أفادت صحيفة أمريكية بأن مليشيات الحوثي طلبت مغادرة ممثل إيران ورجلها في اليمن، في خطوة تشير لوجود خلافات بين الحوثيين وطهران.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن عضوا بالحرس الثوري الإيراني تم تهريبه إلى اليمن العام الماضي، وتمت تسميته سفيرا للبلاد بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، لكن يريد الحوثيون الآن، حسب مسؤولين من الشرق الأوسط وغربيين، إعادته إلى طهران.
وطلب الحوثيون من المملكة السعودية السماح للدبلوماسي الإيراني الكبير بالعودة فورا إلى إيران، وهو طلب اعتبره المسؤولون السعوديون مؤشرا على وجود توترات بين طهران والمليشيات الانقلابية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إقليميين أن الدبلوماسي الإيراني حسن إيرلو كان منخرطا بعمق في دعم الحوثيين في التخطيط لساحة المعركة، وزاد نفوذه في اليمن ليعزز رضوخ مليشيات الحوثي لطهران وتنفيذ أجندتها.
وقال مسؤول إقليمي "أصبح حسن إيرلو عبئا عليهم. إنه مشكلة سياسية".
وطبقا لمسؤولين إقليمين، أخبر السعوديون الحوثيين أنهم لن يسمحوا لإيران بإدخال طائرة إلى اليمن لنقل إيرلو، وبدلًا من ذلك، بحسب المسؤولين، يمكن لإيرلو أن يرحل فقط على متن طائرة من عمان أو العراق.
وينفذ الحوثيون الأجندة الإيرانية في المنطقة منذ سيطرة المليشيات الانقلابية على صنعاء عام 2014 خلال الأيام الأولى للحرب، واستقبلت إيران سفيرا من الحوثيين إلى طهران عام 2019، ثم أرسلت إيرلو إلى صنعاء العام الماضي.
وتتهم الرياض وواشنطن إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، ومستشارين عسكريين حولوا المليشيات إلى تهديد كبير على المنطقة والملاحة الدولية.
وعثر مفتشون تابعون الأمم المتحدة سابقا على أجزاء إيرانية الصنع في حطام طائرات مسيرة وصواريخ أطلقت على السعودية، لكن طهران تنفي أنها تزود الحوثيين بالسلاح.
ويأتي الطلب الذي تقدم به الحوثيون إلى السعودية وسط تصاعد القتال في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن التحالف العربي بقيادة السعودية كثف غاراته الجوية في اليمن بعدما وصلت جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار إلى شبه طريق مسدود، مشيرة إلى أن المملكة بدأت استهداف المستشارين الإيرانيين وأعضاء حزب الله، الذين كانوا يعملون إلى جانب قوات الحوثي في اليمن، بحسب مسؤولين إقليميين.
وأشارت الصحيفة إلى إصرار الحوثيين على السيطرة على مأرب، لافتة إلى أن القتال على مأرب يعتبر معركة حاسمة في الحرب.
وقال مسؤولون إقليميون وغربيون إن قادة مليشيات الحوثي طلبوا خلال الأيام الأخيرة من المسؤولين السعوديين تصريحا لوضع إيرلو على متن رحلة العودة إلى طهران، وأكد الحوثيون للرياض أنهم لن يستبدلوا إيرلو بدبلوماسي إيراني جديد.
واعتبرت الرياض ذلك إشارة على أن الحوثيين يحاولون النأي بأنفسهم عن نفوذ طهران، بحسب المسؤولين الإقليميين، مشيرين إلى أن قادة الحوثي أخبروا الرياض بأن إيرلو يحتاج إلى المغادرة لتلقي رعاية طبية أفضل بعد إصابته بـ"كوفيد-19".
لكن قال المسؤولون الإقليميون إن إيرلو لا يزال يعقد اجتماعات في اليمن، ولا مؤشر على إصابته بالفيروس.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية