<< إيران تسعى لتحويل «محور المقاومة» إلى «ناتو شيعي» قوامه أشرس الجماعات الإرهابية المقاتلة في الشرق الأوسط
<< يتعيّن الكشف عن مدى انتهازية إيران في استخدامها لشعارات «الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود»
<< هناك نية إيرانية مبيتة للانفراد بهندسة المنطقة على المستوى «الجيوسياسي» وفقًا لتصورات الملالي الاستراتيجية
<< طهران ترغب في تسوية قضاياها الخلافية مع المجتمع الدولي لأنها تتطلع للقيام بـ «دور إقليمي مهيمن»
<< ينبغي مواجهة «الوعي الزائف» الذي نشرته الأجهزة الإيرانية وروجت له طيلة العقود الأخيرة في العالم العربي
<< استخدام المذهب الشيعي وتوظيف «الطائفية» في تحقيق الأهداف السياسية جلب المضار أكثر مما جلب المنافع
<< لابد من تكوين إدراك عميق لدى الجماهير العربية بخطورة ما يحيكه نظام الملالي من «مؤامرات ودسائس»
<< وضع خطوط عامة للخطاب الإعلامي العربي تكشف مدى تعارض دور إيران مع المصالح العربية العليا
باتت قضية بناء استراتيجية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، بمثابة فريضة سياسية وحضارية واجبة على العالم العربي، خصوصًا في ظل وجود نية إيرانية مُبيّتة للانفراد بهندسة المنطقة على المستوى «الجيوسياسي» وفقًا لتصورات طهران الاستراتيجية، وسعي طهران المستميت لتحويل «محور المقاومة» إلى «ناتو شيعي»، قوامه أشرس الجماعات الإرهابية المقاتلة في الشرق الأوسط.
ومن المعروف أن إيران إذا تبنت استراتيجية للتدخل في أزمة ما، فإن استراتيجية أخرى للخروج منها تكون جاهزة لديها أيضًا. وبالتالي من المفترض أن تكون لديها سيناريوهات متعددة للتعامل مع الضغوط الدولية المختلفة فيما يتعلق بنفوذها المخل بالتوازن الإقليمي، الذي لم يعد مقبولًا أو السكوت عليه أو التغافل عنه؛ وإذا لم يتم تفكيك هذا النفوذ وتقويض أدواته المكونة لمحور المقاومة، فسوف تنفرد إيران بالقدرة على هيكلة المنطقة وفق تصوراتها المدمرة وبأقل كلفة سياسية أو مادية.
وقد أصبحت الفرصة مهيأة اليوم لتسوية القضايا الخلافية حول برنامجها النووي، وبالتبعية حل الملفات المتعلقة بنفوذها الإقليمي، بعد فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، وتوفر الرغبة «الأمريكية - الإيرانية» المتبادلة لإنهاء الافتراق السياسي بينهما، بعد مضى أكثر من أربعة عقود على ذلك. خاصة في وجود النية الأمريكية المبيتة لإعادة العلاقة مع إيران إلى سابق عهدها، في إطار المجابهة المقبلة مع الصين وروسيا.
ولم يعد خافيًا أن رغبة إيران لتسوية قضاياها الخلافية مع المجتمع الدولي باتت رغبة أكيدة؛ نظرًا لأنها تتطلع للقيام بدور إقليمي مهيمن، داخل الدائرة الأولى لأمنها القومي، تنفرد فيه بفرض رؤيتها لأي ترتيبات أمنية. كما تسعى أيضًا للقيام بدور سياسي مؤثر، داخل الدائرة الثانية، يؤهلها في المستقبل للعب دور الوسيط بالأزمات الإقليمية الكبرى. خاصة بعد أن وضعت نفسها في قلب المشاكل البنيوية لمستقبل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز، وجعلت من نفسها محور ربط «جيوسياسي» بين الأقلية الشيعية بأفغانستان وباكستان وبين نفوذها بالشرق الأوسط. هذا إلى جانب العوامل الأخرى التي تمثل دافعًا لقبول هذه التسوية.
- تقلص قدرة إيران على مواصلة تقديم الدعم لمعظم المليشيات التابعة لها، أو دفع مخصصاتها المالية؛ بسبب الأزمة الاقتصادية، فضلًا عن تكبد هذه المليشيات خسائر مادية كبيرة، وارتباط سمعتها بالإرهاب، سواء بالعراق أو سوريا أو اليمن.
- تزايد الانكماش في حجم الناتج القومي السنوي الإيراني، وتقلص قدرتها على الارتباط بشبكة البنوك الصينية والروسية، وحرمانها من الحصول على الخدمات البنكية، بسبب إدراجها ضمن القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (FATF).
- تردي سمعة المؤسسات الإيرانية على المستويات كافة، وباتت تعاني من وطأة هذه السمعة؛ عقب إدراج الولايات المتحدة الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية، وفرض عقوبات صارمة على هيئات الصناعات البحرية والجوية. إلى جانب العقوبات الصارمة التي شملت البنك المركزي، ومؤسسة المستضعفين، ومؤسسة الإمام الرضا، ولجنة تنفيذ أوامر الإمام؛ بوصفها كيانات داعمة وممولة للإرهاب وللتنظيمات الإرهابية بالمنطقة.
- استمرار الجهود الرامية لتطويق نفوذ إيران الإقليمي، والتي أفضت إلى زيادة الوزن النسبي لتركيا و(إسرائيل) شمالًا بمنطقة القوقاز، خصمًا من وزنها النسبي. وإلى إكساب (إسرائيل) صفة التواجد الرسمي جنوبًا على سواحل الخليج العربي؛ بموجب الاتفاقات الإبراهيمية، التي عززت من فرضيات قيام ترتيبات أمنية «إسرائيلي – خليجي» مضادة لها، خاصة بعد ضم (إسرائيل) إلى قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية «سينتكوم» المسئولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وتتلخص هذه الاستراتيجية أو هذا التصور المقترح في النقاط العامة التالية:
1- التضامن العربي
- بناء تكتل اقتصادي عربي (6+6) يضم دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والسودان والأردن والعراق وسوريا ولبنان.
- الحرص على استرجاع العراق وسوريا لحاضنتهما العربية مرة أخرى، وتضميد جراح شعبهما العربي العظيم.
- عرقلة مشروعات الربط البري بين إيران وسوريا، لاسيما مشروع الربط الحديدي الذي سيربط طهران بدمشق مرورًا ببغداد.
- العمل على تعزيز المواطنة ومشاعر الولاء والانتماء الوطني لدى جميع المواطنين الشيعة بدول الخليج العربي.
- تقديم المساعدة لهذه الدول في إعادة تأهيل مؤسساتها وبنيتها التحتية.
- العمل في رفع كفاءة وقدرة الجيوش العربية بالعراق وسوريا واليمن.
- إعادة بناء العقيدة العسكرية والأمنية العراقية على أسس الانتماء للدولة وليس على أسس طائفية أو حزبية أو عشائرية.
- المساعدة في رفع كفاء الأجهزة الأمنية بكل من سوريا والعراق واليمن؛ لمجابهة التحديات المحتملة، أثناء فرض هيبة الدولة.
- تقديم الدعم والمساندة لإعادة الإعمار في كل من سوريا والعراق واليمن (شركات مصرية ودعم مالي خليجي).
- دراسة مدى إمكانية ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي.
- تحسين العلاقات العربية التركية بوصفها المنافس الإقليمي الأكثر تأثيرًا على إيران في الوقت الراهن لأسباب معلومة.
- تنشيط حركة التجارة البينية العربية وخاصة مع كل من العراق وسوريا والأردن واليمن ولبنان.
- العمل على سحب السلاح من الجماعات والمليشيات المسلحة وحصره بالمؤسسات التابعة للدولة.
- 2- المواجهة الناعمة
تستهدف المواجهة الناعمة مع إيران، خلال هذه المرحلة، تحقيق مجموعة من الأهداف، عبر الامتثال لحكمة أشهر شعراء الدولة العباسية أبو نواس، الذي ولد بالأحواز لأب عربي وأم فارسية، التي عبر فيها عما نقصده، بقوله في مطلع إحدى قصائده:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ** وداوني بالتي كانت هي الداء.
أي أن ما نقصده هو أن هذه المواجهة تستهدف كل ركيزة من ركائز النفوذ الإيراني بالأدوات التي تناسبه، ونقترح النقاط التالية بهذا الشأن:
- مواجهة الوعي الزائف الذي نشرته الأجهزة الإيرانية وروجت له طيلة العقود الماضية بين الجماهير العربية؛ وتحصد ثماره الآن.
- بناء وعي صحيح لدى الجماهير العربية، وتكوين إدراك عميق لديها لخطورة ما يحاك لهم من مؤامرات ودسائس.
- مجابهة المنظومة القيمية المضللة التي استخدمتها في بناء صورتها الذهنية لدى هذه الجماهير.
- تعريف الجماهير العربية بطائفية المنظومة القيمية الإيرانية تعريفًا كاشفًا لمدى خداعها وتضليلها.
- التعريف بمحور المقاومة تعريفًا كاشفًا لخطورة مكوناته وحقيقة أهدافه. وهل كان، بحساب المكسب والخسارة، جادًا في حل القضية الفلسطينية، أم اتخذها منطلقا لتحقيق المصالح الإيرانية، واختراق المجتمعات العربية وبث الفرقة والانقسام فيها.
- إماطة اللثام عن الدور الخبيث الذي لعبه محور المقاومة في إطالة أمد الصراع بالمنطقة وإضاعة فرص الحل السلمي، بما منح (إسرائيل) الفرصة المواتية لالتهام ما تبقى من الأراضي الفلسطينية.
ثالثًا: آليات المواجهة
1- تفكيك ولاية الفقيه:
بوصفها القوة الروحية، والمنطلق العقائدي الحاسم لاستراتيجية إيران في تصدير المذهب الشيعي وفق قراءتها الراديكالية، وجعلت منها ركيزة جوهرية لدورها ولحجم نفوذها الخارجي. خاصة أنها استخدمت ولاية الفقيه في تكوين انتماءات فقهية ضمنت من خلالها الريادة المرجعية لفقهاء قم ومشهد، ومن ثم ضمنت تدفق مئات المليارات من أموال الخُمس لـ السيد المرجع، فضلًا عن النذور والتبرعات والصدقات التي يؤديها كل من يحج لضريح الإمام الرضا بمشهد. كما ضمنت استمرار ولاء الفصائل والجماعات والأحزاب السياسية، بعد أن استخدمتها في تنفيذ استراتيجية بناء العمق الجيوسياسي بمنطقة الشرق الأوسط.
- تفكيك المكونات المعرفية والوجدانية المتعلقة بولاية الفقيه لدى شيعة العراق ولبنان واليمن وسوريا، استنادًا إلى فتاوى وآراء كبار فقهاء الشيعة أنفسهم الذين عارضوا نظرية ولاية الفقيه لإيمانهم بأن الولاية تنحصر في الولاية الأخلاقية وليست السياسية، التي اتخذتها إيران مدخلًا للهيمنة عليهم والسطو على خيرات بلدانهم.
- فك الارتباط التنظيمي والسياسي بين الجماعات والفصائل المرتبطة بالولي الفقيه، بوصفه ولي أمر الإسلام والمسلمين؛ والتي نجحت إيران تحويلهم إلى ظهير شعبي مساند لمواقفها السياسة، ودرعًا حيويًا لحماية أمنها القومي. والأخطر من ذلك أنها نجحت في توفير المبرر الكافي أمام محور المقاومة لممارسة أقسى أنواع العنف والإرهاب، القائم على المخزون المتراكم من الكراهية لأهل السنة.
- 2- تفكيك المنظومة القيمية:
بغرض الكشف عن مدى زيف المنظومة القيمية التي قدمتها إيران للبيئة العربية، وجعلت منها معيارًا للحكم على مدى الولاء لها والاستجابة لأهدافها، واتخذتها غطاء لتمددها الخارجي. خاصة أن هذه القيم تميزت بالشحن المعنوي الذي يستهدف التأثير في وجدان الجماهير، واستثارة انفعالاتها بالدرجة التي تحقق لإيران أهدافها، ونذكر من بين هذه القيم الزائفة:
- نُصرة المُستضعفين في الأرض: التي اتخذتها إيران واجهة إنسانية لثورتها؛ إخفاءً لأهدافها الحقيقية الرامية لتغيير انتماءات المسلمين المذهبية، لإعادة ترتيب أولوياتهم واهتماماتهم وفق استراتيجيتها هي. فضلًا عن استخدامهم وقودًا لصراعاتها، بدليل أن معظم من يَقتلون ويُقتلون بمحور المقاومة في سبيل تحقيق الأهداف الإيرانية هم من هؤلاء المستضعفين. بعد أن نجحت في خلق انطباعات وأحكام لديهم، أسسوا من خلالها معان وأنساق معرفية مشتركة مع أهدافها. كان مؤداها النهائي إما الاندماج في ثقافتها السياسية، أو الانتماء لوليها الفقيه. وعلى هذا، يجب الكشف عن حقيقة تحول هؤلاء المُستضعفين إلى مستكبرين في الأرض، وحقيقة تضخم ثرواتهم وممتلكاتهم، فضلًا عن فضح دورهم في إفساد المؤسسات الحكومية بدولهم.
- المظلومية المذهبية، التي صاغت منها إيران استراتيجية لحشد الأقليات الشيعية في العالم نحو الظهور الاجتماعي والسياسي؛ بدعوى استعادة حقوقهم الدينية، عبر مواجهة أحفاد من ظلموهم. ومن هنا اتخذت إيران هذه المظلومية مبررًا للانتقام ونشر الكراهية داخل البنية الاجتماعية العربية، بغرض إثارة الفتن والانقسامات، ومن ثم تدمير المجتمعات العربية من الداخل.
- الوحدة الإسلامية، والتقريب بين المذاهب؛ الذين استخدمتهما إيران لاستقطاب الرأي العام الإسلامي واستدراجه إلى نقطة الاندماج مع أهدافها السياسية وتصوراتها الاستراتيجية، وتجاوز حاجز الرفض الإقليمي المحيط بإيران، بعد أن أدركت أنها دولة طائفية. فضلًا عن محاولة الالتفاف على أنظمة الحكم والتأثير على الشعوب العربية، والانفراد بتقديم تعريفاتها الخاصة لجميع المفاهيم السياسية والدينية وفق منهجها المذهبي، بما أدى إلى تغيير انتمائها السياسي أو المذهبي وهو الأهم. ومن ثم تقديم البديل السياسي لهذه الشعوب بما يسهم في تنمية قدرتها على تغيير المعادلة في أوطانهم لصالح إيران.
- 3- دحض الشعارات الإيرانية:
التي عملت إيران من خلالها على تدفق شحنة الانفعالات العقائدية لدى جموع الشيعة واستدراجهم إلى نقطة التوحد مع أهدافها السياسية وتصوراتها الاستراتيجية. وهنا يتعين الكشف عن مدى انتهازية إيران في استخدام هذه الشعارات التصادمية، مثل: «الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود»، لمجرد صناعة وعي سياسي زائف لدى المحرومين والمهمشين، لأن لسان حال التوجهات الإيرانية، على المستوى العملي، لم تكن تعنى سوى الموت للعراق الموت لسوريا اللعنة على العرب (ويشار إلى العلاقة السرية بين إيران وأمريكا وإسرائيل وتآمرها معهما لتدمير العراق).
من المهم أن تفضي عملية تفكيك النفوذ الإيراني المشار إليها سلفًا، إلى إحداث فجوة بين إيران ومكونات محور المقاومة، من حيث:
- إضعاف الروابط الأيديولوجية
- تعميق الفجوة بين الحوزة العلمية بالنجف، بوصفها الحوزة الرائدة لدى أتباع المذهب الشيعي، وبين نظيرتها بقم ومشهد، خاصة أنه يوجد بإيران من هو متفق مع حوزة النجف في رفض الولاية السياسية للفقيه، وحصرها في الولاية الأخلاقية.
- التأكيد على أن ولاية الفقيه بإيران غير قابلة للتطبيق في المجتمعات الشيعية الأخرى؛ وخاصة بالعراق التي تحتضن الحوزة الأم.
- العمل على تغذية الاتجاهات العراقية العامة الرامية إلى استعادة الحوزة العلمية بالنجف مكانتها الرائدة لدى شيعة العالم.
- التأكيد على أن معظم فقهاء حوزة النجف، وبعضًا من فقهاء حوزة قم، يرفضون ولاية الفقيه ولديهم الحجة على ذلك.
- إلقاء الضوء على الرشاوى التي تلقاها بعض المعممين العراقيين من إيران والولايات المتحدة لتمرير أهدافها بالعراق.
- التأكيد على أن استخدام المذهب الشيعي وتوظيف الطائفية في تحقيق الأهداف السياسية قد جلب المضار أكثر مما جلب المنافع، بدليل الاتجاه المتزايد لدى الشباب الشيعة للإلحاد والكفر بكل ما هو إسلامي، وللإدمان والشذوذ والانحرافات السلوكية المختلفة التي تعبر عن مدى رفضهم لممارسة الفقهاء والمعممين للسياسة من منطلق الحض على كراهية الآخر.
- أن المليشيات التابعة لإيران مارست كل أنواع العنف والقتل والإرهاب، ونهب أموال الناس بالباطل، دون مراعاة لحرمة أو دين أو قربى أو وطن (مثل العمليات التي نفذتها فرق الموت التابعة للحرس الثوري بكل بقعة طالتها أياديهم الآثمة).
- أن إيران استخدمت فرق الموت؛ بغرض فرض الإرادة الإيرانية على الشعب العراقي وهذا ما يتنافى مع الحمية الوطنية العراقية.
- أن إيران تستخدم المقدرات العربية لتحقيق أهدافها فقط، حتى ولو جاءت على حساب الأهداف العربية وتدمير مجتمعاتها.
- إلقاء الضوء على الثروات الضخمة التي استطاع قادة الفصائل التابعة لإيران جمعها نظير ترويع الآمنين العراقيين لصالح إيران.
- تعزيز الانتماءات الوطنية لدى الشباب:
- حث الشباب خاصة والجماهيرية العربية عامة لتغليب الانتماء الوطني على الانتماء الطائفي.
- استدعاء مفاخر الشخصية العراقية وأمجادها التاريخية التي تعزز مشاعر الاعتزاز بعروبته.
- التذكير بالشعراء والكتاب والأدباء التي تعزز بواعث التماسك العروبي، خاصة أنه لا تزال قائمة منذ البعث العربي الاشتراكي.
- إحياء الأمل في الغد الذي سيكون مشرقًا بجهدهم وإيمانهم بوطنهم، بعيدًا عن الطائفية المقيتة التي زرعتها إيران بينهم.
- أن بلادهم أبدًا لم ولن تكون رديفًا أو تابعًا لعدو تاريخي لوطنهم، وتسبب في خرابها.
- أن إيران أبدًا لم ولن تكن يومًا قوة مضافة للعرب على النحو الذي روجت له، وإنما أرادت تقسيم العرب واتخاذ عملاء لها ليكونوا قوة مضافة إليها.
خامسًا: مسارات المواجهة
نعلم أن إيران، كما سبقت الإشارة، لديها القدرة على رسم أجندة ثقافية أسهمت في تحويل طهران إلى مركز لتغيير الانتماءات الأيديولوجية لدى شعوب العالم الإسلامي لصالح تعزيز نفوذها ومكانة وليها الفقيه. مستخدمة في ذلك أدوات قوتها الناعمة، التي وصفها جوزيف ناي في كتابه القوة الناعمة بأنها: «القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية، أو الاستمالة بالمساعدات بدلًا من الإرغام. بما يعني أن تجعل الآخرين يعجبون بك ويتطلعون إلى ما تقوم به فيتخذون موقفًا إيجابيًا من قِيَمك وأفكارك وبالتالي تتفق رغبتهم مع رغبتك.
وعلى هذا، يتعين أن تتبلور الجهود العربية الرامية لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، في عدة مسارات مقترحة، تستهدف بالدرجة الأولى إعادة بناء الوعي العربي بناءً يوصد كل أبواب التغلغل إيراني، هي:
1- المسار العلمي والتعليمي:
الذي يسهم بناء معاني ومفاهيم وحقائق علمية وثقافية؛ من شأنها تعزيز الانتماء للأوطان والإيمان بالعروبة. على تنهض بهذا المحافل العلمية والثقافية العربية والجامعات والمعاهد والمؤسسات والمراكز المعنية؛ لمحو أي أثر للنفوذ الإيراني، من خلال:
- الوقوف على الأبعاد الدينية والمذهبية والفكرية للمجتمعات الواقعة في دائرة الاهتمام الإيرانية، ومن ثم تحديد المناطق التي استهدفتها بنشر المذهب الشيعي، ومن ثم اقتراح الآليات المناسبة لتفكيك البؤر الشيعية التي زرعتها داخل بعض الدول.
- إجراء الدراسات العلمية حول أسباب تحول بعض الأفراد إلى المذهب الشيعي في العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة؛ ودراسة سبل المعالجة العلمية لهذه الأسباب، منعًا لانتشارها أو توسعها في المستقبل.
- العمل على إنشاء فرع لجامعة الأزهر باليمن وسوريا، وفرع لجامعة القاهرة بالعراق.
- زيادة المنح العلمية لأبناء العراق وسوريا واليمن، من خلال مسابقات عامة بالجامعات العربية.
- تخصيص مصر لعدد من المنح الدراسية في المجالات المختلفة لأبناء زعماء القبائل والعشائر ولذوي النفوذ المحليين.
- إنشاء عدد من المعاهد الأزهرية الكافية باليمن؛ نظرًا لانتشار الجهل والخرافات بين أهله، وللمكانة التي يحظى بها بينهم.
- تعزيز العلاقات الثقافية والع