إن سيكولوجيا الجبال متأصلة في أعماق الشخصية الكردية الجبلية، الفردية المفرطة وعشق الحرية والنزوع إلى عدم القبول بسلطة الآخرين.
هذه إحدى العوامل الهامة والتي جعل الحوريون يقيمون ممالك ولا يتوحدون تحت راية واحدة، حتى ظهر قائد من الفرع الميتاني وأقام إمبراطورية مركزية واحدة ومنظمة، وعلى ضوء هذا يمكن فهم عدم قدرة السومريين وهم أصلًا من شعوب جبال كردستان على تكوين دولة مركزية واحدة في جنوبي بلاد الرافدين وإنما أقاموا دولًا وممالك متنافسة ومتناحرة، فشخصيتهم الجبلية ظلت ميهمنة عليهم.
وبعد انهيار الإمبراطورية الميتانية دخل الكرد في نفق مظلم وفي حالة من التناحر والحروب، حتى العصر الميدي حيث قام دياكو بجمع شملهم تحت راية واحدة وأقام الإمبراطورية الميدية.
ثم انهارت هذه الإمبراطورية حتى أقام الساسانيون إمبراطورية واسعة ثم انهارت مرة أخرى في بدء العصر الإسلامي.
وبعد ذلك جمع صلاح الدين القبائل الكردية، حتى تلك القبائل الكردية التي لم تكن على ديانة الإسلام، مثل الكرد الإيزيديين وضمهم الى جيشه والسلطة.. ومن ثم إنهارت الدولة الأيوبية فعاد الكرد إمارات ودول صغيرة حتى بداية الحرب العالمية الأولى وفقدوا كل شيء (الإمبراطوريات والدول والإمارات)، واليوم هم يؤسسون إمارات وزعامات في ظل هذه الظروف العصيبة..
فمن هو القائد الذي سيوحدهم في قادم الأيام؟
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية