3 رسائل إلى من يُهمهم الأمر

- 11 نوفمبر 2023 - 379 قراءة

إلى أبطال المقاومة في غزة: ما حكَّ جلد فلسطين إلا أهل فلسطين فلا تعوّلوا على أحد!

 

إلى مرشد إيران علي خامنئي وأذنابه: كفاكم متاجرة بقضية فلسطين وبدماء أبنائها الزكية

 

إلى جو بايدن: أيادي أمريكا ستظل ملطخة بدماء الشعوب من فيتنام وأفغانستان... إلى العراق وغزة

 

 

في ظل الأحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة، وبعد سقوط نحو 10 آلاف شهيد جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي على أهلنا في جزء عزيز من فلسطين المحتلة، لا مناص أن تتوجّه "شؤون إيرانية" برسائل إلى من يُهمهم الأمر، عسى أن تسهم هذه الرسائل في إيقاف شلال الدماء الزكية في غزة الصامدة، وتخفف شيئًا من أوجاع الإخوة الفلسطينيين، وتُعيد الأمور إلى نصابها، والأبصار لمن عميت بصيرتهم!

 

الرسالة الأولى

 

إلى أبطال المقاومة في غزة: ما حكَّ جلد فلسطين إلا أهل فلسطين، فلا تعولوا كثيرًا على أي دعم من الدول العربية أو الإسلامية، لأن حكومات بعض هذه الدول لا تملك من أمرها شيئًا، بل إن قرارها في يد "أبينا الذي واشنطن"، مع الاعتذار للشاعر الراحل أمل دنقل.

وبطبيعة الحال، لن يرق قلب "العم سام" لمآسي آلاف الشهداء والمصابين من أهل فلسطين، ولن تتخلى إدارة جو بايدن "الديمقراطية" عن (إسرائيل) حليفها الأكبر في المنطقة، لمصلحة أي طرف عربي أو إسلامي، ناهيكم عن أن لكل دولة حساباتها الخاصة، بحيث يصبح من المستحيل أن تُدخل القضية الفلسطينية في حسبانها، ناهيكم عن أن هناك دولًا في المنطقة تستخدم هذه القضية أحيانًا كورقة ضغط سياسية!

يا أبطال المقاومة في غزة، هنيئًا لكم هذا النصر الذي لن يُغيّره توقيت نهاية المعركة، لقد أحدثتم في روح الكيان الصهيوني شرخًا لن يُرمم أبدًا، ودققتُم في نعشه مسمارًا لن يستطيع نزعه، وأعدتم إلى الأمة كلها روحًا ظن الكثيرون أنها قد فقدتها إلى الأبد.

صحيح أن الحرب موجعة، والقصف أليم، والتهجير مضنٍ، وفقد الأحبة غربة، لكن الله تعالى لا يضع ثمارًا على غصن لا يستطع حملها، وهو سبحانه يُكلِّف عباده بالممكن لا المستحيل، ويضع عبادًا آخرين في موضع الابتلاء، لكي يبلوهم أيهم تمسك بأرضه وعرضه وشرفه، وحتى إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون!

وإذا كان العدو الإسرائيلي يمتلك أحدث الأسلحة في العالم وأكثرها ضراوة وفتكًا، ويقتّل بها أهلنا الصابرين الصامدين في غزة، بلا رادع من ضمير إنساني أو قانون دولي، فإنكم تمتلكون ما هو أشد قوة ومضاء، تمتلكون إيمانكم بأن نصر الله آتٍ لا محالة، ويقينكم بقضيتكم العادلة.

يا أبطال المقاومة في غزة الأبيّة، إن قتل أطفالكم ونساءكم وشبّانكم وشيوخكم أمام "أعين الجبناء" لأمر عظيم، لكن روح الصمود عندكم أعظم، وهذه دماؤكم المقاومة تُغرق هذا الكيان، ويجرف "طوفان الأقصى" أكاذيبه العلنية عن الدولة التي لا تُهزم!

 

الرسالة الثانية

 

إلى مرشد إيران علي خامنئي وأذنابه: إن علاقاتكم بالصهاينة باتت لا تخفى على أحد، كفاكم متاجرة بقضية فلسطين، وبدماء أبنائها الزكية.

أيها المدعو "خامنئي"، لقد كذبت على الملأ، ودعوت في خطاب عام الدول الإسلامية إلى "مقاطعة إسرائيل" وقطع إمدادات النفط عنها، لكي تكف عن قتل وتشريد الفلسطينيين، بينما الحقيقة المريرة التي لا يعلمها سوى العالمين ببواطن الأمور، أن حوالي 20% من النفط الوارد إلى دولة الاحتلال هو نفط إيراني!

أيها المرشد، ويا أذناب المرشد: من حقنا أن نتساءل الآن، في ظل ما يحدث من مذابح دامية لم يشهدها التاريخ في قطاع غزة، أين هو "محور المقاومة" الذي لا تكفوّن عن الجعجعة به أمام وسائل الإعلام في كل مناسبة، وأين هي "وحدة الساحات" المزعومة، لقد ثبت أنها "جعجعة بلا طحين" كما يقول المثل، وتبيّن للقاصي والداني أن كل هذه الشعارات الرنانة قد سقطت بجدارة في اختبار غزة؟!

أيها المرشد، ويا أذناب المرشد: من الواضح للعيان، بجلاء لا لبس فيه، أن وكلاء إيران ممن تسمونهم "قوى المقاومة" زورًا وبهتنًا، لن يذهبوا بعيدًا في دعمهم للمقاومة الحقيقية في فلسطين، أو التدخل المباشر في الحرب الدائرة عن طريق أذرعكم في المنطقة، وأن الأمر لن يتعدى بعض الاشتباكات الخفيفة على الحدود اللبنانية مع حليفكم "حزب الله"، الذي تمخض زعيمه حسن نصر الله مؤخرًا بعد طول انتظار لخطابه الحماسي، عن فأر!

أيها المرشد، ويا أذناب المرشد: ليس من المستغرب أن "تمييع" القضية الفلسطينية، وفقدانها لبريقها الشعبي والوجداني لدى شرائح واسعة من الشعوب العربية والإسلامية، التي كانت فلسطين قضيتها المركزية، لم يتم إلا بعد أن غدت فلسطين ورقة ضغط في أيديكم، تُوضع على الطاولة لهدفين، أولهما هو "الابتزاز السياسي" للقوى الكبرى في العالم، وثانيهما هو الضحك على عقول العرب والمسلمين.

 

الرسالة الثالثة

 

إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن: سوف يسجل التاريخ أن أيادي أمريكا كانت – وستظل- ملطخة بدماء الشعوب، ومضرجة بدم الأبرياء في كل أنحاء العالم، من فيتنام وأفغانستان، وصولًا إلى العراق وغزة.

إلى الرئيس الأمريكي: لطالما أطلقت الولايات المتحدة على نفسها اسم "منارة الحضارة الإنسانية" و"الشرطة الأخلاقية" في المجتمع الدولي، لكن الحروب الدموية التي قمتم بها ضد العرب والمسلمين عبر العالم، أظهرت أنكم الوجه القبيح للحضارة الغربية، وأنكم حينما تعظون الآخرين بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية، إنما تكذبون بكل وقاحة، وأن عظاتكم الأخلاقية هي مجرد كلام أجوف، وأن الشيطان هو الذي "يعظ"!

إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن: عندما تتولّى أمريكا قيادة الحرب في غزّة، عبر الأسلحة والقوات والخبراء العسكريين، فإنها بذلك تكون شريكة في كلّ الجرائم التي تحدث. لقد وقعت قضيّة قصف مستشفى "المَعمداني" التي راح ضحيتها 470 شهيدًا وآلاف المصابين، قبل ليلة من زيارتكم للأراضي المحتلّة، فكيف ستفسرون ذلك أمام محكمة التاريخ التي لا ترحم الطغاة والسفاحين؟

السيد الرئيس: تأكد أن العالم كله يراقب اليوم ما تفعله إدارتكم، من تقديم كل أشكال الدعم والمشاركة الفعلية للكيان الغاصب، في المجازر الوحشية التي تُرتكب في غزة، وأن هذه الجرائم لن تمر مرور الكرام، بل إنها ستزيد من حدة الغضب العربي والإسلامي، وربما تشعل المنطقة برمتها ضد كل ما هو أمريكي.

وغني عن البيان، يا سيادة الرئيس، أن المجازر المروعة التي ترتكبها آلات الحرب والقنابل الأمريكية في غزة، كشفت للرأي العام العالمي عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة، وأنه وجه سفاح آخر، بعيدًا عن قناع الديمقراطية والدفاع عن الحريات المزيف، الذي تحاولون إبقاءه لتغطية بشاعة ما يجري في غزة.

السيد الرئيس: لقد شكلّت حرب غزة الأخيرة اختبارًا حقيقيًا للسياسة الأمريكية فى المنطقة، وتجاه الصراع العربى- الإسرائيلي عمومًا، خاصة على الجانب السياسي والإنساني، فقد انهارت الشعارات الأمريكية حول حقوق الإنسان والديمقراطية والقانون الدولي الإنساني، أمام مشاهد الرعب فى غزة، وهو ما شكّل مأزقًا أخلاقيًا كبيرًا لكم، سيكون له ثمن باهظ على المصالح الأمريكية ونفوذها ومصداقيتها في الشرق الأوسط والعالم.

السيد الرئيس الأمريكي: على مدار تاريخ الصراع مع (إسرائيل) لم يكن تدخل أمريكا للحل؛ ولكن لإدارة الصراع حتى لا يخرج عن السيطرة. واليوم بعد "طوفان الأقصى"، وما أعلنته إدارتكم من دعم غير محدود لـ (إسرائيل)، فقد انتقلت أمريكا من إدارة الصراع إلى المواجهة الصريحة المعلنة؛ مما يعني أن معركة تحرير فلسطين هي في المقام الأول ضد أمريكا ومشروعها في منطقة الشرق الأوسط.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.