انتهاء الهدنة الإعلامية.. إيران تنتقد السعودية بشدة على خلفية اجتماع «الترويكا الأوروبية»

- 21 نوفمبر 2021 - 306 قراءة

وجهت إيران انتقادات شديدة للمملكة العربية السعودية على خلفية احتضان الرياض لاجتماع ضم مسؤولين كبارًا من "الترويكا الأوروبية" والولايات المتحدة.

وتؤشر التصريحات الإيرانية إلى انتهاء الهدنة الإعلامية بين البلدين، والتي تم التوصل إليها خلال جولات التفاوض السابقة بين البلدين.

وانتقدت إيران ما وصفته بالاتهامات “الملفقة” التي وجهت إليها بشأن أنشطتها، خلال الاجتماع الذي جرى، قبيل استئناف طهران والقوى الكبرى المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي.

وأكدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية في اجتماع الخميس، لدول الخليج العربية، أن مصالحها الأمنية ستؤخذ في الاعتبار لدى استئناف المفاوضات مع طهران بهدف إحياء الاتفاق.

ورحّبت واشنطن ولندن وباريس وبرلين “بجهود” دول المنطقة “لتخفيف تصعيد التوتر وتشجيع الحوار”، مع تأكيد التصميم “على مواصلة مواجهة القلق الأوسع في المنطقة في مجال الأمن” خصوصا برنامج الصواريخ الإيرانية.

ورأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في بيان، أن “الاجتماع والبيان الصادر عمّا يسمى بمجموعة العمل المؤلفة من الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية ودول مجلس التعاون للخليج الفارسي، ملفق واستعراضي ويفتقد للشرعية إلى درجة أنه لا يستحق حتى الرد عليه”.

واعتبر أن الولايات المتحدة بصفتها “الطرف الذي خرج من الاتفاق النووي والمسؤول عن الوضع الراهن وبصفتها الدولة الوحيدة المستخدمة للسلاح النووي (…) تسعى مرة أخرى إلى خلق الأزمة وتأزيم الأجواء ضد إيران”.

موقف الخارجية الإيرانية الأخير يعكس عودة التشدد الإيراني وعدم حماسته للتهدئة مع المملكة حيث ترى طهران في حرص القوى الغربية على إرسال رسائل طمأنة للسعودية استفزازا لها

ورأى أن “الدول التي يجب أن تتحمل مسؤولية مغامراتها واعتداءاتها في المنطقة ومنها العدوان المستمر على اليمن منذ 7 أعوام، لا يمكنها أن تطرح في مقام المدعي اتهامات لا أساس لها ضد الآخرين وأن تتنصل من مسؤولية هذه الجرائم وتحرف أذهان الرأي العام”.

وفي هذا الموقف إشارة واضحة إلى السعودية، الخصم الإقليمي الأبرز للجمهورية الإيرانية. وتقود الرياض منذ 2014، تحالفا عسكريا داعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في مواجهة المتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران.

ويرى مراقبون أن التصريحات الإيرانية، لا تخدم بالواضح جهود تطبيع العلاقات مع السعودية، والتي بدأت قبل أشهر برعاية عراقية.

وكانت الرياض عقدت خمس جولات تفاوض مع طهران، أربع منها قبل وصول المحافظ إبراهيم رئيسي إلى سدة السلطة في إيران.

ويقول المراقبون إن الموقف الأخير للخارجية الإيرانية يعكس عودة التشدد الإيراني، وعدم حماسته للتهدئة مع المملكة، لافتين إلى أن إيران ترى في حرص القوى الغربية على إرسال رسائل طمأنة للسعودية وباقي دول الخليج قبل استئناف المفاوضات استفزازا لها.

وتستعد إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي، بمشاركة أميركية غير مباشرة، لاستئناف مباحثات فيينا في التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري.

وأبرمت إيران وكلّ من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، اتفاقا في 2015 بشأن برنامجها النووي أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

وردا على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجا عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب كرئيس للولايات المتحدة في مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده إلى الاتفاق، بشرط عودة إيران لالتزاماتها. وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، ست جولات مباحثات في فيينا بين أبريل ويونيو.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.