يدين مركز الخليج للدراسات الإيرانية الجرائم الوحشية والانتهاكات الواسعة النطاق التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تتواصل منذ أسابيع عمليات الإعدام الميداني، والقصف العشوائي، والحصار الكامل للمدينة، في مشهدٍ مروّعٍ يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقد وثّقت منظمات حقوقية وتقارير إعلامية دولية مشاهد صادمة تُظهر جثثًا متفحمة لمدنيين أُعدموا بدمٍ بارد في شوارع الفاشر، إلى جانب دمار واسع في الأحياء السكنية ومخيمات النازحين. كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية وتقارير الأمم المتحدة آثار القصف والحرق المتعمد لمنازل المدنيين في مناطق عدة من المدينة ومحيطها، فيما تشير التقديرات إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين يوميًا نتيجة القصف ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.
ويؤكد المركز أنّ ما يجري في الفاشر ليس صراعًا عسكريًا مشروعًا، بل حملة إبادة جماعية ممنهجة تستهدف المدنيين على أسس عرقية وجغرافية، بهدف فرض السيطرة بالقوة وإخضاع السكان عبر الإرهاب والعنف المفرط.
ويُحمّل مركز الخليج للدراسات الإيرانية قوات الدعم السريع وقيادتها السياسية والميدانية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، ويطالب الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لـ:
كما يُحذّر المركز من أنّ استمرار الصمت الدولي والإقليمي إزاء هذه الجرائم سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، وسيُشكّل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي فشل في حماية المدنيين من القتل والتجويع والإبادة.
ويجدد مركز الخليج للدراسات الإيرانية تضامنه الكامل مع الشعب السوداني الشقيق في محنته، مؤكدًا أن استقرار السودان وأمن دارفور ركيزة أساسية لاستقرار القارة الإفريقية والمنطقة العربية، وأنّ وقف الحرب ومحاسبة الجناة هو الطريق الوحيد لحماية الإنسان السوداني وإنقاذ ما تبقّى من الدولة السودانية.
القاهرة/ لندن
28 أكتوبر/تشرين الأول 2025
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية