ناقش الخبير العسكري الإيراني بابك تقوايي التقارير (الإسرائيلية) المتزايدة عن هجوم محتمل على منشآت برنامج طهران النووي، واحتمالات نجاح (تل أبيب) في مثل هذا الهجوم بشكل منفرد، دون دعم عسكري أمريكي.
وكتب تقوايي، لصحيفة "اندبندنت فارسي"، أن هجوم القوات الجوية (الإسرائيلية) على المنشآت النووية الإيرانية، سيكون "مهمة مستحيلة دون الدعم العسكري والسياسي الأمريكي".
تدريبات منفردة سابقة
وأضاف أنه منذ 2008، تتدرّب القوات الجوية (الإسرائيلية) بشكل فردي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، بمناورات عسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، في محاكاة لضرب المنشآت النووية في إيران".
وكشف الخبير العسكري أن "مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، أجرت مناورات في جزيرة كريت بمشاركة وحدات دفاع جوي روسية، ومنحت هذه المناورات الطيارين الإسرائيليين الخبرة اللازمة لتنفيذ عمليات الحرب الإلكترونية للحفاظ على مقاتلاتهم من نيران قوات الدفاع الجوي للجيش الإيراني والحرس الثوري، إذا هاجمت المقاتلات الإسرائيلية منشآت إيران النووية".
لكن خلال التدريبات (الاسرائيلية) الأمريكية المزمع اجراؤها في الربيع المقبل، من المتوقع أن تُرافق طائرات القوات الجوية الأمريكية نظيرتها (الإسرائيلية) في تدريب يُحاكي بشكل مشترك هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية.
لماذا تُشارك القوات الجوية الأمريكية
وأوضح تقوايي أن "تل أبيب فقدت فرصة نجاح ضرباتها الجوية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية، بعدما عززت طهران أخيراً قدرات قوات الدفاع الجوي في الجيش والحرس الثوري، خاصة بعد استلامها منظومات الدفاع الجوي من طراز اس-300 بي ام يو -2، إضافة إلى الاستعانة بأنظمة رادارات روسية الصنع قادرة على رصد المقاتلات من طراز إف 35 أي".
وأشار الخبير الإيراني إلى أن "المقاتلات الإسرائيلية من طراز إف 35 أي، إذا نجحت في الإفلات من الرادارات الإيرانية، فإنها لن تكون قادرة على حمل قنابل تخرق التحصينات، وصواريخ كروز اللازمة لقصف المنشآت النووية الإيرانية بعد التصدي لخطر منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الإيرانية".
واعتبر تقوايي أن نجاح الهجوم (الإسرائيلي) يعتمد بشكل أساسي على مشاركة القوات الجوية الأمريكية، وذلك بالاستعانة بطائرات الإنذار المبكر، والتزويد بالوقود، وقاذفات القنابل الثقيلة الأمريكية، وحينها ستدمر شبكة الرادار، ومنظومة الدفاع الجوي الإيرانية، قبل ضرب المنشآت النووية".
طائرات الإنذار المبكر الأمريكية
يستخدم سلاح الجو (الإسرائيلي) نوعين من طائرات الإنذار المبكر وهي غولف ستريم G550 و غولف ستريم G-5 Nachshon Shawit. وتستخدم (تل أبيب) هاتين الطائرتين في غاراتها على سوريا.
لكن هذه الطائرات، وفقًا لتقوايي "لا يُمكن أن تُحلق" فوق العراق والدول المجاورة الأخرى لإيران خلال أي غارة جوية إسرائيلية "لأسباب سياسية"، ولهذا "فإن وجود طائرات مماثلة لسلاح الجو الأمريكي في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، أمر ضروري".
فرق إنقاذ وبحث أمريكية
تملك القوات الجوية (الإسرائيلية) وحدة بحث وإنقاذ قتالية حديثة، الوحدة 669، وتتكون من طائرات هليكوبتر CH-53A Yasur-2025، وطائرة KC-130HI Karnaf للتزود بالوقود. وهذه الطائرات لا يُمكنها يضاً أن تتمركز في العراق، أقرب دولة إلى منشآت إيران النووية.
ويقول تقوايي: "إذا شاركت الولايات المتحدة في أي ضربات جوية على إيران، فإن فرق البحث والإنقاذ المجهزة بالطائرات والمروحيات، والمتمركزة في مطار أربيل الدولي شمال العراق، قد تقتل الطيارين (الإسرائيليين) بسبب عيب فني، أو تسقط مقاتلاتهم في المجال الجوي العراقي".
طائرات للتزوّد بالوقود
تملك القوات الجوية (الإسرائيلية) حالياً أربع طائرات فقط من طراز بوينغ 707 للتزوّد بالوقود في قاعدة نافاتيم الجوية.
ولا يقتصر الأمر على غياب عدد كافٍ من هذه الطائرات، ولكن ولأسباب سياسية فإنها لن تكون قادرة على الطيران وتزويد المقاتلات (الإسرائيلية) بالوقود في أي غارات جوية على إيران فوق العراق ودول الخليج الأخرى.
قاذفات ثقيلة للقوات الجوية الأمريكية
إن صاروخ كروز الجوي الوحيد الذي يستخدمه سلاح الجو (الإسرائيلي) هو صاروخ دليلا، الذي يصل مداه الأقصى إلى 250 كيلومتراً. ورغم أن القوات الجوية الإسرائيلية تمكنت من شن غارات جوية بنجاح في سوريا بهذه الصواريخ، إلا أن استخدامها في أي ضربة جوية على المنشآت النووية الإيرانية لتدمير مواقع الجيش والدفاع والرادار، للحرس الثوري الإيراني غير ممكن.
ويوضح تقوايي أن مدى هذه الصواريخ "قصير ما يجعل حاملاتها قريبة جداً من المجال الجوي الإيراني، إضافة إلى محدودية قدرتها على حمل مقاتلات F-16I Sufa، ما يؤشر على حاجة تل أبيب إلى قاذفات أمريكية ثقيلة قادرة على استيعاب عدد كبير من صواريخ كروز في أي هجوم جوي على إيران".
وتمتلك القوات الجوية الأمريكية حالياً أربع قاذفات ثقيلة من طراز B-1B في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وهي قاذفات في سرب من 37 قاذفة أرسلت إلى الجزيرة في 19 أكتوبر/تشرين الأول لمهاجمة الحرس الثوري الإيراني.
ويمكن لهذه القاذفات حمل 24 صاروخ كروز "AGM-158B JASSM-ER" القادرة على استهداف العديد من مواقع الرادار والصواريخ لسلاح الجو الإيراني والقوات الجوية للحرس الثوري، وتدمير مهام الدفاع الجوي الإيراني، قبل وصول الطائرات المقاتلة والقاذفات الأمريكية والإسرائيلية. كما يُمكنها إلقاء القنابل التي تكسر الصخور فوق المنشآت النووية الإيرانية".
وبالإضافة إلى المقاتلات (الإسرائيلية)، من المتوقع أن تستخدم القوات الجوية الأمريكية مقاتلاتها إلى جانب القاذفات الثقيلة، والإنذار المبكر من سلاح الجو الأمريكي، لمحاكاة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وهو تدريب سيزيد الجاهزية القتالية للمشاركين، في الربيع المقبل.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية