للمرة الثانية خلال عام.. تغريدات السفير الروسي لدى طهران تُغضب الإيرانيين

- 13 فبراير 2022 - 267 قراءة

للمرة لثانية خلال أقل من عام، تثير تغريدات السفارة الروسية في طهران سخط الرأي العام الإيراني.

ونشرت السفارة الروسية في طهران، على صفحتها بموقع تويتر، صورة للسفير ليفان جاغاريان، خلال زيارة قام بها لمقبرة الأديب والسفير الروسي الأسبق في طهران، ألكسندر غريبايدوف، الذي قُتل عام 1829 في هجوم لجماعة غاضبة من الإيرانيين على الروس الموجودين في سفارة بلادهم بالعاصمة الإيرانية.

وجاء نشر الصورة بعد شهر فقط من زيارة وُصفت بأنها ناجحة، قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو. وأثار منشور السفارة الروسية في طهران حفيظة الرأي العام الإيراني الذي عدّ الصورة مهينة لبلاده، ووصف سلوك البعثة الدبلوماسية الروسية برش الملح على جراح الإيرانيين.

 

الذاكرة التاريخية

ورغم العلاقات الثنائية الآخذة في التطور منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، فإن الذاكرة التاريخية للرأي العام الإيراني لا تزال تستذكر بألم وحرارة الحروب التي أدت إلى انتزاع أجزاء من أراضيها الشمالية وضمّها إلى الإقليم الروسي بموجب اتفاقيتي غلستان عام 1813 وتركمنجاي عام 1828، فضلا عن تدخل روسيا لإجهاض الثورة الدستورية (1911-1905) واحتلالها الأراضي الإيرانية في الحربين العالميتين.

من ناحيته، استذكر السفير الإيراني الأسبق لدى الأمم المتحدة كوروش أحمدي حادثة قتل السفير الروسي الأسبق في طهران ألكسندر غريبايدوف، وقال إن سلوكه مع الإيرانيين "كان أشبه بتعامل حاكم سفاك دماء مع رعيته".

وعدّ -في تعليق نشره في قناته على تلغرام- قتل السفير الروسي الأسبق في طهران مخالفا للمواثيق الدولية، لكنه نفى أن يكون الدور الذي لعبه غريبايدوف في كتابة اتفاقية تركمنجاي سببا في مقتله.

وقال أحمدي إن "قوات الحرس التي كانت ترافقه في مدينة تبريز (شمال غربي إيران) في طريقه إلى طهران أطلقت النار على الإيرانيين ونهبت ممتلكاتهم، فضلا عن سلوكه المخالف للأعراف الدبلوماسية، لا سيما مع الملك القاجاري فتحعلي شاه".

وأضاف "في يوم مقتل غريبايدوف، كانت قوات حرس السفارة الروسية في طهران أول من فتح النار على المحتجين الإيرانيين، وأدى ذلك إلى مقتل شاب إيراني وجرح مشاعر المحتجين"، مستغربا ما قام به السفير الروسي في طهران من نشر صورته أثناء زيارته مقبرة غريبايدوف وعلى حساب سفارة بلاده في إيران.

وكان الملك القاجاري فتحعلي شاه قد أرسل عقب مقتل غريبايدوف وفدا إيرانيا رفيعا ومعه رسالة اعتذار إلى بلاط القيصر الروسي نيكولاي الأول، وقدم له ألماسة كبيرة يبلغ وزنها 88 قيراطا لدرء الفتنة ومنع نشوب حرب جديدة بين البلدين.

وكانت السفارة الروسية في طهران قد أثارت جدلا في الأوساط الإيرانية في أغسطس/آب الماضي، بعد ما نشرت صورة على حسابها في تويتر للسفير ليفان جاغاريان مع نظيره البريطاني لدى طهران سيمون شيركليف، على سلم مبنى السفارة، يظهر فيها مقعد شاغر يتوسط السفيرين.

 

 

 

وأعادت الصورة إلى الأذهان صورة مشابهة التقطت عام 1943 من القرن الماضي، جمعت الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، والأميركي تيودور روزفلت، والبريطاني ونستون تشرشل، في المكان نفسه وبالترتيب ذاته، بعد الغزو الإنجليزي السوفياتي لإيران قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.