لايحدث إلا في العالم العربي

- 1 مايو 2022 - 488 قراءة

منذ سقوط الدولة العثمانية وإسدال الستار عليها وماقد تمخض عنها من خضوع البلدان العربية للإستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي وماذاقته من الامرين على أياديها، ومن ثم إستقلالها من جراء تصديها ومقاومتها لهذا الاستعمار الغاشم ونيلها إستقلالها الواحدة تلو الاخرى، فإن هذه البلدان واجهت ومن خلال الاحداث والتطورات التي جرت الکثير من الاخطار والتهديدات وعلى رأسها تأسيس الکيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، لکن لم تصل أي من هذه الاخطار والتهديدات الى مستوى الخطر والتهديد الذي مثله ويمثله نظام الملالي لهذه البلدان.

(إسرائيل) ومنذ نشوئها وخوض ثلاثة حروب ضدها من جانب الدول العربية، لم تتمکن أبدا أن تشکل خطرا وجوديا على أمن وإستقرار البلدان العربية ولم تتمکن أن تتعدى حاجز العمليات التجسسية وزرع جواسيس نظير"أيلي کوهين" الذي سمى نفسه " کامل أمين ثابت" في سورية ووصل الى مفاصل مهمة في الدولة السورية لکن سرعان ماأفتضح أمره فيما بعد وتم إعدامه، وحالات أخرى مماثلة أقل تأثيرا، وبذلك فإن (إسرائيل) لم يتعدى خطرها وتهديدها عن الحد والمستوى الخارجي ولم تتمکن من أن تشکل تهديدا داخليا للبلدان العربية، کما هو الحال مع نظام ولاية الفقيه في إيران والذي أصبح بمثابة کابوس لبلدان المنطقة وخطرا نوعيا بحيث تجاوزت خطورته المستوى والحد الذي بلغته الدول الاستعمارية التي کانت تحتل في يوما من الايام هذه البلدان!

إيران التي کانت تشکل أيضا في عهد النظام الملکي تهديدا للأمن القومي العربي تماما مثل ترکيا الاتاتورکية من حيث العلاقات القوية مع (إسرائيل)، لکن خطر إيران الملکية لم يصل أبدا الى حد ماوصل إليه نظام الملالي، بل وحتى إن إيران الشاه قد لزمت موقفا إيجابيا الى جانب العرب أثناء حرب رمضان 1973، التي حطم فيها الجيش المصري خط بارليف، بيد إن نظام الملالي لم يکتف بإنتهاك الحدود والسيادة الوطنية للدول العربية فقط وتجاوزها وإنما قام بفرض حالة غريبة في هذه البلدان قد لانجد لها من نظير في العالم کله، وهي تأسيس أحزاب ومنظمات وميليشيات تضع مصلحة شعوبها وأوطانها جانبا وتجعل مصلحة نظام الملالي فوق کل إعتبار آخر.

الأحزاب والميليشيات التابعة لنظام الملالي في البلدان العربية والتي هي في أفضل الاحوال بمثابة حصان طروادة أو طابور خامس ولکن مکشوف وبصورة صلفة وليس حتى سافرة، هذه الاحزاب التي کانت طليعتها حزب الله اللبناني، والذي کان من ضمن ماقد روج ويروج له هو الطعن بالنظام العربي الرسمي وطرح نفسه ومن على شاکلته من أحزاب وتنظيمات العمالة لنظام الملالي کبديل للأنظمة الوطنية في بلدانها!

هذه الاحزاب والميليشيات التي صار القاصي قبل الداني يعلم بأنها بمثابة کيانات مافيوية تغالي في تطرفها وتعتمد الاساليب الارهابية من أجل تحقيق أهدافها، تجاهر علنا بتبعيتها المطلقة وحتى ولائها وتقليدها للمرشد الاعلى للنظام خامنئي، بل وحتى إن معظم قادة هذه الاحزاب والميليشيات ويتقدمهم حسن نصرالله وهادي العامري اللذان يجاهران علنا بأنهما جنديان من جنود خامنئي. لکن الحقيقة الاهم التي لابد من لفت النظر إليها، هو إن البلدان التي تتواجد فيها هذه الاحزاب والميليشيات، تعاني من مشاکل وأوضاع بالغة السوء تعود في خطها العام الى الدور المشبوه الذي لعبته وتلعبه هذه الکيانات الطارئة والطفيلية في هذه الدول، ولو نظرنا الى الاوضاع في لبنان والعراق واليمن وسوريا ، لتبين لنا بأن هذه الاحزاب والميليشيات تلعب دور العدو أو المتربص شرا بشعوبها وأوطانها.

الذي يبعث على السخرية والتهکم، إن هذه الاحزاب والميليشيات التي ترفض أي إتجاه وطني ينأى بنفسه عن دور ونفوذ نظام الملالي، تتصدى له هذه التنظيمات العميلة کما حدث في لبنان عشية إختيار رئيس الجمهورية أو کما يحدث في العراق حاليا حيث تقف بوجه تشکيل حکومة غير خاضعة ومٶتمرة بأمر النظام الايراني کما حدث منذ إستشراء نفوذ نظام الملالي في العراق.

مايجري في العراق ولبنان واليمن وسوريا، ظاهرة فريدة من نوعها لانجد لها من نظير في العالم کله وهو أمر سلبي ومشبوه جملة وتفصيلًا ولايحدث إلا في العالم العربي وأساس اللعبة المقذرة التي قام بها نظام الملالي في هذه البلدان إستندت وتستند الى إستغلال العامل الطائفي وتسييسه من أجل مآرب مشبوهة وهو ماسنتناوله في مقالنا القادم بعون الله ومشيئته.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.