على السلع الإنسانية المفروضة على إيران وعلى الطيران المدني، ومن جانبها نددت الولايات المتحدة بقرار المحكمة واصفة إياها بأنها "مسيسة وغير فعالة" وأعلنت أنها ستراجع كافة الاتفاقية الدولية التي قد تعرضها لقرارات ملزمة من جانب محكمة العدل.

• 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018: دخلت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران حيز التنفيذ، وشملت مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية والصناعية وعلى رأسها قطاع النفط الذي يعتبر مصدر الدخل الأساسي للعملات الصعبة التي تحتاجها إيران.

• 26-27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018: حذر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، من أن صبر طهران "ينفد" بشأن تعهدات التكتل بمواصلة تجارة النفط، رغم العقوبات الأمريكية، وأكد أن بلاده يمكن أن تستأنف تخصيب اليوارنيوم إلى مستوى 20% إذا لم تتحصل على المنفعة الاقتصادية من الاتفاق النووي قائلاً "إذا لم نتمكن من بيع نفطنا أو ننتفع بالمعاملات المالية فلا أعتقد أن الحفاظ على الاتفاق سيفيدنا بذلك".

• 12 ديسمبر/ كانون الأول 2018: عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً لبحث الملف النووي الإيراني بالإضافة لأنشطة إيران في المنطقة، وشدد المشاركون فيه على ضرورة وقف أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، بما في ذلك دعم الجماعات الإرهابية مثل ميليشيا الحوثي في اليمن، كما تواصل الأمم المتحدة جمع المعلومات والتحقيق في زيارة قام بها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، إلى العراق، كما دعا ممثل الاتحاد الأوروبي إيران إلى وقف "كل تجاربها الصاروخية المزعزعة للاستقرار في المنطقة".

2019:

• 29 يناير/ كانون الثاني 2019: أكدت الاستخبارات الأمريكية أن إيران لا تقوم حالياً بأنشطة "رئيسية" لتطوير أسلحة نووية، كما أن استمرارها في الالتزام ببنود الاتفاق النووي أضاف إلى الوقت الذي تحتاجه لتخصيب اليورانيوم بهدف صناعة سلاح نووي من بضعة أشهر إلى سنة.

• 30 يناير/ كانون الثاني 2019: أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو مجدداً التزام إيران بالتزاماتها المتعلقة بالأسلحة النووية بموجب الاتفاق.

• 22 مارس/ آذار 2019: سمت وزارة الخزانة الأمريكية 31 كياناً وفرداً إيرانياً قاموا بالمشاركة فيما سبق في برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، بموجب أمر تنفيذي يستهدف ناشري أسلحة الدمار الشامل.

• 9 أبريل/ نيسان 2019: هدد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني أن بلاده ستقوم بإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة إذا واصلت أمريكا الضغط على طهران مشيراً إلى تصنيف واشنطن فيلق القدس على أنه منظمة إرهابية قائلاً "إن كان هدف الولايات المتحدة من وضع عقوبات ضد إيران هو الحد من القدرات العسكرية الإيرانية، فيجب أن يعلموا أننا توصلنا في العام الحالي إلى صواريخ وأسلحة لا يمكنهم أن يتخيلوها"، ودافع عن الحرس الثوري قائلاً إنه يتصدى دائماً للإرهابيين في الشرق الأوسط من العراق إلى سوريا واصفاً إياه بأنه "حامي الإيرانيين".

• 22 أبريل/ نيسان 2019: أعلن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة لن تصدر أي إعفاءات إضافية للعقوبات على الدول لمواصلة استيراد النفط الإيراني ابتداءً من 2 مايو/ آيار.

• 8 مايو/ آيار 2019: أعلن روحاني أن بلاده ستقلص الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي، قائلاً إن بلاده ستواصل تخصيب مخزون اليوارنيوم في الداخل بدلاً من بيعه إلى الخارج، وهدد أيضاً باستئناف إنتاج يورانيوم عالي التخصيب خلال 60 يوم، كما قال إن بلاده يمكن أن تستأنف بناء مفاعل آراك، إذا لم يتم تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ومن جانبه علق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن إيران "تعمدت الغموض في قرارها مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقرر الإجراء الذي يتعين اتخاذه بمجرد أن يصبح الموقف أكثر وضوحاً"، كما أعلنت واشنطن عن عقوبات جديدة تستهدف صادرات المعادن الصناعية الإيرانية.

• 20 مايو/ آيار 2019: أعلنت إيران أنها ستضاعف تخصيب اليوارنيوم بمقدار أربعة أضعاف في مفاعل ناتانز وأكدت أنها ستتجاوز قريباً حد الـ300 كيلوجرام من اليوارنيوم المخصب إلى 3.67، ووجهت تهديدات إلى الدول الأوروبية الأخرى قائلة " "إذا كانوا يريدون منا الحفاظ على هذا الحد، فسيكون من الأفضل للدول الأوروبية اتخاذ التدابير اللازمة في أقرب وقت ممكن"، في إشارة إلى الإجراءات التي تتخذها واشنطن ضد إيران. كما ندد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إيران وحذره من توجيه أي تهديد لبلاده.

• 11 يونيو/ حزيران 2019: صرح السفير الأمريكي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جاكي ولكون أن إيران تنتهك بشكل واضح الصفقة، مستشهداً بعدد أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6 التي قامت إيران بتركيبها.

• 17 يونيو/ حزيران 2019: أعلنت إيران أنها ستتجاوز حجم المخزون المسموح لها به من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي وهو 300 كيلوجرام خلال عشرة أيام، وقالت وكالة الطاقة النووية الإيرانية إنها ضاعفت بمقدار أربعة أمثال انتاجها من اليورانيوم المخصب، الذي يستخدم في إعداد وقود للمفاعلات النووية وقد يستخدم في صناعة الأسلحة النووية، ولكنها أضافت أنه "ما زال هنالك وقت" أمام الدول الأوروبية لاتخاذ إجراء لحماية إيران من العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها.

• 24 يونيو/ حزيران 2019: أمر ترامب، بفرض عقوبات مالية قاسية جديدة على إيران شملت المرشد الأعلى خامنئي هذه المرة، معتبراً أنه يتحمل المسؤولية الكاملة للنشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

• 30 أغسطس/ آب 2019: أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها أن إيران واصلت تجاوز حدود الاتفاق النووي بشأن مخزون اليورانيوم المخصب بأكثر من 38.8 كيلوجرام من المسموح به، كما واصلت التخصيب إلى مستوى يفوق الحد المتفق إليه بنسبة تصل إلى 4.5%، إلا أنها ما زال تتيح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى جميع المواقع بشكل دائم.

• 3 سبتمبر/ أيلول 2019: فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وكالة الفضاء الإيرانية ومركز ومعهد بحثيين إيرانيين، قائلة إن إيران تستخدمها لتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية.

• 5 سبتمبر/ أيلول 2019: أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن البرنامج النووي لبلاده سوف يكون "بلا حدود" عند الإعلان المرحلة الثالثة للانسحاب من الاتفاق النووي، مؤكداً أن جميع الانشطة ستكون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجاء ذلك بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة على شبكة نفطية إيرانية تابعة لفيلق القدس وحزب الله.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.