موجة هجرة الممرضات من إيران.. كورونا والبطالة يفاقمان الأزمة

- 8 فبراير 2022 - 220 قراءة

تشهد إيران موجة هجرة من قبل الأفراد العاملين في القطاع الطبي وخاصة التمريض.

وقال الأمين العام لدار التمريض الإيرانية محمد شريفي مقدم، الأحد: إنه "في العام الماضي هاجر نحو 2000 ممرض وممرضة من البلاد بسبب جاذبية دول المقصد، في إشارة إلى ارتفاع معدلات الهجرة بعد وباء كورونا".

وأشار شريفي مقدم في حديث لوكالة أنباء "إيلنا" إنه "وفقاً للمعيار العالمي، هناك حاجة إلى ما متوسطه خمسة إلى ستة ممرضات لكل ألف من السكان، وفي الحالة على الأقل، هناك حاجة إلى 3 ممرضات على الأقل".

وقال: "وفق آخر الإحصائيات، هناك 1.6 ممرضة لكل ألف شخص في البلاد، وهو أقل من الحد الأدنى، ووفق هذه المعلومات، تحتاج البلاد إلى ألف ممرضة، ومن ناحية أخرى تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه كلما انخفض عدد الممرضات، ارتفع معدل الوفيات".

وأكد المسؤول الإيراني أن موجة الهجرة بالنسبة للممرضات من البلاد تزايدت بعد ذروة تفشي فيروس كورونا المستجد، منتقداً وزارة الصحة لعدم قدرتها على استيعاب وتوظيف 39 ألف شخص من الخريجيين.

وقال إن "وزارة الصحة وعدت دائماً، بالاختبار الأخير الذي تم إجراؤه لتوظيف ممرضات، وتم قبول 39 ألف شخص ومن هذا العدد تم توظيف حوالي 10% فقط من طاقم التمريض وهو عدد قليل جداً".

وفي سياق متصل، قالت إلناز إيماني، خبيرة الهجرة في كندا، لصحيفة الإندبندنت: "ظروف العمل للممرضات خارج إيران، وخاصة في كندا والولايات المتحدة، مختلفة تماماً عما هي عليه في إيران".

وأضافت: "في دول مثل الولايات المتحدة وكندا، تتمتع الممرضات بدخل أعلى وظروف عمل أفضل من إيران، وهذا هو السبب في أن لديهم هم أنفسهم رغبة كبيرة في الهجرة، وعلى سبيل المثال، في حالة كندا، هناك طوابير منفصلة للهجرة لهم حتى يمكن القيام بعملهم في الهجرة بسهولة أكبر ويمكنهم مغادرة إيران".

 

 

 

 

كليات التمريض في إيران

تضم إيران 60 جامعة خاصة بالعلوم الطبية موزّعة على عموم البلاد، وتستوعب هذه الجامعات سنوياً 55 ألف طالب في مجال الطلب، وفقاً لإحصائيات رصدتها "العين الإخبارية" في طهران.

وتعد العاصمة طهران وتليها مدينة مشهد وشيراز من أكثر المدن الإيرانية التي تستوعب الطلاب الذين يرغبون بالدراسة في مجال الطب وفق شروط محددة من قبل وزارة التعليم العالي الإيرانية.

وذكر تقرير نشرته البوابة الإلكترونية التابعة للجامعات الصحية في إيران: "يصل عدد الخريجين من الجامعات الطبية يتراوح بين 35 إلى 40 ألف شخص سنوي، وهذا يجعل من الصعوبة توفير وظائف وعمل لهم من قبل الحكومة والوزارات المختصة".

وأشار التقرير إلى أن "هذا العدد الكبير من الخريجين يستدعي من وزارة الصحة والمستشفيات التابعة لها بضرورة توفير بيئة عمل لهذا الكم من الخريجين في مختلف المجالات الطبية".

ووفق التقرير، فإن "أعلى معدل للبطالة في مجال العلوم الطبية هو بالنسبة للخريجين في مجال التمريض خصوصاً من فئة الفتيات".

 

 

 

 

كورونا يكشف الخلل

ومع ظهور فيروس كورونا في إيران أواخر فبراير/شباط عام 2020، وتفشي هذا المرض بعد ذلك بشكل غير مسبوق، لجأت السلطات الصحية والمستشفيات الأهلية إلى الاستنجاد بخريجي كليات التمريض لا سيما الممرضات، لمواجهة هذه الجائحة.

وفي الموجة الخامسة من فيروس كورونا والتي كانت الأعنف في إيران، قال وكيل منظمة التنمية وإدارة الموارد في منظمة التمريض الإيرانية، حميد رضا عزيزي: "كان النقص في عدد الممرضات خلال الموجة الخامسة من كورونا شديداً لدرجة أنه، اضطرت ممرضة في بعض المحافظات إلى رعاية 25 مريضاً".

وأضاف عزيزي: "هناك نقص في عدد الممرضات في المراكز الطبية، بينما على الرغم من اختبار التوظيف في فبراير/شباط 2021 ووعدت وزارة الصحة بتوظيف 40 ألف ممرضة، فيما قامت بتوظيف 13 ألف فقط".

فيما أصيب 120 ألف ممرض وممرضة بفيروس كورونا حتى سبتمبر/أيلول العام الماضي، لكن الإحصائيات بشأن عدد الوفيات لا تزال متضاربة.

وبحسب عزيزي، وصلت مشكلة نقص الممرضات أيضاً إلى المدن الكبرى، ففي العاصمة طهران، عالجت ممرضة 15 مريضاً في حالة حرجة، ووصف الموقف بـ"الكارثة"، واتهم مسؤولي وزارة الصحة بـ"التهور".

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي في خطاب له العام الماضي، إنه نصح قبل بضع سنوات السلطات بتوظيف 30 ألف ممرض جديد، لكن السلطات تجاهلت هذه النصحية، في إشارة إلى حكومة الرئيس السابق حسن روحاني.

وذكر وزير الصحة الإيراني السابق سعيد نمكي، في أغسطس/آب الماضي، إن "نقص الممرضات يعد أحد أهم نقاط الضعف في النظام الطبي الإيراني، وقد ظهر ذلك بشكل واضح مع تفشي فيروس كورونا، وازداد الضغط على الكادر الطبي الإيراني وظهر نقص في الممرضات".

وأضاف نمكي في حينها، قبل ترك منصبه في حكومة روحاني: "حاولنا توظيف 20 ألف ممرض وممرضة، وأكدت على إعطاء الأولوية للمتعاقدات مع وزارة الصحة والمستشفيات، لكن ذلك للأسف لم يحدث".

ويقول العاملون في قطاع الصحة إن البلاد بحاجة سنوياً قرابة إلى 9 آلاف ممرضة على الأقل.

 

 

 

 

واقع التمريض

وعلى الرغم من نقص عدد الممرضات في أجنحة المستشفيات الإيرانية، فإن ما يقرب من 20000 ممرض من الذكور والإناث عاطلون عن العمل، أو بعضهم يعمل بشكل محدود بسبب نقص التمويل.

وفي عام 2021، طرحت وزارة الصحة الإيرانية خطة أسمتها مشروع "التحول الصحي" في إيران، والذي زاد من الفجوة الطبقية بين الأطباء والممرضات، ولم يكن غير فعّال فيما يتعلق بزيادة هجرة الممرضات.

وتقول الممرضات المحتجات إن الخطة خفضت مداخيلهن، وضاعفت دخل الأطباء ثلاث مرات، وزادت الانقسامات الطبقية بين موظفي المستشفى، فضلاً عن انعدام الأمن الوظيفي.

 

الدول الأوروبية هي الوجهة الأكثر

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، قال أرمين زارعيان، رئيس مجلس التمريض في طهران، في إشارة إلى تسهيل الهجرة إلى الدول الأوروبية، "إن الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية وأستراليا لديها أعلى طلب على الممرضات الإيرانيات بسبب انتشار فيروس كورونا والظروف الأفضل".

وأضاف زارعيان في تصريحات صحفية: "هجرة الممرضات زادت وطلبات الهجرة ترتفع بشكل كبير، مشيراً إلى تقدم أكثر من ألف ممرضة بطلبات لمغادرة البلاد".

وأدى انخفاض الأجور إلى ضغوط اقتصادية واجتماعية على شرائح أخرى من المجتمع في ظل ارتفاع المعيشية في إيران جراء انهيار العملة المحلية.

وتظهر نظرة سريعة على ظروف عمل الممرضات في إيران أن عبء العمل الكبير وعدم استلام رواتبهن الشهرية يفاقم المشكلة.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.