قصة لاعبي كرة القدم والمتحولين جنسيًا من الرياضيين في إيران، ملف شائك في أرشيف ذكريات كرة القدم الإيرانية النسائية، يتم تجنب الحديث عنها في كثير من الأحيان، بحجة أن إثبات الأمر سيكون وصمة عار في تاريخ الرياضة النسائية الإيرانية.
بدأت كرة القدم النسائية في إيران في عام 1996، كانت هذه الرياضة الجديدة التي تحاول الخروج للنور بالنسبة للنساء، مازالت غير منتشرة ولا تجذب أنظار الكثير من النساء، لكنها فتحت الباب أمام الرجال المتحولين جنسيًا، أي الذين ولدوا ذكورًا، ولكنهم عاشوا بهوية جنسية أنثوية.
التحول الجنسي، أمر شائع في الجمهورية الإيرانية، وغير محرم عندهم لفتوى مؤسس الجمهورية، موسوي الخميني، في الثمانينات، ففي السنوات الأولى لنجاح الثورة الإيرانية، جاء رجل يدعي "فريدون"، محاولًا مقابلة زعيم الجمهورية الجديد، الخميني، ليعرض عليه مشكلته التي كانت تتعلق بهويته الجنسية، فهو ذكر لكنه يشعر أنه امرأة ويرغب في التحول ويبحث عن فتوى شرعية من رجال الدين للقيام بعملية التحول الجنسي.
بعد الكثير من المناقشات، أصدر الخميني فتوى بإيجاز التحول الجنسي، في بداية الأمر، لم تكن عمليات التحول الجنسي متاحة في إيران، لكن بمرور الوقت أصبح التحول الجنسي مألوفًا للغاية في إيران.
في التسعينات، وقت إنشاء الاتحاد النسائي لكرة القدم في إيران، لم تكن حالات التحول الجنسي، منتشرة كما هو الحال الآن، لذلك تم قبول عدد من اللاعبات اللاتي خضعن لهذه العملية، وعند تشكيل المنتخب الوطني لكرة القدم النسائية دخل عدد كبير من اللاعبات المتحولات جنسيًا إلى اللعبة.
تقول إحدى المدربات المخضرمات لفريق كرة القدم النسائي الإيراني، في مقابلة صحفية قديمة: "لم نكن على علم ودراية جيدة بمسألة التحول الجنسي، كنا فقط سعداء بوجود لاعبات يتمتعن بقوة بدنية عالية مثل الرجال ويؤدين بشكل جيد في التدريبات على أرض الملعب"، حينها لم تكن تعلم المدربات والمدربين بأن اللاعبات متحولات جنسيًا.
مؤخرًا، تصدرت رسالة من رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، كان قد نشرها على حسابه الشخصي على موقع توتير عناوين الصحف، خارج إيران، كانت رسالته التي تتضمن صورة "زهرة كودائي"، حارسة مرمى الفريق الوطني الإيراني لكرة القدم النسائية، ويطالب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأن يحقق في جنس السيدة كودائي، بعد الشكوك من الجانب الأردني أن اللاعبة رجل وليست سيدة.
حارسة منتخب إيران للسيدات زهرة قدي
أقيمت مباراة بين المنتخبين الإيراني والأردني في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستطاع المنتخب الإيراني انتزاع الفوز وهزيمة نظيره الأردني في تصفيات كأس آسيا، التي وصل إليها المنتخب الإيراني لكرة القدم النسائية لأول مرة، لكن فجأة قرر رئيس الاتحاد الأردني نشر شكوكه المزعومة حول جنس حارسة مرمى الفريق الإيراني بعد شهرين من المباراة.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يفعل فيها الأردنيون ذلك الأمر، ويثيرون نفس المسألة، ففي بطولة غرب آسيا عام 2011 تم تتويج المنتخب الإيراني لكرة القدم النسائية كوصيف للفريق الفائز، كما فازت اللاعبة الإيرانية "مريم رحيمي"، بجائزة أفضل لاعبة في البطولة، بسبب أدائها الرائع في مباراة فريقها مع المنتخب الأردني.
حينها تصدرت "مريم رحيمي"، عناوين الصحف الأردنية، لكن ليس لمهاراتها وقدراتها الفنية العالية، ولكن للتشكيك في جنسها كما حدث مؤخرًا مع زهرة كودائي، فكانت العنوان الأبرز للصحافة الأردنية آنذاك "زهرة آسيا رجل"، في إشارة إلى السيدة رحيمي.
ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية