<< المؤتمر تضمن محاور هامة تتعلق بأهمية مواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتكاتف ضد إيران لحماية المنطقة من تهديداتها وتحركات وكلائها
<< وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حاول تبديد مخاوف الدول الحليفة والشريكة من تخلي إدارة بايدن عن الدور الأمريكي في مواجهة التهديدات الأمنية والعسكرية المحتملة التي "قد" تتعرض لها تلك الدول
على مدى 3 أيام، استضافت مملكة البحرين أعمال الدورة السابعة عشرة لمؤتمر "حوار المنامة"، الذي نظمته وزارة خارجيتها بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو معهد أبحاث بريطاني مهتم بالشؤون الدولية والصراعات السياسية والعسكرية.
وناقش المؤتمر الذي يعقد سنويا منذ 2004، قضايا الأمن الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وسبل تحقيق السلام بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)، وما يتعلق بأمن المضائق المائية في الخليج العربي والبحر الأحمر، وتحديات الإرهاب والمليشيات، والتهديدات الإيرانية المباشرة أو عبر قوات حليفة لها.
وحظي "حوار المنامة" الذي عقد خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، بمشاركة واسعة من رؤساء ووزراء دفاع وخارجية، ومستشاري الأمن القومي، وقادة عسكريين، ودبلوماسيين، إضافة إلى نخبة من الخبراء وأصحاب الرأي والمفكرين والباحثين من دول العالم.
وتضمنت جلسات المؤتمر السبع محاور هامة، تتعلق بأهمية مواجهة المخاطر والتحديات المحيطة بالمنطقة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتكاتف ضد إيران لحماية المنطقة من تهديداتها وتحركات وكلائها، ودعم حرية الملاحة والتجارة عبر مضيقي هرمز وباب المندب.
كما تناولت محاور المؤتمر، سياسة الدفاع الأمريكية في الشرق الأوسط والخليج وآسيا، والدبلوماسية والردع، وتعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول، وإنهاء الصراعات في المنطقة، وديناميكيات الأمن في البحر الأحمر، والمليشيات والصواريخ وانتشار الأسلحة النووية.
وتحدث في المؤتمر الذي غاب عنه وزير الخارجية السعودي لأسباب غير معروفة، وزراء خارجية البحرين ومصر والأردن والعراق وليبيا واليمن واليونان والإمارات، ووزراء الدفاع في الولايات المتحدة وإندونيسيا وماليزيا.
كما تحدث خلاله مستشارو الأمن القومي في العديد من الدول، إلى جانب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وسعت الولايات المتحدة من خلال وزير دفاعها لويد أوستن، إلى تبديد مخاوف الدول الحليفة والشريكة، من تخلي إدارة جو بايدن عن الدور الأمريكي في مواجهة التهديدات الأمنية والعسكرية المحتملة التي "قد" تتعرض لها تلك الدول.
وشدد مسؤولون عرب مشاركون في جلسات المؤتمر، على أن التحديات التي تواجهها المنطقة، تتطلب دبلوماسية عربية تقود جهود حل الأزمات الإقليمية، وتأخذ المنطقة نحو مستقبلٍ يسوده الأمن والاستقرار.
وذهبوا في حديثهم إلى أنه لا يمكن تحقيق ذلك، دون حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي يجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، كما صرح بذلك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مشاركته.
وتصدرت إيران وملفها النووي جلسات المؤتمر، حيث ناقش المشاركون احتمالات التعامل مع طهران حال فشلت جولة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا نهاية الشهر الجاري.
ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، فإن بلاده "تمضي نحو فيينا بهدف التركيز على رفع العقوبات عن إيران، وتأمل أن تلتزم الأطراف الأخرى بالعزم والجدية لتحقيق نتيجة عملية".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، أن طهران "سترد بحزم على الأطراف الأخرى في حال كانت نواياهم غير جدية وغير بناءة".
ولمزيد من طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، أكد أوستن أن إدارة بايدن ستسعى لمواجهة التهديدات الإيرانية في ذات الوقت الذي تحاول فيه إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
ومن المنتظر أن تبدأ حوله جولة مفاوضات جديدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني في فيينا، مع التشديد على "الخيارات المفتوحة" أمام إدارة بايدن إذا رفضت إيران العودة إلى المفاوضات.
لكن الولايات المتحدة، وفقا للوزير أوستن، "لن تدخل في صراع انتقامي مع إيران والقوات التي تعمل بالوكالة عنها، لكن إذا أردنا الرد على إيران فسيكون ردنا حاسما" بحسب كلمته في المؤتمر.
وأضاف أن "تهديدات إيران ووكلائها واسعة النطاق. يجب أن نعمل معا للدفاع المشترك عن أمن المنطقة، ويجب على إيران أن تعلم أنها لا تستطيع أن تقوض علاقاتنا مع دول المنطقة".
وفي هذا السياق، قال منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، إن فشل مفاوضات فيينا سيدفعنا إلى "استخدام أدوات أخرى" لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي بما فيه "القوة العسكرية" التي لن تغير سلوك إيران، لكنها يمكن أن توقف برنامجها النووي.
ونفى المسؤول الأمريكي إمكانية عودة الانفتاح الدولي على سوريا في ظل استمرار الحكومة الحالية.
كما أكد أن الولايات المتحدة تدعم سيادة العراق ودستوره ومؤسساته الشرعية، بما يعزز أمن المنطقة والتزام واشنطن بإقامة تحالف طويل الأمد معه، ومساعدته عسكريا ومواصلة تدريب جيشه وقوات البيشمركة حتى يتمكن العراق من الدفاع عن سيادة أراضيه.
وبحسب ماكغورك، فإن الشرق الأوسط أولوية غير قابلة للاستبدال بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، مؤكداً "الالتزام الأمريكي العسكري في شمال شرق سوريا"، مشيرا إلى أنه "إلى الآن لم يحصل تطبيع حقيقي مع الحكومة السورية".
ويعتقد مستشار الأمن القومي (الإسرائيلي) إيال حولاتا، أن العالم قد "وصل مع إيران إلى مرحلة حرجة، وأنه حان الوقت لكي نبعث برسالة مشتركة إلى طهران مفادها: أننا لن نسمح لها أبدا بامتلاك سلاح نووي يدخل المنطقة في سباق تسلح نووي"، مؤكدا أن النظام الإيراني لن يغير سياسته ما لم "نرغمه نحن جميعا".
وحول اليمن، جدد وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك تأكيد أن فشل المشروع الإيراني في اليمن سيضمن فشله في المنطقة بأسرها، وإن نجاحه في اليمن سيفتح مرحلة جديدة من الصراع، ويؤدي إلى دائرة أخرى من العنف والفوضى في كافة أرجاء المنطقة، من خلال مشروعها التوسعي في المنطقة العربية
وحذر الوزير اليمني من أن سيطرة جماعة الحوثي على مدينة مأرب الحيوية الغنية بالطاقة، ستكون كارثة في مستوى انهيار السد القديم الذي دمر مدينة مأرب، ومملكة كاملة.
وخلص المشاركون إلى التعهد بالالتزام بأمن المنطقة في مواجهة التحديات وتبادل المعلومات مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وعدم استبعاد أي حلول أخرى حال فشل محادثات النووي مع إيران والدفاع الأمريكي عن الدول الحليفة في مواجهة أي عدو.
كما خلصوا إلى حماية أمن الممرات البحرية في المنطقة، والدفاع عن سيادة العراق ضد أي طرف يحاول خرقها، ومناصرة الشعب اللبناني وتعزيز منظومته الأمنية، إلى جانب تعزيز التعاون العسكري والأمني بين دول المنطقة.
وضمن مخرجات المؤتمر، الاستمرار بالعمل للتوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم جهود مكافحة "داعش" ومختلف التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى قضايا أخرى.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية