«تقرير الحالة الإيرانية» للأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، (يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، ومارس/ آذار)، يصدره «مركز الخليج للدراسات الإيرانية»، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة، وكاشفًا بالوقائع والتفاصيل والتواريخ عن عدد من الأحداث التي مرت بها إيران خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، التي اعتبرها المراقبون مصيرية بمعنى الكلمة، حيث كان لها وقع إقليمي ودولي، وكانت بمثابة مواقف مفصلية للنظام الإيراني، سواء على المستوى الداخلي، في علاقته مع الشعوب الإيرانية الساخطة جرّاء الأزمة الاقتصادية الخانقة، أو على المستوى الخارجي فيما يخص علاقة طهران بمحيطها الإقليمي، والدولي، وخاصة في إطار التوترات القائمة مع الولايات المتحدة.
وكان أبرز ما حدث خلال هذه الأشهر الثلاثة، هو عملية اغتيال قاسم سليماني، الجنرال البارز في «الحرس الثوري»، ومهندس التدخلات الإيرانية الإقليمية، في عملية نوعية نفذتها الولايات المتحدة مطلع يناير/كانون الثاني، وكانت بمثابة «زلزال سياسي» في المنطقة برمتها.
وعقب مقتل سليماني ومن معه، شنت إيران ضربة صاروخية «مسرحية» على قاعدة (عين الأسد) العسكرية الأمريكية، شمال العراق، لاسترضاء الرأي العام الداخلي والإقليمي، زاعمة سقوط 80 قتيلًا في صفوف الجنود والموظفين الأمريكيين والغربيين العاملين في القاعدة، ثم اتضح أن الهجوم أسفر عن خسائر مادية وإصابات طفيفة!
أمّا الحدث الثاني من حيث الأهمية، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، فهو حادث إسقاط «الطائرة الأوكرانية» بصاروخ أطلقه «الحرس الثوري»، وما تبع ذلك من أكاذيب نشرها الإعلام الإيراني الرسمي بشأن هذا الحادث، حتى الاعتراف الرسمي بالمسؤولية عنه.
وأدى ذلك، إلى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة النطاق في البلاد، اتهم خلالها المحتجون رأس النظام، المرشد علي خامنئي، بالكذب، مطالبين برحيل نظام الملالي برمته عن سدة الحكم. وهي الاحتجاجات التي قوبلت بقمع وحشي من السلطات الإيرانية، كان له صدى دوليًا على مستوى العالم، حيث أكد استمرار سياسة «القبضة الحديدية» التي ينتهجها ملالي طهران في تعاملهم مع الاحتجاجات الشعبية السابقة، وربما اللاحقة.
وبينما كانت طهران تحتفل في فبراير/شباط بمرور 41 عامًا على ثورة الخميني، التي اندلعت في الشهر نفسه من عام 1979، احتل تفشي فيروس كورونا عناوين الأخبار، وبات الشغل الشاغل للإيرانيين الواقعين تحت حصار اقتصادي خانق. وبحلول مارس/آذار كان المرض قد حصد أرواح مئات الإيرانيين، وأصاب الآلاف منهم، وبدا يتحول إلى جائحة أدت إلى إغلاق عام، أسهم في زيادة الشعور بالاختناق لدى المواطنين الإيرانيين.
وعمد نظام الملالي وإعلامه إلى «تسييس الوباء»، حيث أشارت برامج في التليفزيون الإيراني الرسمي إلى أن فيروس كورونا ربما يكون «سلاحًا بيولوجيًا» أمريكيًا، كما غرد المرشد علي خامنئي نفسه، في صفحته الرسمية على موقع تويتر، متحدثًا عن «هجوم بيولوجي»!
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية