صدر العدد السادس والثلاثون من مجلة «شؤون إيرانية»، عدد شهر يوليو/تموز 2024، التي تُعنى «بالوقوف في وجه أطماع ملالي طهران في المنطقة العربية، من أجل قطع الطريق على المشروع الطائفي التوسعي لـ «ذوي العمائم السوداء» في الشرق الأوسط، وهي تصدر عن مركز الخليج للدراسات الإيرانية.

وكانت كلمة العدد بعنوان:

 

إيران الحرة قريبًا

 

في العام الماضي، شهدت إيران تغييرات جذرية وتحولات كبيرة أظهرت مرة أخرى أن سقوط نظام ولاية الفقيه ليس إلا مسألة وقت. القمع المستمر والفساد العميق، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يواجهها الشعب الإيراني، زادت من عزلة النظام وعجزه عن إيجاد حلول حقيقية للأزمات المتفاقمة.

رغم هذا الواقع المرير، تقف المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي كحامل شعلة الأمل والتغيير. وعبر برنامجها ذو العشر نقاط، طرحت رؤية واضحة لمستقبل إيران، تضمن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. دعم هذا البرنامج من قبل شخصيات دولية بارزة وشعوب تبحث عن تغيير حقيقي، يعكس أهمية وشرعية هذا المشروع في رسم مستقبل مشرق لإيران.

السيدة رجوي، في خطابها خلال تجمع إيران الحرة 2024، أكدت مرة أخرى على ضرورة الاتحاد العالمي لدعم الشعب الإيراني في نضاله ضد الظلم والاستبداد. وأشارت إلى أن انتفاضات الشعب المستمرة ليست فقط احتجاجات عابرة، بل هي علامات على تحول عميق في المجتمع الإيراني، حيث تزداد الرغبة في التحرر يومًا بعد يوم.

النظام الإيراني الذي بدأ حكمه بالإعدامات والقمع، وصل اليوم إلى مرحلة من التفكك والانهيار الداخلي، حيث لم تعد وعوده الكاذبة قادرة على خداع الشعب. الفساد المستشري والسياسات الاقتصادية الفاشلة التي أدت إلى تدهور العملة وارتفاع معدلات البطالة، جعلت النظام أكثر عزلة من أي وقت مضى. ولكن، في مواجهة هذه التحديات، يظهر الشعب الإيراني عزما لا يلين على النضال من أجل حقوقه.

لا يمكن لأي نظام أن يستمر في حكمه بالقوة والقمع إلى الأبد. التاريخ يعلمنا أن الأنظمة الاستبدادية مهما بلغت قوتها، تسقط أمام إرادة الشعوب. اليوم، يقف النظام الإيراني على حافة هاوية، في حين أن الشعب الإيراني والمقاومة يخطون بثبات نحو النصر.

لقد أثبتت المقاومة الإيرانية عبر السنوات الماضية أنها قوة لا يمكن تجاهلها، وأنها تمتلك رؤية واضحة لإيران المستقبل. الآن، وأكثر من أي وقت مضى، يجب على المجتمع الدولي أن يقف بجانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية.

في الختام، لا يمكننا إلا أن نؤكد أن سقوط النظام الإيراني بات وشيكًا، وأن الشعب الإيراني، بمساعدة المقاومة ودعم المجتمع الدولي، سيحقق النصر الحتمي. إن إيران الحرة والديمقراطية التي حلم بها الأجيال السابقة، باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى، بفضل التضحيات والصمود المستمر للشعب الإيراني والمقاومة الباسلة.

إن نجاح الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية في إسقاط النظام الإيراني وإقامة دولة ديمقراطية في إيران سيحرر شعب إيران والمنطقة بأسرها من هذا الكابوس المستمر منذ 45 عامًا.

وتضمن العدد افتتاحية بعنوان:

 

تجمع من أجل الدیمقراطیة‌ في إیران والسلام في المنطقة

 

بقدر ما هنالك من اختلاف وتنافر وصراع بين الشعب الإيراني وبين نظام الملالي، فإنه وفي مقابل ذلك ولکن على الضد منه، هناك إنسجام وتناغم وترابط الى أبعد حد بين الشعب الإيراني وبين المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعارضة الرئيسية الأکبر والأقوى والجامعة لکل أطياف ومکونات الشعب الإيرانية.

نظام الملالي، ومنذ أن تسلط على رقاب الشعب الإيراني مارس بحقه ظلمًا مفرطًا وارتکب بحقه جرائم وانتهاکات بالغة الفظاعة کانت من أبرزها إيغالًا في القسوة والدموية، مجازر ارتکبت في العقد الثامن من القرن الماضي وفي ذروتها مجزرة عام 1988، بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي. والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تأسس بناءً على اقتراح السيد مسعود رجوي، زعيم منظمة مجاهدي خلق، تمکن خلال فترة وجيزة أن يضم بين صفوفه معظم شرائح وطبقات ومکونات الشعب الإيراني، وکان ولازال  هدفه الأول إسقاط هذا النظام والقضاء على الدکتاتورية بغطائيها الملکي والديني.

هذا المجلس الذي أثبت وبصورة فعلية الحيوية والديناميکية والفعالية النوعية على مسرح الأحداث والتطورات في إيران خلال العقود الأربعة الماضية خصوصًا بعد أن تمکن ومن خلال صراع ضاري ومرير ضد النظام الدکتاتوري القائم، أن يثبت کونه الرقم الأصعب بوجه النظام ومن إنه يعبر عن الشعب قولًا وفعلًا ولذلك تحوّل إلی البديل السياسي القائم للنظام.

المقاومة الإيرانية أثبتت بأنها معارضة وطنية من طراز مميز ولذلك فإنها لفتت أنظار الأوساط والشخصيات السياسية في العالم وأثارت إعجابهم خصوصًا من حيث تجربتها المميزة في عملية الصراع والمواجهة مع النظام الاستبدادي وتمکنها من خلال عقليتها النضالية أن تبدع في خلق وإيجاد أنماط وأساليب غير مسبوقة لمواجهة النظام. ومن هذه الأساليب، قيامها منذ عام 2004، بتنظيم التجمعات السنوية للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الإيرانية. وتمکنت من خلال ذلك حشد تأييد لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية وإسقاط النظام من جانب قوى سياسية وحقوقية وفکرية وثقافية من سائر أنحاء العالم. ووصل في دورته الأخيرة هذه السنة، 2024،  بدعم أكثر من 4000 برلماني من مختلف دول العالم، بما في ذلك 34 أغلبية برلمانية. كما شهد المؤتمر دعمًا وتأييدًا واسعًا من داخل إيران، حيث تم إرسال أكثر من 20 ألف رسالة من وحدات المقاومة داخل البلاد.

الدورة الأخيرة تميزت من بين الدورات الأخرى بکونها قد جاءت لتتناغم وتتطابق مع الغليان الشعبي السائد في داخل إيران ضد النظام، ولاسيما وإن عقد هذه الدورة جاء في ذروة تزايد حرکة الرفض والمواجهة ضد النظام وحالة الانکسار والضعف السائدة بين صفوفه ولاسيما بعد هلاك السفاح إبراهيم رئيسي والصفعة المٶلمة التي تلقاها خامنئي من جراء ذلك إذ فشلت خطته الشيطانية في إحکام قبضة النظام على الأوضاع وجعله يلتقط أنفاسه مجددًا.

ولعل التطور الذي لفت أنظار العالم إليه خلال تجمع هذه السنة، إنه قد تزامن مع مسرحية إنتخابات رئاسة الجمهورية التي حاول خامنئي والنظام من خلالها التغطية على الفاجعة والخسارة الکبيرة لهم بهلاك رئيسي، عندما قام عشرات الآلاف من الإيرانيين الأحرار بتظاهرة ضخمة في العاصمة الألمانية برلين، أعلنوا خلالها عن رفضهم الکامل لهذه الانتخابات ودعوا الشعب الإيراني لمقاطعتها باعتبارها لاتمت لأماني وتطلعات الشعب الإيراني بشئ، وهو الأمر الذي حصل فعلًا إذ لم يشارك في هذه الانتخابات سوى 12%  في الدورة‌ الأولی منها وفي الدورة‌ الثانیة 9٪، مما أثبت دور وتأثير  نشاطات المقاومة التاریخیة على الأوضاع في داخل إيران.

وکان من بين الشخصيات البارزة التي حضرت التجمع الأخير مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي السابق، ومايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، بالإضافة إلى عدد من القادة السابقين.

کما إن هذا التجمع قد شهد أيضًا إعلان 137 من قادة العالم السابقين عن دعمهم لخطة السيدة مريم رجوي المكونة من 10 مواد لمستقبل إيران.

في تجمع إيران الحرة 2024، تم عقد ثلاث جلسات خلال ثلاثة أيام في مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أوفير سور اواز بشمال باريس. وتزامن تجمع هذا العام مع سلسلة أحداث کانت بمثابة إنکسارات وهزائم وفشل للنظام وبالأخص خاصة مضاعفة نشاطات وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق أثناء إنعقاد هذا التجمع، لأنها تدلّ على العلاقة الجدلية القائمة بين الشعب وبين المقاومة الإيرانية.

النظام الاستبدادي القائم في طهران، وبفضل الدور والتأثير الکبير للقيادة الحکيمة للسيدة مريم رجوي وإدارتها المحنکة لعملية الصراع والمواجهة ضد النظام، في داخل إيران من خلال وحدات المقاومة الباسلة وعلى الصعيد الدولي من خلال نشاطات المقاومة الإيرانية وبشکل خاص التجمعات السنوية العامة لها، فإنه تمکنت من جعل الشعب الايراني يثق فعلًا بإمکانية إسقاط النظام. ولعل إنهيار جدار الخوف والرعب الذي بناه النظام الإيراني على مر العقود الأربعة الماضية، کان من أهم الانتصارات السياسية الظافرة للمقاومة الايرانية، وإن الانتفاضات الشعبية التي اندلعت خلال الأعوام الأخیرة في إیران أثبتت هذه الحقيقة.کما إن المقاومة الإيرانية ومن خلال نشاطاتها على الصعيد الدولي وبالأخص التجمعات السنوية، تمکنت من أن تفضح النظام الدکتاتوري أمام العالم کله وتکشفه على حقيقته البشعة وتثبت بأنه ليس يعتبر عدوًا للشعب الإيراني فقط بل إنه عدو لشعوب الشرق الأوسط وللإنسانية جمعاء، ولن يکون هناك من سلام وأمن واستقرار في العالم إلا بسقوط هذا النظام الشرير وقيام الجمهورية الديمقراطية في إيران.

 

 وتضمنت المجلة تغطية شاملة لأعمال المؤتمر على مدار ثلاثة أيام وكلمات السيدة مريم رجوي والسادة الضيوف..

كما تضمن العدد تغطية للتظاهرات المتضامنة مع المقاومة الإيرانية والرافضة لحكم الملالي.

 

رابط مختصر: https://alkhalej.net/p/13911134
النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.