كُرد إيران... ملاحقات بالداخل والخارج

- 20 يناير 2024 - 248 قراءة

منظمة "هنغاو" الحقوقية: 40% من النشطاء المحكوم عليهم بالسجن والجلد والحرمان الاجتماعي خلال 2023 ينتمون للعرقية الكُردية

 

"الديمقراطي الكردستاني" الإيراني: في السنوات الأربع الماضية شنت إيران العديد من الهجمات بالصواريخ والمسيرات على مخيمات اللاجئين السياسيين الكردستانيين الإيرانيين مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين

 

الناشط الكردي الإيراني سوران خدري: نضال الشعوب المضطهدة صعب ويحتاج إلى نفس طويل خاصة في زمن مصالح الدول والنظام العالمي

 

المعارضة الكُردية الإيرانية متواجدة في كُردستان العراق وحكومة الإقليم لديها علاقات دبلوماسية وسياسية وإقتصادية وهو ما يضعف موقف المعارضة

 

 

كسائر أعوامهم مضي عام 2023 صعبًا على الكُرد فى إيران، بعد أن انطفأت ذروة الغضب الشعبي على مقتل الفتاة الكُردية مهسا أميني، الذى واجهته السلطات الإيرانية بحزم وعنف شديدين.

وبالمقارنة بأوضاع الكُرد فى سوريا أو العراق تبدو الصورة قاتمة لكُرد إيران، ففي الوقت الذى يتمتع فيه نظراءهم وجيرانهم باستقلال ذاتي سواء بحكم الدستور كما هو الحال فى كردستان العراق، أو بحكم الأمر الواقع كما هو الوضع بشمال شرق سوريا، نجد كُرد إيران تعلق لهم المشانق في الميادين العامة، ومازال مجرد الحديث باللغة الكردية جريمة يعاقب عليها القانون.

ووفقًا للتقارير الحقوقية فقد شهد عام 2023 إعدام 151 من المدنيين الكُرد فضلًا عن اعتقال 1025، كما قتل 20 كُرديا داخل السجون منهم 8 فقدوا أرواحهم جراء التعذيب.

وكشف التقرير الختامي لمنظمة هنغاو الحقوقية الإيرانية عن عام 2023 تعرض 41 عتالًا كُرديًا للقتل وإصابة  292 آخرين خلال البحث عن قوت أولادهم.

وأشار التقرير إلي أن عام 2023 شهد محاكمة 225 مدني كُردي لأسباب مختلفة بينهم 7 تم الحكم بإعدامهم، والباقون تم الحكم عليهم بالجلد والسجن.

واستنادًا إلى إحصائيات "هنغاو"، فإن 40% من النشطاء المحكوم عليهم بالسجن والجلد والحرمان الاجتماعي، من قبل النظام القضائي في إيران خلال 2023، ينتمون للعرقية الكُردية.

 

ملاحقة المعارضة الكردية بالخارج

 

ولا تكتفي إيران بالتنكيل بمواطنيها الكُرد فى الداخل فقط بل تطاردهم في الخارج أيضا، ولا يتوقف الحرس الثوري عن شن هجمات صاروخية تستهدف معاقل الأحزاب الكردية المعارضة لنظام الملالي والتي تتخذ من إقليم كردستان مقرًا لها.

وبحسب تقارير ينشط في إقليم كردستان عدة أحزاب إيرانية كردية معارضة، تنتمي إلى مناطق كردستان إيران مثل محافظة كردستان، وكرمانشاه ومحافظة إيلام الذين غادروا إيران هربًا من القمع الذي تمارسه السلطة ضدهم.

ومن الأحزاب الإيرانية المتواجدة بكردستان العراق الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وجماعة الدعوة والإصلاح، وحزب الحرية الكردستاني (باك)، وحزب الحياة الحرة الكردستاني (بجاك)، وحزب خبات، وكوملة.

وأواخر أغسطس/آب الماضي، أعلنت إيران توصلها إلى اتفاق مع العراق لنزع سلاح المجموعات الكردية المعارضة لنظام الملالي، ونقلها من إقليم كردستان العراق وإخلاء الثكنات العسكرية التي أقامتها هناك ونقلها إلى المعسكرات التي خططت لها الحكومة العراقية.

ووفقًا للاتفاق الذي جاء بعد تهديد إيراني بتوسيع عملياتها العسكرية داخل العراق، أعلن حرس الحدود العراقي، عن بناء أكثر من 100 برج مراقبة على حدود إقليم كردستان العراق مع إيران.

ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن قائد عسكري رفيع في الحرس الثوري الإيراني، أن أمام العراق عشرة أيام فقط لنزع سلاح الجماعات الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان، ملمحًا إلى أنه في حال لم يتم ذلك فإن طهران ستعود مجددًا لاستهداف هذه الجماعات.

وعلى إثر التهديدات الإيرانية، طالب الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، في بيان له بتاريخ 9 سبتمبر/أيلول الماضي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بالتدخل بقوة لمنع أي هجوم عسكري قد تشنه إيران على اللاجئين الكُرد الإيرانيين على أراضي إقليم كردستان.

وكشف بيان الحزب أن إيران قامت خلال العقود الثلاثة الماضية باغتيال مئات اللاجئين والناشطين السياسيين الكوردستانيين الإيرانيين على أرض الإقليم وفجرت القنابل على نشاطات الشباب والأطفال. وفي السنوات الأربع الماضية شنت العديد من الهجمات بالصواريخ والمسيرات على المخيمات الخاصة باللاجئين السياسيين الكردستانيين الإيرانيين مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين واللاجئين وإصابة آخرين.

من جانبه، كشف الناشط والأكاديمي الإيراني ذوي الأصول الكردية سوران خدري عن عدم وجود قيادات كردية داخل إيران نتيجة السياسة القمعية التي ينتهجها نظام الملالي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى وجود أعضاء كُرد في المجلس الإيراني لكنهم لا يمثلون القضية الكردية إنما جزء من منظومة السياسية الإيرانية.

وأكد خدري في تصريحات خاصة لـ"كردستان" إن المعارضة الكردية تطالب بحقوق الكُرد في سياق القانون الدولي وميثاق حقوق الإنسان، وحتي إذا لم تحصل على ما تناضل من أجله لكنها استطاعت أن تبني فكرة الهوية في الوعي الفردي الكُردي.

وأشار الناشط والأكاديمي الإيراني، إلى أن نضال الشعوب المضطهدة صعب ويحتاج إلى نفس طويل خاصة في زمن مصالح الدول والنظام العالمي متصلة بعضه ببعض.

 

القوى الكُردية والظروف الإقليمية والدولية

 

وحول أسباب ضعف تأثير القضية الكردية فى إيران قياسًا بنظرائهم فى سوريا والعراق، اعتبر الناشط الإيراني أن الأمر يتعلق باستراتيجية الدول الأوربية التي ترفض تغيير النظام الإيراني، خاصة أن معظم المعارضة الكُردية متواجدة في كردستان العراق وحكومة الإقليم لديها علاقات دبلوماسية وسياسية وإقتصادية، وهو ما يضعف موقف المعارضة الكُردية الإيرانية حيث لا تستطيع حاليًا الوقوف ضد مصالح حكومة الإقليم.

كما يري خدري وهو باحث فى التاريخ والقانون الدولي أن القوى الإقليمية في المنطقة لا تساند، أو ليس لديها خطة لمساعدة الكُرد في إيران، في حين أن النظام الإيراني يستفيد من كل فوضى ومشاكل سياسية في المنطقة من أجل توسيع هيمنته على المنطقة، خاصة دول الخليج.

وبحسب الناشط المقيم بلندن فإن استراتيجية الدول الأوربية ليست تغيير النظام الإيراني إنما إيجاد إصلاحات سياسية واقتصادية تتناسب مع مصالح الدول الغربية وتحافظ على توازن القوى في المنطقة بين العرب والفرس، أو بين السنة والشيعة.

 

دور الأحزاب الكردية

 

ولفت خدري إلى أن تعداد كُرد إيران يقارب 12 مليون نسمة، ويمثلون قوة ضغط على النظام ولديهم تأثير سياسي على سياسات النظام الداخلية والخارجية، معتبرًا أن  النظام لا يستطيع أخذ أي خطوة دون مراعاة تأثيرها على القضية الكُردية.

وحول استراتيجية القوي والأحزاب الكردية، أكد الناشط أن أهم ما يجب فعله هو الحفاظ على الهوية الكردية وتعريف الذات سياسيًا، معتبرًا أن الأحزاب الكردية نجحت في التعبير عن القضية الكردية إلى حد ما خاصة فى ظل ضعف الإمكانيات وصعوبة الأوضاع الإقليمية وحسابات المصالح الدولية، لكن رغم كل  العوائق استطاعوا أن يحافظوا على القضية الكردية في أذهان الفرد الكردي وهذا في حد ذاته إنجاز كبير.

وبسؤاله، كيف ترون العام المنصرم بالنسبة للقضية الكردية في إيران، أكد خدري أن القضية الكردية في العام الماضي وصلت إلى أذهان كثير من الأشخاص حول العالم وخاصة بعد مقتل جينا أمينى أو مهسا امينى والتي اكتسبت قضيتها شعبية وتعاطفًا كبيرين حتى فى أوساط الشعوب العربية مشيرًا إلى أنه رغم مأساة الحادث، إلا أنه كان له مظاهر إيجابية حيث أثبت وحدة الشعب الكُردي ومدى إصرار الشعب الإيراني على تغيير نظام الملالي.

وأشار إلى أن الشعب الكُردي في إيران استطاع بالتعاون والتنسيق مع الشعوب الأخرى سواءً البلوش، الأحوازيين العرب، تركمان، أذريين وغيرهم من المكونات منع النظام الإيراني من مسح الثقافات غير الفارسية بالبلاد.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.