صدر العدد الرابع والعشرون من مجلة «شؤون إيرانية»، عدد شهري يونيو/حزيران، ويوليو/تموز 2023، التي تُعنى «بالوقوف في وجه أطماع ملالي طهران في المنطقة العربية، من أجل قطع الطريق على المشروع الطائفي التوسعي لـ «ذوي العمائم السوداء» في الشرق الأوسط، وهي تصدر عن مركز الخليج للدراسات الإيرانية.

وكانت كلمة العدد بعنوان:

 

سقوط الملالي «مسألة وقت»

 

على الرغم من استمرار نظام الملالي في سدة الحكم خلال أكثر من 44 عامًا، فإن هناك حقائق تاريخية تجعل من سقوط هذا النظام مسألة وقت، فالانقسامات الداخلية العميقة الأخيرة بين أقطاب النظام، والأوضاع الاقتصادية المتردية باستمرار، والمشكلات الاجتماعية الناتجة عن مصادرة الحريات جراء القوانين التي تتحكم بالحريات الشخصية لمعظم فئات الشعب خصوصًا الشباب والنساء، بالإضافة إلى الفساد المستشري في أجهزة السلطة وقمع الشعوب الإيرانية غير الفارسية ومصادرة حقوقها بالكامل، تجعل النظام الإيراني يعوم وسط بحر من المشكلات المستعصية على الحل.

لن يستطيع هذا النظام القمعي أن يجد لنفسه مخرجًا من هذه المشكلات المتفاقمة؛ بل لم يعد مجديًا له أن يعالجها بالوصفات السريعة، كما كان يفعل سابقًا، حيث يحقن البلد بالمهدئات لبعض الوقت دون أن يعالج أساس المشكلة، وذلك بسبب تراكمها يومًا بعد يوم، وبسبب طبيعة النظام الأيديولوجية المجبولة على التآكل عبر الزمن.

إن محصلة نظام ولاية الفقيه خلال أكثر من أربعة عقود حكم فيها البلاد، كانت سيئة للغاية؛ حيث بدأ النظام مسيرته الدموية بالإعدامات وتصفية المعارضين، ومصادرة الحريات العامة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية، وعمد إلى إطالة أمد الحرب مع العراق لثماني سنوات، وممارسة التدخلات السافرة في شؤون دول الجوار بهدف إثارة الفتن، وذلك عبر تصدير الثورة على صعيد السياسة الخارجية.

أما سياسات النظام في قطاع الاقتصاد، فقد أدت إلى التضخم، وارتفاع معدل البطالة، وتدهور سعر العملة الإيرانية بصورة غير مسبوقة. وبالتأكيد هذه المحصلة لن تغيب عن حسابات النخب السياسية والشعوب في إيران، وهذا ما سيدفعها لنبذ أطروحة ولاية الفقيه إلى غير رجعة.

لم يكن نظام "آيات الله" في يوم من الأيام عنصر استقرار في المنطقة، ولا صديقًا للعرب، وإنما كان سببًا رئيسيًا في أغلب ما جرى ويجري في الوطن العربي من فتن طائفية ومذهبية وصراعات دموية، ومن إهدار لثروات الأمة في معركة التحصن من مخاطر التدخل الإيراني في بلاد العرب.

إن الشعب الإيراني الذي انتفض مرارًا على نظام الملالي، لم يطلب أكثر من حقه في أن يخرج من بوتقة الكهنوتية الظلامية، التي مزقت نسيج المجتمع وقمعت المرأة، وأحبطت الشباب ووأدت روح الإبداع، وطمست الحضارة العظيمة لأمة عريقة ولشعوب وقوميات تشكلت منها دولة إيران الحديثة.

وتضمن العدد افتتاحية بعنوان:

 

 المقاومة الإيرانية.. البديل الديمقراطي لنظام الملالي

 

وتضمنت المجلة ملفًا سياسيًا خاصًا بمناسبة انعقاد "مؤتمر إيران حرة 2023" الذي عقد في باريس في الفترة من 30 يونيو/حزيران – 3 يوليو/تموز بعنوان:

 

المقاومة الإيرانية... بديل نظام الملالي

 

وجّه مؤتمر إيران حرة 2023 الذي استمر لمدة أربعة أيام، باجتماعاته ومناقشاته، وتظاهرة باريس التي حضرها عشرات الآلاف من المعارضين الإيرانيين، ضربة قاسية لنظام الملالي، ولسياسة الاسترضاء والمهادنة السائدة في الغرب تجاه هذا النظام القمعي. لقد أظهر المؤتمر، بشكل لا لبس فيه أن المقاومة الإيرانية كبديل للنظام، أصبحت أقوى وأكثر مرونة من أي وقت مضى، في الداخل والخارج معًا.

حضر المؤتمر أكثر من 500 نائب برلماني، ورؤساء دول وحكومات سابقون، ووزراء وعدد من كبار الشخصيات من أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، قدم 3600 برلماني من 61 مجلسًا تشريعيًا في 40 دولة، بما في ذلك غالبية أعضاء 29 مجلسًا وطنيًا، دعمهم لانتفاضة إيران من أجل جمهورية ديمقراطية وخطة السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية للفترة الانتقالية، المكونة من 10 نقاط لإيران حرة.

ووصلت موجة الدعم العالمي للمقاومة الإيرانية وبرنامج السيدة مريم رجوي إلى ذروتها غير مسبوقة، حيث عبرت أكثر من 29 غالبية برلمانية من دول مختلفة في أوروبا وأمريكا والدول العربية عن دعمها لانتفاضة الشعب الإيراني.

ويؤكد المراقبون، أن حجم الحضور في مؤتمر "إيران حرة 2023"، شكّل نوعًا من الثقل الموازي، وإن رمزيًا، للضغوط الغربية على المعارضة الإيرانية في الخارج، إذ أظهر قاعدة دعم برلمانية وسياسية وأهلية عريضة لـ "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الذراع السياسية لمنظمة "مجاهدي خلق"، في أوروبا وكندا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية.

وجاء هذا التجمع الحاشد على خلفية احتجاجات "امرأة حرية حياة" التي أطلقت شرارتها في سبتمبر/أيلول الماضي وفاة الشابة مهسا أميني، بعد اعتقالها على يد "شرطة الأخلاق"، وتحولت إلى انتفاضة عارمة تخللتها مواجهات مع الأمن سقط فيها مئات الشهداء. كما أعقب ضغوطًا على المعارضة في أوروبا تزامنت مع مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، ومؤشرات "مهادنة" أوروبية لطهران، بدءًا من بلجيكا مرورًا بألبانيا، وصولًا إلى فرنسا أخيرًا.

وأكدت السيدة رجوي، خلال المؤتمر، في كلمة نقلتها على الهواء مباشرة للمتظاهرين في باريس، أن "مهادنة نظام الملالي قد تؤدي إلی المزيد من الدماء من جسد شعبنا ومقاومتنا، لكنها من المستحيل أن تنقذ خامنئي من السقوط. نحن نقول سواء بالاتفاق النووي أو بدونه، تكاد تكون شمس الفاشية الدينية تقترب من الغروب، وهي على وشك السقوط والانهيار".

أضافت رجوي: "نحن لم ولا نطلب من حكومات العالم مساعدة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لإسقاط النظام. بل نطلب منهم التوقف عن مساعدة الملالي. ولن نسمح بأي حل وسط بشأن استقلال المقاومة وسيادة إيران على كل ثروات العالم. نحن نرفض التخلي عن معتقداتنا وقيمنا ومعاركنا ومثلنا الأساسية لمتابعة السلطة. لن نتحمل أدنى غبار للاستبداد أو الاستغلال أو النية الاستبدادية، سواء كان ذلك من ديكتاتوريات الشاه أو الملالي. وعلاوة على ذلك، فإننا لا نعتمد على أي قوة أجنبية لتحرير إيران".

وفي مقاعد جمهور المؤتمر، أُعيد إحياء هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، جنبًا إلى جنب مع شعارات إيرانية أخرى، وهو ما ينسجم مع ما أكدته غالبية المتحدثين، بأن التغيير آتٍ، وأن النظام الإيراني في أضعف حالاته حاليًا.

وكان لشعار "لا للملالي ولا للشاه" الذي أطلقه الحاضرون، صدىً قوي في القاعة وعلى المنبر، حيث أكد المشاركون من ضفتي الأطلسي على رفض "بقايا ديكتاتورية الشاه"، و"البدائل الزائفة".

 

الملف الأول:

مؤتمرات «إيران حرة» 2023.. التغيير ممكن

الملف الثاني:

وقائع «مذبحة الإعدامات الجماعية» عام 1988

الملف الثالث:

«المعلومات المضللة» تحكم سياسة الغرب تجاه إيران

الملف الرابع:

مظاهرة حاشدة‌ في باريس من أجل «إيران حرة»

الملف الخامس:

«وحدات المقاومة»... قاطرة التغيير في إيران

الملف السادس:

خطّة مريم رجوي لمستقبل إيران

الملف السابع:

رجوي تلتقي رئيسيّ دولة و4 رؤساء حكومات سابقين

الملف الثامن:

رجوي: شهداء 1988 غرسوا «بذور الانتفاضة» في إيران

الملف التاسع:

هل ينتهي عصر «استرضاء» نظام الملالي؟

الملف العاشر:

إسقاط الملالي «سهم» أطلقه التاريخ

الملف الحادي عشر:

المجلس الوطني للمقاومة.. من أجل إيران حرة

الملف الثاني عشر:

تضامن دولي حاشد مع المقاومة الإيرانية

الملف الثالث عشر:

75  من الفائزين بـ «نوبل» يدعمون برنامج رجوي

الملف الرابع عشر:

كيف أفلت مرتكبو مجزرة 1988 من العقاب؟

الملف الخامس عشر:

20 تجمعًا عالميًا لمساندة الشعب الإيراني

الملف السادس عشر:

حملة دولية لمقاضاة الملالي على مذبحة 1988

الملف السابع عشر:

عرض 10 آلاف عملية لوحدات المقاومة

الملف الثامن عشر:

قادة عالميون يدعمون برنامج رجوي

 

وتضمنت المجلة «بروفايل» عن الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي:

 

 أول امرأة في تاريخ إيران تقود منظمة سياسية

مريم رجوي... رئيسة المقاومة المنتخبة

 

رابط مختصر: https://alkhalej.net/p/11361279
النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.